بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كيف تكون كاتباً ومؤلفاً بارعاً؟
(التغذية البصرية والخلايا المرآتية)
*قائمة كتب مقترحة للمؤلفين

___________________________

قبل أن ندخل في موضوعنا الأصلي، يجدر بنا طرح هذا السؤال على كافة المؤلفين (أو من يطلقون على أنفسهم صفة”مؤلف”!) :

هل أنت “مؤلف” أم “منتج أفكار”؟!!

إجابة هذا السؤال بشكل صحيح، قد تساهم في حل مشاكل سوء الفهم عند غالبية المؤلفين الهواة والمبتدئين، والذي حاولنا تسليط الضوء عليه، من خلال الحلقة السادسة في سلسلة الوعي قبل السعي، والتي كانت بعنوان:

لكل مؤلف يبحث عن رسام!

باختصار:

معظم من يظنون أنهم مؤلفين، هم فعليا مجرد: (منتجي أفكار) مثلهم مثل الرسامين ولكن بدون مهارة الرسم!

وبالطبع انتاح الأفكار أمر جيد، ورائع أحيانا، ولكنه ليس تأليفا!

**

ولتوضيح ذلك بشكل أفضل؛ سنسلط الضوء على تجربة سابقة، لأحد التحديات الكبرى التي اشرفتُ عليها- بفضل الله- بين عامي (2016- 2020)، بعنوان:

تحدي الأفكار

تحت شعار: معا لنشر العفاف ومكافحة الانحراف..

______

كان محور التحدي تقديم فكرة لقصة عاطفية مؤثرة جدا، بحيث أنها إذا حُولت لرواية أو مانجا، جذبت المتابعين بشدة؛ بشرط أن تخلو الفكرة تماما من أي مشاهد منحرفة مهما كانت، وأن لا يكون بها ما يخدش الحياء العام، بل يجب ان تساهم ايضا، بالتنفير من أي مظهر للانحراف!

___

جاء ذلك التحدي في سياق توضيح الطريقة المثلى لتحسين “الفان سيرفس”، أو ما يعرف بخدمة المعجبين، والذي ارتبط بشكل كبير بالمشاهد غير اللائقة في أعمال الأنمي والمانجا!

في ذلك الوقت اشرت لنظريتين علميتين:

اولا: نظرية (استجابة الضفدعة):

من المعلوم أن الضفدعة لا تحتمل درجة حرارة الماء المرتفعة، وستموت إذا وُضعت في ماء مغلي، لذلك إذا وقعت الضفدعة بطريق الخطأ في ماء حار جدا فإنها سرعان ما ستقفز منه مبتعدة عن الخطر، ولكن إذا قمنا برفع درجة حرارة الماء رويدا رويدا فجسد الضفدعة لن يشعر بهذه الفروقات وستظل في الماء حتى إذا ما وصلت درجة الحرارة للغليان؛ ماتت دون أن تشعر ودون أن تحرك ساكنا!!

تسمى هذه النظرية بنظرية الضفدع المغلي حسبما هو مذكور في الويكيبيديا

______________________

ثانيا: نظرية (المرساة):

ملخص هذه النظرية أن ردود أفعال الانسان تجاه الاشياء ترتبط عادة برواسب قديمة، على سبيل المثل، رجل يكره أن يقوم أي شخص بوضع يده على كتفه، ويشعر بألم شديد وحزن دون سبب فقط لمجرد أن يد أحدهم لامست كتفه، تقول النظرية أنه بالنظر إلى ماضي هذا الرجل خاصة في سن الطفولة المبكرة، فربما يكون قد ارتبط وضع اليد على كتفه بذكرى حزينة، مثلا وفاة والده، كأن يقوم شخص بمواساته بوضع يده على كتفه، فارتبطت لا شعوريا هذه الذكرى الحزينة بوضع اليد على الكتف، بالطبع هو سينسى السبب وستظل المشاعر تلازمه، دون أن يعرف السبب

وعلاج هذه المشكلة بناء على النظرية، تعتمد على ربط هذه الحركة بمشاعر عكسية، مثلا أن تأتي للرجل وهو في أفضل حالاته، فتضع يدك على كتفه، بالطبع سيتعكر مزاجه قليلا، ولكن لأنه في حالة جيدة فسيكون التأثير قليل، بعد فترة سينتظر المعالج أن يصل هذا الرجل لأفضل حالاته مرة أخرى، مثل اجتماع جميل أو ترقية أو حفلة تكريم، شيء جميل، فيقوم المعالج بوضع يده على كتف الرجل مرة أخرى، وهكذا يتم تكرار هذا الفعل في المناسبات الجيدة، حتى تصبح هذه الحركة (حركة وضع اليد على الكتف) مرتبطة بالمشاعر الطيبة، وهكذا تحل المشكلة

ومن الجدير بالذكر أن تطبيق نظرية (المرساة) يحتاج نفس طويل، وطول أناة…

_______________

بعد ذلك اشرت لعلاقة هذه النظريات بتحسين الفان سيرفس المستقبلي، من خلال استعراض الطريقة التي تم تطبيقها حتى اصبح (الفان سيرفس) مرتبطا بالمشاهد غير اللائقة، ومن ثم كيف أصبحت هذه الفكرة تعتبر سببا في نجاح أي عمل، مما جعلها منتشرة في الانمي بشكل ملحوظ!

مثال:

لو قمنا بعرض شخصية انمي شهيرة جدا، بملابسها المعتادة في الانمي الشهير هذا، والذي يعتبر (غير لائق) أمام شخص عادي وغير متابع للانمي فسيصاب بالصدمة!! ويقول بملء فيه، ماهذا بالله عليكم؟؟؟

في حين أن مظهر هذه الشخصية (غير اللائق) أصبح عادي جدا لمتابعي هذا الانمي، لدرجة أن صورها تعرض بشكل طبيعي في مجموعات الانمي المحترمة جدا، والتي تشترط عدم عرض الصور المخلة!! وكأن صورة هذه الشخصية الانماوية الشهيرة بلباسها غير اللائق، اصبح عادي جدا!!

___

بالمقابل، ولأن ظهور هذه المشاهد غير اللائقة، ارتبط بأسماء قصص ناجحة جدا، فأصبح من المتعارف عليه ضمنيا عند البعض؛ أن استخدام هذه المشاهد ستساعد في نجاح الانمي، وهكذا اصبحت قصص الشونين التي لا تصنف ضمن التصنيفات (المخلة) تحتوي بعض الامور المخلة، دون حرج، في اطار (الفان سيرفس) وكأن هذا مبرر وجيه!!

____

والان لو قمنا بتطبيق هذه القاعدة بشكل عكسي، ماذا سيحدث؟

أولا: نحتاج صبر طويل وجد واجتهاد، مع حسن الاستعانة بالله اولا واخيرا، فالضفدعة ستقفز وتنفر إن لم نتصرف بحكمة

ثانيا: النفور من كل ما هو غير لائق، مع الاشارة إلى ذلك ولو بطريقة غير مباشرة – حتى تنتشر العدوى بين أكبر عدد- ومن ثم رويدا رويدا سيتم تجنب اضافة هذه المشاهد حتى لا يتم خسران الجمهور

ثالثا: التركيز على ابراز الجوانب الاخلاقية، ومظاهر العفة بشكل جميل وجذاب جدا في قصصنا ذات الحبكة المحكمة الرهيبة، بحيث تتعلق القلوب بها بشدة، ومن ثم تدريجيا سيصبح ذلك مرتبطا بنجاح القصة!

وهذا يقتضي أن نتقن كتابة الحبكات القصصية، باتقان منقطع النظير، فلا مجال للقصص الهزيلة والضعيفة!

وعلى المدى البعيد سيصبح مصطلح (الفان سيرفس) مرتبطا بالمشاهد العفيفة؛ لأنها ارتبطت بالقصص المحكمة والحبكة الرائعة، التي تترك أثرا كبيرا في النفس، بإذن الله..

______

كان ذلك هو المنطلق الذي اعلنت فيه عن تحدى الأفكار عام 2016 أول مرة، إلى أن صدر العمل الفائز بشكله النهائي عام 2020 بفضل الله، وذلك بعض مراجعات ومناقشات حوارية عديدة، مع المؤلفة الفائزة بالتحدي..

فاصل:

(من الجدير بالذكر أن أنمي “هجوم العمالقة” الشهير، حقق انجازا كبيرا بهذا الصدد، حطم فيه مقاييس “الفان سيرفس” من خلال رسمه لازياء محتشمة، بشكل لافت! مما دفع بالعديد من متابعي الأنمي بالاشادة بهذه الخطوة، والمقارنة بينه وبين الأعمال الاخرى التي تعتمد مشاهد ترويجية رخيصة! )
عدنا..

____

ومن خلال القاء نظرة سريعة على احصائيات مسابقة (تحدي الافكار) الكبرى، والتي تمت على ثلاثة مراحل؛ يتبين لنا بوضوح الفرق الشاسع بين أن تكون مؤلفا حقيقيا يمكنك الاستمرار حتى النهاية، وبين أن تكتفي بانتاج الأفكار الأولية!

المرحلة الأولى: (انتاج الأفكار)

حصلنا على قرابة 23 مشاركة..

المرحلة الثانية: تحويل الافكار الفائزة إلى قصص (التأليف)

مشاركتان فقط! وإذا أخذنا بعين الاعتبار إحدى المشاركات المكتملة من المرحلة الأولى، فستكون النتيجة ثلاثة مشاركات في أحسن الأحوال!

المرحلة الثالثة: ( رسم شخصيات القصة الفائزة)

13 مشاركة

(9 مشاركات لتصميم شخصية البطلة، و4 مشاركات لشخصية البطل)

____

وقد كانت ثمرة ذلك التحدي النهائية رواية:

“حين عاد قلبي” للطبيبة الأديبة سعاد عمر!

والتي فاز بتصميم شخصياتها الرئيسة:

ريحانة قارة عبد الله> البطل (طارق)

وعماد الدين> البطلة (ضياء)

ومن ثم تولت الرسامة المبدعة هاجر ابيام تصميم الغلاف، فجزاهم الله خيرا..

******

من الجدير بالذكر، أن “رواية حين عاد قلبي” انتشرت في عدة دول بفضل الله، بعد ان تم تدشينها في معرض الكتاب الدولي في القاهرة، مع مطلع عام 2020، ومن ثم صدرت لها أجزاء أخرى ضمن ثلاثية (الحب والحرب)..

وهي من الأعمال التي ننصح باقتنائها والاطلاع عليها، بل ونحمد الله أن جعلنا سببا في ولادتها، وجزى الله خيرا المؤلفة سعاد عمر خير الجزاء، لصبرها وجدها واجتهادها؛ إلى أن أكرمنا الله بولادة هذا العمل المتميز، ونأمل أن يكون القادم أفضل بإذن الله..

**
ومن هنا نلاحظ الفرق الشاسع بين “المؤلف” الحقيقي، ومنتجي الأفكار!

وكما ذكر الأخ وائل سراج الدين، في تعقيبه على ذلك:

“صحيح أن الأفكار مهمة جداً في كل عمل ولكن ما هي إلا مواد أولية لمنتج معقد يحتاج مهارة وخبرة بالغين، ومن هذا المنطلق أتمنى أن تخصصوا مقالة للحديث عن كيفية تحويل الأفكار إلى قصة ذات حبكة محكمة ورسالة، كيف نتعلم ترتيبها ودمجها وربطها مع بعضها، والتخطيط لكل شيء منذ أول حرف يكتب.”

___

ومن هنا يسعدنا مشاركتكم مقالة هامة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، اخترناها لكم بعناية من كتاب “فكر ومباحث”، وهي بعنوان:

كيف تكون كاتباً؟

بالاضافة لانتقائنا كتاب: “قصص من التاريخ”، والذي ضم مختلف التصنيفات القصصية، من خلال اقتباسات تاريخية، وحبكة ابداعية، بلغة عربية فصيحة سلسلة شيّقة، تكسب قارئها المتعة والفائدة، في الوقت نفسه!

فهناك قصص من التصنيف الدرامي كـ (قصة محمد الصغير)، والتي تشبه تقريبا معاناة الالديان في دولة مارلي في أنمي الهجوم على العمالقة!

وهناك التصنيف العاطفي (الرومانسي)، كـ (قصة ابن الحب)، والتي تكاد تشبه قصص الأنمي الرومانسي، ولكن في أجواء عربية وبلغة محتشمة!

وحتى التصنيف الخيالي، تجده في قصتي (ليلة الوداع ويوم اللقاء)!

ولأننا  كنا حريصين أشد الحرص على احترام حقوق النشر؛ فقد تواصلنا مع الاستاذ مجاهد ديرانية (حفيد الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله)، للحصول على إذن رسمي باستخدام النسخ الالكترونية من الكتاب، وقد كان هذا رده:

“أشكركم جزيل الشكر على الأمانة والحرص على السؤال قبل النشر، ويسرني أن أخبركم أن ورثة الشيخ رحمه الله متفقون على السماح بالاستفادة من كتاباته وإعادة نشرها وتوزيعها إلكترونياً طالما كان الهدف دعوياً وتعليمياً وليس تجارياً يسعى إلى الربح.

فإذا كان مشروعكم من هذا النوع فيمكنكم اقتباس أي كتابات والاستفادة منها، بشرط الأمانة في النقل (عدم إحداث أي تغيير لا في النص ولا حتى في التفقير وعلامات الترقيم) والعزو إلى الشيخ مع ذكر اسم الكتاب واسم المقالة.

وفقكم الله ونفع بكم، ولا تنسوا الشيخ من الدعاء”

وللأمانة أرسلنا شرحا مفصلا للاستاذ مجاهد عن مشروعنا، فرحب بذلك- جزاه الله خيرا- واعلمنا بأن باستطاعتنا تحميل كتاب “قصص من التاريخ” ومقالة “كيف تكون كاتباً” من حيث وجدناها في النت بلا أي مشكلة، وهو جاهز لأي خدمة أخرى لو احتجنا إليه لاحقاً، جزاه الله خيرا.

كما اقترح علينا الاستعانة أيضاً بكتاب “حكايات من التاريخ” في طبعته الجديدة، بل وأرسل لنا نسخة إلكترونية منه بدقة عالية.

(بارك الله فيه وجزاه الله عنا خير الجزاء، ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي، ورفع مقامه في الفردوس الاعلى بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)

وقبل أن ننقل لكم المقالة، ونستفيض في الحديث عن الكتاب؛ يجدر بنا الاشارة لأهمية التغذية البصرية للمؤلفين، ولماذا ننصحهم بكثرة القراءة أولا!

كثيرا ما نسمع بين الرسامين مصطلح:

“التغذية البصرية”

ويقصدون به الاطلاع على الأعمال الفنية والرسومات الابداعية، التي تغذّي الالهام الفني وتشحذه، ولذلك كلما ازدادت مراجع الرسامين الفنية، اتسعت مداركهم وازدادت غزارة انتاجاتهم الابداعية!

ومن هنا يأتي السؤال:

إذا كانت التغذية البصرية هامة جدا للرسامين؛ فماذا عن المؤلفين؟

الاجابة ببساطة تكمن في:

القراءة ثم القراءة ثم القراءة….

لذلك نجد أن المؤلف المحترف؛ هو قارئ نهم بالضرورة، ومن هذا المنطلق، وفي ظل استعداداتنا للإعلان عن فعاليتنا الكبرى للمؤلفين بإذن الله؛ يسعدنا أن نضع بين أيديكم قائمة من الكتب المقترحة، والتي نأمل أن تكون منبعا عذبا لكل مؤلف يسعى للاحترافية والاتقان بإذن الله..

قبل ذلك.. ولأجل ربط العلم بالفن؛ سيكون من المفيد الاشارة إلى دور الخلايا العصبية المرآتية، التي أودعها الله في أنفسنا، لتكون آداة لشحذ مهاراتنا، قبل أن نحرك ساكنا!

سبحان الله!

فمن الملاحظ أن الذي يتابع كرة القدم باستمرار، ويشاهد اللاعبين في مبارياتهم؛ يكتسب مهارة تلقائية في لعب كرة القدم!

وخلال فترة مباريات ويمبلدون الشهيرة (لكرة التنس) في بريطانيا، يكثر عدد الهواة الذين يلعبون التنس في جميع الاماكن الصالحة للعب!!

باختصار.. شاهد أي شيء بتركيز واهتمام، وستجد نفسك قد اكتسبت قدرة على محاكاة ذلك الشيء!!

وهذا ليس ببعيد عن عالم الانمي والمانجا..

ألا نلاحظ كيف تكثر قصص الانمي، لا سيما (الفان فيكشن) في منتديات ومجموعات الانمي!

وأن من يكثر من قراءة الروايات، يبدأ بتأليف رواية!

وألا نلاحظ؛ أن من يكثرون من قراءة المانجا باهتمام، يبدؤون بإعداد المانجا الخاصة بهم، أو على الأقل، تراودهم هذه الفكرة!

إنها قدرة أودعها الله سبحانه وتعالى في جسم الانسان، من خلال ما يُعرف بالـخلايا العصبية المرآتية، أو:

Mirror Neuron

“شبكة العصبونات المرآتية هي شبكة من الخلايا العصبية في الدماغ ذات خاصية معينة. هذه الخاصية هي أن مدى نشاط هذه الخلايا (نشاط كهروكيميائي) أو مدى تفعيلها عند مشاهدة عمل معين؛ يكون هو نفسه أو مشابها لمدى التفعيل الناتج عن القيام بها بالفعل. سميت بهذا الاسم لتشابه وظيفتها مع عمل المرآة حيث تنقل الصورة.”

منقول

_____

أي أن هذه الخلايا تعمل على محاكاة ما يشاهده الانسان!

(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)؟

إنها سلاح ذو حدين بمعنى الكلمة!

لذلك احرص على متابعة كل ما ينفعك، ويطورك إيجابيا، واحذر من كل ما يضرك… فأنت لا تضمن طبيعة “المحاكاة” التي سيحاكيها جسدك، حتى دون أن تشعر..

احرص على متابعة الناجحين، والمتفائلين، وذوي الهمم العالية..

واحذر من السلبيين، وأصحاب الطرق غير السوية، والأفعال الدنية..

فأنت حتى وإن لم تفعل أي شيء، سيبدأ جسدك بعملية المحاكاة والتأثر بذلك تلقائياً!!

وكما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم:

“إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً”

*****

ولأن خير جليس في الزمان كتاب؛ فسنضع بين أيديكم- في نهاية المضوع- قائمة من الكتب المقترحة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيها الخير والفائدة، لننتقل مباشرة للحديث بتفصيل خاص عن كتاب:
“قصص من التاريخ”

والذي نعتبره بمثابة مرشد هام لتطوير المهارات القصصية العربية لجميع المؤلفين

فلماذا هذا الكتاب بالذات؟؟ 
جـ: لأن حلم أغلب مؤلفي القصص والروايات، أن يتمكنوا من ابداع قصة أو رواية، تأسر القرّاء وتستحوذ على إعجابهم، ومن ثم تراهم يبذلون جهدهم لتطوير مهاراتهم القصصية، من خلال كتابة المزيد من القصص وعرضها على القرّاء، لتحقيق هذه الغاية!
غير أن طريقة تطوير الكتابة؛ تختلف عن طريقة تطوير الرسم، الذي يعتمد بشكل كبير على كثرة التدريب ثم التدريب ثم التدريب!!
وهنا وقع عدد كبير من المؤلفين في مشكلة واضحة… ألا وهي خوضهم مجال التدريب على كتابة القصص، دون امتلاك ذخيرة لغوية كافية، أو الاطلاع على أساليب قصصية وافية، فتأتي كتاباتهم في الغالب دون المستوى المطلوب..
ومن هذا المنطلق؛ كان لا بد لنا من فتح هذا الباب، ليكون خطوة أولى في طريق تطوير الكتابة القصصية الناجحة، بإذن الله..
لا سيما وقد اتفق الأِدباء على أن القراءة ثم القراءة ثم القراءة؛ هي الطريق الصحيح للكتابة الناجحة، بإذن الله..
قاعدة
” إذا قرأت كثيراً فستكتسب حصيلة لغوية ممتازة، وستصبح لديك سليقة جيدة لتعبر عن أفكارك بشكل أفضل- إن شاء الله”
***
وكما ذكرت سابقاسيتم اقتراح أسماء عدد من الكتب، في نهاية الموضوع، لمن يرغب في خوض مضمار الكتابة القصصية بالذات،
أما الآن، فنترككم بين يدي كتابنا المختار…

كتاب “قصص من التاريخ” للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، والذي عُرف بـ (أديب الفقهاء وفقيه الأدباء)،
فرغم أنه اشتهر بصفته عالم من علماء الدين؛ إلا أنه من الأدباء المحنكين، وله اطلاع واسع على الروايات العالمية، والآداب الأجنبية، فجاءت كتاباته تنافس تلك الكتبات بأسلوب عربي اسلامي مذهل!
ومن قرأ خواطره (كتاب صور وخواطر) لا يملك إلا أن يستلقى على ظهره من شدة الضحك أحيانا؛ أو أن يغسل عينيه بالدموع أحيانا أخرى!
أما من سيطلع على كتاب “قصص من التاريخ” الذي هو محور حديثنا؛ فسيعرف فوراً سبب اختياره، فإضافة إلى أسلوبه السلس الشيق، هناك ميزة تفرد بها عن غيره من الكتب التاريخية والقصصية، حتى أن القاريء سيشك لوهلة أنه سمع عن هذه الأحداث من قبل!! ثم إن هذا الكتاب يحتوي على عدة قصص قصيرة، تتنوع تصنيفاتها بين الغموض والدراما وحتى الرومانسية!
فمثلا قصة (محمد الصغير) يغلب عليها طابع الغموض والدراما

في حين أن قصة (قضية سمرقند) تشبه قصص الخيال والأساطير تقريبا

بل إن من تابع أنمي “هجوم العمالقة” الشهير، وقرأ قصة “محمد الصغير”؛ سينتابه الشعور نفسه وهو يلاحظ تشابها بين عرض أحد المشاهد! (مشهد زيك ووالديه وهما يحاولان تدريسه خفية التاريخ الذي يعتقدان انه الصحيح!!)

اما قصة (هيلانة ولويس) فتختلط فيها المشاعر لأقصى درجة

هذا الكتاب بالذات – من وجهة نظري- يجب أن يكون مرجعا لكل شخص يرغب بكتابة قصص عربية شيقة، رغم أن مؤلفه قال عن كتابه في المقدمة بأنه لم يتعمد أن يلتزم بالاسلوب القصصي..

ولن أطيل الحديث عن مآثر هذا الكتاب وسبب اختياره، وسأكتفي بهذا الجزء من المقدمة:

*****

وبالطبع، يكفي أن كل مؤلف ستكون له القدرة على تقييم نفسه بنفسه، وملاحظة التطور الذي سيطرأ على كتاباته بإذن الله.. بعد هذه القراءة..
وهدفنا هو التفوق على أسلوب الكاتب – رحمه الله- وليس الاستفادة منه وحسب ^^
وما هذه إلا البداية فقط.. نحو عالم القراءة الشاسع المدى، لنغرف من بحاره مداداً لعالمنا القصصي الخاص- بإذن الله..
**

علما بأن الكتاب يمكن تحميله من الانترنت على صيغة ملف PDF، وهنا فهرسه:

**

ومن هنا ننتقل لمقالة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، من كتاب “فكر ومباحث”:
كيف تكون كاتباً؟

هذا حديث أوجهه إلى الطلاب التجهيزيين المحرومين من دروس الإنشاء، والذين يكلفون بكتابة المقالة(أو الوظيفة) في الموضوع الثقيل الذي لا يألفونه ولا يفهمونه من غير أن يكون أمامهم ما ينسجون على منواله، ويقتفون أثره، ومن غير أن يكون تحت أيديهم من القواعد ما يعلِّمهم كيف يسيرون، وهم في حالهم هذه كالرجل يريد أن يعلَّمه أبوه السباحة فلا يزيد على إلقائه في الماء وأمره بأن يسبح!

ولكنه يموت قبل أن يتعلم السباحة، ويملُّ هؤلاء قبل أن يتعلموا الكتابة ولست أريد انتقاص الأساتذة أو احتقارهم.

وبعدُ، فماذا يصنع المدرب القدير ليعلِّم السباحة؟ أيلقي الطالب في الماء فيدعه يختنق؟لا، بل هو يبدأ بالقواعد الأصلية وهو على الشاطئ ثم ينزل معه إلى الماء، فيبدأن بالمكان السهل الضحل، فيشرح له كيف يسبح، ويعاونه ويصلح أخطائه، ويضرب له الأمثلة من نفسه ليرى كيف تكون السباحة الجيدة، ثم يدعه يسبح مستقلاَ.

وهكذا يكون معلم الإنشاء القدير، يبين لتلاميذه أنواع الإنشاء: من (الإنشاء الخطابي)، إلى الإنشاء الوصفي، إلى الإنشاء القصصي، وكيف أن الأول يعتمد على العاطفة الثائرة والجمل القصيرة ذات الرنة الموسيقية، وكيف أن للقصة عناصر لازمة هي الحادثة وظروفها(زمانها ومكانها) وأشخاصها، وكيف أن للقصة أنواعاَ مختلفة كالمأساة التي تنتهي بفاجعة مؤلمة، والدرام والمهزلة وكيف أن الإنشاء الوصفي يكون خيالياَ ويكون واقعياَ وما هي الفوارق بين المذهبين، والأمثلة عليهما من آثار الكتَّاب البارعين، إلى آخر ما هنالك ثم يعطيه موضوعاَ هيِّنًا ويشرح له عناصره، ويقرأ له أمثلة عليه من القطع الفنيَّة. فإذا كتبه التلميذ قرأه بنفسه على المعلم على مسمع من إخوانه الذين ينقدونه ويناقشونه ثم يبين الأستاذ حكمه في الوظيفة ويقدم نصائحه للتلميذ، ولست أعني النصائح اللغوية والنحوية وحدها، بل الفكرية والفنية أيضًا.
***
ومن الخطأ بعد هذا كله أن يعتقد امرؤ أن الكتابة شيء يكون بالتعليم فهي شيء فطري في الإنسان والكاتب كما قالوا يولد كاتباً، كما يولد الإنسان جسم قوي(1) ، ما لم يربِّه صاحبه التربية البدنية ، والملَكَةُ الكتابية لا تكمل ولا تنتج الآثار البارعة ما لم تنضجها الدراسة الأدبية العميقة، وخير سبيل لإنماء هذه الملكة عند الطلاب هو أن يقرؤوا كتب الأدب القديم ليتعلَّموا منها الأسلوب العربي ثم يقرؤوا لأهل البيان من كتَّاب العصر ثم يقرؤوا روائع الأدب الغربي لتعينهم على إتقان الأسلوب الفني.

فإذا قعـد بعد ذلك ليكتب، فلا بد له من أن يمر على مراحل الآتية:

1ـ عملية الجمع:
وأعني بها جمع الأفكار والصور، يجمعها من مشاهداته في الحياة ومطالعاته في الكتب، وتنتهي هذه العملية حينما يشعر الكاتب أن هذه الأفكار قد أصبحت واضحة في ذهنه يستعرضها بسهولة ويستطيع الإحاطة بها.

2ـ عملية الاصطفاء:
فإذا انتهت هذه العملية شرع باصطفاء الصور والحالات التي توافقه و تلذُّه، ونبذ الباقي فإذا بقيت هذه الصور وحدها واضحة في ذهنه، انتقل إلى العملية الثالثة و أمسك حينئذ بالقلم فبدأ.

3ـ عملية الترتيب(أو التصنيف):
وذلك بأن يضع كل صورة أو الفكرة في المكان الملائم لها، وليس هناك قاعدة صحيحة للبداءة بالقصة، بل أن ذلك منوط بذوق الكاتب، وكثير من الكتَّاب يبدؤون بعرض أبطال القصة أولاً وبعضهم يبدأ بالزمان والمكان، أو الحادثة.

ولزيادة الإيضاح آخذ مثالاً أطبِّق عليه هذه العمليات وليكن (فاجعة في شارع):
1ـ استعرض أولاً الحالات الممكنة للمكان وهي:
شارع وسط المدينة.
شارع وسط حقول.
شارع على شاطئ البحر.
شارع على شاطئ نهر.
شارع على سفح جبل
شارع وعر
شارع سهل معبَّد
شارع مأهول كثير المارة
شارع منقطع…إلخ

وأستعرض الحالات الممكنة للزمان وهي:
في الصباح(قبل الشمس).
في المساء( بعد الشمس).
في الظهيرة.
ليلاً.
السماء صاحية.
السماء غائمة.
السماء ماطرة
السماء مثلجة.
الوقت حرّ.
الوقت برد…إلخ.

2ـ فإذا انتهيت من عملية الجمع أبدأ بعملية الاصطفاء فأختار إحدى الحالات الممكنة وليكن:
شارع على شاطئ البحر- وعر- منقطع.
ليلاً- السماء ماطرة- الوقت برد، وذلك لأن الحادثة التي تريد وصفها هنا فاجعة لا يصلح لها إلا هذه الظروف، وأشرع بعدُ بتصنيفها فإذا تم التصنيف بدأت العملية الرابعة.

4ـ عملية اختيار الأسلوب:
فأتصور نوع الأسلوب الذي أكتب به المقالة والألفاظ والتعبيرات التي استعملها فيها وما إلى ذلك، ومن المعروف أن الأسلوب يختلف باختلاف الموضوعات، فلا تكتب المقالة الوصفية بالأسلوب الخطابي ولا المذكرات والرسائل العائلية بأسلوب القصص المسرحية، ومن المعروف أن لكل أسلوب قواعد تختلف عن قواعد الأسلوب الآخر، يجب على مدرس الإنشاء بيانها للطلاب، فليس في وسعي أن أبيِّنها في مقالة صغيرة كهذه، ولقد صرفت وقتًا طويلاً في دراستها بنفسي بعد أن خرجت من التجهيز خالي الوفاض منها؛ لم أدرس منها شيئًا.

ثم يبدأ بالكتابة مراعيًا التصنيف الذي وضعه لنفسه، ويضع لكل مقال مقدمة جذابة يكون فيها براعة استهلال، وخاتمة مؤثرة، فيها حسن الاختتام.

أما الألفاظ فما أحب أن أكلم فيها إخواني الطلاب وإنما أقول لهم إني كلما تقدمت شعرت من نفسي بميل إلى انتقاء أسهل العبارات وأقربها إلى اللغة المألوفة، ونفور من زخرفة الجمل والعناية بالألفاظ.
وقد كانت هذه الزخرفة وهذه العناية بالألفاظ أكبر همِّي أولاً حتى لقد كنت أحسب البراعة في الكتابة بمقدار ما فيها من رنَّة موسيقية، لا بمقدار ما فيها من أفكار، ولا أبالي بنقد الناقدين لهذه الطريقة اللفظية الجوفاء، ولا أقيم له وزناً كما أن إخواننا هؤلاء لا يبالون(كما أقدِّر) بهذه الكلمة مني، ولا يقيمون لها وزنًا!

بقي عليَّ كلمة واحدة وهي:
إن كثيرين من الكتَّاب يميلون إلى معرفة آراء الناس بكتاباتهم ويهتمُّون بهذه الآراء جدًا حتى أنها لتشجعهم إذا كانت حسنة وتذهب عزائمهم إذا كانت سيئة، وهؤلاء الكتَّاب يخسرون كثيرًا من مواهبهم، وينحطُّون عن المنزلة التي وضعهم فيها الله، يوم جعلهم كتَّابًا واختارهم لتبليغ رسالة القرون الآتية، فلا تعتادوا هذه العادة ولا تبالوا بأذواق الناس إذا خالفت أذواقكم، ولكن استمعوا إلى نقدهم إذا كان يستند إلى أساس علمي صحيح. أما إذا استند إلى الذوق وحده فلا.. ولو كان ذوق أستاذكم.
—————————————————-

(1)في هذا مبالغة ولكن له أصلاً.

( من كتاب فِكرُ ومباحث- رقم الصفحة 173-178)
********

*نصيحة أهمسها في أن كل مؤلف ومؤلفة إلى كل من يطمح أن يلمع نجمه في مجال التأليف… احرصوا على قراءة مؤلفات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، فهو الأديب الذي لن تندموا أبداً على التعرف إليه وإلى كتاباته الرائعة (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)… رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء…

ومن هنا نأتي لقائمة الكتب المقترحة، لجميع المؤلفين:

أولا: قراءة القرآن الذي هو مصدر ومنبع الالهام والخير كله، والسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وقصص القرآن، ففيها من الأحداث ما يثري معلومات القاريء وخياله أيضا، ومن يستغرق في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، سيجد نفسه في عالم آخر من شدة روعته، فالتفاصيل الدقيقة التي ترد تشعرك وكأنك تشاهد الاحداث امامك، وهذا يلهم الكاتب كثيرا (عوضا عن أن قراءتها فيه أجر كبير)

____________________________

ثانيا: قراءة قصص الصحابة والتابعين والتاريخ الاسلامي وسير العظماء، وأقترح:

ا- سلسلة “صور وخواطر من حياة الصحابة/ التابعين” – عبد الرحمن رأفت باشا،

وهناك كتاب قرأته عن سيرة الصحاب الجليل ” العلاء بن الحضرمي” كان مذهلا جدا (لا أذكر اسم مؤلفه)، وجميع سير الخلفاء الراشدين وال البيت والصحابة بشكل عام جميلة جدا وملهمة، ومن الكتب الشهيرة في هذا المجال:

(رجال حول الرسول) لـ خالد محمد خالد

***

ب- كتاب “سيدات بيت النبوة”- عائشة بنت الشاطيء (أسلوبها السردي القصصي مدهش جدا، ستنسر نفسك وأنت تقرأها، وهذا ما حدث معي فعلا! (موقف لا أنساه أبدا) وهي إلى ذلك تصور الاحداث بطريقة تتفاجأ انها قصة من عصر النبوة، خاصة في خاصة قصة السيدة زينب رضي الله عنها)

***

جـ- سلسلة الفتوحات الاسلامية (للأسف نسيت اسم المؤلف!) ولكن السلسلة رهيبة جدا، فيها من الافكار والخطط الحربية والحبكات الدرامية ما يصلح لكتابة أروع القصص، على سبيل المثال، هل سمعتم عن “بلاط الشهداء” وعبد الرحمن الغافقي؟ وماذا عن “نهاوند”؟ وغيرها الكثير..

***

د- كتاب “قصص من التاريخ” للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

(جميع كتب الشيخ علي الطنطاوي مدهشة جدا، تمتاز بأسلوب السهل الممتنع الممتع جدا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وقد تحدثنا عن هذا الكتاب بالتفصيل آنفا..)

***

هـ- سيرة حياة السلطان محمد الفاتح وفتح القسطنطينية..

( سيرة رائعة جدا وخطيرة، للأسف نسيت اسم المؤلف، ولكن أي كتاب يتحدث عن سيرة هذا البطل العظيم، بالتأكيد سيكون مدهشا)

_______________________________

ثالثا: الروايات العالمية والعربية، اخترت منها:

1- وااسلاماه- علي احمد باكثير (من أروع الروايات التي قرأتها على الاطلاق، يمتزج فيها الواقع بالخيال، لأنك لا تكاد تصدق أن تلك الأحداث حقيقية، أنصح الجميع بضرورة قراءتها)

**

2- القائد المثالي The Perfect Mentor – للكاتبة الباكستانية عميرة أحمد، قصة رهيبة جدا بشهادة الجميع، وقد قامت إحدى عضوات منتدى مكسات بترجمة القصة للعربية وهي منشورة على المنتدى هناك

**

3- في قلبي انثى عبرية- د. خولة حمدي

رواية تدور أحداثها بين تونس ولبنان وفرنسا، عن فتاة يهودية التقت بشاب من المقاومة، وساترك لكم معرفة بقية الأحداث عند القراءة!

(علما بأن جميع روايات الدكتورة خولة، ننصح بقراءتها فهي تستحق القراءة بحق)

**

4- روايات اجاثا كريستي من ترجمة دار الأجيال تحديدا، حيث اللغة العربية السليمة، والترجمة الاحترافية الراقية..

(جميع رواياتها تمتاز بحبكة جميلة، ودراسة رائعة للطبيعة البشيرة، إلى جانب الوصف الجميل فيها، ومن رواياتها التي تدور في بيئات عربية، هذه العناوين:

(لقاء في بغداد، موت فوق النيل، الأربعة الكبار )

بالاضافة لروايات “جين اوستن” اجمالا، والتي نجحت بتصوير المجتمع الاوروبي في القرن الثامن عشر، ياسلوب شائق وفكر راق..

**

5- روايات الدكتور نبيل فاروق – الرجل المستحيل (غني عن التعريف، أعتقد أن على كل كاتب أكشن أن يكون على اطلاع بهذه السلسلة)، وقصص وروايات الدكتور احمد خالد توفيق بشكل عام، والذي استطاع من خلال اسلوبه الساخر المرِح معالجة عدد كبير من القضايا، بشكل ماتع وغير مباشر ايضا.. (رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته) 

6- المغامرون الخمسة (تختخ ، عاطف، نوسة، محب، نوسة)، المغامرون الثلاثة سلسلة (عالية وعارف وعامر)، وسلسلة ( هادية ومحسن وممدوح) (روايات مصرية للجيب)

مغامراتها رائعة وفي بيئة عربية، بالاضافة إلى اللغة التصويرية السهلة، وهي ستلهم المؤلفين الجدد بلا شك 😊

**

7- سلسلة روايات الخيال العلمي- د. حسام العقاد

قرأت منها خمسة قصص عندما كنت في المدرسة، وأتمنى بشدة الحصول عليها جميعها، أذكر منها: ( الحلقة السوداء، الاختراع المدمر)، بطلها صهيب صفوان، وهي أروع سلسلة قصصية قرأتها، وأول سلسلة أقرأها يكون فيها الدين ممزوجا بحبكة الرواية باحترافية

**

8- الرمز المفقود – دان براون (أروع رواية قرأتها لدان براون، لم استطع حبس انفاسي ابدا خلال قراءتها، ولم املك نفسي من الاجهاش بالبكاء من شدة التأثر في النهاية! لن تتوقعوا أبدا ما هو الرمز المفقود، ورغم انني خمنت ما هو، لكنني كنت اتساءل، هل يعقل أن يكون كذلك؟؟؟ والحمد لله لم يخيب المؤلف ظني^^)

**

9- لعنة الفراعنة – روبن كوك (اول رواية امريكية أقرأها دون أي مواقف تثير الغيظ، أو مشاهد مؤذية، حتى انني غيرت فكرتي عن الامريكيين بسببها، رواية رائعة بامتياز، وتدور أحداثها في مصر)

**

10- الجريمة والعقاب – دستفسكي (قصصه بشكل عام تركز على القضايا النفسية، بل انه يعتبر سيدها بامتياز، وبشهادة الادباء الغربيين) البطل يذكرني بلايت بطل الانمي ديث نوت، بل اظن ان كاتب ديث نوت قد استوحى الفكرة من هذه الرواية! ^^

**

11- بائعة الخبز – للكاتب الفرنسي ( كزافييه دومونتبان) بالفعل رائعة جدا، لن تستطيع التوقف عن التهام صفحاتها، الظلم والتضحية وانتقام العدالة! انها بالفعل تحفة رائعة، وفيها تتجلى أسمى معاني العدل الالهي

**

12- الخيميائي The Alchemist – باولو كويلو ، لا يمكنني أن اوفي هذه الرواية حقها، وأنصح من يتقن اللغة الانجليزية أن يقرأها بها، حتى يستشعر روعة استخدام المؤلف للكلمات العربية والثقافة العربية هناك، فكل شيء يواجها في هذه الحياة Maktoob، أسأل الله أن يهدي المؤلف ويحسن خاتمته ويجعله سببا لمن اهتدى

**

13- صياح الدجاجة – لكاتب اسباني نسيت اسمه، قصة مؤثرة بطلها صحفي طلب منه زيارة واحد من أبرز مصارعي الثيران، وهناك يلتقي بسيدة المنزل الفاضلة (اوليفيا)، لتبدأ بعد ذلك الحبكة الدرامية النفسية المؤثرة، لتظهر قضية العفاف جلية بعد ذلك، وهنا يتم التطرق لذكر العرب بطريقة جميلة ورائعة 😊

**

14- العجوز والبحر- همنجواي ، رواية تحبس الانفاس رغم أنه لا يوجد بها سوى العجوز والبحر!!

**

وهذا سرد سريع لبعض الروايات العالمية الشهيرة جدا :

مرتفعات وذرينع، جين اير، الاوقات الصعبة، اولفر تويست، الامال العظيمة، ديفد كوبرفلد، ايفنهو، تشيرلي، ذات الرداء الابيض، مونتي كريستو، قصة مدينتين

*****

15- العائش في الحقيقة- نجيب محفوظ

رواية رائعة جدا بسرد أحداثها ووصفها، ورغم انها تدور في عصر الفراعنة، إلا أنها تلامس النفس بشكل كبير، طبيعة القصة بحد ذاتها مؤثرة وهي تتحدث عن تلك الشخصية المميزة التي أبت إلا أن تعيش في الحقيقة! حقيقة لم أتوقعها كذلك أبدا، وقد أضافت لمعلوماتي شيئا كنت أجهله عن الماضي، حتى أنني عدت إلى التاريخ لأستزيد من ذلك

**

16- حكومة الظل/ عودة الغائب- منذر قباني

لا أدري كيف نسيت ذكر هاتين الروايتين الرهيبتين الخطيرتين!! كان يفترض بهما أن يكونا في رأس قائمة، أنصح الجميع بضرورة قراءتها، فقد جمعت بين الاثارة والتشويق والغموض الذي يقارب اسلوب دان براون في روايته الشهيرة شيفرة دافنشي، وفي الوقت نفسه ممزوجة مزجا محكما بثقافتنا وقيمنا وتاريخنا القريب الذي نكاد نجهله، تدور احداثهما بين زمنين، الزمن الحاضر والزمن الماضي القريب (اواخر عهد الخلافة العثمانية)، أما الأمكنة فهي في السعودية والمغرب العربي والقدس!

**

17- ثلاثية فرسان وكهنة- منذر قباني

رواية تثير فضولك إلى أقصى درجة، غامضة بكافة المقاييس، يكفي أن كاتبها هو كاتب الروايتين في الاعلى..

**

18- صيد الثلج (حلم الحاضر حقيقة المستقبل) – زهير كمال

رواية خيال علمي، تتحدث عن حال الدول العربية في المستقبل، الوصف فيها جميل، واسلوبها رائع، وأحداثها غير متوقعة (مثالية بشكل كبير ومبالغ فيه في حلولها السلمية! ولكن لا مانع من أن نحلم!)

**

19- كانوا همجا- عبد الودود يوسف

رواية ستجعلك تشعر أنك في عالم الأحلام بحق، وهي تتحدث عن الخلافة الاسلامية القادمة، حيث يعيش الجميع بخير وسلام، ثم يقرر البرنامج الاذاعي عرض بعضا من ملفات الزمن الماضي (أي زمننا نحن الذي نعيش فيه)، مما يجعل الناس لا يصدقون أننا كنا هكذا (كانوا همجا!!)

**

20- روايات من الواقع الفلسطيني والعربي وما أكثرها، وسأختار منها:

ا- عائد إلى حيفا – غسان كنفاني (رحمه الله)

قصة رهيبة جدا ومدمرة، لدرجة انني لم استطع استيعاب الصدمة في النهاية، مؤلمة بشكل كبير، وفي الوقت نفسه قصة رائعة ومعبرة ومؤثرة لأبعد الحدود

ب- مشرد بلا خطيئة- محمد عبده يماني (تمنيت لو كنت قد تواصلت معه، لكنني لم أعرف عنه إلا بعد وفاته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)

الرواية تتحدث عن طفل ولد قبل زمن النكبة، ثم عاشها مع والدته بعد أن بقي والده مع رجال القرية للدفاع عنها، تصف هجرة الولد ونموه خلال السنوات التالية، حتى يصبح شابا قويا فيلتحق بالمقاومة.. (قصة مؤثرة جدا دمعت عيني وانا اتذكرها)

جـ- زمن الخيول البيضاء – ابراهيم نصر الله

رواية ملحمية رهيبة بتفاصيلها الدقيقة، تبدأ أحداثها من أواخر العهد العثماني، لتعيش مع الأبطال الحياة وكأنك تراها أمامك، ثم لتنتقل من جيل إلى آخر (سفر عبر التاريخ)، وأنت منسجم تماما مع كل حدث، حياة كاملة بكل معانيها، حتى أنني كنت أترقب الاحداث وكأنني لم أكن أعلم أن النهاية هي ضياع فلسطين ):

يارب فرجا عاجلا يا كريم

***

ضمن الروايات العالمية التي اتسمت بنوع من الرعب إضافة للخيال العلمي فيها، واظنها يمكن أن تصنف ضمن القصص النفسية أيضا:

فرانكشتاين- الرجل الخفي- دكتور جيكل ومستر هايد- اللعبة الخطرة!

وقبل أن نختم، أشير هنا إلى كتاب “اشبه بالقصة والرواية” لسيرة ذاتية، نصح بقراءته الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، حيث قال في مقالته “التلميذة الخالدة”:
“”اقرؤوا قصة (( التلميذة الخالدة )).
اقرؤوها فلعلها تثير في نفس واحد منكم موهبة كامنة قد تهز الدنيا، ولكن صاحبها لا يدري بها.”

**

في الختام أقترح على كل من يرغب بتأليف رواية، قراءة النسخة المترجمة من كتاب “تقنيات كتابة الرواية” للكاتبة “نانسي كريس”، فهو كتاب رائع ومفيد من جهة، ومن جهة أخرى ممتع بمعنى الكلمة؛ إذ تقوم الكاتبة باقتباس أفضل الحبكات والأمثلة من الروايات الناجحة والشهيرة، مما يجعلك تطلع على الكثير من الأعمال والاساليب في وقت قياسي ^^
كما ندعوكم للاطلاع على هذا الفهرس الذي يضم مواضيع هامة للمؤلفين والروائيين، لا سيما فيما يتعلق بالـ “انثربولوجيا” :
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/135

ولا تنسوا بطبيعة الحال رواية “مدرسة الفروسية”!^^
واذكرونا بصالح دعائكم، ولكم بالمثل إن شاء الله ^^

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية