
قصة قصيرة: بالعلم والإيمان نبني المستقبل

اقتبس من وليد امعوش في 2025-01-03, 4:49 مالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصة قصيرة: بالعلم والإيمان نبني المستقبل.
في أحد البلدان البعيدة في اقصى شمال الأرض كانت هناك قرية تقع في أعماق أحد الوديان حيث الجبال تحيط بها من كل جانب، كانت الحياة فيها حياة بسيطة، يعتمد أهلها على الزراعة وتربية الحيوانات. لكن حصل ذات يوم اذ تغير كل شيء، مع بداية فصل الشتاء، جاءت أمطار كثيرة قدمت معها سيول غزيرة غير معتادة، أغرقت القرية بالكامل،مما كانت نتائج ذلك كارثية حيث كانت الخسائر فادحة، خاصة أن الجسر الخشبي الذي كان يربطها بالعالم الخارجي قد تدمر بالكامل، مما أصبح الوضع أكثر صعوبة مع مرور الأيام، فلا طرق توصل إلى أقرب مدينة للحصول على الإمدادات، ولا وجود لطريقة تأمن العلاج للمصابين بالبرد أو الأمراض. بَدَت القرية كأنها محاصرة في معركة خاسرة،وقد كان يعيش في هذه القرية شاب يدعى وليد وهو في العشرينات من عمره، كان دائمًا يختلف عن أقرانه،حيث انه كان دائما يعزل نفسه عن باقي الناس،وبينما كان الآخرون مشغولين بمشاكلهم اليومية، كان هو يقضي معظم وقته في احد المكتبات الصغيرة،حيث انه لم يكن يحمل في يده سوى بعض الكتب القديمة عن الهندسة والفلك والعلوم والتاريخ، وكلما قرأ أكثر، إزداد شغفه بمعرفة أسرار العالم حيث انه دائما كان يشعر أن العلم هو المفتاح الوحيد لمواجهة التحديات، عندما رآى معاناة أهل قريته، قرر أن الوقت قد حان لتحويل معرفته إلى واقع ملموس. وقال في نفسه: إن لم نفعل شيئًا، سنظل عالقين في هذا المأزق، ولكن بالعلم والعمل اليقين يمكننا الخروج. في اليوم الموالي إجتمع اهل القرية في ساحة المكتبة لمناقشة الحلول، كانت الأجواء مشحونة باليأس. وقف الشيخ سالم، أحد كبار القرية، وقال: لقد فقدنا كل شيء، والجسر الوحيد الذي كان يربطنا بالعالم قد دُمر. من أين سنبدأ؟
شعر وليد بشجاعةٍ مفاجئة وهو يقف ليتحدث وسط الحشد: نحن بحاجة إلى معرفة كيفية بناء الجسر من جديد. لدي بعض الأفكار، وأعتقد أن معرفتي يمكنها أن تكون حلا لهذه المعضلة. واجهته نظرات متشككة من الجميع، خاصة من كبار السن الذين اعتادوا على الطرق التقليدية. لكن وليد لم ييأس، فقال: إذا كان العلم فريضة على كل مسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلنعمل معًا على تطبيق هذا العلم لخدمة مجتمعنا.
جمع وليد مجموعة من الشباب المتحمسين لمساعدته في بناء الجسر، لكنهم لم يمتلكوا الأدوات اللازمة أو الخبرة. بدأوا في جمع الحطب والمعدات المتاحة لهم، ولكن العمل لم يكن سهلاً. كانت الجو باردا داك اليوم، وعندما كان أحد الأعمدة ينهار بسبب الطقس القاسي، كان الفريق يشعر بالإحباط، وفي مساء اليوم الموالي،في خيمة صغيرة وسط القرية حيث يتم التجهيز للعمل ، جلس وليد مع مجموعة من الشباب، ووجه إليهم حديثًا يحمل الكثير من التفاؤل:
قال الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، فلا تيأسوا. في كل صعوبة هناك فرصة، ونحن هنا لنعمل سويًا ولكن في هذا الوقت، بدأ بعض العمال ينسحبون بسبب ضيقهم من العمل الشاق، وبعضهم بدأ يشكك في قدرة الشباب على النجاح.
كان وليد يعمل جنبًا إلى جنب مع صديقه يوسف، الذي كان من بين أولئك الذين بدأوا يشككون في المشروع. كان يوسف يعاني من التعب الشديد، وقال:
أشعر أننا نضيع وقتنا، ربما يجب أن ننتظر المساعدة من الخارج.
ولكن وليد كان مصممًا. ربط قلمه بحبال وأخذ يكتب آية من القرآن على لوح خشبي قرب الجسر المتكامل جزئيًا:
قال الله تعالى{ وَقُلْ رَبُّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].
ثم نظر في عيني يوسف وقال:
نحن لا ننتظر المساعدة من أحد، نحن من نصنع هذه الفرصة بأنفسنا.
يوسف ابتسم أخيرًا، وأعاد ترتيب أدواته، معترفًا بأن إياد كان على صواب. كان العلم هو سلاحهم، والإيمان هو ما يمنحهم القوة للاستمرار.
بعد أسابيع من العمل الجاد والمتواصل، وفي يومٍ مشمس، أُكمل بناء الجسر. كان الجسر قوياً بما يكفي لتحمل عبور الحمير والبضائع. اجتمع أهل القرية في ساحة القرية للاحتفال بالإنجاز. كان الشيخ سالم قد وقف أمام الجميع وقال:
اليوم أثبتنا أن العلم هو طريقنا إلى المستقبل. قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]. علمنا وإيماننا كانا القوة التي نحتاجها لبناء هذا الجسر، وبفضل الله، أصبحنا قادرين على مواجهة كل صعوبة.
منذ ذلك اليوم، أصبح وليد قدوة للشباب في قريته. بدأوا في إنشاء مدرسة صغيرة لتعليم الأطفال العلوم المفيدة. كان وليد يردد دائمًا في جلساته: العلم هو سلاحنا، والإيمان هو قوتنا. إذا اجتمع الإثنان، فلا شيء يمكن أن يقف في طريقنا.
تغيرت قرية الجبال. تمامًا بعد بناء الجسر، فقد أصبح العلم والإيمان والعمل معًا هو الطريق لبناء المستقبل. وكلما نظروا إلى الجسر الجديد، تذكروا أن هذه القوة التي يمتلكونها هي التي ستجعلهم قادرين على تخطي أي تحدٍ في المستقبل.
#نبراس_المانجاكا
#على_ثغرة
#وأعدوا_للمانجاكا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصة قصيرة: بالعلم والإيمان نبني المستقبل.
في أحد البلدان البعيدة في اقصى شمال الأرض كانت هناك قرية تقع في أعماق أحد الوديان حيث الجبال تحيط بها من كل جانب، كانت الحياة فيها حياة بسيطة، يعتمد أهلها على الزراعة وتربية الحيوانات. لكن حصل ذات يوم اذ تغير كل شيء، مع بداية فصل الشتاء، جاءت أمطار كثيرة قدمت معها سيول غزيرة غير معتادة، أغرقت القرية بالكامل،مما كانت نتائج ذلك كارثية حيث كانت الخسائر فادحة، خاصة أن الجسر الخشبي الذي كان يربطها بالعالم الخارجي قد تدمر بالكامل، مما أصبح الوضع أكثر صعوبة مع مرور الأيام، فلا طرق توصل إلى أقرب مدينة للحصول على الإمدادات، ولا وجود لطريقة تأمن العلاج للمصابين بالبرد أو الأمراض. بَدَت القرية كأنها محاصرة في معركة خاسرة،وقد كان يعيش في هذه القرية شاب يدعى وليد وهو في العشرينات من عمره، كان دائمًا يختلف عن أقرانه،حيث انه كان دائما يعزل نفسه عن باقي الناس،وبينما كان الآخرون مشغولين بمشاكلهم اليومية، كان هو يقضي معظم وقته في احد المكتبات الصغيرة،حيث انه لم يكن يحمل في يده سوى بعض الكتب القديمة عن الهندسة والفلك والعلوم والتاريخ، وكلما قرأ أكثر، إزداد شغفه بمعرفة أسرار العالم حيث انه دائما كان يشعر أن العلم هو المفتاح الوحيد لمواجهة التحديات، عندما رآى معاناة أهل قريته، قرر أن الوقت قد حان لتحويل معرفته إلى واقع ملموس. وقال في نفسه: إن لم نفعل شيئًا، سنظل عالقين في هذا المأزق، ولكن بالعلم والعمل اليقين يمكننا الخروج. في اليوم الموالي إجتمع اهل القرية في ساحة المكتبة لمناقشة الحلول، كانت الأجواء مشحونة باليأس. وقف الشيخ سالم، أحد كبار القرية، وقال: لقد فقدنا كل شيء، والجسر الوحيد الذي كان يربطنا بالعالم قد دُمر. من أين سنبدأ؟
شعر وليد بشجاعةٍ مفاجئة وهو يقف ليتحدث وسط الحشد: نحن بحاجة إلى معرفة كيفية بناء الجسر من جديد. لدي بعض الأفكار، وأعتقد أن معرفتي يمكنها أن تكون حلا لهذه المعضلة. واجهته نظرات متشككة من الجميع، خاصة من كبار السن الذين اعتادوا على الطرق التقليدية. لكن وليد لم ييأس، فقال: إذا كان العلم فريضة على كل مسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلنعمل معًا على تطبيق هذا العلم لخدمة مجتمعنا.
جمع وليد مجموعة من الشباب المتحمسين لمساعدته في بناء الجسر، لكنهم لم يمتلكوا الأدوات اللازمة أو الخبرة. بدأوا في جمع الحطب والمعدات المتاحة لهم، ولكن العمل لم يكن سهلاً. كانت الجو باردا داك اليوم، وعندما كان أحد الأعمدة ينهار بسبب الطقس القاسي، كان الفريق يشعر بالإحباط، وفي مساء اليوم الموالي،في خيمة صغيرة وسط القرية حيث يتم التجهيز للعمل ، جلس وليد مع مجموعة من الشباب، ووجه إليهم حديثًا يحمل الكثير من التفاؤل:
قال الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، فلا تيأسوا. في كل صعوبة هناك فرصة، ونحن هنا لنعمل سويًا ولكن في هذا الوقت، بدأ بعض العمال ينسحبون بسبب ضيقهم من العمل الشاق، وبعضهم بدأ يشكك في قدرة الشباب على النجاح.
كان وليد يعمل جنبًا إلى جنب مع صديقه يوسف، الذي كان من بين أولئك الذين بدأوا يشككون في المشروع. كان يوسف يعاني من التعب الشديد، وقال:
أشعر أننا نضيع وقتنا، ربما يجب أن ننتظر المساعدة من الخارج.
ولكن وليد كان مصممًا. ربط قلمه بحبال وأخذ يكتب آية من القرآن على لوح خشبي قرب الجسر المتكامل جزئيًا:
قال الله تعالى{ وَقُلْ رَبُّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].
ثم نظر في عيني يوسف وقال:
نحن لا ننتظر المساعدة من أحد، نحن من نصنع هذه الفرصة بأنفسنا.
يوسف ابتسم أخيرًا، وأعاد ترتيب أدواته، معترفًا بأن إياد كان على صواب. كان العلم هو سلاحهم، والإيمان هو ما يمنحهم القوة للاستمرار.
بعد أسابيع من العمل الجاد والمتواصل، وفي يومٍ مشمس، أُكمل بناء الجسر. كان الجسر قوياً بما يكفي لتحمل عبور الحمير والبضائع. اجتمع أهل القرية في ساحة القرية للاحتفال بالإنجاز. كان الشيخ سالم قد وقف أمام الجميع وقال:
اليوم أثبتنا أن العلم هو طريقنا إلى المستقبل. قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]. علمنا وإيماننا كانا القوة التي نحتاجها لبناء هذا الجسر، وبفضل الله، أصبحنا قادرين على مواجهة كل صعوبة.
منذ ذلك اليوم، أصبح وليد قدوة للشباب في قريته. بدأوا في إنشاء مدرسة صغيرة لتعليم الأطفال العلوم المفيدة. كان وليد يردد دائمًا في جلساته: العلم هو سلاحنا، والإيمان هو قوتنا. إذا اجتمع الإثنان، فلا شيء يمكن أن يقف في طريقنا.
تغيرت قرية الجبال. تمامًا بعد بناء الجسر، فقد أصبح العلم والإيمان والعمل معًا هو الطريق لبناء المستقبل. وكلما نظروا إلى الجسر الجديد، تذكروا أن هذه القوة التي يمتلكونها هي التي ستجعلهم قادرين على تخطي أي تحدٍ في المستقبل.
#نبراس_المانجاكا
#على_ثغرة
#وأعدوا_للمانجاكا