Please or التسجيل to create posts and topics.

على ثغرة. كسر الحصار للمانجاكا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركتي بقصة قصيرة ضمن فعالية 

#على_ثغرة 

وتحت هاشتاغ 

#كسر_الحصار_للمانجاكا

 

  في بلاد الشام العريقة كان هناك فتى اسمه يوسف جالس في احدى الغرف بمنزلهم وهو حزين ، كانت عيناه تسبحان في الدموع بينما يداه تعبثان بقطعة خبز لم يمسها. 

دخلت عليه أمه فانتفض ومسح دموعه لكن امه لاحظت عليه ذلك ، فجلست بجانبه وربتت على كتفه بلطف، وسألته بنظرة حنونة. 

ما الذي يحزنك يا ولدي؟

رفع يوسف عينيه إليها،وهو يرد على امه كيف لا أحزن يا أمي وأطفال مثلنا يموتون جوعاً؟ حتى الخبز لا أستطيع أكله!

همت الأم بالرد، لكن رجس الباب قد رن مما قطع صمتها. وهمت لفتح الباب وقد كان خالد، صديق يوسف المقرب، يحمل حقيبة مدرسية. 

أشارت الأم له بالدخول، ثم سأل عن يوسف اين هو؟ 

وقالت له : يوسف انه هنا في الداخل حزين يحمل هم إخوته الجوعى، لكن الحزن وحده لا يساعدهم في شيء.  

رد خالد عليها انت محقة خالتي. 

 جلس بقرب صديقه وسأله: لماذا لا نفعل شيئاً بدلاً من البكاء؟

رد عليه يوسف ماذا نستطيع أن نفعل؟ نحن مجرد أطفال!

ابتسمت الأم وخرجت من الغرفة لتعود بعد لحظات وهي تحمل صندوقاً خشبياً صغيراً منقوشاً. 

واخبرت ابنها يوسف بأن هذا صندوق جده، كان يضع فيه مصاريفه كل يوم ليطعم المحتاجين. ربما نبدأ من هنا؟  

نظر يوسف إلى خالد، فرأى في عينيه شرارة الأمل. وقال له خالد لدي فكرة!ماذا لو صنعنا قلائد من الخرز وبعناها في المدرسة؟

بدأت الأم تشرح لهم كيفية صنع الحلي البسيطة، وبعد أيام، تحولت غرفة يوسف إلى ورشة صغيرة. جاء أصدقاؤهم من المدرسة لمساعدتهم، كل بما يستطيع.  

وفي أحد الأيام، وقف يوسف وخالد أمام باب المسجد،ينتظران خروج الإمام. 

خرج الإمام من المسجد

القى يوسف السلام على الشيخ نجيب 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا نجيب. 

رد الشيخ السلام وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ولدي خيرا ماذا تريدون. 

يوسف: انا يوسف جاسر وهذا صديقي خالد توفيق. 

جئناكم بهذه التبرعات من اجل أهلنا المحتاجين. 

الشيخ نجيب: بارك الله فيكم يا أبنائي بالأمس كنتم تحزنون، واليوم أنتم تفرحون. 

عاد يوسف إلى المنزل تلك الليلة، وأخذ قطعة الخبز التي تركها بالأمس وأكلها بنهم. 

نظرت إليه أمه مبتسمة وقالت الآن عرفت لماذا كان جدك يقول: "يد صغيرة تبنى، وقلب كبير يغيث."

ضحك يوسف وهو يضمها وقال: لن نتوقف يا أمي، سنواصل ما فعلناه. 

و ها قد تعلم يوسف أن العطاء لا يعرف صغيراً ولا كبيراً، وأن الأمل يبدأ عندما تمتد الأيادي الصغيرة بالخير.