
يتامى الحرب على ضوء فلم الأنمي "قبر اليراعات"!
اقتبس من زينب جلال في 2025-11-29, 11:15 م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يتامى الحرب على ضوء فلم الأنمي "قبر اليراعات"!ووقفة سريعة مع مشاركات النصف النهائي من #بطولة_نبراس_المانجاكا***في سياق حديثنا عن اليتامى والصحبة الصالحة ضمن موضوع نصف النهائي لبطولة نبراس المانجاكا؛ كان لا بد من نشر هذا الموضوع لتسليط الضوء على أحد ابرز وأهم أفلام الأنمي من استيديو جيبلي "قبر اليراعات"!لا شك أن أغلبكم مرت عليه تلك الصورة باعتبار أن قصتها كانت مادة لأحد اشهر افلام جيبلي "قبر اليراعات"، ورغم أنه يعكس ويلات الحرب وآثارها بشكل عام ومعاناة الايتام تحديدا بشكل خاص والمتمثلة بالفتى وأخته الصغيرة؛ إلا أنني سأركز بشكل أدق على قريبتهم وردة فعلهم تجاهها في فلم الأنمي!الفتى (سيتا) الذي لا يتجاوز 11 عام وجد نفسه وقد اصبح مسؤولا عن عائلته بعد ذهاب والده إلى الحرب ومن ثم في ظروف صعبة واليمة ماتت أمه لتتركهما هو وأخته الطفلة الصغيرة بمفردهما!الطفلة لا زالت تعاني من غياب الأم، وهو يحاول اشغالها وتسليتها بكل الوسائل الممكنة، متحملا كل شيء كاتما أحزانه وآلامه في صدره، ولأنه لا يوجد لديهما مكان ليذهبا له سوى منزل قريبة والدهم، فهنا تقوم هذه العمة باستضافتهم، وتبدو لطيفة معهم بالبداية، لا سيما وأن الطرود التي كانت تصل لسيتا من البحرية عن طريق والده قيمة؛ وهكذا كانت العمة تستفيد من ذلك ايضا (وفعليا لا بأس بذلك خاصة وأن وضعها لا يبدو ميسورا والجميع يعاني في الحرب)..تمر الايام وتنقطع اخبار الوالد وهكذا تصبح العمة مسؤولة بالكامل عن هذين اليتيمين كما يفترض!ولأن المصاريف كبيرة- على رايها- فهنا تقنع الفتى بضرورة بيع ثياب أمه التي بقيت معهم، كما فعلت هي حيث أخبرتهم أنها باعت بعض ثيابها أيضا، ويفترض أن يفعلوا بالمثل لأجل حاجتهم للتغذية والنمو..موقف مؤلم وحزين والطفلة تبكي وتصرخ وترفض التخلي عن ثياب أمها، لكن الفتى يستسلم للامر الواقع لأجل شراء الأرز كما تقول العمة!تشتري العمة كمية كبيرة من الأرز ويفرح بها الفتى ويسعدون جميعا بتناوله مع العمة وعائلتها، حتى يأتي وقت تضع فيه العمة حدا لعدد الصحون التي يتناولونها بحجة أنهم لا يفعلون شيئا مفيدا، وهناك من هو أولى بالطعام منهم، مما يجعل الطفلة تغضب باعتبار أنهم من دفعوا ثمن الأرز فهنا تظهر العمة استيائها منهم- كمن يتمنّن عليهم- فما داموا يتهمونها بالغش فليطبخوا طعامهم بأنفسهم!وبالفعل يأخذ الفتى كلامها على محمل الجد ويشترى فرنا خاصا به وبأخته من المدخرات التي تركها لهم والدهم وبهذا يطبخون الطعام بأنفسهم بالفعل!العمة قد لا تبدو شريرة تماما، فبلا شك اي امراة في مكانها قد تكون منضغطة من اولادها الذين هم فلذات كبدها في ظروف الحرب والشدة والحاجة، وقد يستفزها تصرفاتهم الكسولة او اللامبالية، ولكن في النهاية حتى لو وبختهم او غضبت منهم فهي لن تتركهم لأنفسهم، او لا يفرق معها أمرهم، بل ستكون دائمة القلق والاهتمام بهم..في الوقت نفسه لن نتوقع من فتى في مثل تلك السن وكل تلك الظروف القاسية أن يتخذ القرارات السليمة او يتصرف بطريقة صحيحة تماما او مثالية، لذلك ليس من المنطقي ان نتوقع منه او نُشعره بأن عليه أن يتصرف كشخص مسؤول وهو لا يزال صغيرا خسر كل شيء وانقطعت به السبل، ومع ذلك يتحمل مسؤولية أخته، ويحاول اسكاتها والتخفيف عنها وتسليتها بكل ما يملك!!مثل هذا السن يحتاج رعاية توجيه واحتواء ومراعاة لمشاعرهم لا سيما مع كل ما مروا به، والاهم عدم تركهم لأنفسهم، او انتظارهم ليبادروا باتخاذ التصرف السليم لأنهم ليسوا راشدين كفاية ليحسنوا التصرف او يعرفوا مصلحة أنفسهم، وهكذا يتحمل كل شخص كبير بالغ ما سيجري لهم!للاسف هذه العمة اثبتت أنها اسوأ مثال لشخص يرعى ايتاما! صحيح انها لم تضربهم ولم تعنّفهم ولم تطردهم من منزلها، ولكن اسلوبها البارد المستفز المهين الذي لا يرحم ولا يراعي مشاعر طفلين يتيمين لهو أسوأ من ذلك كله!في ذلك المقطع يبدو وكأن العمة فرحت أخيرا بالتخلص من ذلك الحمل الثقيل دون أن تبدو وكأنها هي من طردتهم، باعتبار أن ذلك كان اختيارهم وقرارهم!
حتى انني فكرت لوهلة انها ربما لو كانت تقسو عليهم لمصلحتهم لكان أهون من ذلك الاسلوب، والذي جعل الفتى يقرر الخروج من منزل العمة حفاظا على كبريائه ليعيش مع أخته في منزل مهجور وحدهما بشكل مستقل، دون رعاية ولا اهتمام ولا توجيه من أحد، حتى غزتهما الأمراض ولقيا حتفهما!ربما اخطأ الفتى ولكن هل يمكن لومه؟بالتأكيد لا.. بل اللوم كله على تلك القريبة التي لم تكلّف نفسها حتى عناء السؤال عنهما ومعرفة أخبارهما!قد لا يكون مجتمعهم مسلما لنتوقع منهم التركيز على صلة الرحم، بحسب أوامر الدين، رغم أن المجتمع الياباني مشهور بالترابط الاسري في ذلك الوقت، كما أن صلة الأرحام امر انساني بالدرجة الأولى، ولكن ربما ليس لدرجة الشعور بالواجب تجاه صلة الارحام البعيدة، وإلا لما وجدنا طفلين يموتان من قلة الرعاية والاهتمام، ولديهما أقرباء لا يعرفون عنهما شيئا!!إذا كانت صلة الرحم واجبة وهناك وعيد شديد لمن قطعها، فهي بحق الأيتام أوجب! وإذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يحثنا على كفالة الايتام اجمالا، فهي للايتام من ذوي الرحم أمر مفروغ منه بلا شك ولا نقاش فيه!من لديه بين ارحامه يتيم مُهمَل فحسابه أشدّ، لأنه ارتكب منكرين عظيمين في الوقت نفسه!وإذا كنا قد أشرنا لقضايا يتامى الحرب- تحديدا- والصحبة الصالحة، في موضوع نصف النهائي من بطولة نبراس المانجاكا، فهذا لأن يتامى الحرب على الأغلب يكونوا قد خسروا كل شيء غالبا، على خلاف من يتيتّم دون حرب حيث يكون من أقربائهم وارحامهم من يقوم على شؤونهم ورعايتهم عادة، خلافا لأيتام الحرب الذين تكون ظروفهم أصعب وأشد قسوة!للتذكير بموضوع نصف النهائي:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/337/من يعيل يتيما له مال قد يجدها فرصة ليستفيد منه، فجاء التحذير من اكل مال اليتيم مع الوعيد الشديد لمن فعل ذلك، وازالة الحرج لمن كان محتاجا ولا ينوي افسادا.. لذلك عندما نزلت الاية:(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)كانت اجابة لحرص الصحابة على التصرف الصحيح مع الأيتام الذين يرعونهم، وهل لا بأس لو خلطوا طعامهم معهم بعد أن شقّ عليهم الامر وخافوا من أكل مال اليتيم بغير قصد، فهنا نزلت الاية لتخفف عنهم وتزيل الحرج ما دامت نيتهم صالحة ولا ينوون الافساد فلا بأس بمخالطة طعام الايتام مع طعامهم، والله يعلم المصلح من المفسد..وبلا شك فمعاني الاية واسعة، وإن كان اليتيم الذي له مال وله من يرعاه قد اوصى الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم به- به، فكيف باليتيم الذي لم يبق له شيء؟!(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)ولأهمية هذا الموضوع وعظيم أثره على الفرد والأمة؛ فهنا لي وقفة سريعة مع مشاركتين متميزتين، إلا وهما:"ما بعد الرماد" للدكتورة سعاد"الوحدة 27.. خلف جدران قصد آدم" للجنرالفي المشاركة الأولى أخذتنا المؤلفة في رحلة لأعماق النفس، أطلعتنا فيها على عمق المشاعر والأفكار لليتيم ومن يرافقه عن قرب؛ كمن ينظر لعيّنة تحت المجهر ثم يتعمق فيها أكثر وأكثر حتى يفهم طبيعتها وطريقة التعامل معها على المستوى الذري..أما في المشاركة الثانية فقد ارتقى بنا المؤلف للأعلى حتى جعلنا نرى أثر ذلك على مستوى الأمة بأسرها، وكأن القصتين بتكاملهما معا جعلتانا نفهم الأحداث ونرى اثرها من الذرة وحتى المجرة!وإن كان العتب في المشاركة الأولى أنها صوّرت واجب العم تجاه ابن اخيه وكأنه تفضّلا ومعروفا بحسب مجتمعه- أو هذا ما يشعر به القارئ- إلا أنها نجحت في تقديم نموذج رائع ومؤثر للتعامل مع أي يتيم (غير سوي) بشكل عام على المستوى الفردي، أما في القصة الثانية فقد حلّق بنا المؤلف عاليا لنرى إلى أي درجة ستصل الأمة وتتطور وتنجو من الأخطار عند رعاية اولئك الايتام واحسان إعدادهم وتربيتهم!لقد نجت الأمة بأسرها بسببهم، وكأننا نرى في ذلك معنى الآية:(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ)***وبالعودة إلى ذلك الفلم مجددا، إذا سلطنا الضوء بعمق اكبر على تلك الحالات التي لا يقوم فيها الاقارب بواجبهم تجاه الايتام، بأخذ ذاك الفلم كمثال؛ فساقول بأن المجرم الحقيقي المباشر في مأساة الطفلين هي تلك السيدة التي تخّلت عن مسؤوليتها وواجبها في رعايتهم والاهتمام بشؤونهم وكأن امر هذين اليتيمين لا يعنيها فتركتهم لأنفسهم!بلا شك فالفلم مأساويا وسوداويا قاتما بشدة، فكيف لتلك المدينة بكل ما فيها أن لا تلتفت ليتيم مشرد إلا بعد أن وجده عمال النظافة جثة هامدة!!
تلك هي النتيجة لقهر يتيم وعدم قيام أصحاب المسؤولية بمسؤوليتهم، والكل مُحاسب!الدنيا كلها ابتلاءات واختبارات، فإذا لم تكن هناك حروب فسنجد كوارث كالزلازل والفيضانات وكلها قد تؤدي لنفس نتائج الحروب وتقتضي من كل انسان ان يقوم بواجبه..
الاطفال الذين فقدوا والديهم فعلى الاغلب قد يكون لديهم اقارب يتوجب عليهم تحمّل مسؤوليتهم (واجبا وفرضا عليهم وليس تفضّلا ومنة ومعروفا منهم!)
فإذا لم يكن لدى الاطفال أي اقارب فهنا تكون مسؤوليتهم على كل كبير راشد يقابلهم ولا يجوز ان يتم تركهم لانفسهم هكذا وإلا تحمّل الجميع الاثم!
الاهم من ذلك هو اعداد الاطفال منذ الصغر ليكونوا مستعدين لمواجهة الحياة كما في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم:(يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ .)وقد اعجبني كيف افتتح الجنرال قصته بالاقتباس من ذلك ما شاء الله..لذلك إذا اردنا السلامة للاطفال فعلينا التصرف بواقعية وبفهم عميق لحقيقة الحياة، بدل أن نظن بأن الحل هو منع المخاطر عنهم! بلا شك لو كان بامكاننا منع المخاطر فهذا أفضل، وهذا ما يسعى له ويوده كل والد ووالدة لاولادهما بلا شك، لكن لا يجب ان نعتمد على ذلك وحسب، لأن هذا خارج قدراتنا المحدودة وفوق حدود ارادتنا، ولذلك ارشد الله الوالدين لما يطمئنهما في هذه الحالة:
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)إذا خاف الوالدين على اولادهم من بعدهم فعليهم بتقوى الله وأن يقولوا قولا سديدا، ومن ثم تأتي الاية التالية للوعيد الشدي لمن يعتدي على حق يتيم:
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)وهكذا فالاصل ان نقوم بتشجيع كل شخص في المجتمع على القيام بدوره.. بداية من الوالدين- باحسان التربية والاعداد والتقوى والقول السديد- والاقارب والجيران والمرشدين والمربين.. ومن ثم التحذير لمن تسول له نفسه بالاعتداء على يتيم او اضاعة حقه وأكل ماله، وبهذا فالكل يجب ان يتكاتف وعندها لن يضيع الصغار أو يتركوا وحدهم!بالطبع قد يكون الكلام سهلا والتطبيق يحتاج لامور كثيرة لاجل سد الفجوة بين الكلام النظري وبين اسقاطه على الواقع، ومع ذلك يجب ان نبذل جهدنا لنحاول فهذه مسؤولية كبيرة وأمانة في اعناقنا ونسأل الله السلامة والعافية فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..
سأكتفي بهذا القدر فقد أطلت بما يكفي راجية أن تكون الفكرة وصلت، والقلوب رقّت وأدركت عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى ويهدينا سبل الرشاد ويجعلنا ممن يستعملهم لخير العباد والبلاد..(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا انت استغفرك واتوب اليكوصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







حتى انني فكرت لوهلة انها ربما لو كانت تقسو عليهم لمصلحتهم لكان أهون من ذلك الاسلوب، والذي جعل الفتى يقرر الخروج من منزل العمة حفاظا على كبريائه ليعيش مع أخته في منزل مهجور وحدهما بشكل مستقل، دون رعاية ولا اهتمام ولا توجيه من أحد، حتى غزتهما الأمراض ولقيا حتفهما!
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/337/






تلك هي النتيجة لقهر يتيم وعدم قيام أصحاب المسؤولية بمسؤوليتهم، والكل مُحاسب!
الاطفال الذين فقدوا والديهم فعلى الاغلب قد يكون لديهم اقارب يتوجب عليهم تحمّل مسؤوليتهم (واجبا وفرضا عليهم وليس تفضّلا ومنة ومعروفا منهم!)
فإذا لم يكن لدى الاطفال أي اقارب فهنا تكون مسؤوليتهم على كل كبير راشد يقابلهم ولا يجوز ان يتم تركهم لانفسهم هكذا وإلا تحمّل الجميع الاثم!
الاهم من ذلك هو اعداد الاطفال منذ الصغر ليكونوا مستعدين لمواجهة الحياة كما في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم:
لذلك إذا اردنا السلامة للاطفال فعلينا التصرف بواقعية وبفهم عميق لحقيقة الحياة، بدل أن نظن بأن الحل هو منع المخاطر عنهم! بلا شك لو كان بامكاننا منع المخاطر فهذا أفضل، وهذا ما يسعى له ويوده كل والد ووالدة لاولادهما بلا شك، لكن لا يجب ان نعتمد على ذلك وحسب، لأن هذا خارج قدراتنا المحدودة وفوق حدود ارادتنا، ولذلك ارشد الله الوالدين لما يطمئنهما في هذه الحالة:
إذا خاف الوالدين على اولادهم من بعدهم فعليهم بتقوى الله وأن يقولوا قولا سديدا، ومن ثم تأتي الاية التالية للوعيد الشدي لمن يعتدي على حق يتيم:
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
بالطبع قد يكون الكلام سهلا والتطبيق يحتاج لامور كثيرة لاجل سد الفجوة بين الكلام النظري وبين اسقاطه على الواقع، ومع ذلك يجب ان نبذل جهدنا لنحاول فهذه مسؤولية كبيرة وأمانة في اعناقنا ونسأل الله السلامة والعافية فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..
