Please or التسجيل to create posts and topics.

انطباعي الخاص عن شخصية "ايتاتشي اوتشيها" من أنمي "ناروتو"!!

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ايتاتشي بين السطور!!
انطباعي الخاص عن شخصية "ايتاتشي اوتشيها" من أنمي "ناروتو"!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني في هذا القسم أن اشارككم أول تقرير وانطباع لي عن شخصيات الأنمي، والذي بلا شك سيكون عن شخصيتي المفضلة:
"اوتشيها ايتاتشي"!

والذي اثار جدلا واسعا بين متابعي الأنمي، لفترة من الوقت!
فبعد أن كان اسطورة عظيمة في نظر الجميع، لدرجة أنه كان يتصدر المرتبة الاولى في قائمة الشخصيات الاكثر شعبية والمفضلة لدى المتابعين على مواقع عالمية لفترة طويلة؛ بدأ بعض المتابعين يتراجعون عن ذلك ويرونه مجرد مجرم عديم الشخصية!! ومن ثم ظهرت فئة أخرى تستميت في الدفاع عنه حد الجنون، ليظهر انشقاق واضح حوله بين المتابعين المهووسين!
وبلا شك هناك دوما فئة معتدلة تحاول النظر للموضوع بحياد...
فمن أي فئة أنتم؟!!^^

*
*
*

في عام 2015 نشرت أول موضوع مفصل عن ايتاتشي بعنوان:

عشر نقاط توضح "لماذ أعد (ايتاتشي) أسطورة، لم تتكرر حتى الان!"

وكان ذلك عقب انتهائي من مشاهدة "ناروتو شيبودن" وـثري الشديد بالشخصية واسقاطاتها الواقعية!
ثم بعد ذلك، ومع مرور السنوات وتغير المواقف والاحداث، كنت اكتب عنها مقتطفات من هنا وهناك، بل إنني تحدثت عنها بشكل خاص في فعالية التعريف بمشروع مدرسة الفروسية عام 2017!

 

*يمكنكم متابعة الفعالية على قناتنا:
https://www.youtube.com/watch?v=1STV53gjWOE

ومن ثم في عام 2019، تمكنت اخيرا بفضل الله من الحصول على روايات "ايتاتشي" وقراءتها، حيث سجلت انبطاعي عنها في ذلك الوقت، والذي جعلني ازداد تأثرا بأفكار تلك الشخصية؛ والتي بلا شك تعكس افكار صانعها المانجاكا الياباني: ماساشي كيشيموتو!

وفي هذا الموضوع قررت أن اجمع لكم انطباعاتي وتقاريري المتفرقة عن الشخصية من هنا وهناك، فهل انتم مستعدون؟! ^^

***

هذه الشخصية كلمتها المفضلة "السلام"، و"الحكمة" أبرز اسلحتها، ولأن الحكمة ضالة المؤمن؛ أينما وجدها أخذها، فقد رأيتُ أنه من الرائع ان نستعرض معاً بعض الوقفات من مسيرة حياة هذه الشخصية، لعلنا نستخلص منها (دروس وعبر)- فلا تغادروا قبل النهاية لو سمحتم^^

لننطلق...

*

*

*

عشر نقاط توضح "لماذ أعد (ايتاتشي) أسطورة، لم تتكرر حتى الان!"

(ملاحظة هامة: لن يفهم هذه النقاط إلا من تابع حلقات ناروتو بدقة شديدة، فكل ما ذكر فيها مقتبس من حلقاته )

1- بداية هو مثال للابن الطيب، والأخ الحنون، والشاب الصالح، الذي يسعى لمصلحة أمته ومن حوله، ويمكن الاعتماد عليه، وله القدرة على تحمل كامل المسؤولية دون ضجر
(باختصار مواطن صالح نافع لأهله ومجتمعه ويتحلى بالأخلاق الحميدة)

2- شخصية نابغة عبقرية، له قدرات فريدة تميزه عن غيره، وقوة لا يستهان بها، ورغم هذا التميز الشديد الذي تحلى به منذ صغره، إلا أنه شخصية متواضعة طيبة، لا تعرف الغرور أبدا

3- رغم ما جُبِلت عليه عشيرته من صفات سيئة، توارثتها الأجيال، من تباهييها بقوتها، وسعيها للحصول على القوة من أجل القوة فقط، إلا أنه استطاع مقاومة هذا التيار السائد بقوة، رغم أنه أكثرهم قوة، رافضا جميع هذه الموروثات البالية، بل وضح موقفه مستنكرا هذا التصرف من قبيلته:
" ما الذي تريدونه من القوة سوى الرغبة في الحصول على المزيد من القوة من أجل القوة فقط، ثم ماذا!! هل هذا ما تريدونه فقط!!"

4- الحكمة والفهم العميق لمعاني الحياة، بالتأمل والتفكير الواعي البعيد عن هوى النفس

هذا ما يتفق عليه الجميع من صفات ايتاتشي قبل حدوث المأساة، ومن هنا نكمل النقاط الأخرى:

5- عند المحك، قدّم (الحق) الذي يؤمن به، على عاطفته الشخصية، عندما كان عليه اتخاذ أصعب قرار!!
(اجتهد) في اتخاذ قرار على قاعدة أقل الخيارين سوءا، بناء على ما يؤمن به من الحق والصواب والمنفعة العامة، متحملا كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك، والذي يُعد أمرا بالغ القسوة بالنسبة لشخصية طيبة مثله، دون أن يخاف (لومة لائم)

6- هذه الشخصية العظيمة، لا تجد بأسا في الاعتراف بالخطأ، والتراجع عنه، وتصحيحه أيضا، فإن كان قد أخطأ بجعل أخيه يسلك سبيل الظلام من أجل أن يأخذ بثأر عشيرته منه، فإنه لم يتردد بالاعتراف بذلك، معترفا بقلة حيلته، دون أن يجد بأسا في طلب العون من أصدقائه لتصحيح المسار، وهذا ما حدث..
لقد كان يعلم أن اخاه يحبه كثيرا ومن المستحيل أن يقوم بقتله انتقاما لأهله، وفي الوقت نفسه كان يريد أن يتخلص من العبء الذي يحمله فوق ظهره من قتل عشيرته؛ بأن يجعل أحد الاوتشيها يحاكمه ويقتص لهم منه، فلم يجد طريقا سوى جعل أخيه يحقد عليه حتى يستطيع تنفيذ حكم القصاص عليه، وكان يظن أنه بمجرد انتهائه من تلك المهمة؛ سيعود ساسكي الى القرية ليبدأ حياة جديدة، لا سيما وأنه وضع خطة احتياطية من خلال إبعاد توبي عنه، وإعطاء ناروتو قوة تقنعه بالعودة عند الحاجة:

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فاعترف ايتاتشي بأن تلك الطريق التي اتخذها كانت خاطئة جدا (لأن الغاية لا تبرر الوسيلة)، أجل لقد اعترف بخطئه فهو مجرد بشر، لا يختلف عن غيره من البشر (قد يصيب وقد يخطئ)، غير أن نيته الصادقة في قصد الخير، ساعدت في إصلاح الأمر في النهاية..
(النية الصادقة في طلب الشيء يحققه)

7- شخصية رحيمة متعاطفة، لا ترى أنها الأفضل من الاخرين، بل تتفهمهم وتعمل على مساعدتهم للعودة للطريق الصحيح مهما كانوا، ولا تتردد في إسداء النصح لهم..
كما في:
(حادثة كوبوتو)

(كلامه مع كيسامي)

(نصيحته الأشهر لناروتو!)

"تريد أن تصبح هوكاجي ليعترف بك الاخرون، ولكن إذا اعترف بك الآخرون ستصبح هوكاجي!"

8- شخص أصيل، لا يتخلى عن أصله ووطنه مهما كان الفساد منتشرا فيه، بل يسعى لإصلاحه ما استطاع إلى ذلك من سبيل، فما هو إلا أحد أفراده!

9- حب أخوي لا حدود له، ترك أثرا كبيرا في قلوب غالبية المتابعين، حتى فاقت هذه العلاقة الانسانية الاخوية الرائعة، العديد من العلاقات الخاطئة التي اعتاد الجميع متابعتها
ومن المناسب نقل جزء من نقاش دار في أحد المنتديات الأجنبية، يوضح هذا المعنى:
"هل توجد لـ "ايتاتشي" صديقة ومن تكون؟ فجاءت الاجابات تباعا، ومن يهتم بهذا الامر، علاقة الاخوّة بين ايتاتشي وأخيه الصغير ساسكي أهم من ذلك بكثير!!"

(ومع ذلك.. ردا على افكار المنحرفين؛ اوضح المانجاكا كيشيموتو في رواية ايتاتشي؛ كيف تعامل ايتاتشي مع الفتاة التي يعرفها من الطفولة، حيث حرص على أن لا يؤذيها في مشاعرها، حتى وهو على وشك تنفيذ المهمة القضاء على الخيانة؛ فقدم لها من خلال تقنيته الخاصة حياة زوجية سعيدة، تعبر عن احترامه وتقديره لمشاعرها، كان خلالها زوجا مخلصا لها وطيبا معها!)

10- حتى وإن ظن الجميع أنه سيء، حتى ولو لم يعلم أحد أنه سبب خلاصهم وإنقاذهم، فهذا أمر لا يهمه على الاطلاق، لأن الشهرة ومدح الآخرين، ليست هدفا يسعى إليه، بل هدفه فعل الخير!
فما يؤمن به هو:
"التضحية من أجل الاخرين لا تكمن في السعي خلف السمعة بل في توفير الحماية في الخفاء"

لقد اختار "ناروتو" في البداية ليكون سبب إنقاذ أخيه، بعد أن سأله عن سبب ملاحقته له، فأجابه ناروتو وهو لا يعلم بحقيقة ايتاتشي بطبيعة الحال: " لأنني اعتبره اخ لي أكثر مما تعتبره أنت"، فما كان من ايتاتشي إلا أن ابتسم وهو يشعر بالرضا حيال ذلك..
( في تصرفات البشر الغالبة تكون ردة الفعل هي الضيق بل والغضب عند سماع مثل هذا الكلام (أو الاتهام الصريح!) فمن هذا الذي يظن أنه مهتم لأمر شقيقي أكثر مني!!)

حتى أثناء قتاله لساسكي، كان يسعى لتخليصه من ختم اوروشيمارو، عن طريق إجباره لمواجهته بكل قوته!

شخصيته باختصار تتلخص في أصعب صفة يمكن التحلي بها الانسان، ألا وهي

(الاخلاص)

والذي أقصده من هذه الكلمة، هو المعنى الاصطلاحي لها، والذي عرّفه أحد العلماء بقوله:
"الاخلاص هو أن لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس: إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم، والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم، أو خدمتهم ومحبتهم، وقضائهم حوائجه، أو غير ذلك من العلل والشوائب.."

فهل رأيتم شخصية أخرى تتجلى فيها هذه المعاني أكثر من "ايتاتشي"؟؟؟
إن كان هناك بالفعل، فيسرني التعرف إليها حتى أضمها إلى مجموعتي المفضلة من الشخصيات ^^

***

بعيدا عن الانمي.. ولأن "الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها" لي خمس وقفات مستندة إلى ما تم ذكره في الأعلى :

الوقفة الأولى:

لقد بين الله- سبحانه وتعالى- لنا في القرآن؛ سببا رئيسا من أسباب هلاك الأمم، ألا وهو إصرارهم على أفكارهم، وعقائدهم الموروثة مهما كانت خاطئة، بل تعصبهم لها، بقولهم:
(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)
وهذا ينطبق على كل من يرفض الحق، تعصبا لقومه، أو حزبه أو عشيرته، فيتبع آثارها دون تمييز بين حق أو باطل، وهنا لي وقفة مع الاية الكريمة، التي وصف الله فيها من يقدّم الحق على مصلحته الشخصية أو هواه:
(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم)

وقد نزلت في الصحابي الجليل "أبو عبيدة عامر بن الجراح"، بعد أن لم يجد بدا من قتل والده في غزوة بدر!

وهذا مشابه لما حدث مع الصحابي الجليل عبد الله ابن رأس المنافقين عبد الله أبي بن سلول، لقد كان يحب والده كثيرا، وهو معروف ببره له، لكنه عندما سمع عن موقفه ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان له موقف قوي جدا، يعبر عن تقديمه للحق مهما كانت صعوبة ذلك على نفسه، وفي ذلك الحديث الشهير: عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن (عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول) الصحابي الجليل، لما بلغه ما كان من أمر أبيه، أي: لما اختصم بعض المهاجرين والأنصار عند مرجعهم من غزوة بني المصطلق، فقال (ابن سلول المنافق) : قد ثاورنا في بلادنا، والله ما مثلنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل-. أتي (عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول) الصحابي الجليل، إلى الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) فقال : يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل (عبد الله بن أبي) فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، () فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فللا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمسي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله صلوات الله عليه وسلامه (بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا)
"الحق دائما أولى أن يُتّبع"

********

الوقفة الثانية:

في الحياة أحيانا؛ قد نتخذ قرارات خاطئة، خاصة إذا كانت الظروف صعبة جدا، في حين أن نيتنا سليمة جدا، ونكون قد حاولنا الاجتهاد قدر الاستطاعة في اختيار الحل الصحيح مع أهون الاضرار، لكننا نكتشف فيما بعد أن القرار كان خاطئا جدا، فما الحل؟ علينا ببساطة الاعتراف بخطئنا ومراجعة انفسنا، ومحاولة اصلاح هذا الخطأ قدر الاستطاعة، بالمقابل (ومن واقع الحياة الواقعية جدا وأقول هذا عن تجربة) إن كانت النية صادقة من البداية، فإن الله سيسهل اصلاح الامر عاجلا أم آجلا..
ومن هنا نفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه (للمجتهد أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب)، بشرط أن يكون قد بذل جهده في هذا الاجتهاد، وأخذ بكافة الأسباب..

*********

الوقفة الثالثة:

هناك من ينظر بعين الاحتقار لمن أذب ذنبا، أو ارتكب خطأ، ويظن أنه أفضل منه، لكن المؤمن الحقيقي هو من لا يرى نفسه أفضل من الآخرين مهما كانوا، فقد روي عن الحبيب صلى الله عليه وسلم قوله:
"من قال هلك الناس فهو أهلكهم"

*********

الوقفة الرابعة:

هناك من يظن أن "الوطنية" و"الانتماء"، امور لا قيمة لها، فيتخلى عن بلده وقومه إن لم تعجبه طريقتهم، أو لاحظ فسادهم، فيسيء لهم أكثر مما يحسن، بدلا من أن يكون سببا في الاصلاح!!
ولنا في رسولنا، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، فرغم ما وجده من تعذيبٍ في مكة، إلا أنه لم ينسَ حبه لها فهي (موطنه)، وقد خاطبها بقوله:
"أما إنك لأحب بلاد الله إلى الله ، و أحب بلاد الله إلي ، و لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"

**********

الوقفة الخامسة:

لأن طبيعة البشر مجبولة على تقدير الأقوياء وحبهم، ولأن "القوة" تترك أثرا ملحوظا في نفوس الناس، حتى بات سلطان القوة سلطان لا يُستهان به، حثنا ديننا على أن نكون أقوياء، ولكن في الحق!
فالاثر الذي يتركه القوي، لا يُقارن بأثر الضعيف، وإن أردنا أن ننشر الخير والحق، فلا بد لنا من القوة، بجميع أشكالها، سواء كانت قوةً في العلم، أو في الجسم، أو أي شكل آخر، ومن أعظمها القوة في الحق..
"المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"

*********

الخلاصة:

ليس عليكم أن تقتلوا أحبتكم، ولا أن تبيدوا عشيرتكم، وإنما كل ما عليكم فعله؛ هو أن تمتلكوا قلوبا سليمة محبة، خالية من الغل والحقد، تحب الخير للآخرين مهما كانوا، وتسعى بهمة عالية من أجل خير وطنها وأمتها
باختصار.. أمتنا بحاجة لقلوب مخلصة، تعمل على نهضتها، ولا تسعى من أجل مدح الآخرين،، فهل أنتم مستعدون لذلك؟؟
قيل لأحد العلماء: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الاخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب

لذا علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم دعوة تعيننا على ذلك، وتجنبنا الوقوع في الرياء - الذي هو عكس الاخلاص:
" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيء وأنا أعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم"

**********

ومن هنا انتقل لملحق اضافي، من خلال انطباعاتي على روايات ايتاتشي:

 

أولا: هنا بعض الاسئلة:
1- هل هناك من يعرف ما هي "دعوة" أو أمنية ايتاتشي التي تمناها بشدة بعد موت شيسوي وما حدث مع دانزو؟
(ذكر هذا في النسخة الرسمية من رواية ايتاتشي)
*
2- هل ايتاتشي يعتبر ابن بار أم عاق؟
وما هو الفيصل بين البر والعقوق في مثل هذه القضايا؟
*
3- كم كان عمر ايتاتشي عندما حدثت المأساة؟ وكم كانت المدة الزمنية بين موت شيسوى وبين الانقلاب؟
____
سأكتفي بهذا القدر من الاسئلة، وسيسعدني معرفة اجاباتكم عليها قبل أن تكملوا القراءة^^
***
ملاحظة:
في عام 2019 تمكنت والحمد لله من الحصول أخيرا على أول جزئين من روايات ايتاتشي الرسمية، بالترجمة الانجليزية الرسمية (لم تكن هناك ترجمة عربية رسمية للأسف، ولا أدري إذا صدرت أم ليس بعد!)، بمعنى أن ما جاء في هذه الرواية يعتبر قصة اصلية، وليست مجرد افتراضات أو اختراعات من المعجبين "الفانز"!
اقول هذا لكم؛ لأنني تفاجأت بشدة من تلك "الامنية" أو "الدعوة" بالذات!!
يمكنكم أن تقولوا أن هذا كان آخر شيء يمكنني توقعه من المؤلف، وقد كان أكثر ما أثّر بي بشدة خلال قراءتي للرواية!!
إنها الجملة التي وصفت حال ايتاشي بعد موت شيسوي ومقابلته لدانزو الذي استدعاه ليبحث معه مشكلة الاوتشيها، وهنا سأنسخ لكم وصفه:
" He had never prayed for the existence of God like he did at that moment."
كان هذا آخر شيء يمكن أن يخطر بالبال!!
(في ذلك الوقت دعا ايتاتشي بشدة لوجود الله كما لم يفعل من قبل)
بمعنى.. أن تلك اللحظة كانت أكثر لحظة دعا فيها ايتاتشي وتمنى بشدة أن يكون هناك اله يلجأ إليه ويطلب منه العون، وهذا إن جعلنا نفكر بشيء، فهي بلا شك ستجعلنا نحمد الله ونشكره أن دلّنا عليه وهدانا لمعرفته ودعائه! بل وتحملنا مسؤولية كبيرة في الدعوة إلى الله، وتشعرنا بأهمية هذا الواجب الانساني لأجل الآخرين!
هذا ما شعرت به شخصيا بعد قراءة الرواية! ):
**
حقيقة.. هناك الكثير من التفاصيل المثيرة للاهتمام في القصة، خاصة فيما يتعلق بليلة المأساة وما قبلها! وربما أكثر ما يميز الرواية أنها تركز على المونولوج الداخلي لايتاتشي، بعكس الانمي، حيث يظهر بشكل صامت في الانمي غالبا!!
بمعنى آخر.. ستتيح لك هذه الروايات الشعور تماما بالصراعات النفسية والمعاناة الكبيرة والحيرة الشديدة والضغوط الهائلة التي تعرض لها ايتاتشي، وهو لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره فقط!
ورغم أن الأحداث معروفة اجمالاً، ولكن الرواية اظهرت تفاصيل مؤثرة جدا جدا خاصة فيما يتعلق بالحوارات التي دارت بين ايتاتشي ووالده على مدار الأحداث!
خاصة هذه الجملة التي قالها له والده، وبقيت تتردد في رأسه:
"You should stay true for your thinking. Fight, be confused, be lost, and come through that to find your answer. And once you find it, make your dicision, and do not waver from it. Find your answer, and be ready to follow through. That is determination."
أي أن والده كان يريد منه أن يكون صادقا مع نفسه، مهما ارتبك واحتار وشعر بالضياع! يجب ان يكون صادقا حتى يتخذ القرار الصحيح ولا يتردد في اتباعه، عليه أن يبحث عن الاجابة الصحيحة بصدق، حتى إذا ما عرف الحق كان مستعدا للمضي في طريقه مهما كانت العواقب!
هذه كانت وصية والده له!
وهنا لنا وقفة هامة..
هل كان ايتاتشي بارا أم عاقا لوالديه كما يدعي البعض؟
من تابع الأنمي والمانجا بدقة، وقرأ الروايات الاصلية؛ سيدرك تماما أن ايتاتشي ابن بار جدا منذ صغره، بل ومثال واضح جدا للبر، حتى مع اختلافه مع والديه بقي على احترامه لهما (المشهد الأخير بينه وبين امه قبل المأساة؛ عندما قدمت له طعامه وهو يخفي دموعه ثم شكرها، أحد الأمثلة!)
***
فاصل:
___
لا أحد يختلف عن أهمية بر الوالدين، حتى لو جاهدك والداك على الكفر؛ فمن واجبك أن تظل بارا بهما وتصاحبهما بالمعروف، ولكن فقط دون أن تطيعهما في الكفر، وقد ذكرت هذا بالتفصيل في منشور سابق (سارفق رابطه في التعليقات إن شاء الله)؛ ولكن.. ماذا لو تعارضت طاعة الوالدين مع حق مصيري واضح، وكانت هناك معركة حاسمة؟
هنا.. اسمحوا لي أن أخرج من عالم الأنمي، لفاصل تاريخي حقيقي بيّن هذه المسألة الشائكة في اوضح صورها!
كان هذا في قصة الصحابي الجليل ابو عبيدة عامر بن الجراح، في غزوة بدر.. كان يتجنب مواجهة والده في المعركة مرارا وتكرارا، ووالده يتعمد مواجهته ليعيقه كما ورد في التاريخ:
"وكان الجراح يتصدى لأبي عبيدة، وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثرِ قصد إليه أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله حين قتل أباه: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ...}
وبالطبع هنا يجب الانتباه! فلا يأتي أي شخص يفسر الأمور بحسب هواه، ويجتهد بدون علم فيخرج مع قوم يظنون انهم على حق فيقتلون اباءهم واهاليهم ويخربون اوطانهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا!!
الموازنة بين هذه الأمور دقيقة جدا وخطيرة!!
في غزوة بدر كانت هناك معركة واضحة بين حق وباطل وتحت راية قائد دولة في ذلك الوقت (هو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وخرجوا لملاقاة كفار قريش الذين كانوا يريدون غزوها)!
__
عدنا
*****
في رواية ايتاتشي تم توضيح كمية المحاولات التي حاولها ايتاتشي لايجاد حلول اصلاح بين العشيرة وبين القرية، والتي استغرقت عام كامل تقريبا (منذ موت شيسوي وحتى ليلة الانقلاب)، حيث لم يعد هناك مجال للتراجع!
وهنا عند المحك، قدّم ايتاتشي (الحق) الذي يؤمن به، على عاطفته الشخصية، عندما كان عليه اتخاذ أصعب قرار! (اجتهد) في اتخاذ قرار من أقل الخيارين سوءا، بناء على ما يؤمن به من الحق والصواب والمنفعة العامة، متحملا كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك، والذي يعد أمرا بالغ القسوة بالنسبة لشخصية طيبة مثله، دون أن يخاف (لومة لائم)!
كان ذلك واجب عليه تنفيذه بصفته تحت قيادة دانزو ضمن الأنبو، لوضع حد لانقلاب سيجر حرب أهلية لا تخمد أبدا، تكون عشيرته "الخائنة" هي سببها!
وهنا كانت اعظم تضحية قدمها لعشيرته والتي اوصاه بها شيسوي:
حماية سمعة الاوتشيها!
وبالفعل حمى ايتاتشي اسم الاوتشيها وسمعتها من وصم عار الخيانة، وتحمل أن يلصق هذا العار بنفسه، وهو لا يزال ابن ثلاثة عشر عاما فقط!
وهنا يظهر سؤال هام:
هل ما فعلته الاوتشيها واتخاذ قرار الانقلاب يعتبر حقا خيانة وجريمة؟
والجواب تجدونه في التاريخ البعيد والواقع القريب بلا شك!
فاصل:
لو تأملنا في أحكام الدين، وتاملنا في الويلات التي تجرها الحروب والانشقاقات الداخلية، لفهمنا السبب الذي جعل حكم القتل هو حد كل من يخرج على بلده ليشق عصاها!
مهما كان هناك ظلم من الحاكم.. مهما كان هناك فساد، فلا يمكن اصلاح ذلك بفساد اكبر لتسبيب حروب داخلية لا تخمد!
ويتجلى هذا في إحدى ابرز الأحداث التاريخية الدامية، في زمن الحجاج وفتنة ابن الاشعث
عدنا
اذن يمكن تلخيص الأمر باختصار بأن القرار المصيري الذي اتخذه ايتاتشي في ذلك الوقت الحرج، وهو ابن ثلاثة عشر عاما فقط؛ كان تضحية عظيمة منه في اداء الواجب لأجل مصلحة الجميع بما فيهم (عشيرته)! أن تمنع عشيرتك من ارتكاب الظلم وتلطيخ اسمها بعار الخيانة؛ هذا هو أكبر معروف تقدمه لهم في ظل تلك الظروف! والأكثر من ذلك أن هذا بالضبط ما طلبه من والده! أن يكون صادقا مع نفسه ولا يحيد عن الحق، متحملا عواقب ذلك بشكل كامل، دون ان ينتظر شكرا ولا ثناء ولا حتى تفهما من أحد!
والأكثر من هذا كله؛ أن لا يتوانى عن تحميل نفسه المسؤولية، معترفا بأنه أخطأ في بعض الأمور، ليوكل إكمال المهمة لناروتو!!
أبعد هذا كله لا أعتبر ايتاتشي "أسطورة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟!!
***
في النهاية.. هذه هي وجهة نظري، المستندة على قراءاتي وتحليلاتي الخاصة من بين السطور.. ^^

***

وقبل أن أختم.. قد يكون من المفيد أن أذكر أن السبب الذي جعلني أهتم كثيرا بمتابع أنمي "ناروتو" بشكل خاص؛ هو التقارير الكثيرة التي كنت أقرأها عن ايتاتشي، والتي كانت تزخر بها المنتديات ومواقع الأنمي!!!
لذا في عام  2013- وهو
العام الذهبي الذي تفرغت فيه تقريبا، لمرحلة حاسمة جديدة في تاريخ مشروع مدرسة الفروسية، بفضل الله- قررتُ مشاهدة أنمي ناروتو، بعد أن كثر الحديث حوله، وقرأت تقريرا مؤثرا جدا عن الاسطورة ايتاتشي! فتابعته بعين المحلل الناقد، المتتبع لرسائله الخفية، لعلي أفهم سر تأثيره، ولم أكن أدري انه سيكون بمثابة الصفعة القوية، التي ستجعلني أراجع حساباتي من جديد!
لطالما قرأت في السيرة النبوية، وقصص الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ولطالما سمعتُ الخطب والمواعظ الدينية، وحتى الكتب التاريخية والثقافية والفلسفية (رغم انني لا احب الفلسفة!)..
وبلا شك.. جميعها تركت أثرا عميقا في تشكيل منظومتي الفكرية، (هذا بالطبع إلى جانب عوامل أخرى كثيرة، لا مجال لذكرها)..
ولكن.. ما لم يكن يخطر ببالي أبدا، هو أن يكون لـ "قصة أنمي"؛ ذلك الأثر القوي الذي يجعلني أعيد التفكير مجددا في كل ما قرأته وسمعته، لأفهم مقاصد الشريعة، والهدي النبوي بشكل أفضل!
لأشعر أنني ازداد قربا من الله سبحانه وتعالى، مرددة من أعماق قلبي.. سبحانك يارب ما أعظمك وأكرمك وأرحمك!
إنني اتساءل..
كيف استطاع المانجاكا الياباني "كيشيموتو" فعل ذلك؟
وما هي الطاقة الروحية الهائلة التي تسللت من ثنايا فكريه؛ لتصلنا (او لتصلني على الأقل) بتلك القوة؟
فالكلام الذي يخرج من القلب يستقر في القلب!
"ايتاتشي"!
تلك الشخصية الاسطورية الآسرة، حتى وإن لم تعد كذلك بنظر الآخرين؛ لكنها ستبقى الأقوى تأثيرا في نفسي حتى الآن!
ذلك القرار الذي اتخذه.. هل كان يستحق كل هذا؟
الهذه الدرجة "أمن البلاد وتجنب الحروب الأهلية"، يستحق هذا القدر من التضحية، حتى مع وجود الظلم؟!!
هل هي مجرد قصة خيالية، أم انها بالفعل تحمل معاني عميقة أبعد بكثير من هذا؟!!
دوامات فكرية لا منتهية، اعادتني إلى العصور الاسلامية الأولى، وظهور "الخوارج"!
ذكرتني بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الفتن، ومنها:
"من أتاكم وأمرُكُم جَمِيْعٌ على رجل واحد، يُريد أن يَشُقَّ عَصَاكُم، أو يُفَرِّقَ جَمَاَعَتَكُم، فاقتُلُوهُ".
وماذا إن وقع الظلم؟!!
والجواب كان واضحا في الحديث:
«إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها!»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ»
***
هذه الأحاديث، والمواضيع المتعلقة بها؛ تمثلت في ذهني بوضوح، لأفهم الواقع بشكل أفضل، عبر قصة انمي خيالية، ملخصة بقرار ايتاتشي!!!
قد يبدو الامر غريبا.. او ربما سخيفا.. ولكن هذا ما حصل!

ومرت الأيام.. ورأينا النتائج.. ولا زلنا نراها بمشاهد تدمي القلب!!
ولكن.. لا بأس.. قدر الله وما شاء فعل، والمهم أن نتعلم ونعي الدرس! وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا..
 
فهل يعقل بعد هذا كله.. أن يظل فينا من يحارب وطنه وبلاده بنفسه؟
ولا يتمنى الخير لها لأنه يريد التشفّي ممن ظلموه!!
إلى متى نلقي اللوم على الآخرين ولا نراجع أنفسنا وحساباتنا الخاصة؟
نريد من المسؤول أن يكون عادلا، ونحن لسنا عادلين بأبسط أمور حياتنا!
نريد حقوقنا وننسى أننا أضعنا حقوق أقرب أقربينا!
بلدي وإن جارت علي عزيزة
أهلي وإن جاروا عليّ كرام!
 
___
وبعد هذا كله..
تسألون لماذا اعتبر "ايتاتشي" شخصيتي المفضلة بلا منازع؟!!
والسؤال الأهم:
هل سنتمكن من تقديم أعمال تحمل هذا الأثر العميق، والهادف المستنير؟
 
**

 

أسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن تقوم على أيديهم نهضة هذه الأمة، ويرزقنا الاخلاص في القول والعمل والنية، وأن يهدينا ويهدي بنا، ويجعلنا سببا لمن اهتدى..

وأسأل الله أن يهدي "كيشي" للاسلام، ويرزقه الاخلاص ويحسن خاتمته
فدعائي له في ظهر الغيب، هو الطريقة التي أعبّر فيها عن شكري له، بعد أن أتحفنا بهذه الشخصية الرائعة، والتي تركت أثرا كبيرا في نفسي..

أسأل الله أن ينفعني وينفعكم بما نسمعه ونراه والعالم أجمعين..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم