
خطة المزاحمة! "فأما الزبد فيذهب جفاء"

اقتبس من زينب جلال في 2025-09-25, 12:43 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خطة المزاحمة!
"فأما الزبد فيذهب جفاء"
(بالاضافة لملحق هام في نهاية الموضوع)
تمهيد:
فكرة هذا الموضوع نشرتها أول مرة يوم 23- 2- 2020 م، تحت عنوان:
خطة المزاحمةولأن كل منا على ثغرة، فما أحوجنا لتطبيق تلك الخطة في هذه المرحلة بالذات، لاسيما مع زيادة المحتويات التافهة والملهية بشكل مبالغ به لدرجة الوصول لمستويات سيئة جدا للأسف، رغم ما تمر به الأمة وحاجتها لكل فرد من افرادها بكامل استعداده وقوته وعقله، ناهيكم عن حملات غسل الدماغ الممنهجة لافساد الفطرة السليمة، لدرجة تشكيك الانسان الطبيعي بنفسه وقيمه ومبادئه وفطرته، التي فطره الله عليها، امام كل تلك المحاولات الحثيثة لـ (تطبيعه) على تقبل أمور لم يكن ليتقبلها في وضعه (الطبيعي)!
ومن هذا المنطلق يسعدنا تجديد نشر هذه الخطة، لعلها تساهم في إحياء أمة، أو على الأقل طمأنة من كاد الشك أن يتسلل إلى نفسه، عساه يظل ثابتا على مبدئه وقيمه، فلا يهتز ولا تنخدش فطرته، مع ايماننا ويقيننا الراسخ بأنه مهما حاول دعاة الباطل الترويج لباطلهم وتزيينه، فلن يلبث أن يزول ويُزهق كزبد بحر او شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ )
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اولي الالباب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وهنا نضع بين أيديكم فكرة الخطة كما تم نشرها أول مرة؛ يعقبها ملحق قصير، فلننطلق على بركة الله..
***
خطة المزاحمة!( تاريخ النشر: 23- 2- 2020 م)لم يعد شيء يعجبك؟مستوى الأعمال سيء؟رسومات الاعضاء ضعيفة؟القصص رديئة؟الانميات والمانجات اصبحت مملة ومكررة؟المنشورات مزعجة؟!التعليقات مستفزة؟الاشخاص مزعجون؟...الخ****باختصار شديد: إذا لم يعجبك شيء ولم تستطع تجاهله، فزاحمه!(انشر منشورات جيدة تزاحم تلك التي لم تعجبك، ارسم أعمال ذات جودة عالية تزاحم الضعيفة التي تشتكي من كثرتها، .... قدّم البديل فورا لتزاحم كل ما لا يعجبك)
هذه الخطة كنت أود الحديث عنها منذ فترة طويلة، ولكنني أحببت تطبيقها أولا، (رغم أنني اطبقها باستمرار لا شعوريا) وبفضل الله كانت النتائج جيدةهل تذكرون ذلك الموقع الذي ادعى أنه يمتلك حصريا تحميل مدرسة الفروسية كاملة؟؟رغم انه احتيال، لكن لا يمكنني انكار أن استخدام اسم الرواية للترويج لهم اشعرني ببعض السعادة، فهذا يدل على انها تستحق السرقة(اكتشفت ثلاث مواقع أخرى محتالة تدّعي أنه يمكن قراءة مدرسة الفروسية من خلالها مجانا!! ^^)اقترح البعض أن اقوم بالابلاغ عنهم أو اتخاذ اي اجراء مناسب ضدهم، لكنني في النهاية شعرت أن هذا قد لا يأتي بنتيجة اكثر من إضاعة وقتي، فقلت لنفسي لم لا أجرب مبدأ المزاحمة!!وبالفعل.. قررت نشر حلقات متسلسلة من مدرسة الفروسية للقراءة المجانية على منتدى سبيستون كما تعلمون (بداية من عيد الفطر الماضي)، على أمل أن يقوم هذا بإزاحة البقية، وبالفعل بفضل الله نجحت الفكرة في النهاية لكل من يبحث عن رواية مدرسة الفروسية عبر النت(وشكرا لتعاونكم في اثبات ذلك))
وعلى مستوى أكبر.. بتطوير أعمالنا يمكننا مزاحمة الأعمال العالمية التي لا ترتقي لذوقنا أيضا بإذن الله**من الجدير بالذكر أنني عندما فكرت بالبحث عن فكرة "المزاحمة" في النت، لأرى إن كان هناك من توصل لهذه الفكرة أيضا، تفاجأت بأنها فانون اقتصادي، يعرف تحت مسمى (قانون المزاحمة وبقاء الأفضل)!!!سبحان الله!! لم اكن أعلم أنني اقتصادية بالفطرة!!!أرجو أن تكون فكرة جيدة لكم أيضا، فتطبيقها ممكن ونتائجها ممتازة بفضل اللهوبالتوفيق للجميعوصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم*****كان ذلك هو الموضوع الذي تم نشره قبل أكثر من خمس سنوات، وسأختم الان بهذا الملحق البسيط والهام في الوقت نفسه:اعتياد حواسنا على رؤية وسماع اهل الباطل لفترة طويلة، يفسد الفطرة السليمة بلا شك، لا سيما إذا صاحب ذلك التهاون في غض البصر واطلاقه لرؤية كل ما هب ودب، فتكون النتيجة انطماس للبصيرة وافساد للقلب، وعندها سيصعب على الانسان التفريق بين الحق والباطل بعد أن امتلأ بالشك!
من هنا ندرك أهمية الوصية النبوية:
"مَن رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.انكار المنكر يحفظ الانسان من اعتياده والتطبيع معه، وهذا يجعلنا ندرك حكمة الانكار القلبي باعتباره أضعف الايمان، فهو إذا كان لن يغير المنكر فعليا؛ فعلى الأقل سيحفظ المؤمن من تقبل ذلك المنكر والانسياق معه!وبالتفكير بالامر مليا، ورؤية حال أغلبية الأمة- إلا من رحم ربي- هذا كله يجعلنا ندرك لماذا قد تختلط الرؤية على كثير من الناس، رغم أن الحق قد يكون واضحا وضوح الشمس لا شك فيه ولا لبس!
كثرة الاعتياد على رؤية المنكرات، تسهل ارتكاب الذنوب واستصغارها، وإذا تراكمت الذنوب فسدت القلوب على إثرها!
وكما ورد في الحديث:"إنَّ المؤمنَ إذا أذنب ذنبًا كانت نُكتةٌ سوداءُ في قلبِه ، فإن تاب ، ونزع ، واستغفر صقَل منها ، وإن زاد زادت حتَّى يُغلَّفَ بها قلبُه ، فذلك الرَّانُ الَّذي ذكر اللهُ في كتابِه: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ"
وفي حديث آخر:(تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا ، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا ، لا يَعرِفُ مَعروفًا ، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا ، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه)ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله!اذكر انني سمعت قبل بضع سنوات من إحدى الاخوات، مديحا لإحدى الشهيرات- اللاتي يقدمن الاعلانات- بقولها باعجاب:
- هذه سيدة محترمة ومتدينة فهي عندما تعرض نفسها ومقاطعها في بث مباشر أمام الجمهور تحرص أن لا تكون ملابسها (فاحشة جدا)، والأجمل أنها تأخذ اذن زوجها ايضا، بكل حب وتفاهم!!وقتها صدمني كلامها بشدة، فمنذ متى كانت المرأة التي تعرض نفسها وصورها المتبرجة امام الرجال محترمة، لكونها فقط لا ترتدي ملابس (فاحشة جدا)؟!!!في أحسن الاحوال قد نصفها بأنها أقل سوءا من غيرها، ولكنها بالطبع وبالتاكيد ليست محترمة، إلا إذا كنا سنعيد تعريف الاحترام من جديد!!
والأكثر.. كيف يمكن وصفها بأنها ذات دين أو متدينة، لمجرد انها تستأذن من زوجها في عرض نفسها بلا حياء ولا حشمة، وهو يوافقها على ذلك؟!!هل إذا اذن الزوج لزوجته باحتساء الخمر سيصبح الخمر حلالا لها، وستصبح هي "ذات دين" لكونها استأذنته بذلك وهو أذن لها؟!!بلا شك التفاهم والتعاون والاحترام بين الزوجين مقصد مطلوب وجميل، ولكن بشرط أن يكون فيما يرضي الله- أو فيما هو مباح- وليس في معصية، وإلا لما نهانا الله عن التعاون على الاثم والعدوان!!
التعاون بحذ ذاته ليس محمودا لأنه "تعاون"، بل هو مرتبط بما يتم التعاون عليه!
فإن تم التعاون على البر والتقوى فهذا هو المطلوب، وهو ما أمرنا الله به سبحانه وتعالى، أما التعاون على الاثم والعدوان فهو مذموم مرفوض، ولبئس التعاون هو!
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )* بالطبع نحن هنا لا نتحدث عن أحد بعينه، وإنما نتحدث عن ظاهرة انتشرت وفتنت كثيرون- للأسف- ونسأل الله السلامة والعافية والثبات على الحق فالقلوب بيد الله يقلبها كيفما شاء ولا أحد يضمن نفسه، ولكننا نبذل جهدنا ونحاول أن نتق الله ما استطعنا ونسأل الله الثبات على الحق حتى نلقاه وهو راض عنا، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لذا نكثر من الاستغفار قدر ما نستطيع، نستغفر ولا نبرر، ونتوب ولا نستكبر، ونحاول أن نصلح ونبين الحق ما استطعنا ولا نصر على الخطأ، وعلى الأقل نحاول أن لا ننجرف نحو الهاوية بعون الله، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله!عندما فرض الحجاب على نساء المؤمنين؛ تم استثناء الجواري والاماء- كما ورد عن الفقهاء- باعتبار أن ذلك الخطاب موجه للنساء الحرائر، وليس لمن هن في حكم العبيد، باعتبارهن مما يعرض للبيع، لجذب المشترين- كما كان شائعا في العصور القديمة- ولعل أحدهم يساعد على تحريرها من العبودية، لترقى لمنزلة المراة الحرة الشريفة- المأمورة بالحجاب- فلا تعود مجبرة أو مضطرة لعرض نفسها امام الرجال، أو القيام بالامور التي يصعب معها ارتداء الحجاب!!
ورغم أن زمن العبيد والجواري انتهى بفضل الله؛ إلا أنه للأسف تم استعباد النساء مجددا- إلا من رحم ربي- بخدعة أن كشف سترهن نوع من الحرية، في حين أنه كان فعل الاماء والجواري الذي يفرقهن عن الحرائر!!المرأة التي ترضى ان تعرض نفسها بدون حياء ولا حشمة، لجذب المشاهدين، ورفع رصيد المتابعين، فهي لا تختلف عما كانت تفعله الاماء والجواري في سوق النخاسة قديما، ولا ترقى لمقام الحرة المأمورة بالستر والحجاب..
والرجل الذي لا يبالي برؤية امرأته تكشف سترها، بل وقد يشجعها على ذلك، فهو لا يراها أكثر من سلعة مربحة كجارية أو أمة في سوق العبيد..هذه هي الحقيقة الواضحة التي حاول الغالبية تجاهلها، حتى تطبعوا بعكسها، خوفا من ان يوصموا بالتشدد أو التخلف والرجعية، ومجاراة لـ (لتريندات) العالمية، حتى انسلخوا من هويتهم ورضوا بالتبعية!ولو رأينا اثر اطلاق البصر على العقل بحسب دراسات علمية حديثة، لما استغربنا من تراجع القدرات العقلية لدى الرجال- بشكل خاص إلا من رحم ربي- حتى اصبحت لديهم اشكاليات وشكوك في البديهيات الطبيعية الفطرية، التي لم تكن تحتاج لدليل او نقاش!!وهنا اقتباس من أحد المواضيع التي تحدثت عن ذلك:"الرجال يصبحون أقل ذكاءً حين يتحدثون لامرأةٍ جذابة!! طُلِب من المشاركين في البحث الذي أجراه العالم Karremans الحديث في موضوعات حيادية. وعُيِّن الطلاب عشوائياً للتفاعل والحديث مع شريك من نفس الجنس أو الجنس الآخر، وتم تقييم الأداء الإدراكي قبل الحديث وبعده باستخدام مهمات الذاكرة العاملة والانتباه. وتبين تراجع أداء الرجال في هذه المهام بشكل ملحوظ بعد حديثهم مع امرأة (مقارنة بحديثهم مع شخص من نفس الجنس)، وتدهور بشكل أكبر بعد الحديث مع امرأة جذابة. أما الأداء الإدراكي للنساء فبقي ثابتاً بغض النظر عن حديثهن مع شخص من نفس الجنس أو من الجنس الآخر، وبغض النظر عن جاذبية الشخص الآخر."وهذا يذكرنا بالحديث:
(ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ)هذا يجعلنا نفهم اكثر لماذا يحث الاسلام الرجال على غض البصر بشكل خاص، ويحث النساء على الستر والحجاب، فهم حتى إذا لم يصلوا لمرحلة ارتكاب الفاحشة، فمجرد التهاون بغض البصر سيؤثر على قدرات الرجال العقلية، والتي هي أهم ما ميّز الله به البشرية، فإذا اجتمع لدينا رجال بلا عقول مع نساء بلا حياء، ضغفت الأمة واستبيحت من الأعداء!لو أعدنا التفكير بهذا الأمر ونظرنا اليه من زوايا مختلفة، ونحن نراجع كل ما حدث على مدار السنوات المنصرمة، لعرفنا كيف نجح العدو في احكام سيطرته على الأمة!!فمع التطبيع التدريجي على طباع تخالف الطبيعة الفطرية، لم يعد مستغربا وصول الأمة لمرحلة التطبيع مع قاتليها وسارقيها ومغتصبيها، واستهجان استرداد الحق منهم بالقوة!!من تطبع على قبول الذل والخنوع والخضوع لغير الله، واستثقل بر والديه ولم يكلف نفسه مجاهدتها فيما يخالف هواه، وتشرب أن عيش الدنيا هو الغاية القصوى من الحياة، ولو على حساب الحق والدين وماء الجباه، فلن نستغرب منه لعق أحذية الطغاة، والطعن والتشكيك بأهل الحق الذين يبذلون ارواحهم وأموالهم واوقاتهم وكل ما يملكون رخيصة في سبيل الله!
ونسأل الله السلامة والعافية والثبات على الحق، فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك..المقارنة مع الأسوأ تجعل الانسان يرى نفسه ملاكا، والسيء يبدو حسنا، والأصل أن نرتقي بالقيم نحو القمم، لا أن نظل بالقاع نفاضل بين الرمم!!لا ننكر أن الضرر قد يزول بضرر أقل منه، وأن من الفقه اختيار أهون الشرّين إذا لزم الأمر، ولكن هذا لا يعني أن نظل في هذه الدائرة بدون حاجة ولا ضرورة أبد الدهر! علينا أن ندرك أن المفاضلة بين الشرور واختيار أهون الاضرار هي فترة مؤقتة بقدر الحاجة والضرورة، فكما يقال للضرورة أحكام، والأصل أن نتقدم للأمام، فننتقل من دائرة الشر إلى دائرة الخير، ومن الضرر إلى النفع، حتى نرتقي نحو المعالى تدريجيا، وتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، بإذن الله، وريثما يحدث ذلك نسدد ونقارب ونتق الله ما استطعنا، دون أن نسمي الامور بغير مسمياتها الحقيقية، حتى لا نخلط الحق بالباطل، فلا نسمي أهون الشرين خيرا، ولا نعتبر أقل الاضرار نفعا!ووسط كل هذه المعمعة الفكرية، لا بد لنا من أن نصدح بالحق بلهجة واضحة قوية، لعلها توقظ من غرق بالغفلة أو انحرف بزلة، فما دامت عروقنا تنبض بالحياة، يمكننا دوما أن نبدأ من جديد بإذن الله، وهذه من أكبر نعم الله، إن كنا قد انزلقنا في تلك المهلكات، وتطبعنا- من حيث لا ندري- بسيء الصفات، فحري بنا التعاون على البر والتقوى والتوبة والثبات
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)من الجدير بالملاحظة أن الامر بالتوبة جاء بعد آيات غض البصر والحجاب في سورة الاحزاب:(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) )
وتمضي بعدها الايات حتى تأتي لوصف الرجال:(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) )وقبلها في السورة نفسها:
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) )وإذا راجعنا سورة الاحزاب وموضوعها وأوامرها وتدبرناها جيدا، ثم اسقطناها على واقعنا الحالي ونحن نرى كل ذلك التآمر والاجتماع على رجال الأمة، لأدركنا أن خلاصنا بالصدق واتباع اوامر ربنا من غض بصر والتزام بالستر حتى يكرمنا الله بالنصر!ومن هذا المنطلق.. هذه دعوة لنا جميعا لنزاحم بالخير والحق كل ما يبثه الشر والباطل، ندعو إلى الله على هدى ونور وبصيرة، فنتبع سبيل المؤمنين ولا تأخذنا بالله لومة لائم، وما ضر العسل إذا قيل عنه حنظل وطعمه كما هو لم يتبدل أو يتغير؟!!ولمن اختلط عليه الأمر، ولا زال الشك يساوره، فهنا توجيه له بكثرة الذكر والتفكر في خلق الله، مع صدق واخلاص في الدعاء لرؤية الحق، يصاحبه تقوى وغض بصر، فهذا مما ينير البصيرة ويرقى بالانسان ليكون من اولي الالباب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، فلا يخفى عليه التمييز بين حق وباطل، أو خير وشر:(إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَسورة آل عمرانوفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليكوصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خطة المزاحمة!
"فأما الزبد فيذهب جفاء"
(بالاضافة لملحق هام في نهاية الموضوع)
تمهيد:
فكرة هذا الموضوع نشرتها أول مرة يوم 23- 2- 2020 م، تحت عنوان:
خطة المزاحمة
ولأن كل منا على ثغرة، فما أحوجنا لتطبيق تلك الخطة في هذه المرحلة بالذات، لاسيما مع زيادة المحتويات التافهة والملهية بشكل مبالغ به لدرجة الوصول لمستويات سيئة جدا للأسف، رغم ما تمر به الأمة وحاجتها لكل فرد من افرادها بكامل استعداده وقوته وعقله، ناهيكم عن حملات غسل الدماغ الممنهجة لافساد الفطرة السليمة، لدرجة تشكيك الانسان الطبيعي بنفسه وقيمه ومبادئه وفطرته، التي فطره الله عليها، امام كل تلك المحاولات الحثيثة لـ (تطبيعه) على تقبل أمور لم يكن ليتقبلها في وضعه (الطبيعي)!
ومن هذا المنطلق يسعدنا تجديد نشر هذه الخطة، لعلها تساهم في إحياء أمة، أو على الأقل طمأنة من كاد الشك أن يتسلل إلى نفسه، عساه يظل ثابتا على مبدئه وقيمه، فلا يهتز ولا تنخدش فطرته، مع ايماننا ويقيننا الراسخ بأنه مهما حاول دعاة الباطل الترويج لباطلهم وتزيينه، فلن يلبث أن يزول ويُزهق كزبد بحر او شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ )
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اولي الالباب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وهنا نضع بين أيديكم فكرة الخطة كما تم نشرها أول مرة؛ يعقبها ملحق قصير، فلننطلق على بركة الله..
***










اعتياد حواسنا على رؤية وسماع اهل الباطل لفترة طويلة، يفسد الفطرة السليمة بلا شك، لا سيما إذا صاحب ذلك التهاون في غض البصر واطلاقه لرؤية كل ما هب ودب، فتكون النتيجة انطماس للبصيرة وافساد للقلب، وعندها سيصعب على الانسان التفريق بين الحق والباطل بعد أن امتلأ بالشك!
"مَن رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
كثرة الاعتياد على رؤية المنكرات، تسهل ارتكاب الذنوب واستصغارها، وإذا تراكمت الذنوب فسدت القلوب على إثرها!
وكما ورد في الحديث:
"إنَّ المؤمنَ إذا أذنب ذنبًا كانت نُكتةٌ سوداءُ في قلبِه ، فإن تاب ، ونزع ، واستغفر صقَل منها ، وإن زاد زادت حتَّى يُغلَّفَ بها قلبُه ، فذلك الرَّانُ الَّذي ذكر اللهُ في كتابِه: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ"
- هذه سيدة محترمة ومتدينة فهي عندما تعرض نفسها ومقاطعها في بث مباشر أمام الجمهور تحرص أن لا تكون ملابسها (فاحشة جدا)، والأجمل أنها تأخذ اذن زوجها ايضا، بكل حب وتفاهم!!
في أحسن الاحوال قد نصفها بأنها أقل سوءا من غيرها، ولكنها بالطبع وبالتاكيد ليست محترمة، إلا إذا كنا سنعيد تعريف الاحترام من جديد!!
التعاون بحذ ذاته ليس محمودا لأنه "تعاون"، بل هو مرتبط بما يتم التعاون عليه!
فإن تم التعاون على البر والتقوى فهذا هو المطلوب، وهو ما أمرنا الله به سبحانه وتعالى، أما التعاون على الاثم والعدوان فهو مذموم مرفوض، ولبئس التعاون هو!
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
ورغم أن زمن العبيد والجواري انتهى بفضل الله؛ إلا أنه للأسف تم استعباد النساء مجددا- إلا من رحم ربي- بخدعة أن كشف سترهن نوع من الحرية، في حين أنه كان فعل الاماء والجواري الذي يفرقهن عن الحرائر!!
والرجل الذي لا يبالي برؤية امرأته تكشف سترها، بل وقد يشجعها على ذلك، فهو لا يراها أكثر من سلعة مربحة كجارية أو أمة في سوق العبيد..
(ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ)
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) )
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) )
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك