Please or التسجيل to create posts and topics.

الصدمات X التوقعات X التقلبات!

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصدمات X التوقعات X التقلبات!

ملاحظة: هذا الموضوع منقول من مجموعة نبراس المانجاكا، حيث تم نشره بتاريخ 28 يوليو 2022 ، ليكون ضمن سلسلة مواضيع مرجعية، لـ "تحدى الأفكار الجبار"، وهذا رابط المنشور في المجموعة:

https://www.facebook.com/photo/?fbid=3326934604205009&set=gm.424582916290511&idorvanity=270706131678191

***

الصدمات X التوقعات X التقلبات!
ابداع الاحزان ونعمة خيبة الأمل!
المرونة النفسية والمناعة الخارقة
(العلاج الروائي- Narrative therapy)
قوة "المانجاكا" الحقيقية الكامنة!!!✍️
(مدخل لتحدي الأفكار الجبار!)
__________________________

اصبحنا واصبح الملك لله (أو امسينا وامسى الملك لله^^)
من خلال العناوين السابقة؛ من الواضح أن الموضوع طويل، وبه مقتطفات من مواضيع سابقة، لذا إذا كنتم مهتمين حقا؛ فخذوا وقتكم في قراءته؛ فما هذا إلا تمهيد لأحد التحديات القادمة على الأبواب بإذن الله.. خاصة ونحن في آخر أيام عام هجري (1443ه)، وعلى أبواب استقبال عام جديد بإذن الله (1444ه)؛ سائلة الله سبحانه وتعالى أن يختم عامنا بالخير، وييلغنا عام جديد بخير، ويكتب لنا فيه الخير، ويبارك في أعمارنا وأيامنا وأعمالنا بكل خير، ويجعلنا سببا في الخير!
***
وقبل الدخول في الموضوع؛ وكنوع من التحفيز..
يسعدني الاشارة إلى أنني في عام 2016 خطرت ببالي فكرة مشابهة، من خلال اطلاق "تحدي الافكار" تحت شعار (معا لمكافحة الانحراف ونشر العفاف)، ولم أكن أعرف تماما إلى أي مدى قد يصل تأثيرها، ولكن الآن وبعد ست سنوات بفضل الله، يسعدني أن أقول بأن بعض النتائج فاقت التوقعات حقا بفضل الله، وبارك الله في الطبيبة الاديبة سعاد عمر، الفائزة الأولى بذلك التحدي، فلم تتوقف عند "حين عاد قلبي"، بل تابعت اتحافنا بسلسلة "الحب والوطن"، فجزاها الله خيرا^^ (حتى لا نخرج كثيرا عن موضوعنا؛ فسأضع وصف ذلك التحدي في التعليقات إن شاء الله، لمن يهمه الأمر^^)
***
والآن نأتي للب الموضوع الاساسي! ما هي برأيكم معظم المشاكل التي تواجه الناس وخاصة الشباب فتدمر نفسياتهم تدميرا، لدرجة أن تفقدهم الرغبة بالحياة؟ ما هو الشيء الذي قد يصيب شابا او فتاة بإحباط شديد، وقد تدخله دوامة حزن مفرغة لا نهاية لها؟
___
فاصل:
(سيهمني معرفة اجاباتكم على هذه الجزئية في التعليقات، ويا حبذا لو ذكر كل واحد مثال على ذلك)
عدنا
___
كيف تأتي "الصدمات" التي قد تكون قاتلة أحيانا، وهل يمكن تجاوزها، أو حتى تلافيها والوقاية منها من خلال تقوية جهاز المناعة النفسية؟ هل برأيكم يمكن لقصة (مانجا) أن تحدث ثورة فكرية علاجية في مواجهة الاحباط واليأس والخذلان وخيبات الأمل والاكتئاب القاتل؟!
***
حسنا.. لن يتسع المجال لذكر قصص حقيقية متنوعة لشباب (ذكور واناث)، تحطمت قلوبهم ودخلوا في نوبات اكتئاب وحزن شديد من شدة الصدمات، ففعليا.. خيبات الأمل كثيرة ومتنوعة في هذه الحياة، واحيانا قد تكون من القوة بحيث تنجح في تحطيم الانسان إلى اشلاء، او تحويله لشيء آخر تماما!!

**
ومن هنا قد تنتشر عبارات تعبر عن (الاحزان) و(الخذلان)، ورغم أنني كنت اراها نوع من السلبية في السابق؛ لكنها على الاقل قد تكون نوع من (الابداع) الذي قد يخفف عن المحزونين؛ عندما يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وهناك من يفهمهم!
ولكن.........
قد يكون الافراط في ذلك يؤدي إلى مزيد من السلبية والافكار المغلوطة!! وقد تتسلل إلى العقل الباطن أفكار خطيرة كـ :
هل هذا يعني اننا طيبون اكثر مما ينبغي، ولأننا كذلك يتم خداعنا؟؟
وهذا يعني أن علينا أن نصبح اشرارا ونرد الصاع صاعين؟؟
هل هذا يعني أن لا نثق بأحد؟؟
أن لا نصدق أحد ونشك في كل شيء حولنا؟
الاخطر من ذلك كله:
هل "الحب" و"لاهتمام" بالاخرين شيء سيء، ولا أحد يستحق حبك ولا اهتمامك!!!!!!
*** ***
هنا سانقل لكم قصة عالمية (اجنبية مترجمة)، قرأتها منذ سنوات، وسأذكر ملخصها بحسب ما أذكر وقد ذكرتها ذات مرة..
(للأسف نسيت اسم المؤلف!)
***
تحكي القصة عن سيدة متوسطة العمر، لديها نُزُل ومخبز ملحق به، ذات يوم قدم فنان شاب في مقتبل العمر للإقامة في نزلها، واستأجر غرفة صغيرة جدا، من أرخص الغرف الموجودة في النزل.. كانت السيدة تعمل أيضا في المخبز، ورغم انها تصنع العديد من الفطائر الشهية، بالإضافة لتميزها بصناعة الخبز الطازج المحشو بالزبدة؛ إلا انها لاحظت أن الشاب لا يطلب إلا الخبز البائت (غير المحشو) من اليوم السابق، والذي تقدمه له بسعر زهيد جدا، حيث أن الشاب يأبى أن يأخذ شيئا دون ثمن.. بدا الشاب فقيرا جدا رغم أنه فنان موهوب، مما جعل السيدة تتعاطف معه كثيرا، هذا بالاضافة لإعجابها بلوحاته الفنية التي كان يصطحبها معه، فأخذت تفكر بطريقة لتشجيعه ودعمه، دون أن تؤذي مشاعره، وتجرح كرامته التي بدى واضحا أنه معتز بها جدا، ولطالما حدثت نفسها عن كونه شاب محترم جدير بالاعجاب والتقدير، وتتحسر على هذا الزمن الذي لا يقدّر أمثاله، ويمنحه المكانة اللائقة به! ذات مرة أرادت ان تصنع له مفاجأة، فعندما طلب منها رغيفين من الخبز البائت كالعادة في آخر الليل؛ كانت قد أعدت حشوة مميزة جدا من الزبدة اللذيذة داخلهما، وكانت متشوقة جدا لرؤية ردة فعله بعدها، ستمنحه أخيرا فرصة تذوق الحشوة الشهية، لتدخل السعادة إلى قلبه بلا شك.. نامت وهي قريرة العين، سعيدة بأنها قد تساهم في تقديم شيء لهذا الشاب الواعد؛ غير أنها فوجئت به يصعقها بصراخه من الصباح وعيناه تتقدان شررا، وهو يحمل إحدى لوحاته ويشير إليها بتوعد: - أيتها العجوز الشمطاء الغبية، ما هذا الذي فعلتيه!! لقد افسدت لوحتي! ألم أطلب منك خبزا بائتا من النوع العادي!! ألا يمكنك أن تقومي بواجبك بشكل صحيح أم انك خرفت! لم تستطع السيدة فهم ما يجري من الصدمة، لتكتشف فيما بعد أن ذلك الشاب كان يستخدم الخبز البائت لتجفيف ألوان لوحته!! بالطبع لم تقل شيئا.. وتابعت عملها بصمت، فيبدو أن الصدمة ألجمتها للأبد.. وهكذا.. انتهت القصة..!
***

(يتبع)

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش

والآن سأنقل قصة حقيقية لإحدى طالباتي- وهي طالبة كبيرة، أكملت دراستها الجامعية بعد زواجها وانجابها عدة ابناء- حدثتني ذات مرة عن مشكلتها التي كادت أن تفقدها صوابها، وتدمرها كليا، إلى أن اضطرت لزيارة العيادة النفسية.. من ثم قررت إكمال دراستها والالتحاق بالجامعة! كانت مشكلتها ببساطة أنها ضحّت كثيرا كزوجة وام وصديقة وقريبة، بمالها وجهدها ووقتها حتى أنها باعت ذهبها كله لتساعد الجميع، وكانت تسهر لأجل خدمة اقاربها وأقارب زوجها، وتلغي كل اهتماماتها لأجل الآخرين، وعندما اصبحت أما، اضافت مسؤولية رعاية الابناء إلى واجباتها السابقة (وهي واجبات الزمت نفسها بها وحدها، ثم اصبح الجميع يتوقع منها أن تقوم بذلك بشكل تلقائي!)، لم تكن تريد مقابلا سوى تقدير جهودها على الأقل.. أو حتى كلمة شكرا، او ربما بعض الاهتمام! لكن ما حدث كان العكس تماما، وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير عندما قام أحد أقارب زوجها- من الذين أقاموا في منزلها لمدة سنوات وهي تعمل على خدمتهم والاهتمام بشؤونهم تقديرا لظروفهم الصعبة- بالترفع عن زيارة العائلة بمجرد أن تحسن وضعه، واعتبر أن طريقتهم دون المستوى المطلوب، ومنع زوجته من التعامل معها! قد يبدو الأمر سخيفا، أو أن هذه السيدة (دراما كوين)؛ لكنها أخبرتني أنه كاد أن يغمى عليها من الصدمة (أو اغمي عليها فعلا، لتجد نفسها في المشفى!)
أخبرتني ان الدكتور قال لها بصريح العبارة:
لا تصنعي معروفا مع أحد نهائيا إلا إذا كنت قادرة على رميه في البحر تماما، دون أن تتوقعي أي شيء منهم ولا حتى كلمة شكرا ولا أدنى اهتمام، أو ربما عليك أن تتوقعي العكس..
هذا هو الخيار الأول:
لا تتوقعي أي اهتمام ولا تقدير من اي أحد مهما كان عزيزا عليك، ومهما بذلت وضحيت من أجله، وإذا لم تكوني قادرة على ذلك، فلا تصنعي معروفا أبدا!
الخيار الثاني:
أن يكون كل شيء تفعلينه بمقابل واضح ومتفق عليه من البداية!
_ _ _
استكمالا لقصة الطالبة... بعدها تم الزام زوجها (طبيا واجتماعيا) بتعويضها عن كل ما دفعته من مال، ودفع تكاليف دراستها الجامعية، لتفعل شيء لنفسها! (كان هذا جزء من العلاج!!) قد يبدو الأمر غريبا! لكنها اخبرتني ضاحكة:
اصبحتُ أطلب من أولادي أن يغنوا نشيد الأم الوطني كل صباح قبل الذهاب إلى المدرسة!! ههه
***
علما بأن الامهات أكثر من يستطن تقديم الكثير لابنائهم، حتى دون اي مقابل، ولكن.. مهما كنت خارقا فالتضحية الكبيرة دون مقابل نهائيا ليست سهلة بل قد تكون قاتلة احيانا، خاصة لو كانت نكران من شخص عزيز! ولأنه لا يوجد في الدنيا أحد عزيز على أحد كمعزة الابناء على والديهم؛ فقد جاء التشديد على بر الوالدين حتى لو كانوا كافرين! لا يوجد احد قدم لك وأحبك واعزك مثل امك وابيك، فإياك أن تخذلهما، وتحطم قلبيهما!!
ولكن ماذا تفعل إذا حصل لك هذا النكران من أعز الناس عليك؟
أذكر قبل مدة أنني شاهدت فلم الانمي "اطفال الذئب"، وكرهته بشدة، ولكن مؤخرا بدأت أراه من منظور آخر.. فهو قد يساعد الاباء على تجاوز نكران وجحود ابنائهم لهم!):
وكما قال أحد الدعاة:
إذا صنعت معروفا مع أحد فانساه تماما وإذا صنع أحدهم معك معروفا فإياك أن تنساه ابدا!
***
(يتبع)
وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش

ذكرت ذات مرة عبارة على لسان إحداهن حيث قالت لي:
"لياقتي ومرونتي النفسية لا تسمح لي بالعطاء اللامتناهي والاهتمام الكبير بالآخرين، دون مقابل عاطفي او معنوي على الأقل! ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه فوقف عندها!!!"
القائلة نفسها قالت لي:
"اكتشفت ان بإمكاني فقط أن انشر العلم واعلمه بدون مقابل، وقد لا يهمني إن تفاعل الآخرون مع المعلومات التي انشرها ام لا، حتى وإن لم يشكروني فهذا لن يفرق معي كثيرا، فنشر المعلومات بالنسبة لي سعادة بحد ذاتها،،، أشعر خلالها وكأنني في عالمي الخاص!"
___
لكل شخص فينا حدود وقدرات، المرونة النفسية تتفاوت من شخص لآخر، وكمثال مشاهد من واقع كوننا هنا، سنلاحظ أن:
البعض قد يتأذى بشدة من ملاحظة يلقيها أحدهم بشكل عابر..
البعض الآخر قد لا يؤثر فيه حتى الكلام الجارح!
البعض يتطلع للايكات والتعليقات المشجعة ليستمر (وهذا وضع طبيعي) البعض ينتظر النقد الجاد وقد يغادر المجموعة إذا شعر أنها فقط للمجاملات!!
والبعض يتوقف عن النشر لأنه يخشى النقد القاسي او التجاهل!
البعض يعتبر أنه إذا لم ينتقد بشدة فلن يساعد الاخرين على التطور والبعض يعتبر أن من ينتقد بشكل قاسي فهو شخص هدّام ويجب القضاء عليه وطرده!!
والبعض يعتبر أن من يمتدح الاخرين فهو يجاملهم ويضرهم
والبعض بلا بلا بلا... الخ
حقا الناس مختلفين بشكل كبير،
إذن ما العمل!!
من على صواب ومن على خطأ؟؟
***
 
(يتبع)

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش

 

ربما إذا فهم كل شخص قدراته ومقدار مرونته النفسية، واحسن التعامل معها، وأدركت أن لكل شخص مروتهالخاصة؛ لحلت معظم المشكلات، ولأصبح هناك تكامل مثمر بين الجميع، بالضبط كما في تكامل عظام الجسد!
وهنا اسمحوا لي بأن أنقل لكم هذا الشرح لموضوع العظام وحد المرونة من وجهة نظر الفيزياء، فهي قد تساعدنا على فهم هذه المعضلة^^
لذا دعونا نحلق قليلا في عالمها الجميل، ونلقي نظرة على "قانون هوك" و"معامل يونغ"!! ^^
*****
بداية.. أظنكم جميعا تعرفون تجربة تعليق الاثقال في الميزان الزنبركي (النابض)، الذي يستطيل ويتمدد بتناسب طردي مع الاثقال.. كلما زاد الثقل زادت الاستطالة، والعكس صحيح! ^^
الفكرة بسيطة جدا، وهذا ما يعرف بقانون هوك ^^
حسنا.. هذا القانون البسيط تم تعميمه بشكل أكبر.. فبدل أن نتحدث عن العلاقة بين (الثقل والاستطالة) للزنبرك (النابض) الواحد؛ سنتحدث عن العلاقة بين (الاجهاد والانفعال) بشكل عام!^^
وسأحاول التحدث عنها بلغة بسيطة إن شاء الله:
كلما زاد "الاجهاد" زاد "الانفعال"، إذا أزلنا الاجهاد يزول الانفعال! وثابت التناسب بينهم (بين الاجهاد والانفعال) نطلق عليه اسم "معامل يونغ"!! بكلمات أخرى (حتى تحفظوا الدرس جيدا ^^) :
كلما زاد "الاجهاد" (التعب والضغط النفسي مثلا) زاد "الانفعال" ( ردة الفعل بما في ذلك التوتر والضيق على سبيل المثال)، وإذا ازلنا الضغوط تزول الانفعالات، وهكذا..
يعني إذا زال الاجهاد يزول الانفعال وتعود الامور إلى طبيعتها، وكأن شيء لم يكن..
للأسف.. هذا الكلام صحيح فقط إذا لم يتم تجاوز حد المرونة!!
elastic limit!
لنفترض اننا وضعنا اجهادا على جسم ما؛ بقيمة 5 وحدات، فانفعل الجسم بقيمة 10 وحدات! ثم زدنا الاجهاد ليصبح 10 وحدات، وهكذا زاد الانفعال واصبح 20 وحدة زدنا الاجهاد اكثر واصبح 30 وحدة، هنا اصبح الانفعال 60 وحدة.. ثم ازلنا قليلا من الاجهاد واصبح 20 وحدة، هنا خف الانفعال فأصبح 40 وحدة.. وإذا ازلنا الاجهاد كاملا، اصبح الانفعال صفر (الحمد لله كل شيء هادئ ومستقر) وهكذا..
إلى هنا كل شيء على ما يرام، وهذا يعني أننا لا نزال في منطقة المرونة ^^
ماذا يحدث إذا تمت زيادة الاجهاد على جسم باستمرار ودون أدنى راحة؟؟
الانفعال سيزيد اكثر وأكثر.. وهنا.. قد نصل إلى نهاية حد المرونة!!
بعد ذلك الحد.. إذا ازلنا الاجهاد لن يزول معه الانفعال للأسف.. سيتعطل الزنبرك.. وسيفقط المطاط مرونته، ولن يعود الجسم إلى طبيعته ابدا..!! ):
ولكن الأسوأ من هذا.. إذا تم زيادة الاجهاد بعد ذلك!!
هنا.. سنصل إلى ما يعرف بـ (نقطة الكسر)!! breaking point!!
هذا يعني أنه إذا كانت تفصل الجسم عن نقطة الكسر شعرة واحدة فقط، ثم وضعنا اجهادا بقيمة شعرة، فسينكسر الجسم مباشرة!!!! ):
بالطبع الاجسام تختلف مرونتها من جسم إلى جسم بحسب معامل المرونة والذي نطلق عليه اسم (معامل يونغ)!
العظام في الجسم متنوعة.. هناك عظام يكون معامل يونغ لها مرتفعا جدا، وهناك عظام معامل يونغ خاصتها منخفض.. ولكل عظمة دور بحسب مرونتها!!
(لا يوجد شيء اسمه اسوأ او افضل، لكل شيء ميزاته وايجابياته بحسب دوره!)
___
السؤال:
كيف نطبق ذلك على "المرونة النفسية"؟
وما المطلوب منا بالضبط؟؟
يا حبذا لو كل شخص- يريد الخير فعلا- ان يتفهم حدود مرونته النفسية فلا يعرضها لما يؤذيها، وفي الوقت نفسه، يحاول أن يتفهم مرونة الآخرين النفسية فلا يضغط عليهم ويكون سببا في ايذائهم، فرب كلمة لا يلقي لها المرء بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفا، والكلمة الطيبة صدقة!
وايضا..
عندما تحاول أن تحسن الظن بالآخرين، لن تغضب منهم ولن تتأذى نهائيا، فستفترض أنهم لم يتعمدوا إيذاءك، فلماذا تتأذى؟!!
بالطبع قد يكون هذا الكلام نظريا.. فنحن جميعا بشر في النهاية، ولكن.. لنحاول على الأقل ^^
أهم شيء أن تدرك بأن الناس ليسوا بالضرورة اشرارا أو سيئين، وانهم قد لا يقصدون خذلانك أو تخييب املك، ولكن قدراتهم محدودة وانت توقعاتك عالية جدا!
ولا ننس سوء الفهم الكبير الذي يحدث أحيانا!!
عليك أن تتذكر ايضا أنك قد تكون سببا في تخييب أمل أحدهم الذي رفع سقف توقعاته بك عاليا جدا، وبذلك لا تعيش في جو المظلومية كثيرا!
**
(يكفي أن تتذكر والديك وما قدماه من أجلك، في حين كم قمت بتخييب املهما مرارا وتكرارا، ومع ذلك لا يزالا يهتمان لأمرك ويتمنون لك الخير!!)
**
وأخيرا... هنا ملخص مكثف لبعض النقاط الضرورية في هذا السياق:
اولا: تذكر انك لست وحدك في هذه الحياة، فالله معك دائما، فثق أنه لا يضيع اجر من أحسن عملا..
(وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب..)
_
ثانيا: الضربة التي لا تقتلك تقويك! لذلك كل ما واجهك من المصاعب ما هو إلا رصيد يضاف لزيادة قوتك بإذن الله، فلا تستعجل الاحكام وتستبق الاحداث، وقد تكون خيبة أملك الكبرى هي بحد ذاتها باب لأكبر نعمة في حياتك، وسبب لاكتشاف نقاط قوتك وتميزك وتالقك ^^
(سكيب بيت)
_
ثالثا: انت حر في تعاملك مع الآخرين، ولكن تذكر دائما: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
والدنيا دوارة وكما تدين تدان ^^
_
رابعا: جملة سمعتها واعجبتني وسأنقلها لكم:
"اعرف ذاتك واقبلها كما هي"
لا تقلل من شأن نفسك ولا من شأن ما وصلت إليه، وأيضا لا تغتر بذلك!
وإذا اخطأت فتذكر أن باب التوبة مفتوح والحسنات يذهبن السيئات ^^
_
خامسا: حاول ان تعذر الآخرين، وتتفهم مواقفهم.. تغافلك عن عثراتهم ليس ضعفا حتى وإن شعرت أنهم أخطؤا بحقك!! تذكر انك انت ايضا ربما اخطأت بحق أحدهم دون أن تدري!! وهنا مباشرة تذكر والديك (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
_
سادسا: قد يكون الحل الأمثل حتى لا نتحطم ونحفظ قلوبنا في مكان أمين، هو أن لا تعلق قلبك بشيء ولا بأحد، ليس لأنهم أشرار.. ولكن لأنهم بشر وقدراتهم محدودة!! ليس بالضرورة أن يكون من خذلك شريرا او سيئا، ربما أنت فقط من تعلقت بهم أكثر مما ينبغي، حتى تخيلتهم سوبر مان الذي سينقذك من كل المصائب والأهوال، ونسيت أنهم مجرد سبب من العزيز المتعال!!
__
سابعا: إذا كنت لا تستطيع تقديم الخير والدعم للآخرين، بدون توقع أدنى مقابل؛ فمن الأفضل أن لا تحمل نفسك ما لا تطيق.. لأنك ستصدم عاجلا أم آجلا!! بالمقابل.. تأكد تماما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا!! إياك أن تخسر طيبتك لأي سبب!!! فلم ولن تكون الطيبة الحقيقية سببا في حصول المشاكل لك، وشتان بين الغفلة والطيبة!! الطيب انسان واثق بنفسه، يفعل الخير ويمضي في طريقه، واثقا من أن الله معه ولن يخذله أبدا!! وإن حدث وتعثر قليلا أو تعلق بأحد أو شيء ما؛ فهو سرعان ما يراجع نفسه وحساباته، ولا يلقي اللوم على الآخرين بل ينطلق من جديد..
___
ثامنا: هناك أشرار بلا شك.. ولكن حتى هؤلاء يمكنك أن تتجنب أذاهم بطيبتك الحقيقية (وليست الساذجة وهناك فرق!) (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وإذا كان الشخص شريرا فعلا بشكل لا يمكن احتماله، فالتجاهل واراحة البال منه هو خير حل، فوكل امرك لله وردد:
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا
___
تاسعا: الناس اجمالا فيهم خير والحمد لله، ولكنك قد تكون بالغت في الضغط عليهم دون أن تدري، وبحسن نية! أو ربما بالغت بإساءة الفهم، أوقد لا تكون قد فهمت تماما الطبيعة البشرية التي تنطبق عليك أيضا! أو ربما كنت تظن نفسك أنك طيب؛ في حين أنك أنت المخطئ من الاساس!!!
__
عاشرا: اكتشفت أن أفضل رباط وثيق يحفظ العلاقات البشرية من خيبات الأمل والصدمات، والانقلابات العاطفية؛ هو:
التقوى!!
(الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
إذا خشيت أن تخسر علاقتك مع أحد، أو أحببت أحدا وأردت لذلك ان يستمر ويعود بالخير عليك وعلى الجميع، فكن من:
"المتقين"!
والقلوب متقلبة، ولذلك كان أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك"
__
في النهاية.. ومن خلال ما وهبنا الله من قدرات ومواهب؛ هل يمكننا من خلال كل هذه المعاني والأفكار؛ صياغة أعمال عظيمة وبناء شخصيات متميزة، تساهم في حل المشكلات النفسية والمستعصية، وتغيير العالم نحو الافضل بإذن الله؟
**
استشعروا كل تلك المشاعر التي قد تعصف بنفوسكم ونفوس الآخرين..
كرسوا قلوبكم..
واشحذوا هممكم وسيوفكم (اقصد اقلامكم ^^)..
واستحضروا أبرز مواقف حياتكم التي اثرت بكم..
واستعدوا لتحدي الأفكار المطور الجبار قريبا بإذن الله..
تحت شعار:
معا لمكافحة الألم والانحراف ونشر الرضى والعفاف...
____
ملاحظة اخيرة:
الرسمة المرفقة في بداية الموضوع للاخ محمد نجيب، شعرت أنها معبرة جدا بطريقة ما، فهل يمكنكم ملاحظة الرابط العجيب؟؟ ^^
***

للمشاركة في "تحدي الافكار الجبار" والاطلاع على فكرته، تفضلوا بزيارة الموضوع:

https://nebrasmangaka.com/2023/04/challenge-ideas-mighty/

ولمزيد من المواضيع الهامة في هذا السياق، تفضلوا بزيارة هذه القائمة "القلب بين الألم والأمل"! :
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/119/
***

وفي الختام.. ولأن القلوب بيد الله يقلبها كيفما يشاء، فلا أحد يضمن قلبه، كان من أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)
وفي الاية الكريمة:
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم