لا إكراه.. فالحذر الحذر! (موضوع خاص للأمهات والآباء)
اقتبس من زينب جلال في 2024-11-14, 10:17 م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا إكراه.. فالحذر الحذر!
(موضوع خاص للأمهات والآباء)
خلال حملتنا لبر الوالدين تحت شعار (ففيهما فجاهد) ظهرت الكثير من التساؤلات والانتقادات من الابناء والبنات؛ باعتبار أننا نزيد الضغط عليهم أكثر، بدل أن نوجه الاباء والامهات لحسن التعامل مع اولادهم أولا!!
ومن هذا المنطلق.. كان لا بد لنا من هذه الوقفة الخاصة لكل والد ووالدة، ونسأل الله أن يلهمنا الصواب ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى..بداية دعونا ننطلق من فكرة مفادها أن كل ام وكل اب ومنذ ان يرزق باول طفل له، وهو يتمنى أن يقدم كل خير له وأن يكون (ابنه/ ابنته) الأفضل وان تكون حياتهم سعيدة هانئة صالحة، فهل تتفقون مع هذا؟
إذا كنتم تتفقون مع هذه الفكرة وتشعرون أنها تنطبق عليكم، فأرجو منكم اكمال قراءة هذا الموضوع.. أما إذا كنتم تشعرون أنها لا تنطبق عليكم، وأنكم في داخلكم لا تتمنون الخير لابنائكم وبناتكم، فهنا نرجو أن تساعدونا بالتعرف على أسباب ذلك، بحيث نكوّن فكرة أفضل عن هذه القضية، ويا حبذا لو تراسلونا على رسائل هذه الصفحة:
https://www.facebook.com/@alfurussiahوالان.. نعود لإكمال الموضوع وسنفترض ان من يقرأها من الاباء والامهات هم من يتمنون فعلا كل الخير لاولادهم، ويرغبون مصلحتهم الخالصة بكل صدق..
وهنا يظهر لنا سؤال هام:
هل تعتقدون أن اولادكم هم ملك لكم، وأنتم تمتلكون حق اجبارهم على ما ترونه خيرا لهم، أم أنهم أحرار مخيّرون باختيار طريقهم سواء كان خيرا او شرا؟إذا كنتم تعتقدون أن اولادكم هم ملك لكم وانكم تملكون حق اجبارهم على شيء، فهنا اسمحوا لي بأن استعرض معكم بعض الحقائق (التي قد تكون صادمة لكم) من خلال هذه الايات:
1- ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) - سورة البقرة
2- (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) - سورة ال عمران
3- (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) - سورة يونس
في تلك الايات توضيح لنا من الله سبحانه وتعالى أنه مهما بلغ اهتمامنا بأحد ومهما بلغ حبنا لأحد، فإننا لا نملك من الامر شيء، لا نملك ابدا أن نجبر أحد على أي شيء، فلا إكراه في الدين.. ولا إكراه على الايمان، فهل بعد ذلك يظن الاباء والامهات أن بامكانهم اكراه اولادهم على ما هو أقل من الدين والايمان؟
انتم تحبون الخير لاولادكم.. وتريدون لهم الخير.. ولكن للأسف ليس بوسعكم فعل اي شيء حيال ذلك سوى دعوتهم لذلك الخير الذي تريدونه لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا لم تكونوا تمتلكون هذه المهارات في الدعوة والاقناع، فاستعينوا بالله على ذلك، وتعلموا.. فإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، وتذكروا أنه مهما حاولتم أن تكونوا مثاليين في تربيتكم لأولادكم وباهتمامكم بهم، فهذا لا يعني بالضرورة أنهم سيكونون مثلما تتمنون او تتخيلون، بل قد يفاجئونكم بشيء لا يخطر على بالكم أبدا، ولم تعملوا له حسابا!!
وتذكروا قصة سيدنا نوح عليه السلام.. والذي بلا شك يستحيل ان تصلوا لدرجته في الحكمة والدعوة والصبر وحسن التعامل، ومع ذلك لم يستمع له ابنه.. ورفض الانصياع له.. فهل قام بإكراهه على الدين؟ وهل أجبره على شيء؟!
بل حتى في آخر لقاء لهما كان حديثه مع ابنه لينا هينا رفيقا وهو يدعوه برفق:(يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ)
في حين أن ابنه كان لا يزال مصرا على رايه ويعتقد أنه أدرى بمصلحته، وهو يقول:
( سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ )
وتخيلوا شعور سيدنا نوح عليه السلام وهو يعرف أن ابنه مخطئ ، ومع ذلك استمر بحواره وهو يحاول اقناعه قائلا:
(لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ)
رغم خطورة الموقف.. ورغم أن سيدنا نوح (الاب) يرى ابنه يتجه للتهلكة الحتمية؛ ومع ذلك لم يتجاوز حد دعوته بالرفق والحكمة والصبر على ذلك رغم كل الالم الذي يشعر به، فهل هناك اسوأ من ان يرى الاب او ترى الأم بأن فلذة كبدها يتجه بقدميه للتهلكة؟!
هل خوف وقلق سيدنا نوح عليه السلام على ابنه جعله يتمادى في اجبار ابنه على صعود السفينة معه، أو ارغامه على ذلك بكلمات تهديد قاسية؟!!
عندما يدرك الاب وتدرك الأم حقيقة أنهم لا يملكون حق اجبار اولادهم على أي شيء مهما كان ذلك خيرا لاولادهم؛ فهنا سيكون عليهم مراجعة أنفسهم مع خالقهم، وتعليق قلوبهم بالله وحده امتثالا لأمره سبحانه وتعالى، حتى يستعينوا به على التحمّل والمضي قدما، بعد أن يكونوا قد استنفذوا كل جهودهم في دعوة اولادهم واقناعهم بكل حكمة ورفق، وكفى بقصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه عظة وعبرة!
وهنا استعرض معكم الايات من سورة هود، لتقرؤوها بتدبر وتمعن:
(..وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ وَقِيلَ يَٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ )
رغم حب سيدنا نوح عليه السلام الكبير لابنه، والذي لا يقل عن حب اي اب واي ام لأولادهم قطعا، إلا أنه عليه السلام امتثل لأمر الله في النهاية مسلما أمره له.. بذل جهده.. وأخذ بكامل الاسباب لأجل ابنه وهو يحاوره ويدعوه بكل رفق وحكمة وصبر.. ولكنه لم يكن يملك من الامر شيء، فلم يتجاوز حده وسلّم أمره لخالقه سبحانه وتعالى..
بالطبع احتمال مثل هذا الامر يحتاج لايمان كبير.. وعندما نستعرض سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قومه وهو يدعوهم رحمة بهم وخوفا عليهم، وهو ارحم الخلق بالخلق، حتى كاد أن يهلك نفسه من شدة التأثر على قومه (صلى اله عليه وسلم) وهنا انزل الله عليه قوله:
(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
قد لا يحتمل الاباء والامهات مجرد تخيّل ان هذه الاية قد تنطبق على أحد اولادهم، فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب ارق وارحم قلب بين البشر على قومه؟!
(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)لذلك كلما شعرتم بالألم ودعتكم انفسكم لكي تتصرفوا بطريقة لا ترضي الله من شدة خوفكم وحرصكم على اولادكم، ورغبتكم في أن تبعدوهم عن اي شر أو أن تدفعونهم لأي خير؛ تذكروا مدى احتمال الرسول صلى الله عليه وسلم لكل ذلك الألم وهو صابر محتسب، فأكثروا من الصلاة والسلام عليه، ومن أكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا اكبر سبب له لكفاية همه وغفران ذنبه كما ورد بإذن الله..
..
وعلى ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم، نستحضر ما ورد في السيرة من تنبيه الاباء لضرورة العدل في العطايا بين الاولاد، كما جاء في الحديث:( أنَّ النعمانَ بنَ بَشيرٍ جاء أبوهُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له إني نَحَلْتُ ابني هذا غلامًا فقال له أَكُلَّ ولدِكَ له نِحْلةٌ مثلُ هذا قال لا قال فاردُدْهُ [ وفي روايةٍ ] أَلِكُلِّ ولدِكَ نِحْلَةٌ مثلُ هذا قال لا قال أَتُحِبُّ أن يكونَ الكلُّ في البِرِّ سواءٌ قال نعم قال فَسَوِّ بينَهم في العَطِيَّةِ وفي روايةٍ أَشهِدْ على هذا غيري وفي روايةٍ إني لا أَشْهَدُ على جُورٍ)
قد لا يوجد شيء يوصى به الوالدين مع اولادهم أكثر من العدل بين الاولاد في الاعطيات، وهو بلا شك ليس بالامر اليسير إلا على من يسّره الله له، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
قد تعانون مع اختلاف شخصيات ابنائكم، فمنهم من يشبهكم ومنهم من يشبه عمه او خاله او عمته او خالته او جده او جدته، او هو خليط بين هذا وذاك في العقلية وطريقة التفكير التي قد تختلف عنكم جملة وتفصيلا، والتي ربما لم تكونوا تتقبلونها من أرحامكم، فتتفاجؤون بها في اولادكم!
لذا قد لا تجدون أفضل من صلة الأرحام ومحاولة معاملتهم بالحسنى لاكتساب المهارات الضرورية لفهم شخصيات اولادكم المختلفة والتعامل معهم، وبهذا تكسبون رضا الله في صلة أرحامكم وتفوزون بالمهارات الضرورية للتعامل مع اولادكم وفهمهم، بإذن الله..***
لا اريد ان اطيل عليكم أكثر، ولكن أرجو أن الفكرة قد وصلت.. وفي الختام.. ربما انتم لا تملكون اجبار اولادكم على فعل ما هو خير لهم، وما تتمنون رؤيتهم عليه؛ ولكن بإمكانكم ان تكونوا انتم لابائكم كما كانوا يتمنون لكم ويحبون رؤيتكم عليه (بما يرضي الله طبعا) فلا تترددوا بمراجعة حساباتكم مع والديكم أنتم.. وتذكروا أن كل الم شعرتم به تجاه اولادكم وعنادهم معكم وعدم تقديرهم لما قدمتم لهم؛ فعلى الاغلب قد تكونوا قد تسببتم بمثله لوالديكم دون أن تشعروا او تنتبهوا!
ربما شعرتم وقتها ان والديكم او احدهما قد ظلمكم، او قسى عليكم أو قصّر معكم او تسلّط عليكم لأجل حاجة في نفسه فقط، وربما لم تعطوا نفسكم الفرصة الكافية لفهم والديكم وحقيقة ما حدث معهم سابقا، وربما تكونوا قد نويتم ان لا تكرروا ذلك مع اولادكم لتتفاجؤوا بشيء جديد يبدر من اولادكم لم تعملوا له حسابا سابقا، والذين على الأغلب سيظنون بأنكم فقط تفعلون ذلك لحاجة في نفسكم وليس لأجل مصلحتهم وسعادتهم!لا تقلقوا.. لم يفت الاوان بعد لتبدؤوا من جديد.. ما زال بامكانكم ان تراجعوا حساباتكم مع والديكم، حتى لو وافتهم المنية، فإن عملكم الصالح وصدقاتكم ودعائكم لهم يصلهم بإذن الله.. شعوركم بالامتنان لهم ولكل ما قدموه لأجلكم واستشعار فضلهم عليكم سيساعدكم لتبدؤوا وتنطلقوا من جديد في اصلاح مشكلاتكم مع ابنائكم بحكمة وتوازن أكبر بإذن الله.. والأهم من ذلك كله أن تراجعوا حساباتكم مع خالقكم سبحانه وتعالى، فهو ارحم بكم وبأولادكم من انفسكم.. فعليكم بتقوى الله سبحانه، فهذا بحد ذاته كفيل بتهدئة روعكم وقلقكم على اولادكم، كما في الاية:
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
ولا شيء أفضل من الاكثار من ذكر الله لطمأنة القلوب وتهدئتها:
( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
فثقوا بالله سبحانه وتعالى وأحسنوا التوكل عليه وسيقر الله أعينكم بما يسركم بإذنه.. أكثروا من الدعاء ولن يخيّب الله لكم رجاء بإذنه سبحانه وتعالى:
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ)
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
***
وبهذا نصل لختام الموضوع الذي أرجو أن تجدوا فيه الخير والفائدة، وسيسعدني سماع ارائكم واقتراحاتكم، ونسأل الله التوفيق والقبول..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب غليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا إكراه.. فالحذر الحذر!
