Please or التسجيل to create posts and topics.

وهن!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وهن!

 

(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (24- التوبة)
 
لو تدبرنا تلك الاية لأدركنا أنها لخصت الاسباب التي اوصلت أمتنا إلى هذا الحال، كما جاء في الحديث:
(يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ) - صحيح الجامع
فإذا أردنا أن يغير الله حالنا فعلينا بالأخذ بالاسباب:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
 
ومن أهم ما يجب أن نغيره بأنفسنا هو أفكارنا!!
عندما نحمل افكار خاطئة عما يجب أن نكون عليه، أو ما يجب علينا فعله، أو حتى تفسير وفهم ما يجري حولنا، فهنا بلا شك سنكون نحن أول عدو لأنفسنا!!
 
وربما من أهم الأفكار التي يجب علينا الانتباه لها هو ما يتعلق بـ "التضحية" و"الخسارة"!!
 
هل افكارنا صحيحة عن هذين المفهومين؟!
 
هل نحن مدركين لطبيعة هذه الحياة الدنيا وقواعدها الاساسية التي بُنيت عليها؟!!
 
ولان الحكمة ضالة المؤمن، اينما وجدها أخذها؛ فهنا سأكتفي بهذا الاقتباس من موضوع نشرته سابقا ضمن سلسلة #نبراس_مدرسة_العمالقة :
"لكن.. دون كل تلك الخسائر، ما كنا لنصل حيث نحن واقفون اليوم"
 
تلك الجملة التي ذكرها ايروين سميث، تلخص إحدى أهم الافكار التي تضمنها انمي هجوم العمالقة، والتي عبر عنها ارمين بقوله:
"من لا يريد التضحية بشيء، لن يغير أي شيء!"
 
رابط موضوع "نبراس مدرسة العمالقة":
 
***
 
بلا شك الخسائر مؤلمة جدا، ولكنها ثمن ضروري لا يمكن تجاوزه لأجل شيء أعظم، فهذه هي طبيعة الحياة الدنيا!
ونحن نحمد الله على نعمة الايمان، والتي تهوّن على النفس هذه الخسائر لو تم احتسابها لله..
 
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) ) التوبة
 
بفهم ذلك مع اسقاطه على واقعنا الحالي، وأحداث امتنا، يمكننا أن نصبح أكثر وعيا وادراكا وتفهما لما يجري، ويبقى أن نحدد دورنا في ذلك كله!!
وكما جاء في خلاصة إحدى اشهر القصص العالمية الاجنبية:
"الحياة لن تعطيك الفراولة مجانا"!
من لا يريد التضحية، ويظن أن بإمكانه الفوز بالنعيم الابدي دون دفع الثمن؛ فهو بلا شك واهم!!
 
ربما تميل النفس إلى الراحة وكره التضحية، وقد تستثقل طول الطريق المؤدي للهدف، فتستسلم إذا لم تصل بسرعة، او تعثرت بكثرة العقبات، دون أن تدرك أن كل تلك الخطوات هي بحد ذاتها مطلبا ضروريا، لاكتساب المهارات وتطوير الخبرات؛ لكي تحرز الهدف!!
 
الرحلة نحو تحقيق الهدف الكبير هي بحد ذاتها تتضمن الكثير من الأهداف التي يجب علينا تحقيقها أولا، وقد يكون الوعي بهذه الحقيقة أحد أهم الأهداف التي يجب علينا تحقيقها حتى نمضي قدما بثقة ويقين بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فنتفاءل ولا نستسلم بعون الله، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله، فهو حسبنا ونعم والوكيل..
 
وهنا نختم بمشهد  من الفصل الرابع من مانجا "مدرسة الفروسية"، في حديث القائد نور الدين مع ابنه علاء قبل وداعه:

وهذا رابط الفصل:

 
 
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، ويجعل أعمالنا صالحة ولوجهه خالصة فيتقبلها منا بقبول حسن، ويجعلها سببا في نهضة هذه الامة وصلاحها وخير العالم أجمع بإذنه وعونه وتوفيقه فلا حول ولا قوة إلا بالله..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

ملاحظة:
هنا رابط الموضوع كما نشر اول مرة على حساب الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo?fbid=1092236806272033&set=a.465327262296327

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم