Please or التسجيل to create posts and topics.

العدالة.. وقلب الحقائق باستغلال عاطفة الجمهور تحت وطأة القوة والسيطرة الاعلامية! (على ضوء ديث نوت)

 

بسم الله الرحمن الرحمن

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

العدالة.. وقلب الحقائق باستغلال عاطفة الجمهور تحت وطأة القوة والسيطرة الاعلامية!

(على ضوء ديث نوت)

 

قد يكون انمي ديث نوت مجرد انمي خيالي، وربما يكون قد اثار جدلا في مجتمعنا الاسلامي باعتباره يتضمن افكارا لا تناسبنا اجمالا، ولكن باعتباره أحد أشهر الانميات التي حصدت شعبية كبرى- فقلما تجد متابع انمي لم يسمع عنه او يشاهده- فقد وجدت أن من المفيد تسليط الضوء عليه، ليس لأجل الدعوة لمشاهدته، ولكن للفت انظار من تابعه، خاصة في ظل ظروف امتنا الحالية، والحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها أخذها، وبلا شك فإحدى أفكاره الهامة التي ناقشها ذلك الانمي يمكن اسقاطها على واقعنا الحالي، وما يجري في أمتنا؛ ألا وهي قضية العدالة وقلب الحقائق، وتهييج الجمهور ضد من يدافع عن الحق المشروع، حتى يخوّن الأمين ويؤتمن الخائن!!

وحتى لا اطيل عليكم بالمقدمة، هنا نبذة سريعة عن القصة للتذكير:

تبدأ القصة بتسليط الضوء على (ياغامي لايت)، ذلك الشاب المتفوق الذكي المحترم الذي يبدو بمظهر مثالي، حتى يحصل على قوة خارقة لتكشف معدن نفسه الحقيقي، فما هو سوى شاب مغرور معجبا بنفسه، يعتريه الكبر ويسيطر عليه هوى النفس وطمعها لهوس السلطة، فيظن نفسه فوق البشر، مبررا لها ارتكاب شتى الجرائم على طريقة أن الغاية تبرر الوسيلة، متخفيا تحت اسم "كيرا"، حتى ينجح بالتخلص من خصمه المحقق (ال)، بطريقة خسيسة دنيئة، بل وينجح في خداع من حوله ليستلم مكان ذلك المحقق، متظاهرا بأنه سيتابع مسيرته في تحقيق العدالة والقبض على "كيرا"، ليمثل دور "المنافق" الوغد بأبشع صورة!!
وهنا فرح الشرير وظن انه انتصر وكل شيء اصبح تحت سيطرته، ليتمادى في طغيانه وهو يظن أنه لن يجد من يعترض طريقه!

 

قد يكون مشهد موت البطل "ال" في تلك الحلقة من اكثر المشاهد المحزنة بل والصادمة التي تركت تاثيرا كبيرا لدى المتابعين، وربما تساءل البعض هل هذا يعني ان جهود "ال" كلها ذهبت سدى وهل "ياغامي لايت" انتصر عليه حقا؟
غير ان الانتظار لم يدم طويلا اذ سرعان ما جاءت الضربة القاصمة لتعلن بداية النهاية لمن ظن انه اصبح "اله" وما هو الا مجرد بشر قد اغتر بنفسه فاستحق نهاية مهينة تضعه عند حده!

حيث ظهر فجأة "نير" خليفة "ال" بشكل لم يخطر على بال "لايت"، بعد أن ظن أن الأمر استقر له، ليكتشف أنه حتى لو مات الاشخاص فالفكرة لا تموت أبدا، والمسيرة ستظل مستمرة؛ مما اثار جنونه وبدأ بإعداد خططه القذرة ليتدارك الموقف..

 

 

وبالطبع.. وكعادة كل طاغية وظالم؛ بدأ بقلب الحقائق من خلال سيطرته على القوة الاعلامية، مستغلا سذاجة الجمهور وعاطفته، ليقنعهم بأن من يدافع عن الحق ويسعى لهزيمة الباطل ما هو إلا مجرم يجب وضع حد له، في حين اصبح المجرم "كيرا" هو رمز العدالة، ليضم حوله كل المستفيدين والمنتفعين من الطماعين وضعاف النفوس والساذجين!!!!

 

 

 

 

 

في ظل كل تلك الظروف، لن يكون من السهل الصمود؛ غير أن اصحاب الحق والقضية الساعين لاحقاق العدالة الحقيقية بصدق واخلاص؛ لن يثنيهم اي شيء عن المضي قدما في سبيل قضيتهم، فلا تنكسر ارادتهم، ولا تنثني عزيمتهم، ولا يؤثر فيهم كثرة الناعقين والمتهمين لهم، حتى لو تكالب الناس جميعا ضدهم، فهم متيقنين من أنهم على الحق واثقين بأنفسهم، فلا ينخدعون بكلام المجرم الحقيقي ومبرراته، ولا يسمونه سوى باسمه، ثابتين على موقفهم حتى النهاية، حتى لو ظلوا في الساحة وحدهم، فهذا لن يجعلهم يتنازلون عن مبدئهم..

 

 

 

 

وفي النهاية.. لن يكون النصر إلا للحق والعدالة.. ولكنها فترات اختبار وتمحيص تكشف معادن النفوس وتميز الخبيث من الطيب، فبعيدا عن الانمي.. هذه هي سنة الله في خلقه، فكل من علا وتجبر وظن انه وصل درجة تؤهله لقول "انا ربكم الاعلى" فمتوقع أن نرى هلاكه بطريقة يكون فيها عبرة لغيره..
(وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)

وكل من تزعزعت نفسه واضطربت قناعاته، وشعر بأنه على وشك الانجراف مع موجة التيار الغاشمة بسبب كثرة المنافقين، فعليه أن يراجع نفسه ويكون صادقا معها، واثقا بوعد ربه، فسنن الله في كونه ثابتة لا تتغير، فلا إله غيره سبحانه وتعالى، فلن يكون في ملك الله إلا ما أراد الله، ولا إله إلا الله..

(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)

 

وفي الختام.. هذه وقفة تحذيرية لكل مرجف ومنافق لا يتوانى عن ثتبيط العزائم في فترات المحن، والتشكيك بالثوابت والقيم، لأن عاقبتهم ستكون وخيمة، كما ورد في سورة الاحزاب:

( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (*) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (*) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)

 

وأخير أختم بهذه الاية، التي اطلعنا الله فيها على تلك النوعية من الناس، التي تتكاثر في فترات المحكات والاختبارات، ليحذرنا منها، مع توجيهنا لأفضل تصرف لمواجهتها:

(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الحق ويكفينا ما أهمنا، ويصلح أحوال أمتنا وينصرها على عدوها، ويشف صدور قوم مؤمنين
سبجانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش