Please or التسجيل to create posts and topics.

المانجاكا الطموح والعصافير - (النية النووية!)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 
"المانجاكا الطموح" والعصافير 😇
(النية النووية!!!)
تمهيد:
أقل من ثلاثة اشهر تفصلنا عن رمضان، فاليوم هو الثلاثاء 11 جمادي الآخرة 1447 هـ- 2/ 12/ 2025م، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان بالخير والعافية، ويعيننا على صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا، فحريُ بنا إعداد العدة والاستعداد لاستقباله كما يليق لنحسن استثماره، بإذن الله..
ومن هذا المنطلق يسعدني اليوم مشاركتكم بهذا الموضوع القديم الهام، والذي نشرته أول مرة يوم 20 مايو 2018، تحت عنوان:
"المانجاكا الطموح" والعصافير 😇
(رمضان فرصة للتغيير والتطوير)
 
والذي كان استكمالا لموضوع أو سؤال طرحته في عام 2014 (وتحديدا يوم 14/ 12/ 2014م) على مجموع من المانجاكا المبدعين الطامحين، مع سبع خيارات، ثم قلت لهم وقتها:
"فهناك موضوع هام جدا يتبلور حول هذا السؤال، وأفكر في طرحه قريبا في المنتدى إن شاء الله"
 
بعدها مرت ثلاث سنوات وأغلق ذلك المنتدى ولكن مع ذلك قمت بنشره في مكان آخر فأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل إطلاقاً😉
وها أنا بعد مرور أكثر من سبع سنوات أعود مجددا بفضل الله لأجدد نقله إلى منتدى نبراس المانجاكا بعون الله، فهل أنتم مستعدون؟ ^^

بداية سأضع بين يديكم السؤال الذي تم طرحه أول مرة عام 2014:
"أيها المانجاكا الطموح... كم عصفورا يمكنك أن تضرب بحجر واحد فقط؟؟؟"
 
 
ومن ثم دعونا ننتقل إلى الموضوع.. والذي سانسخه لكم هنا كما كتبته عام 2018:
 
كما ذكرت سابقا، هذا قد يكون من أهم المواضيع التي أطرحها هنا، (رغم أن مضمونه ليس بجديد)، وهو يتكون من شقين:
الشق الأول: يدور حول مغزى السؤال وهدفه
الشق الثاني: يدور حول ردود الأفعال (من روائع البشر أنهم يفاجئونك دائماً 😊 )
 
ورغم أن الشق الأول هو الأساس، لكنني سأبدأ بالثاني إن شاء الله ^^
 
الشق الثاني: ردود الأفعال وتنوع الشخصيات:
رغم أن السؤال من الوهلة الأولى بدا لي واضحاً برمزيته:
"أيها المانجاكا الطموح... كم عصفورا يمكنك أن تضرب بحجر واحد فقط؟؟؟"
إلا أنني آثرتُ إضافة عدة خيارات، خاصة رقم (7):
1- عصفور واحد
2- عصفورين
3- ثلاثة عصافير
4- عدد لا نهائي من العصافير!!!
5- ولا أي عصفور ):
6- في الحقيقة لم أفهم مغزى السؤال!!!!!
7- إجابة أخرى: (اذكرها/ اذكريها- لو سمحت ^^ )
 
فرغم أن معظم الإجابات (حسب توقعاتي) لن تتخطى الخيارات الست الأولى، إلا أنني وجدتُ بأن لدى بعض البشر إجابة أخرى دائما! (لذلك لا يمكنني الاستغناء عن خيار الاجابة الأخرى حتى في الامتحانات، كي لا أفوت على نفسي متعة اكتشاف الإجابة التي لن تخطر ببالي أبداً ^^)
حسناً.. وما فائدة هذا الكلام؟
عقول البشر وزوايا رؤيتهم مختلفة بشكل مذهل ولا يصدق أحيانا! (قد يكون هذا هو سبب معظم مشاكلنا وخلافاتنا، ولكن من ناحية أخرى، قد يكون هذا هو الجانب الممتع فينا! 😁)
لبعض الاسئلة (إن لم يكن معظمها) ومن ضمنها هذا السؤال؛ لا توجد إجابة فضلى، ولا إجابة أصح من غيرها.. (بشكل رئيسي هي تعكس تحليلا للشخصيات المختلفة، ولولا ضيق المكان لذكرت بعض هذه التحليلات ^^)
الاستنتاج:
لا يمكن لأي شخص أن يتوقع جميع ردود أفعال البشر الآخرين بنسبة 100%، فهل توافقوني على هذا الرأي؟ (حتى هنا لا يمكنني توقع جميع ردود الافعال 😅)
حسنا.. وما فائدة هذا الاستنتاج؟
عندما نتيح الفرصة لأنفسنا بالاستماع إلى الآخرين، والاطلاع على وجهات نظرهم، وطرق تفكيرهم..سنمتلك القدرة على احسان الظن بهم (لعل لأخي عذرا لا أعلمه)، والاستفادة من اختلاف هذه الرؤى في توسيع المدارك، وإن كان (مؤلفاً) فهذا بلا شك سيعينه على ابتكار شخصيات روائية بشكل أفضل (إن استفاد من هذا الاستنتاج طبعا 😊 )
وهنا أجد أنه من المناسب ذكر هذه القصة التاريخية التي حدثت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، مع صحابته الكرام، حين قال لهم في الحدسث المعروف:
"لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"
وعندما حان وقت صلاة العصر، بعض الصحابة فهموا أن المقصد من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو الاسراع نحو بني قريظة وليس تأخير الصلاة، فصلوا العصر قبل أن يفوت وقتها، أما البعض الآخر من الصحابة رضوان الله عليهم فقد فهموا أن المقصود واضح؛ وهو أن عليهم صلاة العصر في بني قريظة حتى ولو خرج وقت الصلاة، لذلك لم يصلوا العصر إلا بعد أن وصلوا إلى بني قريظة..
فمن هو الفريق الصحيح الذين أقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على فعلهم؟
وأي خيار كنتم ستختارون لو كنتم في ذلك الموقف؟
(بالمناسبة القصة معروفة، ولكنني أحب الاطلاع على ردود أفعالكم ايضا ^^)
***
إلى هنا ينتهي الشق الثاني من الموضوع..
لذا نعود إلى الشق الأول:
مغزى السؤال الذي أردته، كما قال أحد الاخوة:
"بالتأكيد توجد علاقة بالمانجاكا الطموح لأنك كتبت ذلك مرتين ..
و قد يكون المقصود مثلاً تقوم بعمل مانجا توصلك إلى عدة فوائد بواسطتها"
***
هناك من يصنع المانجا للتسلية، وهناك من يسعى للربح المالي، أو الشهرة، أو تطوير نفسه أو اغتنام وقته، وهناك من ينوي أيصال فكرة، هناك من ينوي الاصلاح، وهناك من ينوي غير ذلك.. الاحتمالات كثيرة..
ولكن.. أليس من الرائع أن يجني الانسان أكثر من ثمرة واحدة بالجهد نفسه!!
(نية المرء أفضل من عمله)
جملة سمعناها كثيرا، وهي قاعدة شرعية، ولكنها معروفة أيضا لدى غالبية البشر، بمسميات أخرى..
الم تسمعوا عن قصة البناء والعمال الثلاثة؟؟
اسمحوا لي بنسخها هنا للأهمية:
"ثلاثة من عمال البناء
أحد مديري الإنشاءات ذهب إلى موقع البناء وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة
فسأل العامل الأول: ماذا تفعل ؟
فقال : أكسر الحجارة كما طلب رئيسي .
ثم سأل العامل الثاني نفس السؤال ؟
فقال: أقص الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة .
ثم سأل العامل الثالث نفس السؤال ؟
فقال: ألا ترى بنفسك، أنا أبني ناطحة سحاب .
بالرغم من أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل
إلا أن :
الأول رأى نفسه عبدا
و الثاني رأى نفسه فنانا
والثالث صاحب طموح وريادة
قد يتشابه واقعك مع واقع غيرك ولكن ... كيف ترى أنت نفسك ؟؟"
***
موضوع (النية) بشكل عام من أهم مواضيع الشريعة والحياة، إن لم يكن أهمها، والحديث الذي يتصدر كتب الأحاديث لا يخفى على أحد:
(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى)
فهل فكرتم بتطبيق ذلك على صناعة (المانجا) أيضا؟
هل حدث وأن استحضرتم (النوايا) التي تريدونها من جراء عملكم على مانجا محددة؟
هل سمعتم عن مصطلح (النية النووية)؟
إن كنتُ مانجاكا طموح، وجاد جدا بصناعتي للمانجا الخاصة بي، فلماذا لا أكسب ثمرات كثيرة (وربما لا نهائية) من خلال هذا العمل في الدنيا والآخرة أيضا؟؟
كثيرا ما نسمع بعض المانجاكا العرب (خاصة في الاونة الاخيرة ولله الحمد) يرددون:
اريد أن اصنع مانجا تعرف الناس بالاسلام أو بتاريخنا الرائع
أو تنشر السلام
أو تكون سببا في عمل الخير
الخ
طموحات كثيرة، وأحلام أكثر (أحلام الناس لا تنتهي ^^)
ولكن من رحمة الله فينا أنه جعل للنية (الصادقة) أجورا مضاعفة مثل العاملين وأكثر، أحيانا تريد بصدق أن تعمل أعمالا كثيرة صالحة، وتبذل جهدك من أجل ذلك، ولكن هناك ظروف قاهرة تحول بينك وبين إنجازها، فهل هذا يعني أنك خسرت؟؟
بالطبع لا (والحمد لله على هذه النعمة 😊 )
ألم تسمعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (وسأنسخه من أحد المواقع)
"يقول النووي -رحمه الله- في باب الإخلاص وإحضار النية: وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة، فقال، (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً حبسهم المرض) ، وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر) ([1])، رواه مسلم، ورواه البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن أقواماً خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا، حبسهم العذر)([2])."
***
وهناك حديث رائع أحبه كثيرا:
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يَقُولُ :
( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ ) .
***
باختصار.. ما المانع أن نجدد نوايانا (الصادقة طبعا) في أي عمل نريد إنجازه، حتى ولو كان أمرا مسليا ونحبه، لنكسب المزيد من الأجور؟
(ورمضان فرصة للتطوير 😊 )
مثلا مالمانع أن ننوي:
إنني أقرأ المانجا وأشاهد الانمي، لتسلية النفس (ساعة وساعة) في عمل مباح، أروح به عن نفسي، وأستفيد منه أيضا لتطوير عملي، والاطلاع على ثقافات غيري، حتى أستثمر الموهبة التي وهبني الله إياها في انجاز رواية/ رسمة/ مانجا، عمل صالح يرضي الله عني، فأحصل منه على الأجر الدنيوي (الربح والتقدير وإقبال الاخرين عليه بالاستفادة منه ومحبته وتأثرهم به وتغير حالهم للأفضل، الخ) وبالطبع الأجر الأخروي من رضا الله عني ومحبته لي لإتقان عملي وبذل جهدي في ما يفيد، فأفوز بخير الدنيا والاخرة وأحظى بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى..
***
سأتوقف هنا (وعذرا للإطالة التي لا بد منها بعد تلك السنوات من التأخير ^^)، فالفكرة أصبحت واضحة على ما أعتقد، سائلة الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لكل خير، ويرزقنا نوايا صالحة، وعمالا نافعة، ويتقبلها منا بقبول حسن..
لا تنسونا من صالح دعائكم في هذا الشهر الفضيل
أعاننا الله على استثمار أوقاته بأفضل طريقة، ووفقنا لصيامه وقيامه وقراءة قرآنه إيمانا واحتسابا 🙂
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*****
 
إلى هناك كانت نهاية الموضوع الذي نشرته عام 2018، وسأضيف عليه الآن ملحق قصير جدا للتذكير بأحد أهم مواضيع سلسلتنا التي نشرناها على موقعنا لتكون نبراسا للمانجاكا بإذن الله:
"الوعي قبل السعي للمانجاكا"
 
وسأشير تحديدا للموضوع الثاني ضمن السلسلة والذي يتحدث عن النية الضرورية للاستمرارية- بعون الله- تحت عنوان:
"الهدف القوي"
وهذا رابطه المباشر للتسهيل:
 
 
 
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الاخلاص بالقول والعمل والنية ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش