Please or التسجيل to create posts and topics.

وأعدّوا للمانجاكا: "الأجنحة الخارقة"!!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الأجنحة الخارقة!!

(ملاحظة: تمت اضافة الرسمة يوم الاربعاء 15/ 1/ 2025م من تنفيذ المبدع كيوبي مصطفى)

***

   كان الغضب يعتصر قلبه بشدة، لدرجة أنه ارتسم على وجهه بوضوح دون أن ينطق بكلمة، مما جعل الجدة تدرك ما المّ به من الوهلة الأولى، فتنهدت وهي تحاول تهدئته بقولها:

- انت الان رياضي تهتم بلياقتك ولذلك تهتم بالاكل الصحي وتتبع الحمية ما شاء الله عليك، وتشجع الناس على الاهتمام بصحتهم والطعام الصحي لأنك ترى أن هذا سيجعلنا امة قوية.. انت الان ترى أن السكريات امور مضرة بالصحة، سمعتَ هذا منذ الصغر ولكنك ايضا مقتنع به بتجربتك العملية، واصبحت ترى اثر تناول السكريات على صحتك، وكيف انها تجعلك تتعب بسرعة فلا تستطيع الركض لاكثر من بضع دورات! بالنسبة لي انا انسانة تحب الحلويات ولا تستطيع مقاومتها منذ الصغر، ولأنك شخص طيب ويهمك امر الآخرين نصحتني بضرورة التوقف عن اكل الحلوى وقلت لي "صحتك تهمنا" فهنا بدل ان اشكرك لاهتمامك واقول لك جزاك الله خيرا ساحاول الاخذ بنصيحتك، بدأتُ باتهامك بأنك تطبل لصالح الحكومة الظالمة التي لا تريد من الشعب ان ينافسوها في تناول الحلويات حتى تبقى الحلويات لهم وحدهم، لانني مقتنعة ان الحلويات تعطينا طاقة للتفكير والتركيز وهم لا يريدوننا ان نفكر؛ لذلك معظم المسؤولين كانوا يطلقون حملات سابقة لحث الشعب على التخفيف من تناول الحلوى، وبالتالي انت مجرد شخص تطبل للحكومة ضد الشعب لتمنعه من تناول الحلوى التي تساعده على التفكير! فكيف سيكون شعورك هنا؟

حاول كتم غضبه، وهو يقول باحترام:

- مع احترامي لك أيتها الجدة، ولكن التشبيه خاطئ تماما! انا ان نصحتك بالتوقف عن اكل السكريات لا يتعدى الامر كونه نصيحة، لكنني لن اتي لك وانزع الحلوى من يدك وامنعك اكلها ولم اخبرك انك انت السبب في كون الحلوى مضرة، وهذا هو الحال مع من يقفون ضد من يريد النهوض امام الانظمة الجائرة نوقفهم ونتهمهم بالتشكي ونخبرهم انهم هم من ادوا بانفسهم لهذا الحال وانهم يجب ان يرضوا ويصمتوا ويحسنوا انفسهم فقط.

وهنا اسرعت الجدة بالرد قائلة:

- اكيد لن يقول احد للناس انهم هم السبب في جعل الحلوى مضرة، ولكنك ستقول لهم انهم هم السبب في تدهور صحتهم بسبب افراطهم باكل الحلوى، اليس كذلك؟

والتقطت نفسا قبل ان تقول:

حتى يكون المثال محدد ولا نتوه فيه ، اجب هذا السؤال لو سمحت: شخص يأكل حلوى بشكل مفرط، ثم تدهورت صحته بسبب اكله للحلوى، من هو المسؤول عن ذلك؟

- الشخص المفرط في تناول الحلوى هو الملام، اين وجه الشبه ؟

فقالت الجدة:

دعني اسألك سؤالا آخرا يسهل عليك المهمة: انت قائد جيش تريد ان تحارب قوة عاتية، من ستختار معك في جنودك؟ هل ستختار اشخاص مرضى وضعفاء واطفال صغار؟ ام ستحرص على اختيار رجال اقوياء اشداء يصمدون معك حتى النهاية؟

- رجال اقوياء، اين وجه الشبه؟

فضحكت الجدة:

- يبدو أنك لست في أحسن حالاتك ولذلك لم تعد تلمح تشبيهاتي بسهولة، لذلك سأعطيك مثالا آخر:

- نحن الان نعيش في جزيرة يحيط بها حاشية الحاكم الظالم، ولذلك لا يستطيع اي أحد الوصول لشاطئ البحر واصطياد السمك بدون اذنهم، حيث يحصلون هم على ما يشاؤون من الاسماك ولا يسمحون للشعب داخل الجزيرة سوى بتناول القليل جدا من هذه الاسماك، ولا يوزعونها بشكل عادل بل حسب اهواءهم، والشعب داخل الجزيرة كلهم ضعفاء فلا هم يستطيعون مجابهة الحاكم الظالم واعوانه ليصلوا للشاطئ رغما عن انوفهم ويأكلوا السمك، ولا هم يفكرون بأي طريقة عملية تجعلهم يحصلون على السمك ، ولذلك يعيشون حياتهم تحت رحمة الحاكم، ينتظرون شفقته او يتذمرون من ظلمه واقصى شيء يفعلونه هو الصراخ بأنهم يريدون سمكا، والحاكم لا يمانع في ان يجعلهم ينفسون عن غضبهم بالصراخ بين الحين والاخر، لأنه يعرف انهم سيتعبون من الصراخ بالنهاية ويعودون لانتظار السمكات التي تصلهم عن طريقه فقط!! بالطبع ستظهر مجموعة تبدأ بتمجيد الحاكم وان الناس يجب ان تشكره بدل ان يزعجوه بالصراخ، بل سيقولون لك يكفي ان الحاكم يسمح لكم بازعاجه بصراخكم.. والمفروض تكفوا عن ذلك وترضوا بما يعطيكم اياه.. وهنا الناس طبعا ستنقسم لقسمين: قسم يقتنعون بذلك وقسم سيثورون اكثر لأنهم يعرفون ان هؤلاء مجرد منافقين متملقين للحاكم لا يشعرون بالشعب الذي لا يمكنه اكل كفايته من السمك!.. هنا ظهرت مجموعة جديدة، استطاعت ان تجد طريقة للحصول على السمك بدون تدخل الحاكم، فقد عثروا على اجنحة تجعلهم يحلقون عاليا فيذهبون للبحر ويصطادون ما يشاؤون من الاسماك ثم يعودون لوسط الجزيرة بدون ان يمروا من امام حاشية الحاكم واعوانه التي تحيط بالجزيرة! فعليا هم لم يعودوا تحت رحمة الحاكم ولا يهمهم امره فهم يملكون الاجنحة، ويستطيعون استعمالها بحرية تامة، لذلك اكثر ما يهمهم هو ان لا يخسروا هذه الاجنحة، ولو حدث عطل بأحد هذه الاجنحة فهم سينشغلون باصلاحها أكثر من اهتمامهم بالذهاب للصراخ مع بقية الناس لطلب السمك! بالطبع هم اناس طيبون، ولا يكتفون باطعام انفسهم السمك، بل يحرصون على اطعام غيرهم ومن حولهم ايضا، لذلك قرروا انه بدل الاكتفاء باطعام الاخرين، فمن الأفضل ان يعلموهم كيف يحصلون على هذه الاجنحة وكيف يستخدموها، ليحصلوا على السمك بأنفسهم، ويساعدوهم ايضا باطعام عدد اكبر.. وكلما زاد عدد الناس الذين يستخدمون الاجنحة، ضعفت سلطة الحاكم.. لان عدد الناس الذين يخضعون له لأجل السمك سيقل، فهو ليس له سلطة ابدا على اصحاب الاجنحة، كونهم اعلى من مظلته التي يحيط بها الجزيرة... الان حاول اصحاب الاجنحة ان ينشروا فكرتهم بطريقة ما، فحاولوا اقناع الناس ان الافضل هو التركيز على صنع الاجنحة بدل اهدار الوقت بالصراخ، ولكن للاسف بعض الناس ظنوهم من اتباع الحاكم الذين ينهونهم عن الصراخ حتى لا يزعجوا الحاكم، وقاموا بجمعهم في نفس الخانة، ولذلك رفضوا تقبل سماع اي نصيحة او اقتراح يتعلق بموضوع الاجنحة!! فكيف تتصرف هنا؟

رغم الضيق الشديد الذي كان يعاني منه، لكنه حاول مجاراة الجدة في قصتها، فسألها:

هل الاجنحة هذه مثلا تهرب ضريبي؟ او تجارة سوداء؟ او عمل غير مرخص مثلا ؟
 
كلامك عن اناس في جزيرة وسمك وحرس كان منطقيا لكنك اضفت له الاجنحة، نحن نعرف ان الناس لا يملكون اجنحة في الواقع، فحالك يشبه حال الكاتب الذي يكتب المخارج في قصته لينجو من التعقيدات التي وضعها.
 
فضحكت الجدة بشدة حتى كادت أن تنسى طبيعة الجو الذي يحيط بهم، لكنها سرعان ما استدركت الوضع بكلامها:
 
فهزت الجدة راسها بتفهم:

- لدينا مثال الجزيرة والسمك والحرس.. حتى هنا نحن متفقين.. سأضيف عليها وجود مصانع الحلويات داخل الجزيرة، والتي كلما اكل منها الناس اكثر تتدهور صحتهم، ولكنهم لا يسمعون لاي ناصح لانهم يعتبرونه مطبلا للحكومة التي من مصلحتها ان لا يستهلك الناس السكريات.. هؤلاء الناصحون هم انفسهم الذين يعرفون كيف يحصلون على اجنحة وما زالوا يحاولون نصح الناس ليهتموا بصحتهم حتى يكونوا قادرين على استخدام الاجنحة ولكن لا حياة لمن تنادي.. الناس يعتقدون ان الناصحين سيشغلونهم عن الصراخ لطلب السمك حتى لا يزعجوا الحاكم ويظنون انهم يمنعونهم من اكل الحلويات لاجل مصلحة الحاكم.. الحقيقة هي ان الناصحين يريدون للناس ان يصبحوا اقوياء بالابتعاد عن اكل الحلوى، لأن هذا سيجعلهم اقوى وسيساعدهم اكثر في حصولهم على اجنحة، ولهذا يريدونهم ان يغتنموا وقتهم للحصول على اجنحة بدل اضاعتها في الصراخ وتناول الحلى الذي يهلكهم! فهل الناصحين مخطئين؟

- ما هي هذه الاجنحة ؟؟؟؟

- حاول ان تفتح عقلك على مصراعيه وتحلق به عاليا لتعرف ما هي هذه الاجنحة بنفسك!

- لا اريد التحليق لانني حلقت وانهيت تحليقي، لكنني اريد الانتهاء من هذا النقاش، ولهذا اريد ان يكون كلامك مباشرا لو سمحت لانني اعرف اننا سنعود لنقطة الصفر ونقطة الخلاف!

فتنهدت الجدة:

- هذه النقاشات ليس لاضاعة الوقت حتى ننساها ونضعها على الرف، بل حتى تساعدنا على توسعة مداركنا وافاقنا وكي نفهم اكثر انفسنا وما حولنا وما نحن مقبلين عليه فنحسن التعامل مع كل ذلك بحكمة واحسان بإذن الله! لذلك لن نستفيد شيئا لو دخلنا في هذه النقاشات ونحن ننوي مسبقا عدم تغيير اي شيء من قناعاتنا السابقة، ولا فتح عقولنا ولا حتى الاستعداد لرؤية اي شيء جديد ولا فهم اي شيء اضافي مهما كان، لأننا قررنا مسبقا ان كل ما نحن عليه هو الصحيح فقط ولا نريد تغييره ابدا ولا فهم اي شيء غيره تحت اي ظرف..
 وبإذن الله يأتي اليوم الذي تحلق فيه عاليا جدا لتكسر كل القيود التي اراها لا تزال تكبلك بشدة، فلا تستطيع ان ترى ما فوقها بسهولة، رغم انك ممن امتلك الاجنحة فعلا ما شاء الله! لذلك حتى لا اطيل عليك بالتفكير، وبما انك كنت تريد مني تجارب عملية، فدعني أذكرك بقصتك الشخصي لانها اكثر قصة انت تعرفها! هل تتذكر ايام الهاوية؟! هل تتذكر عندما اخبرتني انه لا يوجد حل؟

هل تتذكر ذلك الموقف؟ انظر للتشبيه الان: انت في وسط جزيرة.. الحاكم الظالم واتباعه يحيطون بالجزيرة.. انت بحاجة للسمك حتى تحل مشاكلك لكنهم لا يسمحون لك بالوصول للسمك!! وضعك ذاك يشبه وضع معظم الذين يعيشون فوق الجزيرة.. لانهم لا يرون اي امل في الوصول للسمك وتخطي الحاكم الظالم واعوانه..!! لكنني قلت لك لا يوجد شيء مستحيل، ولانني ارى انه سيكون مضيعة للوقت ان نظل تحت رحمة الحاكم واعوانه؛ اخبرتك عن فكرة "الاجنحة"- طبعا لم اذكر لك في ذلك الوقت ان اسمها اجنحة، ولكنني نفذتها معك حرفيا- فهل نجحت معك ام لا؟!!!!!

والان اخبرني انت عن رايك بهذه الاجنحة من تجربتك العملية انت..
هل هي شيء منطقي ام لا؟
وهل تعتبر قصتك مع الاجنحة مثالا عمليا حقيقيا ام لا؟؟


اطبق صمت ثقيل عليهم قبل ان تقطعه الجدة مجددا بانفعال:

- هل تريد كلام مباشر أكثر من ان اعطيك قصتك الشخصية انت والتي كنت انت بنفسك شاهدا عليها؟؟ انت فعليا من الاشخاص الذين استطاعوا الحصول على اجنحة ما شاء الله، ولكنك لا تنتبه لذلك لأنك لا تعطي لنفسك مساحة كافية للتفكير والتأمل وربط الامور ببعضها البعض!! إذا لم تكن قد امتلكت اجنحة بفضل الله؛ فكيف تفسر خروجك من الهاوية وانت في وسط جزيرة لم يتغير فيها اي ظرف من الظروف ولا يزال الحاكم واعوانه يحيطون بالسمك كما كانوا بالسابق؟!!!! يعني لم يتغير اي شيء فعلي في الجزيرة، ومع ذلك خرجت من الهاوية ما شاء الله، فكيف تفسر هذا؟!!!!!!!!

اطبق صمت آخر، قبل أن تقطعه الجدة مجددا:

- هل عرفت ما هي هذه الاجنحة التي انت شخصيا تمتلك احدها؟ ربما لا زالت اجنحتك ليست كبيرة ولا قوية بما يكفي.. ولكنك تمتلكها بالفعل ما شاء الله.. وهدفي الآن هو ان نزيد قوة وفاعلية اجنحتنا اكثر، لأننا امام مسؤوليات ومهام اكبر ونسال الله العون والتوفيق في ذلك حتى نكون مستعدين للتحليق عاليا بأقوى ما لدينا بإذن الله.. وأظن هذا يكفي!

- لا يكفي طبعا، هل يمكنك اعطاء الاجنحة على حد قولك لكل الشباب هنا؟

- جوابك هذا جعلني اتأكد انك لم تعرف المقصود بالاجنحة بعد، ولا الومك فتبدو متعبا جدا ويبدو أنك استنفذت كل طاقتك مؤخرا، لذلك اسمع مني هذا التوضيح المباشر:
لسنا نحن من نعطي الاجنحة لأي أحد، نحن فقط نساعدهم لكي يتعلموا كيفية الحصول عليها، وهذا ما ذكرته في المثال، وانا اتحدث عن 
التعليم والتركيز على صنع الاجنحة!!
يعني الناصحين لن يقوموا بإعطاء الاجنحة لأي أحد لأنه لا يمكن ذلك اصلا، كل شخص هو مسؤول عن استخراج اجنحته بنفسه ولكننا نساعده على تعلم ذلك فقط ونشجعه عليه!

ولأكون أكثر وضوحا، فالاجنحة هنا مأخوذة من قانون قصة الحياة التي نعيشها، والتي ذكرها الله لنا في كتابه:
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
يعني هي ليست شيء غير منطقي او خيالي، بل هي من ضمن قوانين عالم قصتنا!!
إذا اتقيت الله كما يريد الله فتأكد انه سيخرجك من اي ورطة ومن اي ضيق مهما كان الوضع، وكأنه يهبك اجنحة لتحلق بها عاليا، بالضبط مثل مثال الجزيرة!
انت محاصر بالجزيرة من اعوان الحاكم الظلمة، لا تستطيع الوصول للبحر واخذ السمك، هنا بتقواك لله واتباع اوامره ستمتلك اجنحة تجعلك تحلق فوقهم جميعا ويأتيك رزقك رغما عن انوف الجميع!
اليس هذا ما حدث معك؟!!
شاب مضطر في الهاوية لا يوجد له حل.. فماذا حدث؟!!
هل تظن انني انا من اعطاك اجنحة مثلا؟؟ اكيد لا!
هل انت من طلبت مني ان اساعدك؟
ايضا لا..
كل ما حدث انك اخذت بالاسباب، حرصت على بر امك وارضائها قدر المستطاع.. وكنت تأخذ بكل الاسباب الممكنة.. ماذا حدث بعد ذلك؟
حاول ان تتذكر كيف سهل الله لك أمرا لم يكن بالحسبان، ولو انك لم تكن شابا صالحا وطيبا، ولم تكن متقيا لله بقدر استطاعتك وبارا بوالديك،(ما شاء الله عليك) هل كنت تظن انني ساستطيع ان اعطيك اي اجنحة من عندي؟!!!!
اكيد لا والف مليون لا!
الاجنحة هي شيء يفعله كل شخص بنفسه ، ولكن من واجبنا ان نساعدهم على معرفة كيف يفعلون ذلك.. إذا هم استمعوا لنا فتأكد انهم سينجحون بصناعة اجنحتهم بإذن الله، ولهذا يجب ان نحث الجميع على بر الوالدين خاصة الأم، لأن هذا هو المحك الاساسي الذي يعاني منه الجميع وتتجلى فيه مدى تقوى الله وابتغاء رضاه!  الصدقات.. كثرة الذكر.. الدعاء ... الاحسان للوالدين ومجاهدة النفس في ذلك..
كل هذه تساعد على نمو الاجنحة وتقويتها بإذن الله، حتى يجعل الله للانسان بها مخرجا!
لذلك كل ما كنت افعله معك هو محاولة مساعدتك لتقوية اجنحتك وابرازها اكثر.. 

تقوى الله ليس مجرد شعائر نؤديها في فروض محددة، بل هو اسلوب حياة كاملة!
ولأننا لا نستطيع ان نكون متقين لله دوما (وهذا بلا شك سيؤثر على قوة اجنحتنا وفعاليتها) فالله وهبنا نعمة التوبة والاستغفار، والتي تساعدنا على اصلاح هذه الاجنحة وصيانتها باستمرار!
إذا اخطأنا او قصرنا مع والدينا، نستطيع ان نراجع انفسنا ونستغفر فتنصلح امورنا بإذن الله وهكذا..
وهذا شيء يمكن لأي أحد ان يفعله طبعا!
لذلك اجابتي على سؤالك حول مدى امكانية اعطاء هذه الأجنحة لكل الشباب، فهو طبعا يمكن لكل الشباب وكل الناس بدون اي استثناء الحصول على اجنحة!
لا عذر لأي احد في عدم حصوله على ذلك!!
إذا كان الشخص جاهلا بكيفية الحصول على هذه الاجنحة؛ فوظيفة المصلحين الناصحين هي تعليمهم، إذا رفضوا التعلم واغلقوا اذانهم فهنا لا تزر وازرة وزر اخرى.. ومع ذلك يجب أن نبذل جهدنا لنتعاون جميعنا على البر والتقوى كما أمرنا ربنا، فبهذه الطريقة نعد العدة ونبرئ الذمة؛ وعندها لن ننجح في اصطياد السمك وحسب، بل سنصطاد الذهب أيضا بإذن الله! الا تذكر ما أخبرتك به سابقا عن صيد الذهب؟

واستدركت الجدة قائلة:
- أجل صحيح كانت تلك قصة قديمة لم أجد فرصة لأحكيها لك بعد!

وقبل أن تهم بإخباره بالقصة، انتبهت لكونه قد غفا فوق الاريكة بعمق وهدوء كمن انبسطت اساريره، فابتسمت برقة:
- يبدو أنه لا مناص من تأجيل تلك القصة لوقت لاحق.. 

ونهضت لتغطيه بوشاحها، وهي تدعو له من اعماق قلبها: 
- اللهم احفظه وبارك فيه وأنِر بصيرته، واجعله من قادة نهضة وصلاح هذه الأمة وخير العالم أجمع..

 ***
تمت

ملاحظة: جزى الله خيرا من الهمني لكتابة هذه الفكرة، حتى أن بعض الحوارات مقتبسة، ونسأل الله التوفيق والقبول.. 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش

 

 تمت اضافة رسمة للموضوع في الاعلى يوم الاربعاء 15/ 1/ 2025م من تنفيذ المبدع كيوبي مصطفى 

 

نرجو ان تعجبكم، ودعواتكم ^^

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش