
مجرد حركة!

اقتبس من زينب جلال في 2023-07-24, 9:14 صمجرد حركة!!
(كتبتها ونشرتها أول مرة يوم ٢٥ أغسطس ٢٠١٨ )
___________اليوم- ٢٥ أغسطس ٢٠١٨- وبينما كنت أقرأ في كتاب قصص (الأشياء تنادينا) من الادب الاسباني، لـ "خوان خوسيه مياس"، لفتتني عبارة في المقدمة على لسان المترجم:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
وعبارة أخرى على لسان "جوزيه ساراماجو":
"لا يمكن فهم الأحداث الكبرى إلا بفهم التفاصيل الصغيرة"
***
وهنا تذكرتُ قصة قديمة كنتُ أود الحديث عنها منذ فترة طويلة، فهي "مجرد حركة" بسيطة؛ ساهمت في تغييير كبير لم يخطر لي على بال حينها!!
____
في المدرسة الابتدائية، وفي إحد فصول الصف الثاني الابتدائي تحديدا، سألتنا المعلمة "سعدية" (معلمة الفصل) :
- ماذا تريدون أن تصبحوا في المستقبل؟
(أو سؤال كهذا بالمعنى نفسه)
المهم عندما حان دوري أجبت:
- أريد أن أعمل الشَعِر..
وكنت حينها مولعة بتصفيف شعر أختي الأصغر مني سنا، لدرجة أنني كنت أتمنى أن افتح صالون واصبح كوافيرة!! لكنني لم أكن أعلم عن كلمة "كوافيرة" أو "مصففة شعر"، لذلك بتعبيري المتواضع قلت بأنني أريد أن أعمل الشَعِر (بفتح الشين)..
هنا نظرت إلي المعلمة سعدية بإعجاب شديد بعد برهة تأمل (أو هذا ما أتخيله الآن بعد هذه السنوات^^)، وقالت لي بانفعال:
- ما شاء الله!! أنتِ تكتبين الشِعر؟ (بكسر الشين)
بالطبع نظرتُ لها بدهشة شديدة، وأنا متعجبة جدا من كلامها، فكيف تتم كتابة الشَعر؟؟
وأمام صمتي ودهشتي المرسومة بوضوع على ملامح وجهي الصغير؛ أخذت المعلمة توضح كلامها أكثر قائلة:
- يعني أنت تكتبين مثل الاناشيد التي نأخذها في كتاب المطالعة؟؟
وبعد تفكير عميق جدا، (ولن أقول ببراءة الطفولة، فلا أدري كيف يكون الطفل بريئاً في هذه الحالة)قلت لها وقد أعجبتني الفكرة، وشعرتُ أنها أكثر فخامة:
- طبعا طبعا هذا ما أقصده بالضبط
(استغفر الله، الحمد لله أن الاطفال غير محاسبين في البداية😅
وهنا قالت لي المعلمة بإعجاب شديد:
- ما شاء الله، هل يمكنك احضار بعض كتاباتك لي كي أقرأها؟
وبالطبع أمام هذه الورطة الحقيقية؛ كان لا بد لي من البدء بتأليف الاشعار، وكتابة القصص أيضاً!!
هذه كانت البداية!! إنها.. مجرد "حركة" على حرف "الشين"، تحولتُ بسببها من تصفيف الشَعر (كوافيرا)، إلى نظم الشِعر!
صحيح أن كتابة القصص أخذت تستهويني أكثر؛ ولكنني عندما شاركتُ في أمسية شعرية لأول مرة تحت مسمى "شاعرة"- بعد أكثر من ربع قرن على تلك الحادثة- لم تكن تلك الصورة لتغيب عن ناظري!! وتساءلتُ في سري:
- هل كانت المعلمة سعدية ستتخيل حدوث شيء كهذا، بسبب خطأ بسيط في "حركة"!!
وتمنيتُ من كل قلبي لو أقابل معلمتي، وأخبرها بقصتي.. (وما زلتُ اتمنى ذلك) ولكن أنى لي ذلك!! ):
فسبحان الله!!!! إنها بالفعل "مجرد حركة"!!!!!
وكما بدأتُ الكلام بهذه العبارة، فسأختمها بها:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
فهذه العبارة، كانت محور حياة الاديب الاسباني خوان خوسيه ميّاس ^^
بصراحة.. بدأتُ أعجب بهذا الاديب، خاصة وأن من ضمن مقالاته مقالة بعنوان:
"الأحلام تتحقق"
أفلا تذكركم هذه بقصة "الأحلام المتحققة"؟
فماذا عنكم؟ وهل شعرتم بأثر تلك العبارة في حياتكم؟
**
بالتوفيق للجميع
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مجرد حركة!!
(كتبتها ونشرتها أول مرة يوم ٢٥ أغسطس ٢٠١٨ )
___________
اليوم- ٢٥ أغسطس ٢٠١٨- وبينما كنت أقرأ في كتاب قصص (الأشياء تنادينا) من الادب الاسباني، لـ "خوان خوسيه مياس"، لفتتني عبارة في المقدمة على لسان المترجم:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
وعبارة أخرى على لسان "جوزيه ساراماجو":
"لا يمكن فهم الأحداث الكبرى إلا بفهم التفاصيل الصغيرة"
***
وهنا تذكرتُ قصة قديمة كنتُ أود الحديث عنها منذ فترة طويلة، فهي "مجرد حركة" بسيطة؛ ساهمت في تغييير كبير لم يخطر لي على بال حينها!!
____
في المدرسة الابتدائية، وفي إحد فصول الصف الثاني الابتدائي تحديدا، سألتنا المعلمة "سعدية" (معلمة الفصل) :
- ماذا تريدون أن تصبحوا في المستقبل؟
(أو سؤال كهذا بالمعنى نفسه)
المهم عندما حان دوري أجبت:
- أريد أن أعمل الشَعِر..
وكنت حينها مولعة بتصفيف شعر أختي الأصغر مني سنا، لدرجة أنني كنت أتمنى أن افتح صالون واصبح كوافيرة!! لكنني لم أكن أعلم عن كلمة "كوافيرة" أو "مصففة شعر"، لذلك بتعبيري المتواضع قلت بأنني أريد أن أعمل الشَعِر (بفتح الشين)..
هنا نظرت إلي المعلمة سعدية بإعجاب شديد بعد برهة تأمل (أو هذا ما أتخيله الآن بعد هذه السنوات^^)، وقالت لي بانفعال:
- ما شاء الله!! أنتِ تكتبين الشِعر؟ (بكسر الشين)
بالطبع نظرتُ لها بدهشة شديدة، وأنا متعجبة جدا من كلامها، فكيف تتم كتابة الشَعر؟؟
وأمام صمتي ودهشتي المرسومة بوضوع على ملامح وجهي الصغير؛ أخذت المعلمة توضح كلامها أكثر قائلة:
- يعني أنت تكتبين مثل الاناشيد التي نأخذها في كتاب المطالعة؟؟
وبعد تفكير عميق جدا، (ولن أقول ببراءة الطفولة، فلا أدري كيف يكون الطفل بريئاً في هذه الحالة)قلت لها وقد أعجبتني الفكرة، وشعرتُ أنها أكثر فخامة:
- طبعا طبعا هذا ما أقصده بالضبط
(استغفر الله، الحمد لله أن الاطفال غير محاسبين في البداية😅
وهنا قالت لي المعلمة بإعجاب شديد:
- ما شاء الله، هل يمكنك احضار بعض كتاباتك لي كي أقرأها؟
وبالطبع أمام هذه الورطة الحقيقية؛ كان لا بد لي من البدء بتأليف الاشعار، وكتابة القصص أيضاً!!
هذه كانت البداية!! إنها.. مجرد "حركة" على حرف "الشين"، تحولتُ بسببها من تصفيف الشَعر (كوافيرا)، إلى نظم الشِعر!
صحيح أن كتابة القصص أخذت تستهويني أكثر؛ ولكنني عندما شاركتُ في أمسية شعرية لأول مرة تحت مسمى "شاعرة"- بعد أكثر من ربع قرن على تلك الحادثة- لم تكن تلك الصورة لتغيب عن ناظري!! وتساءلتُ في سري:
- هل كانت المعلمة سعدية ستتخيل حدوث شيء كهذا، بسبب خطأ بسيط في "حركة"!!
وتمنيتُ من كل قلبي لو أقابل معلمتي، وأخبرها بقصتي.. (وما زلتُ اتمنى ذلك) ولكن أنى لي ذلك!! ):
فسبحان الله!!!! إنها بالفعل "مجرد حركة"!!!!!
وكما بدأتُ الكلام بهذه العبارة، فسأختمها بها:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
فهذه العبارة، كانت محور حياة الاديب الاسباني خوان خوسيه ميّاس ^^
بصراحة.. بدأتُ أعجب بهذا الاديب، خاصة وأن من ضمن مقالاته مقالة بعنوان:
"الأحلام تتحقق"
أفلا تذكركم هذه بقصة "الأحلام المتحققة"؟
فماذا عنكم؟ وهل شعرتم بأثر تلك العبارة في حياتكم؟
**
بالتوفيق للجميع
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم