Please or التسجيل to create posts and topics.

مستويات التحدي، فأين الاقوياء؟!!

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

!!مستويات التحدي، فأين الاقوياء؟

كان ذلك عنوانا لموضوع طرحته للنقاش على مجموعة نبراس المانجاكا  قبل قرابة عامين، وتحديدا يوم ١١ اكتوبر ٢٠٢٣م 

 

وهذا رابط المنشور:

https://www.facebook.com/share/p/1A6WCJjotU/

 

ومؤخرا سمعت مقطعا جميلا للدكتور نايف بن نهار اشار فيها لهذه الفكرة بطريقة ما ضمن حديثه عن ظاهرة الاسلام المجاني، وهذا رابطه:

***

ولأهمية هذا الموضوع الذي قد يغيب عن البعض او ربما الغالبية، رأيت ان اعيد نشره مرة اخرى هنا، مع اضافة بسيطة، واسال الله ان يجعل فيه الخير والفائدة:

*

*

*

مستويات التحدي

فأين الاقوياء؟

وكم هو ترتيبك في درب القوة

***
من المعلوم أن التخصصات الكبرى تحتاج احراز درجات قبول عالية، وبالتالي تزداد صعوبة الاختبار مع زيادة التنافس على ذلك التخصص لاختيار افضلهم!
طلبة الطب- على سبيل المثال- يخوضون اختبارات عديدة كلما ارادوا الانتقال لمستوى اعلى (مقيم- اخصائي- استشاري...)، وفي كل مرة تزداد صعوبة الاختبار، وبالمقابل يكون عليهم أن يكونوا اكثر استعدادا لخوضه، هذا في حال رغبوا بالحصول على الترقيات، وزيادة مستواهم، وبالطبع هذا يتطلب منهم مجهودا كبيرا جدا، في حال رغبوا بالترقي، أو يمكنهم الاستغناء عن تلك الاختبارات والاكتفاء بالدرجة الدنيا، وهكذا..
الشيء نفسه ينطبق على اختبارات حياتنا العامة..
المؤمنون اشد بلاء ثم الأمثل فالامثل... كما ورد في الحديث بما معناه..
كلما كانت الأهداف أعظم، والشخصية اقوى (قوة حقيقية)؛ زاد مستوى اختبارها في هذه الحياة، وهنا يحدث التفاوت بين العباد وتحصل الترقيات؛ أما النتائج النهائية فستعلن أمام الجميع في يوم العرض الاكبر!
وقد يتبادر إلى الذهن أن هذه الاختبارات (الابتلاءات) لا تأتي إلا في اوقات محددة او لاشخاص محددين، في حين اننا جميعا نخوض هذه الاختبارات طوال الوقت، باشكال مختلفة، ونحن ربما لا ندري أننا في طور اختبار!!
وقد يكون اصعب هذه الاختبارات جميعها (والله اعلم)، هو اختبار "بر الوالدين" خاصة لو جاء مغلفا بطريقة تعطي مبررا للانسان بأنه لا يمكنه فعل اي شيء!!

(سيكون هذا اشبه بالمسألة التي تحوي

Trick او "لفة" لا يفهمها إلا الاذكياء!)

مثال:
لو كانت الام مريضة في عناية مركز تنازع الموت، فهنا المسألة واضحة أن البر يقتضي ان يترك الابن عمله- مثلا- ليكون قربها، ولو انه قدم عمله ومصلحته الخاصة (الظاهرة) على ان يكون قرب امه في تلك الحالة، فاكيد سيكون هذا اشبه بالعقوق او على الاقل عدم البر الواضح!
تلك المسألة واضحة يفهمها الجميع، ويمكنهم حلها بسهولة، ولا يرسب بها إلا الضعفاء جدا!

نأتي لمثال آخر (مسألة اكثر تعقيدا)
أم تطلب من ابنها أن لا يذهب لعمله ذاك بشدة، وأنه اذا ذهب لعمله فلا تريد ان ترى وجهه، ولا يوجد اي مبرر في كلامها ولا اي سبب واضح ولا حتى مقنع، بل قد يبدو انها تعتمد على امور خاطئة، فهنا سيكون التفاوت في اداء مثل هذه المسألة والتعامل معها، بين المختبرين..
من الاولى.. الذهاب لهذا العمل الذي ترى فيه مصلحتك وراحتك ام الاستماع لكلام امك غير المنطقي، والذي قد يؤثر عليك وعلى مستقبلك؟!!
وهل هناك حل آخر يمكن الوصول إليه؟!!
قبل التسرع بإجابة مثل هذا السؤال، واعتبار أن هناك حدود لبر الوالدين؛ فهنا تنبيه قرآني يوضح أنه لا يوجد اي حدود للبر (حتى لو جاهدك والداك على الاشراك بالله، فعليك ان تستمر ببرهما وحسن صحبتهما، ولكن فقط لا تطعهما في الشرك وما فيه معصية بطبيعة الحال )، يعني كما نقول بالعامية: جابها من الآخر!! فلا يوجد اكثر من مجاهدتك وقتالك لاجل ان تشرك، ومع ذلك هذا ليس مبرر لك بعدم "البر" بل عليك ان تستمر بالبر والصحبة الحسنة، اما الطاعة فلها حدود، وحدها ان لا تكون في معصية الخالق، كالشرك بالله!
ومن هنا نعود لمثالنا السابق:
عندما تطلب الام من ابنها بشدة عدم الذهاب لعمل ما، فهل هي تأمره بمعصية لله.. هل تأمره بالكفر؟!
اكيد ذلك الأمر لم يصل لحد الكفر...
وبالتالي، كيف سيتصرف الانسان في مثل هذه الحالة؟
هل يطيع امه التي تنهاه عن الذهاب لذاك العمل وهي لا تملك اي سبب منطقي، (وربما لديها وسواس فقط)، ام ماذا يفعل؟!!
كيف سيؤدي اختبار "البر" في هذه الحالة؟
اجابتك وطريقة تعاملك مع مثل هذه الحالات، ومدى تعرضك لمثل هذه المواقف، هي من تحدد درجة قوتك في اختبارات الحياة، والتي ان نجحت بتجاوزها بالطريقة التي ترضي الله عنك، فسيفتح لك فتحا عظيما لم تحلم بمثله قط في الدنيا قبل الآخرة، بإذن الله!

ومن هذا المنطلق؛ ومن باب التعاون على البر والتقوى، شاركونا تجاربكم واقتراحاتكم للتعامل مع مثل هذه الحالات وما شابهها سواء كان يخص البر او غيره..

وتذكروا أن امتنا بحاجة للاقوياء، فنحن ما هُزمنا من شدة بأس اعدائنا، بل من ضعفنا، وعدم قدرتنا على التحمل، فنستسلم مع اول عقبة، ونفقد الأمل بعد بضع محاولات فقط! ومن هنا كان لا بد أن نعد لهم ما استطعنا من قوة! ولا توجد قوة أكبر من قوة النفس والقدرة على التحمل "الصبر"!
ومن هنا نفهم القول:

إنما النصر صبر ساعة!

قد يقول البعض ان الكلام والتنظير سهل ولكن التطبيق صعب وهذا صحيح بشكل عام، لذلك يجب ان نعد انفسنا لتقويتها بالاخذ بكل الاسباب الممكنة، وتعويدها على الصبر في ما يواجهها من اختبارات، بداية من الصبر على بر الوالدين والاحسان اليهما (ففيهما فجاهد)،  مع استشعار فضل المؤمن القوي مما يحفز النفس ويشجعها لتصبح اقوى كما ورد في الحديث:

  المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ، ولَا تَعْجَزْ، وإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا كَانَ كَذَا وكَذَا، ولَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ الله فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ 

 

ولا يوجد افضل من الدعاء والاكثار من ذكر الله لتقوية النفس والفلاح في الدارين باذن الله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

نسأل الله العون والتوفيق والعافية وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

وليد امعوش and Noor hussein have reacted to this post.
وليد امعوشNoor hussein