Please or التسجيل to create posts and topics.

سُنَة التدافع والاختيــــار! / الرومانتيكية والواقعية!

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معشر النبراسيين الكرام ^^
يسعدني مشاركتكم هذا الموضوع الي نشرته اول مرة عام 2017، وكان بعنوان:

سُنَة التدافع والاختيــــار (دين، أدب، تاريخ، علم،،،،،،،،،، ناروتو ^^)

وهنا سأنقله لكم إن شاء الله:

لنبدأ بالسؤال التالي:
لو لم يكن وضع (العالم العربي) على ما هو عليه الآن، هل سيكون هذا أفضل؟

وقياسا على هذا السؤال، يمكننا طرح أسئلة عديدة على المنوال نفسه:
لو لم يكن هناك متعصبون ومتطرفون (سواء في أقصى اليسار أو أقصى اليمين) هل سيكون هذا أفضل؟
لو لم تحدث الحرب العالمية الأولى هل سيكون هذا أفضل؟
لو لم تكن هناك حروب من الأساس هل سيكون هذا أفضل؟
لو لم تكن هناك أمراض فهل سيكون هذا أفضل؟
*
*
*

باختصار:

لو لم يكن (الشيء الذي كان) فهل سيكون هذا أفضل؟

*********

بالطبع ليس هدفي أن أجيب على هذه الأسئلة بشكل مباشر كما هو متوقع، بل دعونا نقف وقفة جادة مع هذه الفقرة من كتاب:
"الرومانتيكية والواقعية" لـ "يانكو لافرين" من ترجمة "حلمي راغب حنا"

p_4860xnwl1

يقول المؤلف في الفصل الأول:

"هناك دافعان اساسيان يعملان عمل المد والجزر في تطور الجنس البشري. يتمثل الاول فيما يمكن ان نسميه بالقوة الجاذبة المركزية ويتمثل الثاني فيما يمكن ان نسميه بالقوة الطاردة المركزية، ويمكن ان نسمي هاتين القوتين بقوتي: التجميع والتفريق او التنظيم والهدم، او المحافظة والثورة، أو الكلاسيكية والرومانتيكية.
ولئن بدا وجود تناقض ظاهري بين هاتين النزعتين فالواقع انهما في جوهرهما متكاملتان، ذلك أن تفاعلهما هو الذي يولد ايقاع الحياة وايقاع التاريخ. فعصر ااضراب والفوضى تتلوه فترة تنظيم وتنسيق، وحينما توشك هذه الفترة التي تتسم بالطابع المحافظ على ان تصبح راكدة آسنة تظهر الحاجة الى ميلاد قوة ثورية طاردة جديدة لتجنب خطر الجمود الاجتماعي. وهكذا تُعنى الحياة أو قوة الحياة الغامضة بنفسها. ويقابل هذا الشهيق والزفير لحركة التاريخ عمل نزعتين أساسيتين متساويتي الأهمية في الطبيعة البشرية........."

فهل أوحت لكم هذه الفقرة بشيء، يساعد في الإجابة على الأسئلة السابقة؟e40e

قبل أن ننتقل للفقرة التالية، سيكون من الجيد اضافة نبذة سريعة عن مؤلف الكتاب السابق، كما ورد في مقدمة الكتاب:

"مؤلف هذا الكتاب، يانكو لافرين، هو كاتب وناقد كبير معاصر من أصل روسي عاش في إنجلترا وقام بالتدريس وإلقاء المحاضرات في بعض جامعاتها مثل اكسفورد وكمبوردج وكتب مؤلفاته بلغة إنجليزية رفيعة.
وكتابه هذا يعالج في فصوله العشرة دراسات هامة لبعض أعلام الأدب الأوروبي في الرواية والشعر والمسرح، وتجمع هذه الدراسات بين العمق والطرفة والتنوع الإيجاز والوضوح، ويتمتع المؤلف بثقافة إنسانية واسعة، بل وهو طلعة على العلوم الطبيعية أيضاً التي يستعير منها بعض تشبيهاته واستعاراته.. وإذا جاز لنا أن نطلق وصفاً على نظرته للأدب والإبداع الأدبي لقلنا أنها نظرة تكاملية جدلية تطورية فهو يدرك إدراكا عميقاً مدى تأثر الأدب بالظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، دون مغالاة تجعل من الأدب نتاجاً حتمياً لتلك الظروف"

شخصيا استمتعتُ جدا بقراءة هذا الكتاب، لا سيما وأنه يطرح أفكارا عميقة جدا بأسلوب ماتع مقنع، فتستنير أمامك الحقائق فجأة، لتهتف بملء فيك:
سبحان الله!!!!!

وهذا ذكرني مباشرة بحديث الدكتور محمد راتب النابلسي (حفظه الله) في دروس أسماء الله الحسنى، عندما تحدث عن حكمة الله في تدبير شؤون الكون، وكيف أن العقل البشري المحدود من الصعب أن يستوعب تلك الحكمة أحياناً، فتظهر التساؤلات المثيرة للجدل
لماذا حدث هذǿ
ولماذا وقع هذǿ
لماذا ولماذا... ولماذا يوجد كل هذا الشر؟؟
*
*
مما يجعل الانسان يدخل في مرحلة الشك أحيانا ... (استغفر الله)
فيتساءل:
أين الله؟

وهو يظن أن الشر الذي يراه أمامه شر مطلق، فيزداد الشك في النفس، أو يصاب بحالة من الاكتئاب والقهر، أو يدخل تحت مظلة (المظلومية) القاتلة! وهو يتساءل: أين الله!!
وقد يبقى السؤال بلا إجابة أحيانا، لحكمة لا يفقهها العقل البشري المحدود، حتى إذا ما تجلت أمامه الحقائق فجأة، هتف:
آمنتُ بالله!

" كل ما وقع أراده الله، وكل ما أراده الله وقع، وإرادة الله لا تأتي إلا عن حكمة مطلقة، والحكمة المطلقة لا تأتي إلا من الخير المطلق"
"قد يكون الشر النسبي موجودا، ولكن الشر المطلق في الكون فهو مستحيل.."

أمام هذه الحقيقة... يحق للانسان مراجعة حساباته، فهي حقيقة كونية؛ يتم التعامل معها تاريخيا وعلميا وأدبيا قبل أن تكون خطابا دينيا مجردا!
وكما يقولون في الفيزياء وعلم الكون من خلال المبدأ المعروف بالمبدأ الانساني Anthropic principle:
لو لم يكن الكون هكذا، لما كنا موجودين لنسأل: لماذا الكون هكذا!

وكأن هذا مصداقا لقوله تعالى:
"وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَظ°كِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ "

والشيء نفسه ينطبق على مسيرة التاريخ بين الشهيق والزفير (صعود وهبوط)، وكما قال الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله في حديثه الشائق:
لو انتصر الحق دائما، لكثر المنافقون، ولو انتصر الباطل دائما لكفر المؤمنون!

إذن تدافع القوى والنَزْعات في هذا الكون، ضروري جدا لاستمراريته... بل ولتطوره! فكما يقول "يانكو لافرين" في كتابه:
"وتتطلب عملية النمو الانساني توازنا ديناميكيا متواصلا بين الجانب العقلي والجانب غير العقلي في الانسان. ولما كانت نسبة كل منهما دائمة التغير (تبعا لمقتضيات النمو) فإن هذا التوازن لا بد وأن يختل. فقد تقتضي الحاجة الى مواجهة الحياة اقرار اتجاه كان بالأمس مرفوضا أو اعتماد حقيقة كانت تعتبر بالامس اكذوبة فلكل عصر من عصور التطور البشري "حقائقه" التي تظل صادقة طالما بقيت حيوية. وعندما تستنفد هذه الحقائق قواها الحيوية فإنه يتعين عليها أن تفسح الطريق لحقائق جديدة واتجاهات قد تكون مغايرة بل ومناقضة لما سبقها. فالعصر الذي تسود فيه النزعة الدينية تتلوه فترة تغلب عليها النزعة العقلية المتطرفة. بينما يعقب العصر المادي المعتدل عادة رد فعل رومانتيكي قد يمثل النقيض التام للاعتدال"

ولو طبقنا هذا على واقع أمتنا فقط لفهمنا الكثير:
فبعد أن كانت الامة الاسلامية في أوج حضارتها وذروتها في العصور العباسية، جاءت فترة انحطاط مأساوية بدخول التتار بغداد وسقوط الخلافة....
وقد كانت تلك الفترة حاسمة (ممحصة ومطهرة لأوضاع المسلمين) مما أجبرهم على مراجعة أوضاعهم
ثم تلت هذه الفترة فترة تمكين جديد ونصر تجلت على يد القائد قطز في عين جالوت

*
*
ولا ننسى فترة ضياع القدس قبل ذلك، ثم ظهور صلاح الدين،
وهكذا... دائما كانت هناك فترات ارتفاع وهبوط، كان آخرها (على سبيل المثال) الذروة التي وصلت إليها امتنا بفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح رحمه الله،
ثم تلى ذلك فترة سقوط الخلافة وتشتت بلاد المسلمين وضياعها في القرن الماضي!!

(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ غڑ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ غ— وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140))

ولكن... هل هذا يعني الاستسلام؟؟؟
بالطبع لا، فالله قد وهبنا نعمة عظيمة جدا جدا لا تقدر بثمن ألا وهي نعمة (الاختيار)!
يمكنك اختيار طريقك دائما (إما شاكرا وإما كفورا)
حتى أنه يمكنك اختيار دينك (لا إكراه في الدين)
يمكنك أن تكون محسنا ويمكنك أن تكون مسيء...
كل هذا بيدك، لذا... عليك تحمل النتائج دائما! فأنت المسؤول عن اختيارك ولا أحد سواك!!

باختصار (وكما يقول الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله):
لا تقلق على هذا الدين فالله تكفل بحفظه، ولكن اقلق على نفسك!
فأنت بيدك (الخيار)

ومن قرأ رواية Brave New World لـ Aldous Huxley يدرك تماما أهمية هذه النعمة ^^
حيث يتحدث الكاتب عن عالم جديد مثالي في المستقبل، يتم تهيئة الناس منذ أن كانوا أجنة لأداء واجباتهم بسعادة والقيام بأدوارهم خير قيام، والرضا بكل أحوالهم، فلا يوجد هناك أمراض ولا حروب ولا أحزان، حتى الموت يأـي بسلام فلا يوجد من يبكي على أحد لأنه قد تم التخلص من عقدة العلاقات والروابط بين البشر التي تدعو إلى الحزن أو الفقد أو الكراهية أو الحب والتعلق! الكل مستقر نفسيا ولا يوجد اضطرابات!
غير أن هناك شخص يزور هذا العالم الجديد من العالم المتخلف الهمجي (محمية بشرية لم يطرأ عليها أي تطوير!)، يزور هذا العالم الجديد وهو يحمل عنه أفكارا رائعة، لكن الصدمة الحقيقة تكمن عندما يكتشف الحقيقة المرة.. (لا يوجد اختيار... الجميع جيدون هنا تلقائيا! فلا مجال هناك للقيم الانسانية من الاساس!)
وقد أبدع الكاتب في تصوير المشهد، عندما يدور حوار بين هذا الشخص الهمجي وحاكم العالم الجديد، فيقول الهمجي:
- أريد أن أختار أن أكون جيدا أو شريرا! وعندما أحسن أريد أن يكون هذا نابع من داخلي، اريد أن أختار طريقي نحو الاحسان، لا أن يجبرني عليه أحد!!
فيرد عليه الحاكم باستهزاء:
- إذن أنت تريد عالما ملئيا بالشرور والامراض والمآسي والأحزان!
فيجيبه بثقة:
- أجل... هذا أفضل من عالمكم الزائف الذي فقد روحه!

(بالطبع ذكرتُ الحوار بتصرف، فالرواية ليست معي الآن! ^^)

بالطبع النهاية كانت مأستوية ولكنها تلخص فكرة النقيض، فكل تطرف نحو اليمين، يليه تطرف نحو اليسار والعكس صحيح، والحمد لله أن جعلنا أمة وسطا..
غير أن فهم الدين أحيانا يكون متطرفا، فيأتي الخلل من الفهم المتطرف للدين، وليس من جوهر الدين وحقيقته، فنرى أن الأماكن التي يكثر فيها الفكر الديني المتطرف تولّد بعد فترة الحادا وتطرفا على الجانب النقيض! والأماكن التي يكثر فيها الألحاد، تظهر فيها بعد فترة؛ نزعة دينية مفاجأة!!
(وهذا مُشاهد!)
وكما ذكر "يانكو لافرين" في كتابه المذكور آنفا، عند المقارنة بين "تولستوي ونيتشة":
"إذا كان من الممكن أن نصف وثنية نيتشة بأنها مسيحية مكبوتة، فإن مسيحية تولستوي المزعومة كانت إلى حد بعيد وثنية مكبوتة."

وفي موضوع آخر يقول المؤلف:
"ويبلغ الأمر حدا لا يجد المرء معه سبيلا للتطرف في الحياة الا بالتطرف في يأسه، او في غضبه المدمر، أو بالايغال في تلك الرؤى والمثل الذاتية التي يعارض بها الواقع الكالح غير المقبول....."

ويمكن القياس على ذلك... إذ لا داعي للتصريح أكثر، فواقع أمتنا يكفي!

باختصار ظهور النقائض، ضروري لموازنة المجتمع حتى تستقر المعادلة بلا افراط ولا تفريط، ومن قرأ رواية "جثة في المكتبة" لأجاثا كريستي يدرك ذلك بوضوح ^^

ومعظمنا درس في المدرسة عن القوى التي تحفظ استقرار الذرة:
فقوة الجاذبية الكهربائية بين النواة والالكترونات تحمي الالكترون من الانفلات من مداره، والقوة الطاردة المركزية الناشئة عن حركة الالكترون، تحمي الالكترونات من السقوط في النواة! وهكذا يكون التوازن!

وكما يقول "يانكو لافرين" في نهاية الفصل الأول من كتابه:
"فنحن رومانتيكيون في عدم رضانا عن العالم بوضعه الراهن، وفي شوقنا الفطري الى مستويات أعلى من الحياة ومن الجمال ومن الكمال. ولكن المهم هو أن نكون قادرين على أن ننظم هذه الرومانتيكية ونوجهها وأن نجعل منها قوة فعالة ايجابية لا بأن نجعلها مضادة للحياة ولكن بأن نجعلها تكملها وتثريها عن طريق بذل الجهد المتواصل الخلاق"

**********

وأخيرا.. أجد نفسي مضطرة لانهاء الموضوع عند هذه النقطة، مع التعريج على مسلسل "ناروتو" الذي أبدع مؤلفه في حبك قصته بتسلسل تاريخي يظهر هذه الحقيقة بوضوح..
وكما قال ناروتو لساسكي في مواجهتهما الأخيرة (عندما قرر ساسكي القضاء على الماضي!!):
لا أريد قطع روابطي بالماضي..فهذا التاريخ هو ما صنع مني ما أنا عليه الآن!
(طبعا الجملة بتصر ^^)

وكما قال ايتاتشي وهو يصف موقفه من التناقضات بين عشيرته "الاوتشيها" وقريته "كونوها" :

لا يتوفر وصف للصورة.

 

***

وسأختم بهذه الخاطرة التي شعرت بها بعد الانتهاء من قراءة ذلك الكتاب:
إليك أيها العالم العربي الجميل، بكل تناقضاتك ومتطرفيك، من المتشددين إلى المتحررين، بين الواقعيين والخياليين، من المدقعين في دهاليز التشاؤم إلى المحلقين على أجنحة التفاؤل، من المحبطين والمثبطين إلى المبالغين في المجاملة والتشجيع، من أعلى الهرم إلى أسفله، ومن جميع جوانبه....
أحبك أيها العالم العربي بكل ما فيك وعلى ما فيك.. فإنني جزء منك، ولولا أنك هكذا؛ لما أصبحتُ على ما أنا عليه الآن... فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه...
ولكن...
إياك أن تسيء الفهم! -_-
فلن تبقى هكذا إلى الأبد! فعما قريب بإذن الله، ستصل إلى نقطة الاتزان، بعد هذا الشد والجذب، والشهيق والزفير، اصبر قليلا وسترى... فهكذا حدثني التاريخ والأدب والعلم والدين...

وقد أحسن "ايتاتشي" عندما قال الشيء نفسه ^^
*
*
*
كانت هذه مشاعري بعد كتاب "الرومانتيكية والواقعية" لـ "يانكو لافرين" من ترجمة "حلمي راغب حنا"؛ ووقتها تذكرتُ كلمات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، عندما عرض عليه ملك الجبال خدماته ليريحه من شرور قومه وايذائهم (بعد ما حدث في رحلته للطائف) فردد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم دعاءه:
"اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"
وقال بما معناه (عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله)
وفي هذا الموقف يتجلى خلقه الكريم صلى الله عليه وسلم:
دعا لهم (اللهم اهد قومي) وانتسب لهم (عندما قال قومي) واعتذر عنهم (بأنهم لا يعلمون)
وتمنى على الله أن يجعل في ذربتهم خيرا!
مقتبس من كلام الشيخ محمد راتب النابلسي حفظه الله..
****

أرجو أن لا أكون قد أثقلتُ عليكم بهذا الحديث، فإن كان فيه خير فالحمد لله وإن كان غير ذلك فاستغفر الله..
ولا تنسونا من صالح دعائكم ^^
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم