Please or التسجيل to create posts and topics.

الأميرة الشنعاء والأقزام السبعة (سواد الفحم)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

( تنويه هام: تعتبر هذه القصة من أقدم القصص التي كتبتها، وعلى الاغلب فقد كان ذلك في سنتي الجامعية الاولى، حيث كان يغلب على أسلوبي الطابع الساخر، ولهذا فإنني اعتذر إذا كان فيها حدة او تجاوز باستخدام  تشبيهات غير مناسبة، ومع ذلك الذي دفعني لنشرها هنا هو عرض عمل ادبي يعبر عن وجهة نظر معينة، لطالبة جامعية كتبتها وهي على مشارف العشرين من عمرها!
علما بأنني نشرتها بعد ذلك بسنوات على عدة منتديات، عام 2007!
شيء آخر.. لاحظت وجود فراغات بين الكلمات وعلامات الترقيم التي تليها، وهذا يعتبر من الامور الخاطئة كتابيا، ومع ذلك تركتها كما هي، علما بأن ملف النسخة الاولى من القصة ضاع، فقامت إحدى الصديقاتي بعد ذلك بإعادة طباعتها من نسخة ورقية امتلكها، فجزاها الله خيرا! )

موضة المستقبل
الأميرة الشنعاء والأقزام السبعة
(سواد الفحم)


في إحدى المدن البعيدة ، ذات الأمجاد العديدة ، ابتلى الناس بلاءً عجيباً ، حيث اهتموا بالموضة اهتماماً شديدا ، وعدوا التمسك بها من الأناقة والتقليد الأعمى لها نبل ولو كانت الحماقة .
أما الحاكم فقد ماتت زوجته النبيلة ، وتركت وراءها طفلة قبيحة سوداء كالفحم تدعى سواد الفحم . وعندما أحضر الحاكم زوجته الجديدة ، لم تكن بأجمل من طفلته البليدة ، رغم أنها تظن نفسها ملكة جمال المدينة . مات الملك وأحضرت الملكة مرآتها العجيبة ، وقفت أمامها بعد أن أتمت زينتها وبدت بأجمل مظاهرها بحيث لايمكن أن تكون أجمل مما هي عليه ، وقالت : مرآتي العجيبة ، يا أغلى صديقة أخبري مولاتك الأنيقة ، ذات المشاعر الرقيقة ،عن الحقيقة، هل هناك من هي أجمل مني بين الخلق ؟
وبما أنها كانت تتوقع كلمة لا ، فإن المرآة اكفهرت واسودت ، و أزبدت وأرعدت ثم قالت : نعم ، فغضبت الملكة أيما غضب ، وصاحت من تكون هذه صاحبة الحظ التعس ؟ فزاد سواد المرآة ثم قالت لا أستطيع إخبارك يا مولاتي . فاشتد الغضب بالملكة : أتعصين أمر سيدتك أيتها اللعينة ؟! فاعتذرت المرآة قائلة إنما أخشى عليك يا سيدتي إذا علمت أن الفئران والحمير أجمل منك . فضحكت الملكة بسخرية وقالت : أيتها الحمقاء إنني لا أقصد من الحيوانات بل من الفتيات الجميلات . فاسودت المرآة وقالت : يامولاتي الذكية إذا كانت أقبح المخلوقات أجمل منك ، فإن الفتيات الجميلات وحتى غير الجميلات أجمل من باب أولى .فغضبت الملكة وطفح بها الكيل ،إلا أنها قالت: ومن هن هؤلاء المنحوسات لأقضي عليهن،فأجابت المرآة : يا سيدتي إنني لا أستطيع معرفة عددهن … باختصار هن جميع إناث الأرض وحتى مخلوقاتها ما عدا سيادتك يا مولاتي ، كادت الملكة أن تفقد صوابها وتهوي على المرآة لتحطمها ، إلا أنها تداركت نفسها وغرقت في تفكيرها ثم قالت بخبث: إذا لم أكن الأجمل فلأتميز وأكن الأقبح في هذا العالم ، ثم درست الفكرة جيداً فاستساغتها وأعجبتها فتجردت من كامل زينتها حتى لا يمكن أن تكون أقبح مما هي عليه ووقفت أمام المرآة ، وقالت : مرآتي العجيبة ، يا صديقتي الصريحة ، أخبري مولاتك القبيحة،ذات المشاعر الشحيحة،أخباراً صحيحة،هل هناك من هي أقبح مني بين الخلق ؟ .
فأشرقت المرآة ، وزاد صفاؤها ثم قالت بهدوء : مولاتي يا مولاتي ، أنت بحق أقبح مخلوق على وجه هذه الأرض ، فابتسمت الملكة وضحكت حتى زلزلت القصر من تحتها ، وذهبت لتنفذ خطوتها التالية ، فهي الملكة وبيدها وضع القوانين وعمل قوالب الموضة ؛ فأرست القرار بأن يصبح القبح بأشكاله المختلفة موضة رسمية وبما أن الجميع يهتم بالموضة ويحرص على أن يكون له السبق إليها ؛ فقد انتشرت بين الناس حتى ارتفعت القبيحات ودنى مستوى الجميلات ، فسعين جاهداً لتشويه خلقتهن ، ليلحقن بركب الموضة التي فاتتهن ، وأصبحت عبارات : ما أقبحك ، قبحك الله ، زادك الله قبحاً من أرق العبارات وألطفها ! أما سواد الفحم فقد كبرت وترعرعت في رحاب القصر ، وزاد قبحها قبحاً وغدت مثالاً يضرب به في القبح ، وتحسد عليه ! حتى أنها عندما قدمت معروفاً لأحد النبلاء وقال لها : زادك الله قبحاً يا أميرتي القبيحة. ابتسم صديقه باحترام وإعجاب شديد – بسواد الفحم طبعاً – وقال: لا أعتقد أنها يمكن أن تكون أقبح مما هي عليه الآن ، مما جعل وجنتي سواد الفحم تسودان من شدة الخجل حتى تفحمتا مما زادها قبحاً . وذات يوم ، بينما كانت الملكة مزهوة بنفسها وبقبحها ، ذهبت لتتأكد من أنها مازالت الأقبح في هذا العالم ، وهي تمني نفسها بسماع أعذب الألحان إلى أذنها، و سألت مرآتها السؤال المعهود ، فأجابت : حقاً يا سيدتي إنك قبيحة ووصلت درجة تحسدين عليها ، إلا أن هناك من هي أقبح منك ، إن قبحها بدأ للتو ، فقد كانت صغيرة ، أما الآن فقد كملت معالم قبحها وهي تزداد بنموها . إنها سمينة كالفيل ، قصيرة مستديرة كالبرميل ، ظهرها مقوس كالموز ، ورأسها قاس كالجوز ، وجهها عجيب غريب، لا يوصف من بعيد أو قريب ،قد يشبه القمر المحاق ، أو القذر المتسخ من الأطباق ، المقلتان فيه مقعرتان و وجنتاها في الفم غائرتان ، ذات بشرة سوداء ، وعيون صغيرة زرقاء ، وأنف عريض طويل ، وفم لعابه يسيل ، لسانها كلسان الحرباء ، وأصابعها كأصابع ضفادع الماء ، أظافرها حادة كالعقرب ، وأذناها طويلتان كالأرنب ، شعرها أخشن من الأسلاك ، وبشرتها كحراشف الأسماك ، تشوه كل ما تلمسه في ثوان ، حتى تبرأت من جبنتها الفئران ، صوتها مزعج كالمنشار ، وغناؤها كنهيق الحمار ، شعر الوطواط بقبحها وسط الظلام ، فقرر العودة إلى كهفه والتنازل عن الطعام ، اشمأزت السلاحف من قبحها البراق ، فركضت حتى ربحت السباق ، خاف وارتعب منها الغراب ، وشاب ريشه من العجاب ، فقد ظن أن البوم أقبح مخلوق ، فإذا بقبحها على القبح يفوق ، حتى تكبرت عليها القرود وتباهت بجمالها أمام الشهود ، إنها الأميرة ..صاحبة المقام الرفيع ، والسواد المريع والقبح الشنيع ، سواد الفحم . وما أن سمعت الملكة هذا الكلام ، حتى قررت الإنتقام فكلفت الصياد بقتل سواد الفحم ، لكنه أشفق عليها وطلب منها الهرب حتى وصلت إلى الأقزام ، لم يكن أحد في البيت فدخلت وأكلت ثم نامت على أحد الأسرّة . وعندما عاد الأقزام – الذين لم يكن يعنيهم أمر الموضة الحمقاء ولا يهتمون بهذه السخافات العمياء – وجدوا سواد الفحم نائمة ، فصاح أحدهم : يا الهي ما أقبح هذه الفتاة – وبالطبع لم يكن يقصد المديح – وقال آخر: ما الذي أتى بها إلى هنا ؟ وتساءل ثالث : إنني استغرب أن تكون فتاة بهذا القبح في خطر لتحضر إلينا ، فقال رابع : هذا صحيح فحتى السباع إذا رأتها ستهرب منها ، فعلق خامس : ربما خاف منها الجميع فقررت الإختباء . وقال سادس : إن بيتنا شهد العجائب هل تذكرون بياض الثلج التي اختبأت عندنا منذ زمن طويل ، وهنا صاح السابع بغضب شديد : لا يهمني عما تتكلمون المهم أن تقوم هذه القبيحة عن سريري ، فقد أفسدت جماله ولن أستطيع النوم عليه هذه الليلة . عندها استيقظت سواد الفحم مرتبكة وأخذت أسنانها المتبعثرة تصطك ببعضها مصدرة أزيزا مزعجا،ً زاد في قبحها واشمئزاز الأقزام منها ، ورغم استيائهم الكبير ، إلا أنهم شعروا بالشفقة عليها فهدءوا روعها وحكت لهم قصتها ، فصاح الأقزام: إن قصتك تشبه قصة بياض الثلج باستثناء موضوع القبح والجمال. فسألت سواد الفحم: ومن تكون بياض الثلج هذه ؟ فأجابها أحد الأقزام : أنها أميرة حسناء شديدة البياض ، أتت إلينا منذ سالف الزمان ، حتى كانت قصتها طي النسيان . ثم تساءل قزم بتعجب : إن الفتاة الجميلة لم تعش في أمان ولا حتى القبيحة ، فمن يعيش في أمان إذن ! إن هذا حقاً عالم غريب !! بعد ذلك اتفق الأقزام على أن تعيش سواد الفحم معهم كما فعلت بياض الثلج ، فواجبهم مساعدة الجميع بغض النظر عن الجميل أو القبيح ، ثم إن هذا مظهر خارجي لا علاقة له بالجمال الحقيقي للروح والجوهر، هكذا فكر الأقزام العقلاء . لم ينس الأقزام إسداء النصائح المتوالية لسواد الفحم ، كما فعلوا من قبل مع بياض الثلج ، إلا أنهم قرروا أخيرا التناوب في حراستها ، حتى لا يقعوا في نفس الخطأ مرتين ويندموا على ما فات .وفي ذلك الوقت كان أحد الأمراء يريد الزواج –وهو كما نعلم رجل من قومه – فذهب إلى الأسواق ، وتنقل بين المحلات ، وبحث في المجلات ، فوجد أن الموضة موضة القبيحات ، فقال لنفسه : لا بأس ، بل هذا حسن جداً ، فقد مللنا الجميلات ، في القصص والحقيقة أوالخيالات ، ولا بد من التغيير والتحديث ، ومواكبة العصر الحديث ، وستكون زوجتي وأميرة قلبي أقبح القبيحات ، وبدأ يبحث عن قرة عينه وفتاة أحلامه .

أما الملكة ؛ فقد علمت بكل ما حدث عن طريق مرآتها السحرية فأخذت تفكر وتخطط للإنتقام من جديد ، إلا أنها فشلت في جميع محاولاتها حيث كان القزم حارس الأميرة يكشفها دائماً ، مما زاد حقدها وغضبها ، حتى اتخذت قراراً نهائياً . وذات يوم بينما كانت سواد الفحم مشغولة بالتنظيف ، في حين يقوم القزم المناوب في الحراسة بتسلية نفسه بقراءة قصة بياض الثلج والأقزام السبعة في حديقة المنزل – و قد بدأ بقراءة المقطع الذي يتحدث عن مجيئ الأمير وأنقاذه لبياض الثلج – جاء شاب وسيم وألقى التحية على القزم ، ثم قال له: أرجوا أن تساعدني فإني أبحث عن زوجة مناسبة لي ولم أرى حتى الآن من يهواها قلبي ، فهل تعلم عن فتاة تصلح لي ؟ فكر القزم ملياً وقال لنفسه : ربما يكون هذا بمثابة أمير بياض الثلج فيتزوج سواد الفحم ويتكفل هو بحمايتها ، ونرتاح نحن من مهمة الحراسة ، إلا أنه سرعان ما شعر بتأنيب الضمير لتثاقله تجاه واجبه ، لكن خروج سواد الفحم المفاجئ قطع عليه حبل أفكاره . فصاح الشاب : أنها هي بعينها ، فتاة أحلامي وملكة قلبي أنها أجمل فتاة وقعت عليها عيناي . مما أكد للقزم ظنونه السابقة ، بأنه يعيش أغرب عصر في حياته نظرياته معكوسة ومفاهيمه مقلوبة رأساً على عقب . أما سواد الفحم فقد ارتبكت كثيراً ولم تستوعب ما قاله الشاب فلم تجبه ، حتى القزم نفسه وقع في حيرة من أمره فلم يدر ما العمل، استغل الشاب هذه الفرصة وأخرج تفاحة حمراء من جيبه وقدمها لسواد الفحم قائلاً : أرجو أن تقبلي هذه التفاحة هدية مني فأنا لا أملك سواها الآن ، كما أرجو أن تأكلي منها دليلا على موافقتك على طلبي ، وإن لم تفعلي فسيتحطم قلبي المتيم بحبك يا جميلتي . ووسط ذهول القزم وتردد سواد الفحم ، بدأ الشاب يضغط على قلبه من شدة الألم ويهوي على الأرض ، فأسرعت سواد الفحم وتناولت التفاحة من يده ، قبل أن يحاول القزم فعل أي شئ ، وما أن أكلت التفاحة حتى وقعت على الأرض ، وقام الشاب ضاحكاً ، وعاد إلى صورته الأصلية.. الملكة الشريرة . مرت كل الأحداث بسرعة ، حتى أن القزم وقف مذهولاً لا يصدق ما يراه ، هل استطاعت الملكة حقاً القضاء على سواد الفحم أمام عينيه ، وهزأ من غباءه ، كيف صدق أن الشاب معجب بسواد الفحم فمهما وصل اليه العصر من غرابة ، فليس إلى هذه الدرجة من الغباوة – هذا طبعاً في وجهة نظره فقط !- أما سواد الفحم فقد كانت بلا حراك ، عاد الأقزام وسمعوا القصة ، فهموا بتأنيب القزم الحارس ، إلا إن أحدهم قال : إن الحذر لا يمنع القدر ، وليتخيل كل واحد منا مكانه ، ماذا عساه أن يفعل ! فقد أخذنا بالأسباب ، ولا فائدة الآن ترجى من العتاب . فكر الأقزام ، واقتنعوا بما قال ، ثم تساءلوا ماذا يفعلون الآن ! قال أكبرهم : نضعها في صندوق زجاجي كما فعلنا مع بياض الثلج ثم نبكي ريثما يأتي الأمير بعد ذلك تستيقظ وتذهب معه، فاعترض آخر : ومن أين سيأتي الأمير؟ فقاطعه ثالث : وحتى إن افترضنا جدلاً أن هناك أمير فما الذي سيعجبه في سواد الفحم . فقال رابع : إذا كان هناك أمير فعلاً فإن كل ما سيفعله هو الهرب بعيداً ولن يعود إلى هذه المنطقة طوال حياته . فقال خامس : هذا صحيح ، وأنا لا أستطيع تصور مدى خيبة أمله ، إذا ظن أن جميلته في الصندوق، خاصة إذا كان قد قرأ قصة بياض الثلج . فقاطعه سادس : دعوكم الآن من هذا الهراء ولنفكر بجدية . فقال السابع : أنا لا أعتقد مثلكم يا إخوتي ، وربما أتى من ينقذها فنحن نعيش في عصر معكوس عجيب ، حتى لم يعد هناك عجيب … وبعد تشاور ، أجمعوا أن يضعوها في صندوق زجاجي ، على الأقل .. هذا هو الحل الوحيد ، وبدءوا في البكاء!.
وفي تلك الأثناء ، كان الأمير ما يزال يبحث عن فتاة أحلامه ، وقبيحة حياته ، حتى وصل إلى الأقزام وهم يبكون حول الصندوق فتقدم منهم يستطلع الخبر ، وما أن وقعت عيناه على سواد الفحم ، حتى خفق قلبه ، وصرخ بأعلى صوته : إنها هي ، أخيراً عثرت على قبيحتي . ثم التفت إلى الأقزام وسألهم بلهفة ، من تكون وإذا كان باستطاعته مساعدتها ، وأخبرهم برغبته الصادقة بالزواج منها ، فهي الوحيدة التي ملكت عليه قلبه ، وأخذت بمجامع لبّه .توقف الأقزام عن البكاء وسط ذهول كبير ، وقد أجمعوا في قرارة أنفسهم أن الأمير مصاب بعقله ، فإما أن يكون مجنوناً ، أو أن يكونوا هم المجانين ، لقد وصل العصر إلى درجة من الغباء والجنون أكثر مما تستوعبه عقولهم المتخلفة فتأكدوا جميعاً أن الزمان قد تغير إلى حال لا يصدق من انعكاس المفاهيم ، وقرروا أنهم متخلفون عن العصر الحديث ، لكنهم فضّلوا هذا التخلف الزاهي بالحقائق والجمال ، عن الإنقياد وراء عصرية مشوهة بالأكاذيب والقبح والضلال،وما يضير العسل إن قيل عنه حنظل وطعمه كما هو لم يتبدل أو يتغير !!. فالأفضل أن يعودوا إلى سابق عهدهم ، عصر بياض الثلج ، وإلا سيصابون بالجنون فعلاً ،ولكن.. من سيقدر موقفهم غير العقلاء !!!
وهكذا استيقظت سواد الفحم ، وذهبت مع الأمير لتكون قبيحة قلبه وسواد حياته ، ولم تنس أن تدعو الأقزام ، الذين اعتذروا عن حضور الحفلة حتى لا يفقدوا ما تبقى من عقولهم ! – هذا إذا لم يكونوا فقدوها فعلاً حتى ذلك الحين – أما الملكة الشريرة فقد ماتت غماً وأراحت الناس من شرورها بعد أن خلفت أغرب موضة ما زال الناس يتداولونها بشتى الأشكال والمقاييس حتى يومنا هذا ورغم كل هذه الأحداث فقد تساءل الجميع لماذا اختفى الأقزام ! واختلفوا في أمرهم – رغم أن أحداً لم يطلب رأيهم – وما يزال الناس مختلفين إلا من رحم الله.

وكم نلقى من العجب العجاب*** يشيب لسمعه ريش الغراب

فلا تعـجب لإعـجاب الأمير *** بقـبح فتاته،واسمع جوابِي
ولا يسـري بذهنـك أن هذا *** مبــالغة وقول من سراب
فأعجب منه لا يُحصـى بعد *** و لا تُدركه أرقام الحسـاب
وحسبك بيع أمجادٍ بسـخف *** يُرى فخراً وسيراً للسحـاب
ويُفـخر بالخسيس بلا حياءٍ *** و يُستهزأ بأصحاب العتـاب
وليس القبح قبحاً في الغلاف *** و لكـنّ القبيح من اللبـاب
فقف يا صاحِ لا تتبع هـواكا *** ولا يَغْرُرْكَ معسـول الخطاب
وكـن كالقابضين على جمار *** صبــوراً رغم حر الإلتهاب
ولا تنس الدعاء بجوف ليل *** هــدانا الله دومـاً للصواب

____
تمت
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم