ضربة-حظ-أم-ضربة-ملاكم

ضربة حظ أم ضربة ملاكم؟!!

عن القصة:

لطالما وجدنا انفسنا غارقين في ادنى مستويات اليأس؛ عاجزين امام صدمات الحياة ولكماتها المباغتة، غير ان الموازين قد تنقلب فجأة بطريقة لا تخطر لنا ببال، فهل هي ضربة حظ، ام ضربة ملاكم؟

التصنيف: قصة رمزية

– من الذي أطفأ الأنوار؟ بل كيف غربت الشمس فجأة!!

نطقت تلك الكلمات بحشرجة مخنوقة لم تتجاوز حلقها؛ ظلمة حالكة هبطت عليها؛ لتغرقها بسوادها القاتم، حتى أطبقت على أنفاسها، دون أن تترك لها بصيص أمل للنجاة!

وبقدر عتمة تلك الظلمة؛ سطع نقيضه ببريق وهّاج مفاجئ، كاد أن يخطف بصرها، فلم تنتبه لتلك الاسطوانة الحديدية الصلبة المندفعة نحوها بكل اصرار ،على شكل كيس ملاكمة قرر الانتقام أخيرا من جميع ملاكمي العالم عبر التاريخ فجأة! كل شيء كان يحدث فجأة.. الشيء ونقيضه فجأة، فكيف لها أن تتدارك الأمر بسرعة فجأة!!

– إنها النهاية بلا شك!

غير أنه في اللحظة الأخيرة، والتي أوشكت فيها تلك الاسطوانة على تهشيم وجهها، لتحيله إلى عجينة بائسة مختلطة بالدماء؛ اندفعت يد قوية من خلفها لتصد الاسطوانة بقوة رهيبة أذهلتها، حتى أنها شكت في نفسها، إن كان ما تراه حقيقيا، أم أنها قد بدأت أولى مراحل الغيبوبة إثر الصدمة!

– لا بأس عليك.. أنت لستِ وحدك في هذه الحياة!

كانت تلك الكلمات كالبلسم الشافي لها بلا شك، غير أن قوة المفاجآت المتتالية؛ لم تسعفها في العثور على كلمات شكر مناسبة!

وبينما كانت غارقة في صمتها، علّها تعثر على شيء تقوله؛ سمعت الصوت محذرا:

– انتبهي.. عليك أن تكوني أكثر حذرا الآن، فهذه الاسطوانة ستعود مرة أخرى ولكن بقوة أكبر، إنه قانون كيس الملاكمة المعروف، والذي يخضع لأحد أكثر قوانين الفيزياء صرامة!! أخشى أن يدي لن تكون كافية هذه المرة!

عندها.. انفرجت شفتاها عن ابتسامة امتنان عميقة، لتخرج كلماتها من حلقها بصوت مسموع أخيرا، وهي تشد على قبضتها بقوة:

– لا بأس.. فهذه المرة ستكون هناك يدان باستقبالها، لتدفعانها بقوة أكبر!

ساد صمت عميق، قبل أن يتكلم الصوت من جديد بنبرة ذات مغزى:

– ولكن هذا يعني أن ضربتها التالية ستكون أقوى وأقوى؛ فمن أين لنا بيد ثالثة عندها؟

فابتسمت وقد أدركت فحوى ذلك السؤال:

– إما أن تظهر لنا اليد الثالثة كما ظهرت يدك فجأة، او أننا سنكون معا أكثر قوة، فالله لم يخلق الناس للناس عبثا، أليس هذا هو فن التعامل مع لكمات الحياة؟!!

***

انتهت

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Tags: No tags

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية