
عجبا.. كله خير!!

اقتبس من زينب جلال في 2025-03-24, 7:02 م
بسم الله الرحمن الرحمن
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عجبا.. كله خير!!
قد تكون المحنة التي تمر بها الأمة الان- ونحن نرى ما يحدث من عدوان غاشم ظالم على مرأى من العالم أجمع- تسبب القهر واليأس مع الشعور بالعجز والضعف والهوان وانعدام الحيلة، خاصة مع ازدياد أعداد المتشائمين والمثبطين والمخذلين والمنافقين الذين لم نكن نتخيل ظهورهم بهذا الشكل العلني، بل ولم نكن نتوقع ولا حتى يخطر ببالنا أنهم موجودين بيننا من الاساس!
ونسأل الله السلامة والعافية!
وكأن الله سبحانه وتعالى يرينا على أرض الواقع جزءا مما مر به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، حتى وصلنا هذا الدين، وحتى نفهم لماذا ذكر المنافقين في ايات كتابه الحكيم، وكيف كان (وما زال) دورهم كما هم؛ فنحذرهم وندعو الله أن لا يجعلنا منهم!!إنها رسالة من الله لنا لنفهم ونتعلم في هذه المرحلة، ماذا يعني أن يكون المؤمن صادقا في ايمانه، وماذا يعني وجود مرض في القلوب يزعزعها حتى يظهر نفاقها..! ولا أفضل من تدبر هذه الايات من سورة الاحزاب، بتدبر وتمعن لا سيما ونحن في شهر رمضان، شهر القرآن؛ لعلنا نفهم القصة كاملة بإذن الله:
( وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ۞قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا
نهاية القصة سعيدة بلا شك، وتبشر بخير كبير؛ ولكن حتى نصل لتلك المرحلة فالطريق صعب عسير إلا على من يسره الله له، فيثبته ويعينه ويوفقه لما يحب ويرضى، فلا حول ولا قوة لأي أحد إلا بالله سبحانه وتعالى..
في الوقت نفسه وبالنظر لما يلي تلك المحنة بحسب السنن الكونية من تثبيت وتمكين للمؤمنين بإذن الله؛ ندرك أن هذه المحنة وهذا المحك ضروري جدا لكي نعرف معادن الناس الحقيقية، فلا ننخدع بما يبدو من ظاهرهم، حتى لا نتورط معهم لاحقا، وحتى نعرف من هم الاشخاص الذين يعتمد عليهم، ليكونوا أهلا للثقة بإذن الله..
ومن هنا ندرك ونفهم ايضا كيف أن أمر المؤمن كله خير، كما ورد في الحديث:
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
المؤمن الحقيقي لا يمكن أن ييأس أو يفقد ثقته بربه، مهما اشتد به الكرب والألم والخطب، فرغم أنه يظل بشرا، يحزن ويتألم ويخاف؛ ولكنه سرعان ما يستحضر ما يثبته ويقوي عزيمته بتوفيق الله، فيعلم أن هذه الدنيا ما هي إلا دار اختبار وابتلاء، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وما بعد الضيق إلا الفرج بإذن الله.. وفي كل ما يكتبه الله كله خير للمؤمن، فهو دائم الاستعانة بالله بين صبر وشكر، وكلاهما خير.. فحقا عجبا عجبا لأمر المؤمن، فكل أمره خير بلا استثناء، بإذن الله..
ونحن ندعو الله أن يجعلنا من هؤلاء المؤمنين الصادقين، فيثبتنا على الحق ويحقق الايمان في قلوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله..
وانطلاقا من امر ربنا بضرورة تعاوننا على البر والتقوى، وأن نصبر انفسنا مع الذين يذكرون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه سبحانه؛ هذه دعوة لكل المهتمين للاطلاع على موضوع قديم متجدد، لعله يكون حافزا ومشجعا لنا جميعا بإذن الله:
"فاثبتوا"
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/209/
وفي هذه الاوقات الفضيلة من يوم الاثنين، ونحن مقبلين على ليلة الخامس والعشرين من رمضان (لعام 1446هـ)، نسأل الله سبحانه وتعالى باسمه الأعظم ورضوانه الأكبر أن يعجل بفرجه ونصره، لعباده المستضعفين المظلومين، ويشف صدور قوم مؤمنين، ويكفيهم كل ما أهمهم ويصرف عنهم وعنا جميعا شر المرجفين والخونة والمنافقين، وينصرنا على القوم الظالمين المجرمين، فأنت يا الله حسبنا ونعم الوكيل..
اللهم اجعلنا من الموفقين لقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا..(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحمن
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عجبا.. كله خير!!
قد تكون المحنة التي تمر بها الأمة الان- ونحن نرى ما يحدث من عدوان غاشم ظالم على مرأى من العالم أجمع- تسبب القهر واليأس مع الشعور بالعجز والضعف والهوان وانعدام الحيلة، خاصة مع ازدياد أعداد المتشائمين والمثبطين والمخذلين والمنافقين الذين لم نكن نتخيل ظهورهم بهذا الشكل العلني، بل ولم نكن نتوقع ولا حتى يخطر ببالنا أنهم موجودين بيننا من الاساس!
ونسأل الله السلامة والعافية!
وكأن الله سبحانه وتعالى يرينا على أرض الواقع جزءا مما مر به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، حتى وصلنا هذا الدين، وحتى نفهم لماذا ذكر المنافقين في ايات كتابه الحكيم، وكيف كان (وما زال) دورهم كما هم؛ فنحذرهم وندعو الله أن لا يجعلنا منهم!!
إنها رسالة من الله لنا لنفهم ونتعلم في هذه المرحلة، ماذا يعني أن يكون المؤمن صادقا في ايمانه، وماذا يعني وجود مرض في القلوب يزعزعها حتى يظهر نفاقها..! ولا أفضل من تدبر هذه الايات من سورة الاحزاب، بتدبر وتمعن لا سيما ونحن في شهر رمضان، شهر القرآن؛ لعلنا نفهم القصة كاملة بإذن الله:
( وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ۞قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا
نهاية القصة سعيدة بلا شك، وتبشر بخير كبير؛ ولكن حتى نصل لتلك المرحلة فالطريق صعب عسير إلا على من يسره الله له، فيثبته ويعينه ويوفقه لما يحب ويرضى، فلا حول ولا قوة لأي أحد إلا بالله سبحانه وتعالى..
في الوقت نفسه وبالنظر لما يلي تلك المحنة بحسب السنن الكونية من تثبيت وتمكين للمؤمنين بإذن الله؛ ندرك أن هذه المحنة وهذا المحك ضروري جدا لكي نعرف معادن الناس الحقيقية، فلا ننخدع بما يبدو من ظاهرهم، حتى لا نتورط معهم لاحقا، وحتى نعرف من هم الاشخاص الذين يعتمد عليهم، ليكونوا أهلا للثقة بإذن الله..
ومن هنا ندرك ونفهم ايضا كيف أن أمر المؤمن كله خير، كما ورد في الحديث:
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
المؤمن الحقيقي لا يمكن أن ييأس أو يفقد ثقته بربه، مهما اشتد به الكرب والألم والخطب، فرغم أنه يظل بشرا، يحزن ويتألم ويخاف؛ ولكنه سرعان ما يستحضر ما يثبته ويقوي عزيمته بتوفيق الله، فيعلم أن هذه الدنيا ما هي إلا دار اختبار وابتلاء، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وما بعد الضيق إلا الفرج بإذن الله.. وفي كل ما يكتبه الله كله خير للمؤمن، فهو دائم الاستعانة بالله بين صبر وشكر، وكلاهما خير.. فحقا عجبا عجبا لأمر المؤمن، فكل أمره خير بلا استثناء، بإذن الله..
ونحن ندعو الله أن يجعلنا من هؤلاء المؤمنين الصادقين، فيثبتنا على الحق ويحقق الايمان في قلوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله..
وانطلاقا من امر ربنا بضرورة تعاوننا على البر والتقوى، وأن نصبر انفسنا مع الذين يذكرون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه سبحانه؛ هذه دعوة لكل المهتمين للاطلاع على موضوع قديم متجدد، لعله يكون حافزا ومشجعا لنا جميعا بإذن الله:
"فاثبتوا"
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/209/
وفي هذه الاوقات الفضيلة من يوم الاثنين، ونحن مقبلين على ليلة الخامس والعشرين من رمضان (لعام 1446هـ)، نسأل الله سبحانه وتعالى باسمه الأعظم ورضوانه الأكبر أن يعجل بفرجه ونصره، لعباده المستضعفين المظلومين، ويشف صدور قوم مؤمنين، ويكفيهم كل ما أهمهم ويصرف عنهم وعنا جميعا شر المرجفين والخونة والمنافقين، وينصرنا على القوم الظالمين المجرمين، فأنت يا الله حسبنا ونعم الوكيل..
اللهم اجعلنا من الموفقين لقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا..
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
(رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم