Please or التسجيل to create posts and topics.

خاطرة: "نافذة الإبداع الأخلاقي"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"بين زخات الإبداع الأخلاقي"، وجدت نفسي أمام نافذة جديدة من الفكر، أتأمل العالم في هدوءٍ عميق. هذه الخاطرة ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة لنعيد ترتيب أولوياتنا، حيث يتقاطع الإبداع مع الأخلاق في مسار واحد.  

*نافذة الإبداع الأخلاقي*  

*بقلم: وليد امعوش*  

 

بينما تتفتح أبواب الأفكار في عقلي، أتأمل العالم في صمت، وكأن كل فكرة تحمل رسالة عميقة من القيم الإنسانية. صوت الإبداع ينساب كألحان هادئة تخاطب الروح، بينما الأخلاق تتغلغل في عمق أفكاري، تُعيد ترتيب أولوياتي، وتحثني على استخدام مواهبي لخدمة الخير.  

هناك شيء في هذا التناغم بين الإبداع والأخلاق لا يشبه غيره؛ مساحة صغيرة من الزمن تتوقف فيها همسات النفس لتعلن عن واجبنا تجاه الآخرين. أجد نفسي أمام نافذة جديدة، نافذة لا تعكس فقط ما نراه، بل ما يمكن أن نصبح عليه. في هذا الانعكاس، أرى إبداعًا يحمل في طياته الأمل، ويتنفس من فضاء الأخلاق.  

أسأل نفسي: أين تذهب أفكارنا عندما لا نوجهها لخدمة الإنسانية؟ كيف يتحول الإبداع إلى شيء فارغ إذا لم يكن مشبعًا بالقيم؟ لكن مع كل فكرة جديدة تنبثق، أسمع جوابًا هادئًا يقول: الإبداع ليس في أن تبتكر فقط، بل في أن تبتكر للخير، في أن تترك أثرك في الناس وفي المكان.  

أتذكر اللحظات التي كنت أركض فيها خلف النجاح، وراء التميز، دون أن أدرك أن الهدف الأسمى للإبداع هو أن نساهم في بناء عالم أفضل. لحظات صغيرة كانت تقفز أمامي كنسمة طيبة، في كلمة صادقة، في ابتسامة صافية، في عمل صغير يتجلى فيه الإبداع الأخلاقي.  

أدرك الآن أن نافذة الإبداع الأخلاقي تحتاج أن تبقى مفتوحة، رغم التحديات والظروف، لأن الإبداع الذي يبتعد عن الأخلاق يصبح بلا لون، بلا شكل. وكما أن النور لا يلمع في الظلام، فإن الإبداع لا يكتمل إلا عندما يرتكز على الأخلاق.  

صوت الفكر يزداد، كأنه يهمس لي أن الحياة، رغم كل شيء، لا تزال تحتفظ بإمكانات غير محدودة. كل فكرة تحمل وعدًا بإحداث التغيير، وكل فعل نابع من الأخلاق يحمل في طياته أملًا مستمرًا.  

أغلق نافذتي الآن، لكن نافذة الإبداع الأخلاقي تبقى مفتوحة، مليئة بالإلهام والوعود. أعد نفسي أن أعيش اللحظة بكل ما فيها من أفكار وحب، لأن كل فكرة جميلة إذا كانت تحمل في قلبها هدفًا نبيلًا، وكل عمل طيب يحمل رسالة أمل تقول: "الخير لا يموت، والإبداع لا يتوقف".