مسارات تنقل المنتدى - أنت هنا:منتدى نبراس المانجاكافعاليات و مسابقات: فعالية (فروسية المانجاكا) - (منتهية)مشاركة هبة- فئة المؤلفين
Please تسجيل الدخول or التسجيل to create posts and topics.
مشاركة هبة- فئة المؤلفين
#1 · 2023-09-23, 6:40 م
اقتبس من زينب جلال في 2023-09-23, 6:40 م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشاركة المؤلفة هبة
رابط المشاركة الاصلية:
https://www.facebook.com/groups/nebrasmangaka/posts/594271535988314/
نقل المشاركة:
ملاحظة المشاركة:
السلام عليكم... للأسف لم أعلم عن هذه المسابقة إلا اليوم صباحاً بالصدفة..وبسبب انشغالي في وظيفتي لم أجد متسعاً من الوقت لكتابة ما يليق بهذه المسابقة.. لذا لن أعتبر ما كتبت يستحق أن يعتبر من ضمن المشاركات التي تستحق التقييم فهي قصيرة جداً وأقرب للخاطرة و ليس فيها إبداع كما تتطلب المسابقة بل اعتبروها مشاركة متواضعة قصيرة لا أكثر...هربت زفرة تضجر أخرى من بين شفتي... لعل هذا كل ما كنت أفعله في الساعة الماضية... الاستسلام لشعور الضيق الخانق الذي التهمني بلا رحمة.وضعت ذراعيّ على الطاولة التي أجلس إليها وأسندت ذقني إليها بينما حدقت عيناي المتعبتان في الفراغ. أراهن أن جفنيّ الغائرين من أثر الارهاق وقلة النوم قد زينتهما هالات سوداء جعلتني أبدو كدب باندا بائس..."ما بالك تبدين كشخصية خرجت من رواية البؤساء؟" أتتني كلماته مرافقة لصوت ضحكته المتهكمة."دعني وشأني يا علاء فأنا لست في مزاج يسمح لي بالمزاح" أجبته بامتعاض وأنا أرسل زفرة حارة أخرى خرجت من الصميم.اقترب مني علاء وعلى ثغره ابتسامته المتفائلة المعهودة المناقضة لمعالم التعاسة التي طغت على محيّاي. "هلاّ أخبرتني عن سبب كل هذا الهمّ والشرود اللذان يعتريانك؟"اعتدلت في جلستي قبل أن أجيبه بشيء من التبرّم وأنا أفرك عينيّ: "من أين تريدني أن أبدأ يا علاء؟ القائمة تطول..."اتخذ علاء مقعداً قبالتي على الطاولة الصغيرة قائلاً برفق: "أعلم جيداً أن الإرهاق والانهاك قد نالا منك يا عزيزتي هبة في شهر رمضان... ما بين مسؤولياتك في بيتك كأمّ وزوجة وخارجه كموظفة بدوام طويل، وأعلم أيضاً أنك ما إن تكادين تخطين بقدميك داخل المنزل حتى تسارعي لإعداد وجبة الفطور في مسابقة مع الزمن وقد نال منك تعب الصيام. ولن أنسى أيضاً مأساة النوم المتقطع والقليل... ما بين الذهاب متأخراً للفراش بعد الانتهاء من جميع مسؤولياتك وعباداتك... والاستيقاظ لوجبة السحور وصلاة الفجر... والاستعداد للذهاب للدوام وإيصال بناتك لمدرستهن..."قاطعته هاتفةً باحتدام بالغ: "إذاً أنت تدرك تماماً ما أعانيه!"أرسل ضحكة قصيرة قبل أن يسترسل بقوله: "بالطبع يا صديقتي، وأنا أقدّر المشقة التي تلاقينها بشكل يوميّ. أعانك الله على كل تلك المسؤوليات والواجبات... ""لقد تعبت حقاً يا علاء... أشعر أحياناً أنني ما عدت أحتمل الاستمرار على هذا النحو..." قلت له بصوت يقطر كدراً في محاولةً التنفيس عما بنفسي، فحلقة الضغوطات والواجبات التي استحكمت حولي تكاد تسحقني من الأعماق. باغتتني موجة أخرى من الغمّة والإحباط انعكست بجلاء على كلماتي حين أردفت قائلة: "رمضان يفترض أن يكون شهر العبادات والطاعات.. شهر للروحانيات والتقرب من الله... إلا أنني أجد نفسي مستنزفة خائرة القوى ما بين هذه المسؤوليات ... وبالكاد أتفرغ لعباداتي ووردي من القرآن دون أن أستطيع الاستزادة منها كما أحبّ وأشتهي..."دفنت وجهي بين كفيّ بينما تفلت من صدري آهة صغيرة. "لا أخفيك سرّاً أنني بدأت أقتنع أنني قد خسرت الكثير من الأجر في هذا الشهر الفضيل...""أخطأت يا عزيزتي... فالعكس هو الصحيح" ردّ علي بنبرة طغى عليها هدوء يشيع في نفس سامعها الاطمئنان والراحة. "يبدو أنك لم تدركي بعد أن كل هذه المشقة هي مصدر للأجر والثواب العظيمين، فأنت تقومين بأعظم عبادة... ألا وهي الصبر!"أزلت يدي عن وجهي ونظرت إليه نظرة اعتراها الذهول وكأنما أسمع بتلك الكلمة لأول مرة في حياتي. رددت بنبرة فيها شيء من البلاهة: "الصبر؟""نعم الصبر!" هتف علاء بحماسة وعيناه تتوقدان ببريق مميز ترافق مع كلماته. "أوليس الصبر على المشقة والجهاد في أمور الدنيا وحتى الطاعات عبادة يحبها الله.. بل هي من أحب العبادات إليه؟ أولست تحملين على عاتقك كل تلك الأعباء وتقومين بها بكل إتقان وأنت صائمة وفوقها تسعين للاجتهاد في العبادات الأخرى؟ إن في صبرك على هذا كله ثواباً ما بعده ثواب، والله يحب الصبر ويجزي به أعظم الجزاء. ولا تنسي أن رمضان هو شهر الصبر أساساً... لذلك فإن ما ألمّ بك من تعانين منه من تعب واستنزاف هو طريق للأجر إن احتسبته لله... ونويتي الصبر على المشاق كما أمرك..."رمشت بعيني عدة مرات بينما أترك المجال لكلماته بالتغلغل بين ثنايا عقلي... باغتني شعور بالانشراح في صدري بعد أن كان للتو و كأنما ترزح فوقه صخرة عملاقة..."كيف فاتني ذلك؟" تمتمت بشرود... ما ألقاه علاء على مسامعي كان تماماً كمنبه أيقظني من غفوتي!"أنت محق يا علاء" حدثته وقد استحالت معالم البؤس على وجهي إلى ابتسامة استبشار مشرقة. "لقد كنت أظن خطأً أن هذا التعب هو نقمة... لكنه في الحقيقة نعمة لأنه يعلمني أهمية الصبر، ويفتح لي أبواباً من الثواب لا حصر لها!"هز علاء رأسه برضاً بالغ. "هو كذلك حقاً، فاحرصي على أن تكوني من الصابرين المصابرين الذين يحبهم الله ويكافئهم بما لا يخطر على بال!".
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشاركة المؤلفة هبة
رابط المشاركة الاصلية:
https://www.facebook.com/groups/nebrasmangaka/posts/594271535988314/
نقل المشاركة:
ملاحظة المشاركة:
السلام عليكم... للأسف لم أعلم عن هذه المسابقة إلا اليوم صباحاً بالصدفة..وبسبب انشغالي في وظيفتي لم أجد متسعاً من الوقت لكتابة ما يليق بهذه المسابقة.. لذا لن أعتبر ما كتبت يستحق أن يعتبر من ضمن المشاركات التي تستحق التقييم فهي قصيرة جداً وأقرب للخاطرة و ليس فيها إبداع كما تتطلب المسابقة بل اعتبروها مشاركة متواضعة قصيرة لا أكثر...
السلام عليكم... للأسف لم أعلم عن هذه المسابقة إلا اليوم صباحاً بالصدفة..وبسبب انشغالي في وظيفتي لم أجد متسعاً من الوقت لكتابة ما يليق بهذه المسابقة.. لذا لن أعتبر ما كتبت يستحق أن يعتبر من ضمن المشاركات التي تستحق التقييم فهي قصيرة جداً وأقرب للخاطرة و ليس فيها إبداع كما تتطلب المسابقة بل اعتبروها مشاركة متواضعة قصيرة لا أكثر...
هربت زفرة تضجر أخرى من بين شفتي... لعل هذا كل ما كنت أفعله في الساعة الماضية... الاستسلام لشعور الضيق الخانق الذي التهمني بلا رحمة.
وضعت ذراعيّ على الطاولة التي أجلس إليها وأسندت ذقني إليها بينما حدقت عيناي المتعبتان في الفراغ. أراهن أن جفنيّ الغائرين من أثر الارهاق وقلة النوم قد زينتهما هالات سوداء جعلتني أبدو كدب باندا بائس...
"ما بالك تبدين كشخصية خرجت من رواية البؤساء؟" أتتني كلماته مرافقة لصوت ضحكته المتهكمة.
"دعني وشأني يا علاء فأنا لست في مزاج يسمح لي بالمزاح" أجبته بامتعاض وأنا أرسل زفرة حارة أخرى خرجت من الصميم.
اقترب مني علاء وعلى ثغره ابتسامته المتفائلة المعهودة المناقضة لمعالم التعاسة التي طغت على محيّاي. "هلاّ أخبرتني عن سبب كل هذا الهمّ والشرود اللذان يعتريانك؟"
اعتدلت في جلستي قبل أن أجيبه بشيء من التبرّم وأنا أفرك عينيّ: "من أين تريدني أن أبدأ يا علاء؟ القائمة تطول..."
اتخذ علاء مقعداً قبالتي على الطاولة الصغيرة قائلاً برفق: "أعلم جيداً أن الإرهاق والانهاك قد نالا منك يا عزيزتي هبة في شهر رمضان... ما بين مسؤولياتك في بيتك كأمّ وزوجة وخارجه كموظفة بدوام طويل، وأعلم أيضاً أنك ما إن تكادين تخطين بقدميك داخل المنزل حتى تسارعي لإعداد وجبة الفطور في مسابقة مع الزمن وقد نال منك تعب الصيام. ولن أنسى أيضاً مأساة النوم المتقطع والقليل... ما بين الذهاب متأخراً للفراش بعد الانتهاء من جميع مسؤولياتك وعباداتك... والاستيقاظ لوجبة السحور وصلاة الفجر... والاستعداد للذهاب للدوام وإيصال بناتك لمدرستهن..."
قاطعته هاتفةً باحتدام بالغ: "إذاً أنت تدرك تماماً ما أعانيه!"
أرسل ضحكة قصيرة قبل أن يسترسل بقوله: "بالطبع يا صديقتي، وأنا أقدّر المشقة التي تلاقينها بشكل يوميّ. أعانك الله على كل تلك المسؤوليات والواجبات... "
"لقد تعبت حقاً يا علاء... أشعر أحياناً أنني ما عدت أحتمل الاستمرار على هذا النحو..." قلت له بصوت يقطر كدراً في محاولةً التنفيس عما بنفسي، فحلقة الضغوطات والواجبات التي استحكمت حولي تكاد تسحقني من الأعماق. باغتتني موجة أخرى من الغمّة والإحباط انعكست بجلاء على كلماتي حين أردفت قائلة: "رمضان يفترض أن يكون شهر العبادات والطاعات.. شهر للروحانيات والتقرب من الله... إلا أنني أجد نفسي مستنزفة خائرة القوى ما بين هذه المسؤوليات ... وبالكاد أتفرغ لعباداتي ووردي من القرآن دون أن أستطيع الاستزادة منها كما أحبّ وأشتهي..."
دفنت وجهي بين كفيّ بينما تفلت من صدري آهة صغيرة. "لا أخفيك سرّاً أنني بدأت أقتنع أنني قد خسرت الكثير من الأجر في هذا الشهر الفضيل..."
"أخطأت يا عزيزتي... فالعكس هو الصحيح" ردّ علي بنبرة طغى عليها هدوء يشيع في نفس سامعها الاطمئنان والراحة. "يبدو أنك لم تدركي بعد أن كل هذه المشقة هي مصدر للأجر والثواب العظيمين، فأنت تقومين بأعظم عبادة... ألا وهي الصبر!"
أزلت يدي عن وجهي ونظرت إليه نظرة اعتراها الذهول وكأنما أسمع بتلك الكلمة لأول مرة في حياتي. رددت بنبرة فيها شيء من البلاهة: "الصبر؟"
"نعم الصبر!" هتف علاء بحماسة وعيناه تتوقدان ببريق مميز ترافق مع كلماته. "أوليس الصبر على المشقة والجهاد في أمور الدنيا وحتى الطاعات عبادة يحبها الله.. بل هي من أحب العبادات إليه؟ أولست تحملين على عاتقك كل تلك الأعباء وتقومين بها بكل إتقان وأنت صائمة وفوقها تسعين للاجتهاد في العبادات الأخرى؟ إن في صبرك على هذا كله ثواباً ما بعده ثواب، والله يحب الصبر ويجزي به أعظم الجزاء. ولا تنسي أن رمضان هو شهر الصبر أساساً... لذلك فإن ما ألمّ بك من تعانين منه من تعب واستنزاف هو طريق للأجر إن احتسبته لله... ونويتي الصبر على المشاق كما أمرك..."
رمشت بعيني عدة مرات بينما أترك المجال لكلماته بالتغلغل بين ثنايا عقلي... باغتني شعور بالانشراح في صدري بعد أن كان للتو و كأنما ترزح فوقه صخرة عملاقة...
"كيف فاتني ذلك؟" تمتمت بشرود... ما ألقاه علاء على مسامعي كان تماماً كمنبه أيقظني من غفوتي!
"أنت محق يا علاء" حدثته وقد استحالت معالم البؤس على وجهي إلى ابتسامة استبشار مشرقة. "لقد كنت أظن خطأً أن هذا التعب هو نقمة... لكنه في الحقيقة نعمة لأنه يعلمني أهمية الصبر، ويفتح لي أبواباً من الثواب لا حصر لها!"
هز علاء رأسه برضاً بالغ. "هو كذلك حقاً، فاحرصي على أن تكوني من الصابرين المصابرين الذين يحبهم الله ويكافئهم بما لا يخطر على بال!"
.
انقر لإبداء عدم إعجاب.0انقر لإبداء إعجاب.0