(موضوع خاص للأمهات والآباء)
خلال حملتنا لبر الوالدين تحت شعار (ففيهما فجاهد) ظهرت الكثير من التساؤلات والانتقادات من الابناء والبنات؛ باعتبار أننا نزيد الضغط عليهم أكثر، بدل أن نوجه الاباء والامهات لحسن التعامل مع اولادهم أولا!!
ومن هذا المنطلق.. كان لا بد لنا من هذه الوقفة الخاصة لكل والد ووالدة، ونسأل الله أن يلهمنا الصواب ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى..
بداية دعونا ننطلق من فكرة مفادها أن كل ام وكل اب ومنذ ان يرزق باول طفل له، وهو يتمنى أن يقدم كل خير له وأن يكون (ابنه/ ابنته) الأفضل وان تكون حياتهم سعيدة هانئة صالحة، فهل تتفقون مع هذا؟
إذا كنتم تتفقون مع هذه الفكرة وتشعرون أنها تنطبق عليكم، فأرجو منكم اكمال قراءة هذا الموضوع.. أما إذا كنتم تشعرون أنها لا تنطبق عليكم، وأنكم في داخلكم لا تتمنون الخير لابنائكم وبناتكم، فهنا نرجو أن تساعدونا بالتعرف على أسباب ذلك، بحيث نكوّن فكرة أفضل عن هذه القضية، ويا حبذا لو تراسلونا على رسائل هذه الصفحة:
https://www.facebook.com/@alfurussiah
والان.. نعود لإكمال الموضوع وسنفترض ان من يقرأها من الاباء والامهات هم من يتمنون فعلا كل الخير لاولادهم، ويرغبون مصلحتهم الخالصة بكل صدق..
وهنا يظهر لنا سؤال هام:
هل تعتقدون أن اولادكم هم ملك لكم، وأنتم تمتلكون حق اجبارهم على ما ترونه خيرا لهم، أم أنهم أحرار مخيّرون باختيار طريقهم سواء كان خيرا او شرا؟
إذا كنتم تعتقدون أن اولادكم هم ملك لكم وانكم تملكون حق اجبارهم على شيء، فهنا اسمحوا لي بأن استعرض معكم بعض الحقائق (التي قد تكون صادمة لكم) من خلال هذه الايات:
1- ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) - سورة البقرة
2- (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) - سورة ال عمران
3- (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) - سورة يونس
في تلك الايات توضيح لنا من الله سبحانه وتعالى أنه مهما بلغ اهتمامنا بأحد ومهما بلغ حبنا لأحد، فإننا لا نملك من الامر شيء، لا نملك ابدا أن نجبر أحد على أي شيء، فلا إكراه في الدين.. ولا إكراه على الايمان، فهل بعد ذلك يظن الاباء والامهات أن بامكانهم اكراه اولادهم على ما هو أقل من الدين والايمان؟
انتم تحبون الخير لاولادكم.. وتريدون لهم الخير.. ولكن للأسف ليس بوسعكم فعل اي شيء حيال ذلك سوى دعوتهم لذلك الخير الذي تريدونه لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا لم تكونوا تمتلكون هذه المهارات في الدعوة والاقناع، فاستعينوا بالله على ذلك، وتعلموا.. فإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، وتذكروا أنه مهما حاولتم أن تكونوا مثاليين في تربيتكم لأولادكم وباهتمامكم بهم، فهذا لا يعني بالضرورة أنهم سيكونون مثلما تتمنون او تتخيلون، بل قد يفاجئونكم بشيء لا يخطر على بالكم أبدا، ولم تعملوا له حسابا!!
وتذكروا قصة سيدنا نوح عليه السلام.. والذي بلا شك يستحيل ان تصلوا لدرجته في الحكمة والدعوة والصبر وحسن التعامل، ومع ذلك لم يستمع له ابنه.. ورفض الانصياع له.. فهل قام بإكراهه على الدين؟ وهل أجبره على شيء؟!
بل حتى في آخر لقاء لهما كان حديثه مع ابنه لينا هينا رفيقا وهو يدعوه برفق:
(يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ)
في حين أن ابنه كان لا يزال مصرا على رايه ويعتقد أنه أدرى بمصلحته، وهو يقول:
( سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ )
وتخيلوا شعور سيدنا نوح عليه السلام وهو يعرف أن ابنه مخطئ ، ومع ذلك استمر بحواره وهو يحاول اقناعه قائلا:
(لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ)
رغم خطورة الموقف.. ورغم أن سيدنا نوح (الاب) يرى ابنه يتجه للتهلكة الحتمية؛ ومع ذلك لم يتجاوز حد دعوته بالرفق والحكمة والصبر على ذلك رغم كل الالم الذي يشعر به، فهل هناك اسوأ من ان يرى الاب او ترى الأم بأن فلذة كبدها يتجه بقدميه للتهلكة؟!
هل خوف وقلق سيدنا نوح عليه السلام على ابنه جعله يتمادى في اجبار ابنه على صعود السفينة معه، أو ارغامه على ذلك بكلمات تهديد قاسية؟!!
عندما يدرك الاب وتدرك الأم حقيقة أنهم لا يملكون حق اجبار اولادهم على أي شيء مهما كان ذلك خيرا لاولادهم؛ فهنا سيكون عليهم مراجعة أنفسهم مع خالقهم، وتعليق قلوبهم بالله وحده امتثالا لأمره سبحانه وتعالى، حتى يستعينوا به على التحمّل والمضي قدما، بعد أن يكونوا قد استنفذوا كل جهودهم في دعوة اولادهم واقناعهم بكل حكمة ورفق، وكفى بقصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه عظة وعبرة!
وهنا استعرض معكم الايات من سورة هود، لتقرؤوها بتدبر وتمعن:
(..وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ وَقِيلَ يَٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ )
رغم حب سيدنا نوح عليه السلام الكبير لابنه، والذي لا يقل عن حب اي اب واي ام لأولادهم قطعا، إلا أنه عليه السلام امتثل لأمر الله في النهاية مسلما أمره له.. بذل جهده.. وأخذ بكامل الاسباب لأجل ابنه وهو يحاوره ويدعوه بكل رفق وحكمة وصبر.. ولكنه لم يكن يملك من الامر شيء، فلم يتجاوز حده وسلّم أمره لخالقه سبحانه وتعالى..
بالطبع احتمال مثل هذا الامر يحتاج لايمان كبير.. وعندما نستعرض سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قومه وهو يدعوهم رحمة بهم وخوفا عليهم، وهو ارحم الخلق بالخلق، حتى كاد أن يهلك نفسه من شدة التأثر على قومه (صلى اله عليه وسلم) وهنا انزل الله عليه قوله:
(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
قد لا يحتمل الاباء والامهات مجرد تخيّل ان هذه الاية قد تنطبق على أحد اولادهم، فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب ارق وارحم قلب بين البشر على قومه؟!
(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
لذلك كلما شعرتم بالألم ودعتكم انفسكم لكي تتصرفوا بطريقة لا ترضي الله من شدة خوفكم وحرصكم على اولادكم، ورغبتكم في أن تبعدوهم عن اي شر أو أن تدفعونهم لأي خير؛ تذكروا مدى احتمال الرسول صلى الله عليه وسلم لكل ذلك الألم وهو صابر محتسب، فأكثروا من الصلاة والسلام عليه، ومن أكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا اكبر سبب له لكفاية همه وغفران ذنبه كما ورد بإذن الله..
..
وعلى ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم، نستحضر ما ورد في السيرة من تنبيه الاباء لضرورة العدل في العطايا بين الاولاد، كما جاء في الحديث:
( أنَّ النعمانَ بنَ بَشيرٍ جاء أبوهُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له إني نَحَلْتُ ابني هذا غلامًا فقال له أَكُلَّ ولدِكَ له نِحْلةٌ مثلُ هذا قال لا قال فاردُدْهُ [ وفي روايةٍ ] أَلِكُلِّ ولدِكَ نِحْلَةٌ مثلُ هذا قال لا قال أَتُحِبُّ أن يكونَ الكلُّ في البِرِّ سواءٌ قال نعم قال فَسَوِّ بينَهم في العَطِيَّةِ وفي روايةٍ أَشهِدْ على هذا غيري وفي روايةٍ إني لا أَشْهَدُ على جُورٍ)
قد لا يوجد شيء يوصى به الوالدين مع اولادهم أكثر من العدل بين الاولاد في الاعطيات، وهو بلا شك ليس بالامر اليسير إلا على من يسّره الله له، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
قد تعانون مع اختلاف شخصيات ابنائكم، فمنهم من يشبهكم ومنهم من يشبه عمه او خاله او عمته او خالته او جده او جدته، او هو خليط بين هذا وذاك في العقلية وطريقة التفكير التي قد تختلف عنكم جملة وتفصيلا، والتي ربما لم تكونوا تتقبلونها من أرحامكم، فتتفاجؤون بها في اولادكم!
لذا قد لا تجدون أفضل من صلة الأرحام ومحاولة معاملتهم بالحسنى لاكتساب المهارات الضرورية لفهم شخصيات اولادكم المختلفة والتعامل معهم، وبهذا تكسبون رضا الله في صلة أرحامكم وتفوزون بالمهارات الضرورية للتعامل مع اولادكم وفهمهم، بإذن الله..
***
لا اريد ان اطيل عليكم أكثر، ولكن أرجو أن الفكرة قد وصلت.. وفي الختام.. ربما انتم لا تملكون اجبار اولادكم على فعل ما هو خير لهم، وما تتمنون رؤيتهم عليه؛ ولكن بإمكانكم ان تكونوا انتم لابائكم كما كانوا يتمنون لكم ويحبون رؤيتكم عليه (بما يرضي الله طبعا) فلا تترددوا بمراجعة حساباتكم مع والديكم أنتم.. وتذكروا أن كل الم شعرتم به تجاه اولادكم وعنادهم معكم وعدم تقديرهم لما قدمتم لهم؛ فعلى الاغلب قد تكونوا قد تسببتم بمثله لوالديكم دون أن تشعروا او تنتبهوا!
ربما شعرتم وقتها ان والديكم او احدهما قد ظلمكم، او قسى عليكم أو قصّر معكم او تسلّط عليكم لأجل حاجة في نفسه فقط، وربما لم تعطوا نفسكم الفرصة الكافية لفهم والديكم وحقيقة ما حدث معهم سابقا، وربما تكونوا قد نويتم ان لا تكرروا ذلك مع اولادكم لتتفاجؤوا بشيء جديد يبدر من اولادكم لم تعملوا له حسابا سابقا، والذين على الأغلب سيظنون بأنكم فقط تفعلون ذلك لحاجة في نفسكم وليس لأجل مصلحتهم وسعادتهم!
لا تقلقوا.. لم يفت الاوان بعد لتبدؤوا من جديد.. ما زال بامكانكم ان تراجعوا حساباتكم مع والديكم، حتى لو وافتهم المنية، فإن عملكم الصالح وصدقاتكم ودعائكم لهم يصلهم بإذن الله.. شعوركم بالامتنان لهم ولكل ما قدموه لأجلكم واستشعار فضلهم عليكم سيساعدكم لتبدؤوا وتنطلقوا من جديد في اصلاح مشكلاتكم مع ابنائكم بحكمة وتوازن أكبر بإذن الله.. والأهم من ذلك كله أن تراجعوا حساباتكم مع خالقكم سبحانه وتعالى، فهو ارحم بكم وبأولادكم من انفسكم.. فعليكم بتقوى الله سبحانه، فهذا بحد ذاته كفيل بتهدئة روعكم وقلقكم على اولادكم، كما في الاية:
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
ولا شيء أفضل من الاكثار من ذكر الله لطمأنة القلوب وتهدئتها:
( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
فثقوا بالله سبحانه وتعالى وأحسنوا التوكل عليه وسيقر الله أعينكم بما يسركم بإذنه.. أكثروا من الدعاء ولن يخيّب الله لكم رجاء بإذنه سبحانه وتعالى:
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ)
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
***
وبهذا نصل لختام الموضوع الذي أرجو أن تجدوا فيه الخير والفائدة، وسيسعدني سماع ارائكم واقتراحاتكم، ونسأل الله التوفيق والقبول..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب غليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم