
المنافق! (على ضوء شخصية ياغامي لايت من أنمي ديث نوت)
اقتبس من زينب جلال في 2025-11-07, 1:08 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المنافق!
على ضوء شخصية ياغامي لايت من أنمي ديث نوت
#نوت_للمانجاكا ✍️
في سياق حديثنا عن المنافقين ضمن موضوع الربع النهائي لبطولة نبراس المانجاكا (هم العدو فاحذرهم)، كان لا بد من نشر هذا الموضوع عن ابرز شخصية أنمي جسدت النفاق حرفيا بامتياز، في وقفة جادة مع تلك الشخصية التي ترون مدى براءتها وطيبتها في الصورة أمامكم، ضمن سلسلة (نوت للمانجاكا)!
أجل يا سادة إنه الفتى الطيب العبقري المحترم المؤدب الخلوق البار:
"ياغامي لايت"والذي لا يخفى على أي متابع أنمي، فهو أشهر من نار على علم، وكل من شاهد ديث نوت سيفهم قصدي!
ربما لن يسعني المجال لتسليط الضوء على تفاصيل تلك الشخصية الخبيثة القذرة ومدى نفاقها، ولكن يكفي أن تعلموا أنه استطاع حتى أن "يلحس" عقول بعض الناس الواقعيين أيضا، إذ أن عدد كبير من المتابعين كانوا من مؤيديه ومعجبيه، ومنهم من تبنى أفكاره للأسف الشديد!!
بل إنني ورغم كرهي الشديد لهذه الشخصية- حيث أنها تحتل المركز الاول عندي في قائمة أقذر وأحقر شخصية انمي تم ابتكارها على الاطلاق- لكنني لم انتبه أنها تمثل شخصية "المنافق" إلا مؤخرا!!
فعندما بدأت انتبه لقضية المنافقين وشخصياتهم أول مرة؛ كنت احاول البحث عمن كتب في هذا المجال، ووقتها لم أجد أفضل من أجاثا كريستي التي وصفت هذه الشخصية ومدى خطورتها بدقة، في روايتها الاخيرة:
"الستارة"!
وقد نشرت تقريرا مفصلا عن ذلك يمكنكم رؤيته على منتدى نبراس المانجاكا، عبر هذا الرابط:https://nebrasmangaka.com/forum/topic/326/
كنت اقول لنفسي يبدو أنه لا يوجد أي انمي سلط الضوء على هذه الشخصية كما يجب، حتى انتبهت فجأة في لحظة ادراك صادمة أن المانجاكا الياباني العبقري "تسوجومي أوبا" قد فعل ذلك بالفعل عندما ابدع في كتابة شخصية "ياغامي لايت" بطل أنمي "ديث نوت"، فهل لاحظتم ذلك من قبل؟
حاولوا استرجاع ذكرياتكم عن تلك الشخصية، فهي من الظاهر نموذج مثالي للشخصية الطيبة، التي ستجعل من يراه ويتعامل معه يشعر بتأنيب الضمير لمجرد أنه شك فيه!
وربما تذكرون زوجة المحقق المغدور التي قادتها الادلة للاشتباه بلايت، ولكن مجرد أن وقفت وجها لوجه معه، بعد أن قابلته وتحدثت معه بضع كلمات، ورغم ذكائها الخارق، لكنها سرعان ما شعرت بالندم والخزي من نفسها لأنها شكّت به، بل وبكل صراحة اعتذرت له عن سوء ظنها به، والأدهى والأمرّ انها طلبت منه مساعدتها في قضيتها، بعد ان وثقت به تماما!!
هكذا هو المنافق.. يجعلك تندم وتشعر بالذنب لمجرد أنك شككت به، وربما يذرف الدموع الغزيرة حتى يشعرك بأنك ظلمته- هذا إذا لم يقلها لك صراحة- لتعيش تأنيب الضمير، وتنحرف عن اتخاذ قراراتك وافكارك الصحيحة من حيث لا تشعر!
***
ولأن اكتشاف المنافق والحذر منه ليس بالأمر السهل- ومن شاهد ديث نوت يدرك ذلك- فهنا لا أفضل من العلم والتسلّح به لمواجهة هذه الفئة لأجل الصمود في وجهها، مع الثبات على المبادئ والقيم بقوة، حيث سيحاول المنافق التلاعب والتشكيك بها، لدرجة أنه قد يهز أقوى البديهيات الفطرية إذا لم تجد طريقة لتقطع الشك باليقين حيالها!
بل ربما سينجح هذا المنافق في قلب الرأي العام حتى يقنع غالبية الناس بما يريده، وقد يصل لمرحلة يجعلك فيها المخطئ إذا واجهته، فإذا لم تكن تملك من اليقين والثبات ما يكفي لمواجهة كل تلك الشكوك، فقد تنجرف معه حتما، او تصاب بالجنون!!
مواجهة المنافقين تتطلب قوة حقيقية من مستوى مختلف تماما، ليس لأنه قوي في نفسه، بل لأنك ستجد نفسك فجأة لا تواجهه وحده، بل ستجد نفسك امام جمهور كامل متاثر به، إما جهلا أو نفاقا مثله!*مرة أخرى اذكركم بأن من شاهد ديث نوت وراجع أحداثه فسيفهم قصدي تماما، وربما لأول مرة أجد نفسي اشجع احدا لمشاهدة ذلك الانمي الرهيب رغم أن فيه بعض اللقطات غير اللائقة للاسف، ولكن لأجل أن تتعرفوا على حقيقة شخصية المنافق فربما يستحق الامر ان تجربوا مشاهدته، من باب أن نفعه اكثر من ضرره من هذه الناحية، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها!
شاهدوه بنية العلم والتعلم والتعرف على شخصية منافق حقيقي يجد في كل شيء مبررا لما يفعله، دون ذرة تأنيب ضمير، وكونوا على حذر من أن يقنعكم بأفكاره!
كلام المنافق لا يكون خاطئا بالعادة، بل سيقول لك كلاما يبدو في ظاهره منطقيا ومقنعا- وهنا تكمن خطورته- ولكن مع التعمق فيه ستكتشف أنه سيقودك للهاوية حرفيا!
وهذا ينطبق على أمور كثيرة، قد يكون من أبرزها وأكثرها عرضة للجدل هو قضية بر الوالدين واحسان صحبتهما، والتي يفترض أن لا يختلف عليها اثنان عاقلان مؤمنان، ولكن مع ذلك ستتفاجأ من كمية التبريرات والتهاويل التي تلف تلك القضية حتى تجعلها وكأنها قضية ثانوية أو تخرجها عن مضمونها الفعلي!
هنا يأتي دور العلم والايمان وقوة الثبات على القيم العظيمة لمواجهة تلك الموجات، والتي لا يقودها غالبا إلا منافق أو متأثر بمنافق أو طيب جاهل!
وقد كانت لنا وقفات مع ذلك الموضوع لشدة خطورته تحت هاشتاغ #ففيهما_فجاهد و #الآن_فهمت ضمن فعالية #على_ثغرة، (ستجدون تلك المواضيع في قسم فعالية على ثغرة في المنتدى)..نضيف إلى ذلك ما يتعلق بمواضيع مقاومة العدو، حيث يبرع المنافقون اشد البراعة في اقناعك بلباس الطيبة والبراءة والمصلحة العامة بأن الأهم أن يعيش الناس ليأكلوا ويشربوا ويتزوجوا ويتكاثروا ولو تحت أحذية العدو، ليكونوا في النهاية كالأنعام أو أضل سبيلا، ونسأل الله السلامة والعافية!
وقد اشرت لذلك ضمن موضوع آخر يتحدث عن قلب الحقائق ضمن سلسلة مواضيع ديث نوت:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/295/
وبالعودة إلى ياغامي لايت هنا وقفات سريعة لابرز النقاط حوله تجعلكم تعرفون الفرق بين المنافق والجاسوس:
* المنافق شخص معروف وقد يكون من عائلة محترمة، فلايت مثلا عائلته طيبة ووالده شخص عظيم، ولا غبار على تربيته، ولكن في قلبه مرض فهو مصاب بالكبر والغرور والعجب بنفسه، حتى ظن أنه الأجدر بالقيام بالادوار الكبرى، ورأيه هو الأفضل لحكم العالم، فإذا لم يحصل على ذلك الدور كما يريد بالطريقة التي يريدها، سيقلب الدنيا رأسا على عقب في نفاق خبيث لتحقيق مآربه، كما حدث مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول، والذي كان على وشك أن يتم تتويجه ملكا في المدينة المنورة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدم النبي واصبح هو القائد المطاع؛ لم يعد بيد عبد الله ما يفعله سوى ارتداء ثوب النفاق ليكون مضرب المثل في ذلك!
وهكذا نرى أن المنافق لا يأتي من الخارج، بل هو شخص ينشا من داخل البيئة نفسها، ولكنه يعمل لأجل مصلحته الخاصة بالدرجة الاولى، على خلاف الجاسوس الذي يكون مندسا من بيئة خارجية، أو العميل الخائن الذي يعمل لصالح جهة أخرى لاجل مال او مكسب مثلا!* خطورة المنافق تكمن في أنه يتمحور حول ذاته بالدرجة الأولى، يؤمن فقط بنفسه وباعتقاده الخاص واستحقاقاته، حتى يدفعه ذلك لاستعمال كل الوسائل وتجاوز كل الخطوط بما فيها الخيانة والقذارة والدناءة بأشكالها والوانها فلا خطوط حمراء لديه، بل الغاية عنده تبرر الوسيلة، وغايته هي ارضاء نفسه بالدرجة الاولى، وازاحة او تدمير كل من يقف عقبة في طريقه، لذلك ترى أن أكثر من يمقتهم المنافقون هم المؤمنون العلماء الثابتون الاقوياء، الذين لا ينخدعون بهم بسهولة، ولديهم القدرة لكشف الاعيبهم، مما يجعلهم أكبر خطر يهدد المنافقين فيسعون لتشويههم أو ازاحتهم بأي طريقة كانت!
وهذا يفسر مشاعر "لايت" تجاه "ال"!* بالطبع قد يتفاوت المنافقون في خطوطهم بحسب قناعاتهم ومآربهم الشخصية، ولكنهم يشتركون جميعا في أنهم يخفون عكس ما يظهرون لأجل تحقيق غاياتهم، ويمتلكون قدرة هائلة على التمثيل لفترة طويلة، لدرجة التمثيل حتى على ازواجهم!
قد يبدو ذلك مستحيلا من الوهلة الاولى، فكيف لشخص أن يمتلك قدرة التمثيل لفترة طويلة حتى على اقرب الناس منه كالزوج او الزوجة، ولكن من يقرأ رواية "ليل لا ينتهي" لاجاثا كريستي سيكتشف أن هناك من يستطيع ذلك ويفعله للأسف الشديد!!
قد يظن من يقرأ كلامي الان أن ذلك لا يتعدى كلام القصص والروايات الخيالية، وكنت أظن ذلك أيضا لفترة طويلة- باعتباري من قراء اجاثا كريستي من سنوات- ولكن ما اكتشفته مؤخرا أن ما ابدعته تلك الكاتبة العظيمة العملاقة التي خبرت الحياة لاكثر من ثمانين عاما؛ يكاد يصف الطبائع البشرية بطريقة مذهلة تدل على علم وخبرة حقيقية بالنفس البشرية، مما يجعل رواياتها أشبه بمدرسة حقيقية للتوعية! بالطبع ليس وكأنني اقول أن كلامها منزلا ومنزها عن الخطأ، وإنما اقول أنها قدمت بالفعل كنز حقيقي لمن يرغب بالاستفادة والتعلم مع الاثارة، وجزى الله خيرا دار الأجيال التي تكفلت بترجمة رواياتها ترجمة احترافية مذهلة، تثري الذائقة اللغوية العربية الفصيحة، وتزيد القراءة متعة، ما شاء الله، فلا تفوتكم ^^(اعتبروها دعاية مجانية لهم ^^)
[spoiler title=" فاصل"]
فاصل:
بصراحة بدأت الان ادرك اكثر من اي وقت مضى إلى اي درجة منح الله اجاثا مريستي بخبرة وموهبة حقيقية لتتمكن من وصف نوعيات كثيرة من البشر بطريقة مذهلة!
وسبحان الله لعل هذا من اهم الاسباب التي شهرت اعمالها ونشرتها لما فيها من خير وفائدة (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) وجزى الله خيرا دار الاجيال لترجمتهم الاحترافية الراقية..
فعلى ذكر رواية "ليل لا ينتهي" اكتشفت شيء جديد يزيدنا يقينا بأهمية وضرورة عدم تجاهل كلام الوالدين وأخذ نصائحهما بعين الاعتبار خاصة فيما يتعلق بالمعاملات مع الاخرين، لأننا قد نُخدع ولن يكون من السهل اكتشاف نفاق أحدهم..
لا يمكن الاستهانة بخبرة الكبار في هذه الامور!!
رغم انني اعرف هذه المعلومة بديهيا ولكنني اشعر أنني اعيد اكتشافها او ادراكها مجددا كمن يكتشف امرا خارقا ورهيبا لأول مرة!
حقا سبحان الله وقل رب زدني علما..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماعدنا
[/spoiler]
ومن شاهد قدرة لايت على التمثيل لدرجة اقناع كبار المحققين الذين يلازمونه ببراءته وجزعه على موت "ال"، لدرجة انهم عينوه خليفة له، سيدرك مدى خطورة هذا الشخص المنافق!!
من يشاهد الانمي ويقرأ الروايات سيتمنى أن تكون تلك الشخصية المنافقة مجرد شخصية خيالية لا وجود لها في الواقع، ولكن من يتدبر كلام الله عز وجل ومدى تحذيره منهم، لدرجة أنه افرد لهم سورة كاملة باسمهم "المنافقون"؛ سيدرك أن الخيال قد يكون أرحم من الواقع احيانا!!
وهنا قد يتساءل القارئ.. إذا كانت هذه هي حقيقة المنافق بالفعل، ووجود المنافقين بيننا ليس مجرد خيال، ألن يجعلنا هذا نشك بمن حولنا ونسيئ الظن حتى بالناس الطيبيبن فعلا؟!
كيف لنا أن نميّز ببين الطيب الحقيقي والمنافق؟
من رحمة الله بنا أنه لم يتركنا لهذه الحيرة بل أعطانا اشارات واضحة نستطيع من خلالها اكتشاف المنافقين إذا تدبرنا كلامه سبحانه وتعالى، إذ أنه بين لنا أحوالهم، وكيف أنه سبحانه وتعالى يخرج أضغانهم بين الحين والآخر في لحن القول وفلتات اللسان!
(أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله اضغانهم)؟عادة ستجدهم يقولون كلاما مفاجئا يكشف حقيقة نواياهم ثم يقولون لك أنهم لم يكونوا يقصدون ذلك أو انهم متعبون ولا يعرفون كيف قالوا ذلك، او يجدون له مبررا او ما شابه..
(وهذا حدث مع لايت في أحد مشاهد الانمي حسب ما اذكر..)
يعني باختصار ستجد المنافق حريص على أن يكون مثاليا جدا في كل أحواله ولكن فجأة تصدر منه كلمة او جملة او تصرف يصدمك قبل ان يتدارك نفسه مجددا!!وهنا يجب التفرقة أيضا بين زلة لسان عادية، وبين ضغينة يخرجها الله على لسان منافق في لحن قوله!
من الأمور التي تساعدك على السلامة من المنافقين- بإذن الله- هو أن لا تثق ثقة عمياء بمن يحذرك والداك أو أحدهما منه كائنا من كان، بل كن على حذر كبير من أي شخص قد يفسد علاقتك بوالديك تحديدا، وتذكر أن الله سبحانه وتعالى لم يوصيك بأحد كما اوصاك بوالديك ولو جاهداك على الكفر! فقط لا تطعهما في معصية الخالق، أما ما سوى ذلك فإياك أن تتجاهل كلامهما أو نصحهما أو تحذيرهما لك مهما بدى لك الشخص الذي يحذرانك منه بريئا وطيبا، فحاول أن تكون على حذر!
لا أحد يظلب منك أن تظلم الآخرين او تسيئ الظن بهم لاجل كلام والديك وحسب، ولكن في الوقت نفسه إياك أن تعطي شخص (حذّرك والداك أو أحدهما منه) ثقتك المطلقة كائنا من كان ومهما كان!
وتذكروا مشاركة الاخ Manji Arts في الربع النهائي من #بطولة_نبراس_المانجاكا ^^
* من الأمور التي يشترك بها المنافقون هو التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ إذا كشف أمره!
ومن شاهد الحلقة الأخيرة في "ديث نوت" سيدرك إلى أي درجة قد يصل المنافقون في التبرير!!
لذلك أي شخص تجده يبرر المنكرات والعقوق او ارتكاب المعاصي أو الذنوب، او يستصغر اخطاءه بدل محاولة اصلاحها والتوبة منها، ويرى نفسه دوما إما مظلوما أو ضحية ولا يفكر إلا باستحقاقاته، فهو إما منافق او جاهل أو متأثر بخطاب المنافقين او الجهلة، وعليه أن يتدارك نفسه، قبل أن يُختم على قلبه، ونسأل الله السلامة والعافية!
المنافق إذا تم كشف نفاقه، او تم حصاره في الزاوية؛ يستحيل ان يعترف بخطئه بل ستجده يجد مليون مبرر لافعاله التي يعتمد بها على رأيه وقناعاته الشخصية فقط ولو خالف اجماع الأمة بأسرها بل والعالم كله!!
بصراحة لم أجد مشهد يصور هذا كما ظهر في تلك الحلقة الاخيرة من ديث نوت!!هنا نلاحظ الفرق بين المنافق في حالتنا تلك وبين من يدعي الالوهية مثل فرعون مثلا! فرعون يعلن ذلك صراحة امام الناس والكل يعرف حقيقة نواياه:
(أنا ربكم الأعلى)
(ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)أما المنافق فهو لا يعلن ذلك صراحة، بل يحمل هذه القناعات في داخله فقط ويسعى لتنفيذها بكل الوسائل والطرق، بينما ينخدع الناس بظاهره لكونه يُبدي عكس ما يخفيه في باطنه!!
قد يطول الكلام حول هذا الموضوع ورغم انني قلت وقفات سريعة لكنني اكتشفت انها تمددت واصبحت طويلة دون قصد ههه
لذلك سأكتفي بهذا القدر واسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل في ذلك الخير والفائدة، وأن يعيذنا من النفاق الشقاق وسوء الاخلاق، ويكفينا شر المنافقين ولا يجعلنا منهم..
(وقل رب زدني علما)ومن هنا سأختم بالاشارة لموضوع هام لمزيد من الفائدة مع "وقفة هامة مع النفاق والمنافقون!(على ضوء مشاركات الربع النهائي في بطولة نبراس المانجاكا!) :
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/338/
مع التذكير بأنه لا أفضل من كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى للحفظ من الوقوع بهاوية النفاق من جهة، وللحذر من مكر المنافقين من جهة أخرى، بإذن الله، ونسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل..
دعواتكم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المنافق!
على ضوء شخصية ياغامي لايت من أنمي ديث نوت
#نوت_للمانجاكا ✍️

في سياق حديثنا عن المنافقين ضمن موضوع الربع النهائي لبطولة نبراس المانجاكا (هم العدو فاحذرهم)، كان لا بد من نشر هذا الموضوع عن ابرز شخصية أنمي جسدت النفاق حرفيا بامتياز، في وقفة جادة مع تلك الشخصية التي ترون مدى براءتها وطيبتها في الصورة أمامكم، ضمن سلسلة (نوت للمانجاكا)!
أجل يا سادة إنه الفتى الطيب العبقري المحترم المؤدب الخلوق البار:
"ياغامي لايت"
والذي لا يخفى على أي متابع أنمي، فهو أشهر من نار على علم، وكل من شاهد ديث نوت سيفهم قصدي!
ربما لن يسعني المجال لتسليط الضوء على تفاصيل تلك الشخصية الخبيثة القذرة ومدى نفاقها، ولكن يكفي أن تعلموا أنه استطاع حتى أن "يلحس" عقول بعض الناس الواقعيين أيضا، إذ أن عدد كبير من المتابعين كانوا من مؤيديه ومعجبيه، ومنهم من تبنى أفكاره للأسف الشديد!!
بل إنني ورغم كرهي الشديد لهذه الشخصية- حيث أنها تحتل المركز الاول عندي في قائمة أقذر وأحقر شخصية انمي تم ابتكارها على الاطلاق- لكنني لم انتبه أنها تمثل شخصية "المنافق" إلا مؤخرا!!
فعندما بدأت انتبه لقضية المنافقين وشخصياتهم أول مرة؛ كنت احاول البحث عمن كتب في هذا المجال، ووقتها لم أجد أفضل من أجاثا كريستي التي وصفت هذه الشخصية ومدى خطورتها بدقة، في روايتها الاخيرة:
"الستارة"!
وقد نشرت تقريرا مفصلا عن ذلك يمكنكم رؤيته على منتدى نبراس المانجاكا، عبر هذا الرابط:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/326/
كنت اقول لنفسي يبدو أنه لا يوجد أي انمي سلط الضوء على هذه الشخصية كما يجب، حتى انتبهت فجأة في لحظة ادراك صادمة أن المانجاكا الياباني العبقري "تسوجومي أوبا" قد فعل ذلك بالفعل عندما ابدع في كتابة شخصية "ياغامي لايت" بطل أنمي "ديث نوت"، فهل لاحظتم ذلك من قبل؟
حاولوا استرجاع ذكرياتكم عن تلك الشخصية، فهي من الظاهر نموذج مثالي للشخصية الطيبة، التي ستجعل من يراه ويتعامل معه يشعر بتأنيب الضمير لمجرد أنه شك فيه!
وربما تذكرون زوجة المحقق المغدور التي قادتها الادلة للاشتباه بلايت، ولكن مجرد أن وقفت وجها لوجه معه، بعد أن قابلته وتحدثت معه بضع كلمات، ورغم ذكائها الخارق، لكنها سرعان ما شعرت بالندم والخزي من نفسها لأنها شكّت به، بل وبكل صراحة اعتذرت له عن سوء ظنها به، والأدهى والأمرّ انها طلبت منه مساعدتها في قضيتها، بعد ان وثقت به تماما!!
هكذا هو المنافق.. يجعلك تندم وتشعر بالذنب لمجرد أنك شككت به، وربما يذرف الدموع الغزيرة حتى يشعرك بأنك ظلمته- هذا إذا لم يقلها لك صراحة- لتعيش تأنيب الضمير، وتنحرف عن اتخاذ قراراتك وافكارك الصحيحة من حيث لا تشعر!
***
ولأن اكتشاف المنافق والحذر منه ليس بالأمر السهل- ومن شاهد ديث نوت يدرك ذلك- فهنا لا أفضل من العلم والتسلّح به لمواجهة هذه الفئة لأجل الصمود في وجهها، مع الثبات على المبادئ والقيم بقوة، حيث سيحاول المنافق التلاعب والتشكيك بها، لدرجة أنه قد يهز أقوى البديهيات الفطرية إذا لم تجد طريقة لتقطع الشك باليقين حيالها!
بل ربما سينجح هذا المنافق في قلب الرأي العام حتى يقنع غالبية الناس بما يريده، وقد يصل لمرحلة يجعلك فيها المخطئ إذا واجهته، فإذا لم تكن تملك من اليقين والثبات ما يكفي لمواجهة كل تلك الشكوك، فقد تنجرف معه حتما، او تصاب بالجنون!!
مواجهة المنافقين تتطلب قوة حقيقية من مستوى مختلف تماما، ليس لأنه قوي في نفسه، بل لأنك ستجد نفسك فجأة لا تواجهه وحده، بل ستجد نفسك امام جمهور كامل متاثر به، إما جهلا أو نفاقا مثله!
*مرة أخرى اذكركم بأن من شاهد ديث نوت وراجع أحداثه فسيفهم قصدي تماما، وربما لأول مرة أجد نفسي اشجع احدا لمشاهدة ذلك الانمي الرهيب رغم أن فيه بعض اللقطات غير اللائقة للاسف، ولكن لأجل أن تتعرفوا على حقيقة شخصية المنافق فربما يستحق الامر ان تجربوا مشاهدته، من باب أن نفعه اكثر من ضرره من هذه الناحية، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها!
شاهدوه بنية العلم والتعلم والتعرف على شخصية منافق حقيقي يجد في كل شيء مبررا لما يفعله، دون ذرة تأنيب ضمير، وكونوا على حذر من أن يقنعكم بأفكاره!
كلام المنافق لا يكون خاطئا بالعادة، بل سيقول لك كلاما يبدو في ظاهره منطقيا ومقنعا- وهنا تكمن خطورته- ولكن مع التعمق فيه ستكتشف أنه سيقودك للهاوية حرفيا!
وهذا ينطبق على أمور كثيرة، قد يكون من أبرزها وأكثرها عرضة للجدل هو قضية بر الوالدين واحسان صحبتهما، والتي يفترض أن لا يختلف عليها اثنان عاقلان مؤمنان، ولكن مع ذلك ستتفاجأ من كمية التبريرات والتهاويل التي تلف تلك القضية حتى تجعلها وكأنها قضية ثانوية أو تخرجها عن مضمونها الفعلي!
هنا يأتي دور العلم والايمان وقوة الثبات على القيم العظيمة لمواجهة تلك الموجات، والتي لا يقودها غالبا إلا منافق أو متأثر بمنافق أو طيب جاهل!
وقد كانت لنا وقفات مع ذلك الموضوع لشدة خطورته تحت هاشتاغ #ففيهما_فجاهد و #الآن_فهمت ضمن فعالية #على_ثغرة، (ستجدون تلك المواضيع في قسم فعالية على ثغرة في المنتدى)..
نضيف إلى ذلك ما يتعلق بمواضيع مقاومة العدو، حيث يبرع المنافقون اشد البراعة في اقناعك بلباس الطيبة والبراءة والمصلحة العامة بأن الأهم أن يعيش الناس ليأكلوا ويشربوا ويتزوجوا ويتكاثروا ولو تحت أحذية العدو، ليكونوا في النهاية كالأنعام أو أضل سبيلا، ونسأل الله السلامة والعافية!
وقد اشرت لذلك ضمن موضوع آخر يتحدث عن قلب الحقائق ضمن سلسلة مواضيع ديث نوت:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/295/
وبالعودة إلى ياغامي لايت هنا وقفات سريعة لابرز النقاط حوله تجعلكم تعرفون الفرق بين المنافق والجاسوس:
* المنافق شخص معروف وقد يكون من عائلة محترمة، فلايت مثلا عائلته طيبة ووالده شخص عظيم، ولا غبار على تربيته، ولكن في قلبه مرض فهو مصاب بالكبر والغرور والعجب بنفسه، حتى ظن أنه الأجدر بالقيام بالادوار الكبرى، ورأيه هو الأفضل لحكم العالم، فإذا لم يحصل على ذلك الدور كما يريد بالطريقة التي يريدها، سيقلب الدنيا رأسا على عقب في نفاق خبيث لتحقيق مآربه، كما حدث مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول، والذي كان على وشك أن يتم تتويجه ملكا في المدينة المنورة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدم النبي واصبح هو القائد المطاع؛ لم يعد بيد عبد الله ما يفعله سوى ارتداء ثوب النفاق ليكون مضرب المثل في ذلك!
وهكذا نرى أن المنافق لا يأتي من الخارج، بل هو شخص ينشا من داخل البيئة نفسها، ولكنه يعمل لأجل مصلحته الخاصة بالدرجة الاولى، على خلاف الجاسوس الذي يكون مندسا من بيئة خارجية، أو العميل الخائن الذي يعمل لصالح جهة أخرى لاجل مال او مكسب مثلا!
* خطورة المنافق تكمن في أنه يتمحور حول ذاته بالدرجة الأولى، يؤمن فقط بنفسه وباعتقاده الخاص واستحقاقاته، حتى يدفعه ذلك لاستعمال كل الوسائل وتجاوز كل الخطوط بما فيها الخيانة والقذارة والدناءة بأشكالها والوانها فلا خطوط حمراء لديه، بل الغاية عنده تبرر الوسيلة، وغايته هي ارضاء نفسه بالدرجة الاولى، وازاحة او تدمير كل من يقف عقبة في طريقه، لذلك ترى أن أكثر من يمقتهم المنافقون هم المؤمنون العلماء الثابتون الاقوياء، الذين لا ينخدعون بهم بسهولة، ولديهم القدرة لكشف الاعيبهم، مما يجعلهم أكبر خطر يهدد المنافقين فيسعون لتشويههم أو ازاحتهم بأي طريقة كانت!
وهذا يفسر مشاعر "لايت" تجاه "ال"!
* بالطبع قد يتفاوت المنافقون في خطوطهم بحسب قناعاتهم ومآربهم الشخصية، ولكنهم يشتركون جميعا في أنهم يخفون عكس ما يظهرون لأجل تحقيق غاياتهم، ويمتلكون قدرة هائلة على التمثيل لفترة طويلة، لدرجة التمثيل حتى على ازواجهم!
قد يبدو ذلك مستحيلا من الوهلة الاولى، فكيف لشخص أن يمتلك قدرة التمثيل لفترة طويلة حتى على اقرب الناس منه كالزوج او الزوجة، ولكن من يقرأ رواية "ليل لا ينتهي" لاجاثا كريستي سيكتشف أن هناك من يستطيع ذلك ويفعله للأسف الشديد!!

قد يظن من يقرأ كلامي الان أن ذلك لا يتعدى كلام القصص والروايات الخيالية، وكنت أظن ذلك أيضا لفترة طويلة- باعتباري من قراء اجاثا كريستي من سنوات- ولكن ما اكتشفته مؤخرا أن ما ابدعته تلك الكاتبة العظيمة العملاقة التي خبرت الحياة لاكثر من ثمانين عاما؛ يكاد يصف الطبائع البشرية بطريقة مذهلة تدل على علم وخبرة حقيقية بالنفس البشرية، مما يجعل رواياتها أشبه بمدرسة حقيقية للتوعية! بالطبع ليس وكأنني اقول أن كلامها منزلا ومنزها عن الخطأ، وإنما اقول أنها قدمت بالفعل كنز حقيقي لمن يرغب بالاستفادة والتعلم مع الاثارة، وجزى الله خيرا دار الأجيال التي تكفلت بترجمة رواياتها ترجمة احترافية مذهلة، تثري الذائقة اللغوية العربية الفصيحة، وتزيد القراءة متعة، ما شاء الله، فلا تفوتكم ^^
(اعتبروها دعاية مجانية لهم ^^)
فاصل:
بصراحة بدأت الان ادرك اكثر من اي وقت مضى إلى اي درجة منح الله اجاثا مريستي بخبرة وموهبة حقيقية لتتمكن من وصف نوعيات كثيرة من البشر بطريقة مذهلة!
وسبحان الله لعل هذا من اهم الاسباب التي شهرت اعمالها ونشرتها لما فيها من خير وفائدة (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) وجزى الله خيرا دار الاجيال لترجمتهم الاحترافية الراقية..
فعلى ذكر رواية "ليل لا ينتهي" اكتشفت شيء جديد يزيدنا يقينا بأهمية وضرورة عدم تجاهل كلام الوالدين وأخذ نصائحهما بعين الاعتبار خاصة فيما يتعلق بالمعاملات مع الاخرين، لأننا قد نُخدع ولن يكون من السهل اكتشاف نفاق أحدهم..
لا يمكن الاستهانة بخبرة الكبار في هذه الامور!!
رغم انني اعرف هذه المعلومة بديهيا ولكنني اشعر أنني اعيد اكتشافها او ادراكها مجددا كمن يكتشف امرا خارقا ورهيبا لأول مرة!
حقا سبحان الله وقل رب زدني علما..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
عدنا
ومن شاهد قدرة لايت على التمثيل لدرجة اقناع كبار المحققين الذين يلازمونه ببراءته وجزعه على موت "ال"، لدرجة انهم عينوه خليفة له، سيدرك مدى خطورة هذا الشخص المنافق!!
من يشاهد الانمي ويقرأ الروايات سيتمنى أن تكون تلك الشخصية المنافقة مجرد شخصية خيالية لا وجود لها في الواقع، ولكن من يتدبر كلام الله عز وجل ومدى تحذيره منهم، لدرجة أنه افرد لهم سورة كاملة باسمهم "المنافقون"؛ سيدرك أن الخيال قد يكون أرحم من الواقع احيانا!!
وهنا قد يتساءل القارئ.. إذا كانت هذه هي حقيقة المنافق بالفعل، ووجود المنافقين بيننا ليس مجرد خيال، ألن يجعلنا هذا نشك بمن حولنا ونسيئ الظن حتى بالناس الطيبيبن فعلا؟!
كيف لنا أن نميّز ببين الطيب الحقيقي والمنافق؟
من رحمة الله بنا أنه لم يتركنا لهذه الحيرة بل أعطانا اشارات واضحة نستطيع من خلالها اكتشاف المنافقين إذا تدبرنا كلامه سبحانه وتعالى، إذ أنه بين لنا أحوالهم، وكيف أنه سبحانه وتعالى يخرج أضغانهم بين الحين والآخر في لحن القول وفلتات اللسان!
(أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله اضغانهم)؟
عادة ستجدهم يقولون كلاما مفاجئا يكشف حقيقة نواياهم ثم يقولون لك أنهم لم يكونوا يقصدون ذلك أو انهم متعبون ولا يعرفون كيف قالوا ذلك، او يجدون له مبررا او ما شابه..
(وهذا حدث مع لايت في أحد مشاهد الانمي حسب ما اذكر..)
يعني باختصار ستجد المنافق حريص على أن يكون مثاليا جدا في كل أحواله ولكن فجأة تصدر منه كلمة او جملة او تصرف يصدمك قبل ان يتدارك نفسه مجددا!!
وهنا يجب التفرقة أيضا بين زلة لسان عادية، وبين ضغينة يخرجها الله على لسان منافق في لحن قوله!
من الأمور التي تساعدك على السلامة من المنافقين- بإذن الله- هو أن لا تثق ثقة عمياء بمن يحذرك والداك أو أحدهما منه كائنا من كان، بل كن على حذر كبير من أي شخص قد يفسد علاقتك بوالديك تحديدا، وتذكر أن الله سبحانه وتعالى لم يوصيك بأحد كما اوصاك بوالديك ولو جاهداك على الكفر! فقط لا تطعهما في معصية الخالق، أما ما سوى ذلك فإياك أن تتجاهل كلامهما أو نصحهما أو تحذيرهما لك مهما بدى لك الشخص الذي يحذرانك منه بريئا وطيبا، فحاول أن تكون على حذر!
لا أحد يظلب منك أن تظلم الآخرين او تسيئ الظن بهم لاجل كلام والديك وحسب، ولكن في الوقت نفسه إياك أن تعطي شخص (حذّرك والداك أو أحدهما منه) ثقتك المطلقة كائنا من كان ومهما كان!
وتذكروا مشاركة الاخ Manji Arts في الربع النهائي من #بطولة_نبراس_المانجاكا ^^

* من الأمور التي يشترك بها المنافقون هو التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ إذا كشف أمره!
ومن شاهد الحلقة الأخيرة في "ديث نوت" سيدرك إلى أي درجة قد يصل المنافقون في التبرير!!
لذلك أي شخص تجده يبرر المنكرات والعقوق او ارتكاب المعاصي أو الذنوب، او يستصغر اخطاءه بدل محاولة اصلاحها والتوبة منها، ويرى نفسه دوما إما مظلوما أو ضحية ولا يفكر إلا باستحقاقاته، فهو إما منافق او جاهل أو متأثر بخطاب المنافقين او الجهلة، وعليه أن يتدارك نفسه، قبل أن يُختم على قلبه، ونسأل الله السلامة والعافية!



المنافق إذا تم كشف نفاقه، او تم حصاره في الزاوية؛ يستحيل ان يعترف بخطئه بل ستجده يجد مليون مبرر لافعاله التي يعتمد بها على رأيه وقناعاته الشخصية فقط ولو خالف اجماع الأمة بأسرها بل والعالم كله!!
بصراحة لم أجد مشهد يصور هذا كما ظهر في تلك الحلقة الاخيرة من ديث نوت!!
هنا نلاحظ الفرق بين المنافق في حالتنا تلك وبين من يدعي الالوهية مثل فرعون مثلا! فرعون يعلن ذلك صراحة امام الناس والكل يعرف حقيقة نواياه:
(أنا ربكم الأعلى)
(ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)
أما المنافق فهو لا يعلن ذلك صراحة، بل يحمل هذه القناعات في داخله فقط ويسعى لتنفيذها بكل الوسائل والطرق، بينما ينخدع الناس بظاهره لكونه يُبدي عكس ما يخفيه في باطنه!!
قد يطول الكلام حول هذا الموضوع ورغم انني قلت وقفات سريعة لكنني اكتشفت انها تمددت واصبحت طويلة دون قصد ههه
لذلك سأكتفي بهذا القدر واسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل في ذلك الخير والفائدة، وأن يعيذنا من النفاق الشقاق وسوء الاخلاق، ويكفينا شر المنافقين ولا يجعلنا منهم..
(وقل رب زدني علما)
ومن هنا سأختم بالاشارة لموضوع هام لمزيد من الفائدة مع "وقفة هامة مع النفاق والمنافقون!(على ضوء مشاركات الربع النهائي في بطولة نبراس المانجاكا!) :
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/338/
مع التذكير بأنه لا أفضل من كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى للحفظ من الوقوع بهاوية النفاق من جهة، وللحذر من مكر المنافقين من جهة أخرى، بإذن الله، ونسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل..
دعواتكم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
