Please or التسجيل to create posts and topics.

يتامى الحرب على ضوء فلم الأنمي "قبر اليراعات"!

 

 

 
 
 
 
 
 
 
***

وبالعودة إلى ذلك الفلم مجددا، إذا سلطنا الضوء بعمق اكبر على تلك الحالات التي لا يقوم فيها الاقارب بواجبهم تجاه الايتام، بأخذ ذاك الفلم كمثال؛ فساقول بأن المجرم الحقيقي المباشر في مأساة الطفلين هي تلك السيدة التي تخّلت عن مسؤوليتها وواجبها في رعايتهم والاهتمام بشؤونهم وكأن امر هذين اليتيمين لا يعنيها فتركتهم لأنفسهم!
 
 
 
 
 
 
 
 
بلا شك فالفلم مأساويا وسوداويا قاتما بشدة، فكيف لتلك المدينة بكل ما فيها أن لا تلتفت ليتيم مشرد إلا بعد أن وجده عمال النظافة جثة هامدة!!
تلك هي النتيجة لقهر يتيم وعدم قيام أصحاب المسؤولية بمسؤوليتهم، والكل مُحاسب!
الدنيا كلها ابتلاءات واختبارات، فإذا لم تكن هناك حروب فسنجد كوارث كالزلازل والفيضانات وكلها قد تؤدي لنفس نتائج الحروب وتقتضي من كل انسان ان يقوم بواجبه..
الاطفال الذين فقدوا والديهم فعلى الاغلب قد يكون لديهم اقارب يتوجب عليهم تحمّل مسؤوليتهم (واجبا وفرضا عليهم وليس تفضّلا ومنة ومعروفا منهم!)
فإذا لم يكن لدى الاطفال أي اقارب فهنا تكون مسؤوليتهم على كل كبير راشد يقابلهم ولا يجوز ان يتم تركهم لانفسهم هكذا وإلا تحمّل الجميع الاثم!
الاهم من ذلك هو اعداد الاطفال منذ الصغر ليكونوا مستعدين لمواجهة الحياة كما في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ .)
وقد اعجبني كيف افتتح الجنرال قصته بالاقتباس من ذلك ما شاء الله..

لذلك إذا اردنا السلامة للاطفال فعلينا التصرف بواقعية وبفهم عميق لحقيقة الحياة، بدل أن نظن بأن الحل هو منع المخاطر عنهم! بلا شك لو كان بامكاننا منع المخاطر فهذا أفضل، وهذا ما يسعى له ويوده كل والد ووالدة لاولادهما بلا شك، لكن لا يجب ان نعتمد على ذلك وحسب، لأن هذا خارج قدراتنا المحدودة وفوق حدود ارادتنا، ولذلك ارشد الله الوالدين لما يطمئنهما في هذه الحالة:

(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)

إذا خاف الوالدين على اولادهم من بعدهم فعليهم بتقوى الله وأن يقولوا قولا سديدا، ومن ثم تأتي الاية التالية للوعيد الشدي لمن يعتدي على حق يتيم:
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)

وهكذا فالاصل ان نقوم بتشجيع كل شخص في المجتمع على القيام بدوره.. بداية من الوالدين- باحسان التربية والاعداد والتقوى والقول السديد- والاقارب والجيران والمرشدين والمربين.. ومن ثم التحذير لمن تسول له نفسه بالاعتداء على يتيم او اضاعة حقه وأكل ماله، وبهذا فالكل يجب ان يتكاتف وعندها لن يضيع الصغار أو يتركوا وحدهم!

بالطبع قد يكون الكلام سهلا والتطبيق يحتاج لامور كثيرة لاجل سد الفجوة بين الكلام النظري وبين اسقاطه على الواقع، ومع ذلك يجب ان نبذل جهدنا لنحاول فهذه مسؤولية كبيرة وأمانة في اعناقنا ونسأل الله السلامة والعافية فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش