
مسارات تنقل المنتدى - أنت هنا:منتدى نبراس المانجاكامنتدى المؤلفين و الكتّاب: قصص و رواياتالزئبقي الطائر الجزء الأول
Please تسجيل الدخول or التسجيل to create posts and topics.
الزئبقي الطائر الجزء الأول

#1 · 2025-02-19, 12:38 م
اقتبس من nebrasmangaka في 2025-02-19, 12:38 مهو محارب لا يعرف من اي قبيلة هو، لطالما جاب الصحاري والبراري بحصانه الاحمر العربي، له ذراع ممزوجة بالزئبق، كما انه يحمل كتابه البني الصغير اينما رحل.لطالما كان مستهدفا من الخميائيين المرتزقة لانهم يعتبرونه مصدرا للزئبق، والجميع يعرف ان اهم المكونات النادرة التي يحتاجها الخميائيون هو الزئبق...في احدى الليالي كان الزئبقي الطائر مخيما قرب احدى القبائل، يرتاح من سفره الطويل وحصانه الاحمر مستلق على الارض بجواره... سمع صوت احدهم يقترب من خيمته الصغيرة، فقام بهدوء مستعدا لاي طارئ لانه اعتاد على هجمات الخميائيين والمرتزقة الذين يلاحقونه.اقتربت خطوات الشخص الغريب اكثر فاكثر ولم يبدو انه يحاول اخفاءها او التسلل، وفي ذروة استعداد الزئبقي الطائر لاي حركة خاطفة قام الشخص الغريب بالتحدث اليه،" مرحبا بك يا هذا، انا من القبيلة خلف التل، جئت ادعوك لتبيت عندنا "خرج الزئبقي من خيمته بحذر واجاب مبتسما،" أوهكذا يتصرف قطاع الطرق في هذه النواحي؟ "ضحك الرجل الغريب بدوره واجاب،" أوهكذا يدافع الرجل عن نفسه؟ بدون سيف يحميه؟ "لم يجب الزئبقي الرجل على حديثه عن السيف لانه يعلم في قرارة نفسه انه لا يحتاج سيفا وان الزئبق في جسده قادر ان يطيح باي رجل او وحش كان،واصل الرجل الغريب كلامه،" لا تتوجس مني، نحن في قبيلتنا نخشى على سمعتنا كثيرا، فماذا تظن القبائل الاخرى ستقول عنا ان علموا ان رجلا بات الليلة مخيما قربنا ولم نضيفه؟ "شعر الزئبقي ان الرجل مسالم، ولانه كان يشعر بجوع شديد لم يرفض طلب الرجل، وقبل ان يرافقه وجمع اغراضه ليلحق به...سار الزئبقي الطائر رفقة الرجل الغريب نحو القبيلة خلف التل، كان الرجل الغريب يسبقه ببضع خطوات؛ شعر الزئبقي انه يجب ان يشكر الرجل الغريب لانه لم يقل شيئا له مقابل اهتمام الرجل باستضافته،" أشكرك يا رجل على مساعدتك ودعوتك لي، هلا اخبرتني ما اسمك حتى اناديك به؟ وما اسم القبيلة حتى احسن شكرهم "ابتسم الرجل للزئبقي واجابه،" اسمي هو سيف بن غمد، وانا من قبيلة بني سكين، ماذا عنك يا صاحب الذراع الغريبة؟ ما اسمك ومن اي قبيلة انت؟ "وبدون تردد ولانه اعتاد على اخفاء اسمه اجاب،" اسمي طائر وانا من قبيلة بعيدة "وصل الاثنان للقبيلة، كان الجميع في منازلهم ولم يكن هناك احد بالانتظار، شعر الزئبقي ان الامر مريب فسأل،" هل الجميع نائمون؟ أليس الوقت مبكرا؟ "تردد الرجل الغريب قليلا، ثم التفت مبتسما ليجيب،" نحن قبيلة صغيرة ومن عاداتنا ان لا يتسكع الجيران في الطرقات بعد حلول الظلام، لقد اقتربنا من بيت زعيم القبيلة هو بانتظارنا فهو من أرسلني لأحضرك "شعر الزئبقي بالاطمئنان من كلام الرجل ولم يرغب في طرح المزيد من الاسئلة ليوفر ذلك حتى لقائه زعيم القبيلة...كان سكين يبدو غير مبال لذراع الزئبقي الغريبة ولم يثني او يسال عن حصانه الاحمر الفريد من نوعه وهذا كان بالنسبة للزئبقي الطائر امرا مريبا نوعا ما، فكان يفكر،" لعل الرجل ليس فضوليا، أو أنه رأى حصانا احمر من قبل، لكنني أشك انه رأى رجلا بذراع زئبقية من قبل "توقف سكين فجأة،" لقد وصلنا يا طائر ان هذا هو منزل الزعيم يمكنك ربط حصانك بتلك الشجرة امام البيت ولندخل فالجماعة ينتظروننا "قام الزئبقي بربط حصانه بالشجرة، ومسح على راسه يكلمه بهمس،" لن أطيل الغياب عنك يا أحمر وساحرص على احضار طعام لك أيضا "دخل سكين والزئبقي للمنزل الذي كان يبدو منزلا متواضعا، وبينما هما يهمان بالدخول سأل الزئبقي سكينا،" يبدو منزل زعيم قبيلتكم متواضعا قليلا رأيت منازل اجمل وأكبر منه بالجوار "أجابه سكين بثقة،" الزعيم شخص متواضع وكريم هو لا يحب أن يبدو متعاليا على أهل قبيلته "دخل الرجلان وأقفل سكين الباب خلفه، كان البيت مظلما جدا وكان مصدر الضوء الوحيد هو ذراع الزئبقي؛ فجأة شعر الزئبقي ان سكينا اختفى،" سكين؟ أين أنت ولماذا المكان مظلم هكذا؟ "وفجاة ودون سابق إنذار ألقيت شبكة ثقيلة على الزئبقي أسقطته ارضا وأعاقت حركته، وحينها اضاءت مصابيح الغرفة وظهرت مجموعة ملثمين تحيط بالزئبقي الذي كان كالارنب في فخ الصياد، أما سكين فوقف أمام الزئبقي ضاحكا يسخر منه،" الرجل العاقل لا يمشي وهو يحمل كنزا في يده يلوح به للناس، وفي حالتك أنت كان الاجدر أن تخفي ذراعك عن الانظار لانها كنز متنقل لا يعرفه الا الخميائيون مثلنا "سحب "سكين" ومن معه خناجرهم واقتربوا من الزئبقي الطائر واعينهم تلتهب شرا وطمعا، ورغم ان منظرهم كان مهيبا إلا ان الزئبقي لم يكن متوترا من الموقف بأكمله، فقال مستهترا،" إذن لا يوجد طعام لي ولا لحصاني الأحمر الذي تركته في الخارج، هذا مؤسف حقا"أجابه سكين مهددا،" حياتك أجدر ان تهتم لها الآن اكثر من أي شيء آخر "عندها ابتسم الزئبقي الطائر، بينما تذوب الشبكة من فوقه بعد ان امتزجت ذراعه الزئبقية بها تهشمهما وتذيبها، وأجاب واثقا،" بل حيواتكم هي التي يجب أن تقلقوا عليها، أ تظنون أنني فريسة سهلة؟"استغرب الجميع، وعادوا خطوة للوراء بعد أن رأوا الزئبقي يذيب الشبكة ويتكلم بثقة،أما سكين فحاول أن يهدأ من قلق رفاقه،" لا يخفكم كلامه هو فقط يتباهى، حتى وإن أذاب الشبكة التي صنعناها خصيصا لإيقافه فهو لن يستطيع مواجهتنا كلنا"ضحك الزئبقي بينما يواصل استهزاءه بالخميائين حوله،" خناجركم التي ألاحظ بوضوح أنها مصنوعة بمزيج من الرصاص والنحاس لن تنفعكم، فلا الرصاص ولا النحاس يمكن ان يكون ندا للزئبق والآن لديكم فرصة للنجاة سأمنحها لكم بعدها لن أتوانى في اسقاطكم دفعة واحدة"أمسك الزئبقي كتابه بيمناه ووجه ذراعه الزئبقية للرجال أمامه.شعر سكين ومن معه بالخطر من مشهد الزئبقي الطائر وهو يطلق الزئبق من ذراعه، وحينها أدركوا أنهم ليسوا ندا له وأن ما سمعوه من كلام يتناقله الخميائيون عنه كان صحيحا وليس مبالغا فيه، همس احدهط الرجال لسكين،" ماذا نحن فاعلون؟ لا يبدو اننا قادرون على خطف هذا الزئبقي"حينها قرر سكين الإعتذار ليحافظ على حياته وحياة رفاقه،" لم نكن ندرك أنك بهذه القوة ولهذا نحن نعتذر لك وبالمقابل يمكننا أن نعوضك بقطع ذهبية حتى تتركنا نذهب فكم تريد؟ "ضحك الزئبقي مطولا لكنه لم يرد ذهبا ولا مالا، فأجاب،" لست بحاجة لمالكم وذهبكم انصرفوا واتركوني بحالي، لكنني لن أرأف بكم إن التقينا مجددا"وهكذا انصرف سكين ومن معه مسرعين خوفا من تقلب مزاج الزئبقي، أما الاخير فقد خرج لحصانه يواسيه ويعتذر له،" لم أوفي بوعدي لك يا أحمر، لم يكن هناك طعام لأجلبه لك، وللأسف الجماعة عرضوا علي ذهبا جهلا منهم أن الذهب إن لامسته أو قربته لجلدي سيتفتت ويذوب"مع طلوع الشمس واصل الزئبقي مسيرته على حصانه الأحمر نحو الأرض التي يسعى لها...كان الزئبقي يسير بجوار حصانه وهو يحمل كتابه البني يقرأ احدى صفحاته، وفجأة لمح بطرف عينه أشخاصا على يمينه على بعد مسافة متوسطة.حاول النظر بتمعن فانتبه لأنها امرأة وبرفقتها طفلين وهم متوقفون لسبب ما.توجه نحوهما وفي نيته تقديم العون إن كانوا بحاجة لمعونة.بينما اقترب منهم سمع المرأة وهي تبكي وتصرخ على ولدها المستلقي في الارض،" أرجوك يا بني لا تفقد وعيك قد يأتي من يساعدنا "كان بجوارها طفلة صغيرة يبدو الحزن عليها.ألقى الزئبقي التحية وحاول أن يعرف مالأمر،" هل هناك ما يمكن أن أساعدك به يا أختاه؟ "نظرت له المرأة بحزن وخوف وأجابته،" أنا بلا حول ولا قوة لقد تعرض لنا قطاع الطرق وسرقوا ناقتنا وكل ما لدينا، وابني هنا مريض يحتاج طبيبا "شعر الزئبقي بالأسف ومنظر الطفل المريض يؤسفه، فقرر مساعدتهم،" لا تقلقي يا أختي إن كنت تعرفين الطريق لأقرب قرية أو قبيلة فيمكنني مرافقتكم "رافق الزئبقي المرأة وولديها لقرية قريبة، كان ابنها المريض وأخته يمتطيان الحصان الأحمر بجوارهما.حاول الزئبقي أن يواسي المرأة ويكلمها حتى يخفف من قلقها،" سنكون بخير لا تقلقي، هل القبيلة التي سنذهب لها هي قبيلتكم؟ "كانت المرأة تبدي قلقا وتوترا وكان جوابها قصيرا مختصرا،" لا ليست قبيلتنا"لاخظ الزئبقي قلق المرأة فحاول أن يواصل الحديث لكي لا تشعر المرأة بالخطر منه،" أنا لا أعرف المنطقة جيدا، من أي قبيلة أنتم وهل هي قريبة أيضا؟ "أشارت المرأة برأسها يمينا وشمالا،" لا ليست قريتنا قريبة "شعر الزئبقي أنه أحرج المرأة بسؤالها عن قبيلتها، فحاول أن يستمر في الحديث رغم ذلك،" يبدو ولدك وابنتك طفلين ذكيين ومطيعين، لقد امتطت البنت الجواد وأمسكت أخاها دون نقاش أو تذمر "حركت المرأة رأسها مبتسمة وقالت بصوت مرتفع،" نعم... الآن! "استغرب الزئبقي وسألها،" الآن ماذا؟ "التفتت المرأة لولديها على الحصان وصرخت،" الآن! "وإذا بابنها المريض يستقيم وأخته تشد على كتفيه، وينطلقان كالبرق بالحصان الأحمر بعيدا عن الزئبقي الطائر...ابتعد الولدان بحصان الزئبقي الطائر والرمال تتطاير خلفهما، أما المرأة بسحبت من ثيابها سيفا يشع بشكل غريب، وبثقة قالت،" عليك أن تستسلم وتسير أمامي ببطئ أما حصانك الأحمر فهو الآن رهينة لدينا "نظر الزئبقي بفضول لسيف المرأة المشع وسألها،" تبدين واثقة بقوتك وبأنني سأنفذ أوامرك، هل هذا السيف هو مصدر الثقة؟ من ماذا صنعته؟ "ضحكت المرأة وبنبرة واثقة أجابته،" لقد جهزت نفسي جيدا لمواجهتك، الخيمياء ليست حكرا على الرجال فقط "واصلت المرأة وهي تتلوح بسيفها المشع،" لقد زرت بلادا بعيدة واشتريت "اليوران" بثمن باهض خصيصا لأصنع منه هذا السيف "سحب الزئبقي كتابه البني وفتحه وهو يبحث عن شيء ما، بينما شعرت المرأة بالخطر وصرخت عليه أن يتوقف عن الحركة؛ أما هو فبهدوء أجابها،" لقد وجدته، تذكرت أنني قرأت عنه هنا، ما يسمى باليوران هو ند قوي للزئبق، لكنه سيسبب لمستعمله مخاطر كثيرة، قد يقتلك هذا السيف، هل كنت تعلمين ذلك؟ "شعرت المرأة بالقلق لكنها حاولت أن تبدو متماسكة فردت عليه،" لن تخيفني بهكذا كلام، أنا أعي جيدا ما أفعله "* ملاحظة: اليوران هو اختصار لليورانيوم يتم استعماله في بعض الترجمات العربية.كان الولدان يمتطيان الحصان الاحمر وهما سعيدين بنجاح خطتهما لسرقة الحصان، لكن ولأنه حصان أصيل لا يفارق صاحبه، بدأ الأحمر يعاندهما حتى التف عائدا نحو الزئبقي الطائر.لمحت المرأة الحصان وهو يعود نحوهما فصرخت على ولديها،" لماذا عدتما؟! اذهبا إلى المكان الذي اتفقنا عليه! "ضحك الزئبقي ساخرا منها وهو يلوح لحصانه،" لا تتعبي نفسك إن حصاني الأحمر لا يحب أن يبتعد عني "في محاولة يائسة منها هاجمت المرأة الزئبقي بسيفها المشع، تفاداها برشاقة وصد السيف بيده الزئبقية، وحينها صدر ضوء قوي من تصادمهما سقطت على إثره المرأة مغشيا عليها.أمسك الزئبقي رأسه قائلا،" لقد حذرتك من خطورة اليوران "وصل الحصان الأحمر وقفز منه عليه الولدان اللذان أسرعا للمرأة يدافعان عنها، صرخ الولد على الزئبقي،" ماذا فعلت لأختنا؟ سأنتقم منك! "أما البنت فنظرت للزئبقي بحزن وهي تلومه،" أنت وحش بشري لم ترأف بامرأة ضعيفة "حاول الزئبقي أن يهدأ الولدين،" أختكما؟ امرأة ضعيفة؟! على مهلكما، هي من هجمت علي وأنا تصديت لسيفها فقط، لست أنا من قام بالسرقة وحاول خطف رجل وحيد في الصحراء "بينما هم كذلك ظهرت في الافق قافلة صغيرة تقترب منهم، حينها حاول الزئبقي أن يكون لطيفا مع الولدين رغم كل شيء،" انظرا هناك قافلة تمر من هنا، سأساعدكم لطلب عونهم لعلهم يساعدون لنقل أمكم أو أختكم لطبيب ما لعلاجها"كانت القافلة لا تتعدى أربعة جمال محملين بأمتعة ومجموعة رجال ونساء يسيرون على أقدامهم.لوح الزئبقي لهم وهو ينادي،" نحن نحتاج مساعدتكم يا إخوان "جاء أحد الرجال لمكان الزئبقي ومن معه، وبعد التحية سألهم،" بماذا يمكننا مساعدتكم؟ "أجابته الفتاة الصغيرة وهي تبكي،" هذا الرجل المتوحش صرع أختي أرضا نحتاج طبيبا لها "نظر الرجل من القافلة للزئبقي بنظرة استغراب، لكن سرعان ما حاول الزئبقي أن يصحح الوضع،" على رسلك يا رجل، أنا من تعرض للإعتداء هنا "لم يصدق الرجل كلام الزئبقي وأجابه،" أشك في ذلك، فما عسى فتاة وطفلين يفعلان لرجل قوي مثلك؟ "لم يرد الزئبقي الاستمرار في تبرئة نفسه لأنه كلما فعل ذلك يبدو وكأنه مذنب حقا، فسأل،" على كل حال، المرأة في حالة حرجة هل يوجد معكم طبيب؟ "أجابه الرجل،" لحسن حظكم معنا في القافلة شاب يجيد التطبيب نستعين به في السفر الطويل "التفت الرجل للقافلة وبدأ ينادي ويلوح،" تعال يا حكيم، تعال... "كان حكيم شابا يبدو في ثلاثينيات عمره، يحمل على ظهره حقيبة ادوات.وصل حكيم ومباشرة اقترب من المرأة الملقية على الأرض ولاحظ وجود السيف المشع بيدها، فسأل،" مالوضع هنا وما قصة ذلك السيف الغريب؟ "سرعان ما بادر الولد الصغير بإجابة الطبيب مشيرا باصبعه للزئبقي،" هذا الوحش اعتدى علينا "وضع الزئبقي يده على جبينه متنهدا، ولسان حاله يقول " أهل ضحك أم أبكي"كان الطبيب رجلا ذكيا بما يكفي لكي لا يصدق من أول وهلة أن الزئبقي اعتدى على المرأة، اقترب يحاول ان يجس نبضها ويفحصها وعلق،" بغض النظر عن من اعتدى على الاخر، تبدو المرأة في حال سيئة ومع ذلك احكمت قبضتها على هذا السيف الغريب، ولا افهم لماذا هي متمسكة به "شعر الزئبقي بالارتياح لأن الطبيب لم يتهمه وأجاب،" بالضبط هذا هو ما يجب السؤال عنه، السيف بيدها مصنوع من اليوران وهو مادة تسبب ضررا إن لامستها "حينها قام الطبيب بفك قبضة المرأة على سيفها، وبعد أن افلتته قام بركله بعيدا، والتفت لزميله في القافلة،" ما رأيك يا سعيد؟ هل نأخذ الجماعة معنا لعلاج المرأة أم نتركهم هنا؟ "أجاب سعيد،" لا أظن أنه من الحكمة أن نأخذهم معنا، شخص غريب حصانه أحمر ومشتبه أنه صرع امرأة مسكينة، ومن جهة أخرى المرأة نفسها تحمل سلاحا خطيرا ومعها ولدان شقيان "نظر الزئبقي لحصانه الأحمر وكلمه بصوت خافت،" كان علي أن أتحلى بهذا النوع من الحذر قبل أن أسمح لتلك المرأة وأخويها الشقيين بخداعي "وقف الطبيب متأسفا للزئبقي والبقية،" أنا متأسف لكم، السفر في الصحراء يعلمنا الكثير من الأمور ومن بينها الحذر وعدم الوثوق بالناس بسهولة لهذا ربما سنقبل بضمانات لاصطحابكم معنا "شعر الزئبقي أن كلام الطبيب موجه له بشكل لا إرادي ففكر بداخله،- لماذا أشعر أن الجميع يخاطبني ويعطيني دروسا لكيفية تفادي المشاكل في سفري، ربما هم محقون -رغم ذلك شعر الزئبقي بأنه مسؤول بطريقة ما عن ما حدث للمرأة بسبب تصديه لها بالزئبق، فقرر تقديم ضمان للطبيب ولصاحب القافلة سعيد،" يمكنني أن أضمن لكم الجماعة، سنرافقكم وسيكون حصاني مربوطا مع جمالكم ويمكنكم تفحصنا والتخلص من أي أسلحة لدينا "قبل سعيد باقتراح الزئبقي، وسرعان ما هم بتفتيشه،" على مهلك يا عماه، اقترح ان تبدا بالولدين الشقيين اولا "قام سعيد بتفتيش الزئبقي وبضغط من الاخير قام بتفتيش الولدين اللذين ابديا انزعاجا ولم ينفكا يرمقان الزئبقي بنظرات غاضبة، وكما كان متوقعا وجد سعيد لديهما اشكالا وانواعا من الخناجر والادوات الحادة واكياسا من مواد كميائية غريبة، وقال بدهشة،" يبدو ان الولدان اشد خطورة من هذا الرجل حتى "مثلما كان الاتفاق، تم ربط الحصان الاحمر مع باقي الجمال، ورافق الزئبقي والبقية القافلة...كان الزئبقي يسير بجوار الطبيب وأمامهما الأخوين الصغيرين،سأل الطبيب الزئبقي،" هل حقا أنت لا تعرف تلك المرأة وأخويها؟ "أجابه الزئبقي بكل ثقة،" أنا حقا لا أعرفهما، وكما أخبرتك منذ قليل لقد حاولوا سرقة حصاني والاعتداء علي بعد أن خدعوني "ابتسم الطبيب مجيبا،" تبدو شخصا طيبا لأنك تساعدهم رغم ذلك، لكن حاول أن تكون أكثر فطنة خصوصا وأنت تسافر لوحدك "كان الولدان يتحدثان بصوت خافت، كان الولد يعاتب أخته،" مستحيل أن أعتذر منه يا زهرة هل جننت؟ "بينما هي تحاول إقناعه،" لا بأس لن نعتذر لكن على الأقل نشكره على مساعدتنا يا ورد "رفض ورد اقتراح أخته زهرة وواصلا المسير بصمت.كان الطبيب يرمق الزئبقي بنظرات خاطفة من حين لآخر لأنه انتبه لذراعه الغريبة، ولم يتمالك نفسه فسأل،" المعذرة، هل لي أن أسأل عن ذراعك تلك؟ هل هو مرض ما أم شيء طبيعي؟ "ابتسم الزئبقي مجيبا،" هذه الذراع هي مصدر المشاكل لي، ولدت بها هكذا وبما أنك أخبرتني أن أكون حذرا أكثر فسأفضل أن لا أتحدث عنها كثيرا "ضحك الطبيب مطولا ورد عليه،" جيد أنك تأخذ بالنصح، أظن لن يضر إن سألتك عن وجهتك ؟ "نظر الزئبقي للأفق البعيد وهي يجيب الطبيب متأملا،" أبحث عن أرض يقال أن فيها رجلا يلقبونه بأب الطب، الأساطير تقول أنه بلغ من العمر مئات السنين، لا يشيخ وله عقار لكل مرض وحالة غريبة "التفت الطبيب متفاجئا من كلام الزئبقي وسرعان ما علق على كلامه،" تعرف أن هذه أسطورة يعتبرها الناس من الخرافات التي لا تصدق؟ كلامك عنه بهذه الثقة يعطيني انطباعا أنك متأكد من حقيقته "رد الزئبقي متسائلا،" تقول أن الناس يعتبرونه خرافة، ماذا عنك؟ "ابتسم الطبيب بكل ثقة وأجاب،" أنا أيضا أسعى للقائه والتعلم منه ... "تفاجا الزئبقي من اجابة الطبيب وقبل ان يساله عن اي معلومات قد يفيده بها عن مكان أبي الطب نادى سعيد الذي كان في مقدمة القافلة الجميع ان يتوقفوا للتخييم قبل حلول الظلام.كان الولدان ورد وأخته زهرة يجلسان بجوار أختهما المستلقية على الارض ينتظران منها أي استجابة، كان جميع من بالقافلة يشكلون دائرة يستعدون لتقاسم ما جهزوه من طعام لتناوله، أما الزئبقي فكان واقفا بالجوار خجلا من الجلوس مباشرة دون أن يدعوه أحد للطعام.همس الطبيب لسعيد بصوت خافت،" ألن تدعوه لتناول الطعام معنا؟ "أجاب سعيد وهو ينظر للزئبقي،"ربما هو ليس جائعا لو كان كذلك لجلس معنا"ابتسم الطبيب الذي أصبح يعرف طباع سعيد مجيبا،" ربما هو خوفك على قلة المؤونة الذي جعلك لا تناديه "لوح الطبيب للزئبقي ليجلس لتناول الطعام، فجاء وجلس والسعادة تغمره بينما يحاول اخفاءها.بينما الجميع يتناولون الطعام تحركت المرأة المغشي عليها وفتحت عيناها، فصرخت زهرة واخوها فرحين،" أختي ياسمين هل أنت بخير؟ "حاولت ياسمين أن تلتفت وترى ما حولها لعلها تسترجع اخر ما حصل لها،" أين نحن ومن هؤلاء الناس؟ "كان الطبيب والزئبقي وبقية القافلة قد التفوا حولها، فأجاب الزئبقي مازحا،" لقد وجدناك في الصحراء مغشيا عليك "مباشرة بعد أن رأت ياسمين الزئبقي تغيرت ملامحها وحاولت أن تقوم من مكانها وهي تقول لأخوتها،" أين سيفي؟ أحتاجه لمواجهته"رد الطبيب على ياسمين وهو يحاول تهدئتها،"لا تتحركي كثيرا لانك لا تزالين تحت تأثير التعرض لليوران، أما سيفك فقد دفناه في الرمال "شرح الطبيب لياسمين ما حدث وكيف أن الزئبقي كان شخصا طيبا وآثر مساعدتها هي وإخوتها وقبل بتقديم حصانه الأحمر كضمان للقافلة؛ حينها شعرت ياسمين بشعور غريب هو مزيج من ندم وامتنان، عانقت اخويها بشدة لأنها أدركت أنها عرضتهم للخطر فلولا أن الزئبقي كان رجلا طيبا ومسامحا لكانا قد تعرضا لأذى كبير.بينما هي تعانقهما همس ورد في أذنها،" لقد فتشونا وأخذوا كل أسلحتنا وأدواتنا "ابتسمت ياسمين لكلام أخيها وردت،" لا تقلق يا ورد لن نكون بحاجة لها فنحن بخير "التفتت ياسمين للزئبقي واعتذرت منه،" أعتذر لك أيها الزئبقي على ما تسببنا لك به أنا وإخوتي "لم يكن الزئبقي مباليا كثيرا باعتذارها وهز رأسه مجيبا،" لا عليك "بينما كان ورد ينظر له بنظرات حادة، قامت أخته زهرة بقرصه وهي تهمس له،" توقف عن هذا يا ورد "وضع الطبيب يده على كتف الزئبقي ورمقه بنظرة تدل على أنه سيكون بينهما حوار طويل لاحقا وقال،" إذن إسمك هو الزئبقي، مثير للأهتمام..."شرح الطبيب لياسمين أنهم سيتوجهون لقرية قريبة حيث وجهة القافلة، وهناك سيتم الإعتناء بها لتوفر الأدوات والأدوية اللازمة، وأنهم إلى ذلك الحين سيكونون تحت قيادة سعيد.في الصباح استانفت القافلة مسيرتها، كان الزئبقي والطبيب يسيران بجوار الناقة التي تحمل ياسمين وفي الجانب الآخر أخواها، سأل الزئبقي ياسمين مستفسرا،" كيف تعرفين اسمي، منذ متى كنتم تراقبونني وتتصيدون الفرصة لخداعي والإعتداء علي؟ "كانت ياسمين متأسفة وبصوت نادم أجابته،" إسمك له صيت ذائع بين الخميائيين، هم يملكون صورا لك قد رسمها أحدهم يوزعونها على المرتزقة والمأجورين لملاحقتك، في الحقيقة 'سكين' هو من استأجرني أنا وإخوتي، لملاحقتك أظنك تعرفه فهو أخبرنا أنكما التقيتما آخر مرة "ضحك الزئبقي وهو يتذكر سكين وجماعته، وأجاب،" ذلك الغر، ماذا عنك هل أنت من الرتزقة أم من الخميائيين؟ "أخفضت ياسمين رأسها وبصوت منخفض قالت،" كنت أتمنى أن لا أكون أي منهما، لكنني كذلك "![]()
هو محارب لا يعرف من اي قبيلة هو، لطالما جاب الصحاري والبراري بحصانه الاحمر العربي، له ذراع ممزوجة بالزئبق، كما انه يحمل كتابه البني الصغير اينما رحل.
لطالما كان مستهدفا من الخميائيين المرتزقة لانهم يعتبرونه مصدرا للزئبق، والجميع يعرف ان اهم المكونات النادرة التي يحتاجها الخميائيون هو الزئبق...

في احدى الليالي كان الزئبقي الطائر مخيما قرب احدى القبائل، يرتاح من سفره الطويل وحصانه الاحمر مستلق على الارض بجواره... سمع صوت احدهم يقترب من خيمته الصغيرة، فقام بهدوء مستعدا لاي طارئ لانه اعتاد على هجمات الخميائيين والمرتزقة الذين يلاحقونه.
اقتربت خطوات الشخص الغريب اكثر فاكثر ولم يبدو انه يحاول اخفاءها او التسلل، وفي ذروة استعداد الزئبقي الطائر لاي حركة خاطفة قام الشخص الغريب بالتحدث اليه،
" مرحبا بك يا هذا، انا من القبيلة خلف التل، جئت ادعوك لتبيت عندنا "
خرج الزئبقي من خيمته بحذر واجاب مبتسما،
" أوهكذا يتصرف قطاع الطرق في هذه النواحي؟ "
ضحك الرجل الغريب بدوره واجاب،
" أوهكذا يدافع الرجل عن نفسه؟ بدون سيف يحميه؟ "
لم يجب الزئبقي الرجل على حديثه عن السيف لانه يعلم في قرارة نفسه انه لا يحتاج سيفا وان الزئبق في جسده قادر ان يطيح باي رجل او وحش كان،
واصل الرجل الغريب كلامه،
" لا تتوجس مني، نحن في قبيلتنا نخشى على سمعتنا كثيرا، فماذا تظن القبائل الاخرى ستقول عنا ان علموا ان رجلا بات الليلة مخيما قربنا ولم نضيفه؟ "
شعر الزئبقي ان الرجل مسالم، ولانه كان يشعر بجوع شديد لم يرفض طلب الرجل، وقبل ان يرافقه وجمع اغراضه ليلحق به...

سار الزئبقي الطائر رفقة الرجل الغريب نحو القبيلة خلف التل، كان الرجل الغريب يسبقه ببضع خطوات؛ شعر الزئبقي انه يجب ان يشكر الرجل الغريب لانه لم يقل شيئا له مقابل اهتمام الرجل باستضافته،
" أشكرك يا رجل على مساعدتك ودعوتك لي، هلا اخبرتني ما اسمك حتى اناديك به؟ وما اسم القبيلة حتى احسن شكرهم "
ابتسم الرجل للزئبقي واجابه،
" اسمي هو سيف بن غمد، وانا من قبيلة بني سكين، ماذا عنك يا صاحب الذراع الغريبة؟ ما اسمك ومن اي قبيلة انت؟ "وبدون تردد ولانه اعتاد على اخفاء اسمه اجاب،
" اسمي طائر وانا من قبيلة بعيدة "
وصل الاثنان للقبيلة، كان الجميع في منازلهم ولم يكن هناك احد بالانتظار، شعر الزئبقي ان الامر مريب فسأل،
" هل الجميع نائمون؟ أليس الوقت مبكرا؟ "
تردد الرجل الغريب قليلا، ثم التفت مبتسما ليجيب،
" نحن قبيلة صغيرة ومن عاداتنا ان لا يتسكع الجيران في الطرقات بعد حلول الظلام، لقد اقتربنا من بيت زعيم القبيلة هو بانتظارنا فهو من أرسلني لأحضرك "
شعر الزئبقي بالاطمئنان من كلام الرجل ولم يرغب في طرح المزيد من الاسئلة ليوفر ذلك حتى لقائه زعيم القبيلة...

كان سكين يبدو غير مبال لذراع الزئبقي الغريبة ولم يثني او يسال عن حصانه الاحمر الفريد من نوعه وهذا كان بالنسبة للزئبقي الطائر امرا مريبا نوعا ما، فكان يفكر،
" لعل الرجل ليس فضوليا، أو أنه رأى حصانا احمر من قبل، لكنني أشك انه رأى رجلا بذراع زئبقية من قبل "
توقف سكين فجأة،
" لقد وصلنا يا طائر ان هذا هو منزل الزعيم يمكنك ربط حصانك بتلك الشجرة امام البيت ولندخل فالجماعة ينتظروننا "
قام الزئبقي بربط حصانه بالشجرة، ومسح على راسه يكلمه بهمس،
" لن أطيل الغياب عنك يا أحمر وساحرص على احضار طعام لك أيضا "
دخل سكين والزئبقي للمنزل الذي كان يبدو منزلا متواضعا، وبينما هما يهمان بالدخول سأل الزئبقي سكينا،
" يبدو منزل زعيم قبيلتكم متواضعا قليلا رأيت منازل اجمل وأكبر منه بالجوار "
أجابه سكين بثقة،
" الزعيم شخص متواضع وكريم هو لا يحب أن يبدو متعاليا على أهل قبيلته "
دخل الرجلان وأقفل سكين الباب خلفه، كان البيت مظلما جدا وكان مصدر الضوء الوحيد هو ذراع الزئبقي؛ فجأة شعر الزئبقي ان سكينا اختفى،
" سكين؟ أين أنت ولماذا المكان مظلم هكذا؟ "
وفجاة ودون سابق إنذار ألقيت شبكة ثقيلة على الزئبقي أسقطته ارضا وأعاقت حركته، وحينها اضاءت مصابيح الغرفة وظهرت مجموعة ملثمين تحيط بالزئبقي الذي كان كالارنب في فخ الصياد، أما سكين فوقف أمام الزئبقي ضاحكا يسخر منه،
" الرجل العاقل لا يمشي وهو يحمل كنزا في يده يلوح به للناس، وفي حالتك أنت كان الاجدر أن تخفي ذراعك عن الانظار لانها كنز متنقل لا يعرفه الا الخميائيون مثلنا "

سحب "سكين" ومن معه خناجرهم واقتربوا من الزئبقي الطائر واعينهم تلتهب شرا وطمعا، ورغم ان منظرهم كان مهيبا إلا ان الزئبقي لم يكن متوترا من الموقف بأكمله، فقال مستهترا،
" إذن لا يوجد طعام لي ولا لحصاني الأحمر الذي تركته في الخارج، هذا مؤسف حقا"
أجابه سكين مهددا،
" حياتك أجدر ان تهتم لها الآن اكثر من أي شيء آخر "
عندها ابتسم الزئبقي الطائر، بينما تذوب الشبكة من فوقه بعد ان امتزجت ذراعه الزئبقية بها تهشمهما وتذيبها، وأجاب واثقا،
" بل حيواتكم هي التي يجب أن تقلقوا عليها، أ تظنون أنني فريسة سهلة؟"
استغرب الجميع، وعادوا خطوة للوراء بعد أن رأوا الزئبقي يذيب الشبكة ويتكلم بثقة،
أما سكين فحاول أن يهدأ من قلق رفاقه،
" لا يخفكم كلامه هو فقط يتباهى، حتى وإن أذاب الشبكة التي صنعناها خصيصا لإيقافه فهو لن يستطيع مواجهتنا كلنا"
ضحك الزئبقي بينما يواصل استهزاءه بالخميائين حوله،
" خناجركم التي ألاحظ بوضوح أنها مصنوعة بمزيج من الرصاص والنحاس لن تنفعكم، فلا الرصاص ولا النحاس يمكن ان يكون ندا للزئبق والآن لديكم فرصة للنجاة سأمنحها لكم بعدها لن أتوانى في اسقاطكم دفعة واحدة"
أمسك الزئبقي كتابه بيمناه ووجه ذراعه الزئبقية للرجال أمامه.

شعر سكين ومن معه بالخطر من مشهد الزئبقي الطائر وهو يطلق الزئبق من ذراعه، وحينها أدركوا أنهم ليسوا ندا له وأن ما سمعوه من كلام يتناقله الخميائيون عنه كان صحيحا وليس مبالغا فيه، همس احدهط الرجال لسكين،
" ماذا نحن فاعلون؟ لا يبدو اننا قادرون على خطف هذا الزئبقي"
حينها قرر سكين الإعتذار ليحافظ على حياته وحياة رفاقه،
" لم نكن ندرك أنك بهذه القوة ولهذا نحن نعتذر لك وبالمقابل يمكننا أن نعوضك بقطع ذهبية حتى تتركنا نذهب فكم تريد؟ "
ضحك الزئبقي مطولا لكنه لم يرد ذهبا ولا مالا، فأجاب،
" لست بحاجة لمالكم وذهبكم انصرفوا واتركوني بحالي، لكنني لن أرأف بكم إن التقينا مجددا"
وهكذا انصرف سكين ومن معه مسرعين خوفا من تقلب مزاج الزئبقي، أما الاخير فقد خرج لحصانه يواسيه ويعتذر له،
" لم أوفي بوعدي لك يا أحمر، لم يكن هناك طعام لأجلبه لك، وللأسف الجماعة عرضوا علي ذهبا جهلا منهم أن الذهب إن لامسته أو قربته لجلدي سيتفتت ويذوب"
مع طلوع الشمس واصل الزئبقي مسيرته على حصانه الأحمر نحو الأرض التي يسعى لها...

كان الزئبقي يسير بجوار حصانه وهو يحمل كتابه البني يقرأ احدى صفحاته، وفجأة لمح بطرف عينه أشخاصا على يمينه على بعد مسافة متوسطة.
حاول النظر بتمعن فانتبه لأنها امرأة وبرفقتها طفلين وهم متوقفون لسبب ما.
توجه نحوهما وفي نيته تقديم العون إن كانوا بحاجة لمعونة.
بينما اقترب منهم سمع المرأة وهي تبكي وتصرخ على ولدها المستلقي في الارض،
" أرجوك يا بني لا تفقد وعيك قد يأتي من يساعدنا "
كان بجوارها طفلة صغيرة يبدو الحزن عليها.
ألقى الزئبقي التحية وحاول أن يعرف مالأمر،
" هل هناك ما يمكن أن أساعدك به يا أختاه؟ "
نظرت له المرأة بحزن وخوف وأجابته،
" أنا بلا حول ولا قوة لقد تعرض لنا قطاع الطرق وسرقوا ناقتنا وكل ما لدينا، وابني هنا مريض يحتاج طبيبا "
شعر الزئبقي بالأسف ومنظر الطفل المريض يؤسفه، فقرر مساعدتهم،
" لا تقلقي يا أختي إن كنت تعرفين الطريق لأقرب قرية أو قبيلة فيمكنني مرافقتكم "

رافق الزئبقي المرأة وولديها لقرية قريبة، كان ابنها المريض وأخته يمتطيان الحصان الأحمر بجوارهما.
حاول الزئبقي أن يواسي المرأة ويكلمها حتى يخفف من قلقها،
" سنكون بخير لا تقلقي، هل القبيلة التي سنذهب لها هي قبيلتكم؟ "
كانت المرأة تبدي قلقا وتوترا وكان جوابها قصيرا مختصرا،
" لا ليست قبيلتنا"
لاخظ الزئبقي قلق المرأة فحاول أن يواصل الحديث لكي لا تشعر المرأة بالخطر منه،
" أنا لا أعرف المنطقة جيدا، من أي قبيلة أنتم وهل هي قريبة أيضا؟ "
أشارت المرأة برأسها يمينا وشمالا،
" لا ليست قريتنا قريبة "
شعر الزئبقي أنه أحرج المرأة بسؤالها عن قبيلتها، فحاول أن يستمر في الحديث رغم ذلك،
" يبدو ولدك وابنتك طفلين ذكيين ومطيعين، لقد امتطت البنت الجواد وأمسكت أخاها دون نقاش أو تذمر "
حركت المرأة رأسها مبتسمة وقالت بصوت مرتفع،
" نعم... الآن! "
استغرب الزئبقي وسألها،
" الآن ماذا؟ "
التفتت المرأة لولديها على الحصان وصرخت،
" الآن! "
وإذا بابنها المريض يستقيم وأخته تشد على كتفيه، وينطلقان كالبرق بالحصان الأحمر بعيدا عن الزئبقي الطائر...

ابتعد الولدان بحصان الزئبقي الطائر والرمال تتطاير خلفهما، أما المرأة بسحبت من ثيابها سيفا يشع بشكل غريب، وبثقة قالت،
" عليك أن تستسلم وتسير أمامي ببطئ أما حصانك الأحمر فهو الآن رهينة لدينا "
نظر الزئبقي بفضول لسيف المرأة المشع وسألها،
" تبدين واثقة بقوتك وبأنني سأنفذ أوامرك، هل هذا السيف هو مصدر الثقة؟ من ماذا صنعته؟ "
ضحكت المرأة وبنبرة واثقة أجابته،
" لقد جهزت نفسي جيدا لمواجهتك، الخيمياء ليست حكرا على الرجال فقط "
واصلت المرأة وهي تتلوح بسيفها المشع،
" لقد زرت بلادا بعيدة واشتريت "اليوران" بثمن باهض خصيصا لأصنع منه هذا السيف "
سحب الزئبقي كتابه البني وفتحه وهو يبحث عن شيء ما، بينما شعرت المرأة بالخطر وصرخت عليه أن يتوقف عن الحركة؛ أما هو فبهدوء أجابها،
" لقد وجدته، تذكرت أنني قرأت عنه هنا، ما يسمى باليوران هو ند قوي للزئبق، لكنه سيسبب لمستعمله مخاطر كثيرة، قد يقتلك هذا السيف، هل كنت تعلمين ذلك؟ "
شعرت المرأة بالقلق لكنها حاولت أن تبدو متماسكة فردت عليه،
" لن تخيفني بهكذا كلام، أنا أعي جيدا ما أفعله "
* ملاحظة: اليوران هو اختصار لليورانيوم يتم استعماله في بعض الترجمات العربية.

كان الولدان يمتطيان الحصان الاحمر وهما سعيدين بنجاح خطتهما لسرقة الحصان، لكن ولأنه حصان أصيل لا يفارق صاحبه، بدأ الأحمر يعاندهما حتى التف عائدا نحو الزئبقي الطائر.
لمحت المرأة الحصان وهو يعود نحوهما فصرخت على ولديها،
" لماذا عدتما؟! اذهبا إلى المكان الذي اتفقنا عليه! "
ضحك الزئبقي ساخرا منها وهو يلوح لحصانه،
" لا تتعبي نفسك إن حصاني الأحمر لا يحب أن يبتعد عني "
في محاولة يائسة منها هاجمت المرأة الزئبقي بسيفها المشع، تفاداها برشاقة وصد السيف بيده الزئبقية، وحينها صدر ضوء قوي من تصادمهما سقطت على إثره المرأة مغشيا عليها.
أمسك الزئبقي رأسه قائلا،
" لقد حذرتك من خطورة اليوران "
وصل الحصان الأحمر وقفز منه عليه الولدان اللذان أسرعا للمرأة يدافعان عنها، صرخ الولد على الزئبقي،
" ماذا فعلت لأختنا؟ سأنتقم منك! "
أما البنت فنظرت للزئبقي بحزن وهي تلومه،
" أنت وحش بشري لم ترأف بامرأة ضعيفة "
حاول الزئبقي أن يهدأ الولدين،
" أختكما؟ امرأة ضعيفة؟! على مهلكما، هي من هجمت علي وأنا تصديت لسيفها فقط، لست أنا من قام بالسرقة وحاول خطف رجل وحيد في الصحراء "
بينما هم كذلك ظهرت في الافق قافلة صغيرة تقترب منهم، حينها حاول الزئبقي أن يكون لطيفا مع الولدين رغم كل شيء،
" انظرا هناك قافلة تمر من هنا، سأساعدكم لطلب عونهم لعلهم يساعدون لنقل أمكم أو أختكم لطبيب ما لعلاجها"

كانت القافلة لا تتعدى أربعة جمال محملين بأمتعة ومجموعة رجال ونساء يسيرون على أقدامهم.
لوح الزئبقي لهم وهو ينادي،
" نحن نحتاج مساعدتكم يا إخوان "
جاء أحد الرجال لمكان الزئبقي ومن معه، وبعد التحية سألهم،
" بماذا يمكننا مساعدتكم؟ "
أجابته الفتاة الصغيرة وهي تبكي،
" هذا الرجل المتوحش صرع أختي أرضا نحتاج طبيبا لها "
نظر الرجل من القافلة للزئبقي بنظرة استغراب، لكن سرعان ما حاول الزئبقي أن يصحح الوضع،
" على رسلك يا رجل، أنا من تعرض للإعتداء هنا "
لم يصدق الرجل كلام الزئبقي وأجابه،
" أشك في ذلك، فما عسى فتاة وطفلين يفعلان لرجل قوي مثلك؟ "
لم يرد الزئبقي الاستمرار في تبرئة نفسه لأنه كلما فعل ذلك يبدو وكأنه مذنب حقا، فسأل،
" على كل حال، المرأة في حالة حرجة هل يوجد معكم طبيب؟ "
أجابه الرجل،
" لحسن حظكم معنا في القافلة شاب يجيد التطبيب نستعين به في السفر الطويل "
التفت الرجل للقافلة وبدأ ينادي ويلوح،
" تعال يا حكيم، تعال... "
كان حكيم شابا يبدو في ثلاثينيات عمره، يحمل على ظهره حقيبة ادوات.
وصل حكيم ومباشرة اقترب من المرأة الملقية على الأرض ولاحظ وجود السيف المشع بيدها، فسأل،
" مالوضع هنا وما قصة ذلك السيف الغريب؟ "
سرعان ما بادر الولد الصغير بإجابة الطبيب مشيرا باصبعه للزئبقي،
" هذا الوحش اعتدى علينا "
وضع الزئبقي يده على جبينه متنهدا، ولسان حاله يقول " أهل ضحك أم أبكي"

كان الطبيب رجلا ذكيا بما يكفي لكي لا يصدق من أول وهلة أن الزئبقي اعتدى على المرأة، اقترب يحاول ان يجس نبضها ويفحصها وعلق،
" بغض النظر عن من اعتدى على الاخر، تبدو المرأة في حال سيئة ومع ذلك احكمت قبضتها على هذا السيف الغريب، ولا افهم لماذا هي متمسكة به "
شعر الزئبقي بالارتياح لأن الطبيب لم يتهمه وأجاب،
" بالضبط هذا هو ما يجب السؤال عنه، السيف بيدها مصنوع من اليوران وهو مادة تسبب ضررا إن لامستها "
حينها قام الطبيب بفك قبضة المرأة على سيفها، وبعد أن افلتته قام بركله بعيدا، والتفت لزميله في القافلة،
" ما رأيك يا سعيد؟ هل نأخذ الجماعة معنا لعلاج المرأة أم نتركهم هنا؟ "
أجاب سعيد،
" لا أظن أنه من الحكمة أن نأخذهم معنا، شخص غريب حصانه أحمر ومشتبه أنه صرع امرأة مسكينة، ومن جهة أخرى المرأة نفسها تحمل سلاحا خطيرا ومعها ولدان شقيان "
نظر الزئبقي لحصانه الأحمر وكلمه بصوت خافت،
" كان علي أن أتحلى بهذا النوع من الحذر قبل أن أسمح لتلك المرأة وأخويها الشقيين بخداعي "
وقف الطبيب متأسفا للزئبقي والبقية،
" أنا متأسف لكم، السفر في الصحراء يعلمنا الكثير من الأمور ومن بينها الحذر وعدم الوثوق بالناس بسهولة لهذا ربما سنقبل بضمانات لاصطحابكم معنا "
شعر الزئبقي أن كلام الطبيب موجه له بشكل لا إرادي ففكر بداخله،
- لماذا أشعر أن الجميع يخاطبني ويعطيني دروسا لكيفية تفادي المشاكل في سفري، ربما هم محقون -
رغم ذلك شعر الزئبقي بأنه مسؤول بطريقة ما عن ما حدث للمرأة بسبب تصديه لها بالزئبق، فقرر تقديم ضمان للطبيب ولصاحب القافلة سعيد،
" يمكنني أن أضمن لكم الجماعة، سنرافقكم وسيكون حصاني مربوطا مع جمالكم ويمكنكم تفحصنا والتخلص من أي أسلحة لدينا "
قبل سعيد باقتراح الزئبقي، وسرعان ما هم بتفتيشه،
" على مهلك يا عماه، اقترح ان تبدا بالولدين الشقيين اولا "
قام سعيد بتفتيش الزئبقي وبضغط من الاخير قام بتفتيش الولدين اللذين ابديا انزعاجا ولم ينفكا يرمقان الزئبقي بنظرات غاضبة، وكما كان متوقعا وجد سعيد لديهما اشكالا وانواعا من الخناجر والادوات الحادة واكياسا من مواد كميائية غريبة، وقال بدهشة،
" يبدو ان الولدان اشد خطورة من هذا الرجل حتى "

مثلما كان الاتفاق، تم ربط الحصان الاحمر مع باقي الجمال، ورافق الزئبقي والبقية القافلة...
كان الزئبقي يسير بجوار الطبيب وأمامهما الأخوين الصغيرين،
سأل الطبيب الزئبقي،
" هل حقا أنت لا تعرف تلك المرأة وأخويها؟ "
أجابه الزئبقي بكل ثقة،
" أنا حقا لا أعرفهما، وكما أخبرتك منذ قليل لقد حاولوا سرقة حصاني والاعتداء علي بعد أن خدعوني "
ابتسم الطبيب مجيبا،
" تبدو شخصا طيبا لأنك تساعدهم رغم ذلك، لكن حاول أن تكون أكثر فطنة خصوصا وأنت تسافر لوحدك "
كان الولدان يتحدثان بصوت خافت، كان الولد يعاتب أخته،
" مستحيل أن أعتذر منه يا زهرة هل جننت؟ "
بينما هي تحاول إقناعه،
" لا بأس لن نعتذر لكن على الأقل نشكره على مساعدتنا يا ورد "
رفض ورد اقتراح أخته زهرة وواصلا المسير بصمت.
كان الطبيب يرمق الزئبقي بنظرات خاطفة من حين لآخر لأنه انتبه لذراعه الغريبة، ولم يتمالك نفسه فسأل،
" المعذرة، هل لي أن أسأل عن ذراعك تلك؟ هل هو مرض ما أم شيء طبيعي؟ "
ابتسم الزئبقي مجيبا،
" هذه الذراع هي مصدر المشاكل لي، ولدت بها هكذا وبما أنك أخبرتني أن أكون حذرا أكثر فسأفضل أن لا أتحدث عنها كثيرا "
ضحك الطبيب مطولا ورد عليه،
" جيد أنك تأخذ بالنصح، أظن لن يضر إن سألتك عن وجهتك ؟ "
نظر الزئبقي للأفق البعيد وهي يجيب الطبيب متأملا،
" أبحث عن أرض يقال أن فيها رجلا يلقبونه بأب الطب، الأساطير تقول أنه بلغ من العمر مئات السنين، لا يشيخ وله عقار لكل مرض وحالة غريبة "
التفت الطبيب متفاجئا من كلام الزئبقي وسرعان ما علق على كلامه،
" تعرف أن هذه أسطورة يعتبرها الناس من الخرافات التي لا تصدق؟ كلامك عنه بهذه الثقة يعطيني انطباعا أنك متأكد من حقيقته "
رد الزئبقي متسائلا،
" تقول أن الناس يعتبرونه خرافة، ماذا عنك؟ "
ابتسم الطبيب بكل ثقة وأجاب،
" أنا أيضا أسعى للقائه والتعلم منه ... "

تفاجا الزئبقي من اجابة الطبيب وقبل ان يساله عن اي معلومات قد يفيده بها عن مكان أبي الطب نادى سعيد الذي كان في مقدمة القافلة الجميع ان يتوقفوا للتخييم قبل حلول الظلام.
كان الولدان ورد وأخته زهرة يجلسان بجوار أختهما المستلقية على الارض ينتظران منها أي استجابة، كان جميع من بالقافلة يشكلون دائرة يستعدون لتقاسم ما جهزوه من طعام لتناوله، أما الزئبقي فكان واقفا بالجوار خجلا من الجلوس مباشرة دون أن يدعوه أحد للطعام.
همس الطبيب لسعيد بصوت خافت،
" ألن تدعوه لتناول الطعام معنا؟ "
أجاب سعيد وهو ينظر للزئبقي،
"ربما هو ليس جائعا لو كان كذلك لجلس معنا"
ابتسم الطبيب الذي أصبح يعرف طباع سعيد مجيبا،
" ربما هو خوفك على قلة المؤونة الذي جعلك لا تناديه "
لوح الطبيب للزئبقي ليجلس لتناول الطعام، فجاء وجلس والسعادة تغمره بينما يحاول اخفاءها.
بينما الجميع يتناولون الطعام تحركت المرأة المغشي عليها وفتحت عيناها، فصرخت زهرة واخوها فرحين،
" أختي ياسمين هل أنت بخير؟ "
حاولت ياسمين أن تلتفت وترى ما حولها لعلها تسترجع اخر ما حصل لها،
" أين نحن ومن هؤلاء الناس؟ "
كان الطبيب والزئبقي وبقية القافلة قد التفوا حولها، فأجاب الزئبقي مازحا،
" لقد وجدناك في الصحراء مغشيا عليك "
مباشرة بعد أن رأت ياسمين الزئبقي تغيرت ملامحها وحاولت أن تقوم من مكانها وهي تقول لأخوتها،
" أين سيفي؟ أحتاجه لمواجهته"
رد الطبيب على ياسمين وهو يحاول تهدئتها،
"لا تتحركي كثيرا لانك لا تزالين تحت تأثير التعرض لليوران، أما سيفك فقد دفناه في الرمال "

شرح الطبيب لياسمين ما حدث وكيف أن الزئبقي كان شخصا طيبا وآثر مساعدتها هي وإخوتها وقبل بتقديم حصانه الأحمر كضمان للقافلة؛ حينها شعرت ياسمين بشعور غريب هو مزيج من ندم وامتنان، عانقت اخويها بشدة لأنها أدركت أنها عرضتهم للخطر فلولا أن الزئبقي كان رجلا طيبا ومسامحا لكانا قد تعرضا لأذى كبير.
بينما هي تعانقهما همس ورد في أذنها،
" لقد فتشونا وأخذوا كل أسلحتنا وأدواتنا "
ابتسمت ياسمين لكلام أخيها وردت،
" لا تقلق يا ورد لن نكون بحاجة لها فنحن بخير "
التفتت ياسمين للزئبقي واعتذرت منه،
" أعتذر لك أيها الزئبقي على ما تسببنا لك به أنا وإخوتي "
لم يكن الزئبقي مباليا كثيرا باعتذارها وهز رأسه مجيبا،
" لا عليك "
بينما كان ورد ينظر له بنظرات حادة، قامت أخته زهرة بقرصه وهي تهمس له،
" توقف عن هذا يا ورد "
وضع الطبيب يده على كتف الزئبقي ورمقه بنظرة تدل على أنه سيكون بينهما حوار طويل لاحقا وقال،
" إذن إسمك هو الزئبقي، مثير للأهتمام..."
شرح الطبيب لياسمين أنهم سيتوجهون لقرية قريبة حيث وجهة القافلة، وهناك سيتم الإعتناء بها لتوفر الأدوات والأدوية اللازمة، وأنهم إلى ذلك الحين سيكونون تحت قيادة سعيد.
في الصباح استانفت القافلة مسيرتها، كان الزئبقي والطبيب يسيران بجوار الناقة التي تحمل ياسمين وفي الجانب الآخر أخواها، سأل الزئبقي ياسمين مستفسرا،
" كيف تعرفين اسمي، منذ متى كنتم تراقبونني وتتصيدون الفرصة لخداعي والإعتداء علي؟ "
كانت ياسمين متأسفة وبصوت نادم أجابته،
" إسمك له صيت ذائع بين الخميائيين، هم يملكون صورا لك قد رسمها أحدهم يوزعونها على المرتزقة والمأجورين لملاحقتك، في الحقيقة 'سكين' هو من استأجرني أنا وإخوتي، لملاحقتك أظنك تعرفه فهو أخبرنا أنكما التقيتما آخر مرة "
ضحك الزئبقي وهو يتذكر سكين وجماعته، وأجاب،
" ذلك الغر، ماذا عنك هل أنت من الرتزقة أم من الخميائيين؟ "
أخفضت ياسمين رأسها وبصوت منخفض قالت،
" كنت أتمنى أن لا أكون أي منهما، لكنني كذلك "

انقر لإبداء عدم إعجاب.0انقر لإبداء إعجاب.1
وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش