Please or التسجيل to create posts and topics.

"الشوك والقرنفل" بين الواقع والخيال..!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

"الشوك والقرنفل" بين الواقع والخيال..!
عندما لا يكتفي "المؤلف" بتأليف الاحداث على الورق!
***


تمهيد:

بداية سأنسخ هنا ما نشرته في منشور سريع على مجموعة "نبراس المانجاكا" قبل بضعة أشهر، (في رمضان) وتحديدا يوم 30/ 3/ 2024م:
هل سمعتم عن هذه الرواية؟
وهل تعرفون من هو مؤلفها؟
اذا لم تكونوا قد سمعتم عن ذلك بعد، فلا تفوتوا فرصة الاطلاع على (فلاش باك) لما يجري من احداث حاليا، علما بان تلك الرواية كتبت عام ٢٠٠٤، حيث كان مؤلفها يقبع في غياهب سجن مؤبد، ولم يكن احد يتوقع انه سيكتب الجزء الثاني منها على ارض الواقع في بث حي ومباشر امام العالم اجمع، ليبدا الجميع بعدها بالبحث عن الجزء الاول!!
فتفاءلوا ايها المؤلفين الجادين المخلصين😎💪
....
الرواية متوفرة للتحميل عبر النت، فاذا قراتموها فلا تترددوا بمشاركتنا انطباعاتكم عنها^^
ودعواتكم.. فاليوم هو العشرون من رمضان (ذكرى فتح مكة) والليلة هي اول ليالي الوتر من العشر الاواخر من رمضان، وقد تكون ليلة القدر..
(اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

_____

كان ذلك ما نشرته عن الرواية أول مرة، ثم نشرت منشورا سريعا ثانيا  قبل يوم تقريبا (مساء الخميس تحديدا 17/ 10/ 2024م) ذكرتُ فيه:

المشهد الاخير في رواية "الشوك والقرنفل"!!
قبل بضعة اشهر نشرت منشورا سريعا عن هذه الرواية، واليوم كان لا بد من الاشارة للمشهد الاخير منها!

فهل سمعتم بتلك الرواية؟
وليلة جمعة مباركة..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

 

 

 

 


والآن.. أشعر أنه قد آن الأوان لكي أكتب تقريرا مفصلا عن تلك الرواية- إن شاء الله- والتي أكملت قراءتها بتاريخ 3/ 3/ 2024م أي قبل أكثر من سبعة أشهر، فاليوم هو السبت 19/ 10/ 2024، وأسأل الله أن يعينني على إعداد ذلك بأفضل وجه يرضيه عني، لعلي أوفّي تلك الرواية العظيمة جزء من حقها، لا سيّما وقد رأينا بأعيننا صدق مؤلفها ومدى توافق أقواله مع أفعاله، فلكأنه كتب الجزء الأول منها نظريا قبل عشرين عام، ليطبق كل حرف بها فعليا ويخرج الجزء الثاني منها عمليا، حتى تأتي خاتمته مطابقة (بل ربما أعظم) مما جنح له خياله الذي اسقطه على الورق!

فلله دره من كاتب.. ولله درها من رواية.. صدق الله فيها فصدقه الله، ولا أعظم من هذه الآية التي تعبّر عن عظم هذا الموقف، من كلام ربنا عز وجل القائل في محكم تنزيله:

(مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

 

سبحان الله .. وأنا أتأمل في هذه الآية الان، استشعر إلى اي مدى تطابقت كلمات المؤلف في روايته مع أفعاله في واقعه، فلم يبدل شيئا، حتى لقي الله كما تمنى وزيادة رحمه الله، ولا نزكيه على الله، ولكن لله آيات لا يسعنا تجاوزها ونحن نراها واضحة أمامنا، يقدمها لنا العدو بنفسه، وكأنه أرغم على الاعتراف بكذب ادعاءاته السابقة بحق ذلك المؤمن، فلم يكن أمام ذلك العدو المجرم الكاذب سوى تنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى القائل في كتابه:

(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)

 

فكانوا هم الاداة التي تجلّت بها قدرة الله في دفاعه عن المؤمنين الصادقين وتطهير سيرتهم من كل كذب وافتراء أمام العالم أجمعين، ورغم انوف الظالمين الكاذبين المجرمين، بل وعلى ايديهم وبتوثيقهم!
فسبحان الله العظيم الذي يرينا آياته العظيمة، وحسن تدبيره وتقديره، فندرك أنه لا خوف على من كان الله وليه وحسيبه، فهو سبحانه من يتولى الدفاع عنه وإظهار حسن سيرته وخاتمته، ولو كره المجرمون!

وفي هذه رسالة عظيمة لنا.. من كان صادقا في نيته لله، فلن يضره شيء.. ولن يثنيه عن عزيمته شيء، وسيمضي قدما في دربه الذي احتسب فيه رضا ربه، واثقا بأن الله سيجزيه على ذلك فلا يترقب شكرا ولا جزاء من أحد غيره، ولا يلتفت لمثبط او منافق من حوله!

(لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا)

 

ومن هنا.. ننتقل إلى رواية الشوك والقرنفل، لنعيش مع أحداثها ما يجعلنا نفههم كافة الظروف التي مرت بمؤلفها.. فنفهم اسبابه ودوافعه.. وندرك لماذا مضى في هذا الدرب دون غيره، حتى لاقى ربه..

بالطبع سأنصح بقراءة الرواية أولا قبل رؤية هذه المراجعة التي سأقدمها لها إن شاء الله، حتى لا يتم حرق الأحداث على القارئ!
* وكأنها أحداث لا نعرفها!! أو كأنني لم انشر آخر صفحة من الرواية قبل قليل!! ولكنه بروتوكول عند متابعي الأنمي والمانجا والروايات وكان لا بد من الالتزام به لذلك وجب التنويه! ^^

ومع ذلك إن كان هناك من لا يهتم بحرق أحداث الرواية اجمالا، فلا بأس بأن يلقي نظرة على هذا التقرير، وربما يكون حافزا له لكي يقرأها ويحكم عليها بنفسه أيضا! فهي ليست رواية عادية، فهي تكاد تجمع بين التوثيق التاريخي (والاجتماعي ايضا) لمراحل مرت بها الأمة منذ أحداث النكسة (1967م)، وفي الوقت نفسه تقدم لنا قصة نعيش أحداثها مع ابطال (وإن كانوا خياليين) نرى فيهم انعكاسا لمختلف الشخصيات حولنا بأفكارهم ووجهات نظرهم، وآلامهم وآمالهم، حتى وكأن كل قارئ (مهما كان) سيجد شخصا يعبر عنه وعن رأيه فيما يجري من أحداث حوله، حتى ولو كان لا مباليا.. فسيجد شخصية تشبهه بلا مبالاتها!!

 

والآن.. بعد هذا التمهيد.. شمروا عن سواعد أذهانكم، لتستعدوا لاستقبال تحفة فنية درامية تاريخية فكرية رهيبة بمعنى الكلمة ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولنبدأ باقتباس المقدمة وبداية الفصل الأول من الكتاب:

 

 

كما تلاحظون فالرواية مروية باسلوب المتحدث (الشخص الاول - First-person) على لسان بطل القصة واسمه احمد، والذي يبدأ الحكاية بسرد الاحداث حوله خلال فترة الحرب عام 1967 م، حيث كان بالخامسة من عمره:

 

 

 يصف احمد في البداية وضعهم في العائلة خلال اجواء الحرب والتي لم يكن يفهمها (بصفته طفل بعمر خمس سنوات)، فلم يكن يعرف لماذا ذهبوا للجلوس في الخندق، ولا لماذا يتصرف الكبار بعصبية وهم يضيقون الخناق عليهم، وكيف انه كان مشاغبا وكل همه ان يخرج للعب وامه تنهره وهكذا...
وهكذا ستجعلكم القصة تعيشون اجواء تلك الحقبة تماما برؤية بطل القصة الذي كان مجرد طفل!!

ومن خلال بطل القصة "احمد" نتعرف على بقية افرد العائلة، حيث كان يعيش احداث الحرب مع امه واخوته وجده، ومع زوجة عمه واولادها، في حين كان والده وعمه قد خرجا للمشاركة في الحرب ولا أحد يعرف عنهما شيئا في ذلك الوقت!

 

وهنا قائمة بأسماء ابطال القصة الاساسيين، فإلى جانب احمد بطل القصة والرواي (الذي يبدأ بعمر 5 سنوات)، هناك أخوته محمد الذي يكبره بقليل، ثم حسن واخوهم الاكبر هو محمود والذي كان في الثانوية، ولتسهيل تذكر الاسماء الاخوة اليكم ترتيبهم من الأكبر للاصغر:

1- محمود (الاخ الاكبر في الثانوية، وهو تقريبا سيأخذ دور الاب بسبب غياب والده)
2- حسن (يساعد محمود في تحمل اعباء المنزل)
3- محمد
4- احمد
(وهناك ثلاث اخوات او اربعة.. اصغرهن مريم، وهي اخر العنقود، والتي تصغر احمد مباشرة)
_
هناك ايضا اولاد العم وهما اثنان:
الكبير اسمه حسن 
الصغير ابراهيم - وهو في جيل احمد- يكبره بقليل فقط- وصديقه المقرب، وفعليا يمكن اعتباره بطل القصة! 
__
وطبعا لدينا الجد والام (أم بطل القصة احمد) وزوجة العم..
(هذه هي عائلة أحمد الاساسية التي تظهر في بداية القصة)

*لمحة مستقبلية بسيطة لاحداث القصة:
كل واحد من اولئك الشخصيات سيصبح له توجه فكري مختلف عن الاخرين مستقبلا، وتقريبا سيمثل كل واحد منهم اتجاه فكري محدد في التعامل مع الاحداث القادمة، بين الافراط والتفريط، ومن هنا تأتي حبكة القصة وعقدتها.. وطبعا هذا سيكون مؤثر جدا في بعض المواقف، لأن القارئ سيتذكر كيف انهم كانوا في البداية أخوة واولاد عم متحابين نشؤوا معا، ثم بعد ذلك كيف ستنشب بينهم الخلافات، وتتباين معادنهم مع الشدائد والاحداث!
__

فهل تحمستم لهذه الرواية؟ ^^

 

بالطبع ستظهر العديد من الشخصيات الثانوية والمساندة، بل ستظهر ايضا شخصيات (حقيقية)-  لا يخفى على القارئ الحصيف معرفتهم- كان لها أثر كبير على ابطال القصة وتطورهم!

بالنسبة لأحمد.. فهو يمثل الشخص الحيادي العادي جدا والذي لا يدرك الكثير مما يدور حوله، فقد بدأ حياته طفلا مشاغبا كل همه اللعب والحصول على الحلويات، وحتى عندما يخسر العرب المعركة، ويحتل العدو المنطقة ويسيطر عليها، لا يهمه سوى ان يحصل على طعام شهي او قطعة لحم، وهذا يثير غضب اخته- التي تكبره- وهي تشعر أنه بلا كرامة فتنهره احيانا لدرجة انها قد تمنعه من أخذ الطعام الذي يوزع لهم في الوكالات، ليدور بينهم شجار طفولي كما يدور بين الاخوة!

وهكذا نعيش مع أحمد مشاعره العفوية.. ونكبر معه عام بعد عام.. نستشعر لحظات دخوله المدرسة أول مرة.. مشاجراته مع الاولاد.. حياة الناس في المخيم.. مراهقة الاولاد ومشاغباتهم وحتى انحرافاتهم..!!
نرى أيضا معاناة الاهالي في ضبط الاولاد وتربيتهم، وكيف قد يفقد الاهالي السيطرة فيضربون اولادهم بشدة ويعنفونهم خوفا من انحرافهم، فتكون النتيجة أن هناك من ينحرف منهم فعلا!

تحديات كثيرة تواجه الجميع، فالتربية ليست سهلة في ظل كل تلك الظروف!
فبعد أن يكون الجميع يتوقعون العودة لاراضيهم التي خسروها عام 1948، ينصدمون بأنهم ايضا خسروا بشكل مضاعف في  عام 1967!!

حتى الجد الذي كان يؤمل بالعودة إلى قريته المغتصبة سنة 1948 (وهم يظنون ان حرب ال 1967 ستكون لصالح العرب) تلاشى امله ولم يعد يفرق معه الموت او الحياة! 

بالطبع سيعيش القارئ الاحداث الاليمة بعد هزيمة العرب (1967) ودخول اليهود غزة، وسيرى كيف ان اليهود وجدوا في البداية مقاومة عنيفة من بعض الاماكن، حتى أنه يتمنى لو ان احداث الرواية تفاجئه بشيء مختلف عما يعرفه من التاريخ الواقعي! ):

وهكذا يكون علينا تقبل ظهور شخصية الضابط الذي سيمثل حكم غزة بعد هزيمة 1967 وقد اطلق على نفسه "ابو الديب"، ومن ثم سيرى القارئ بوضوح الكيفية التي حاول بها اليهود احكام السيطرة على القطاع في ذلك الوقت! ):

 

 

 

ومن ثم نرى كيف اصبح حال الناس بعد رضوخهم للامر الواقع، واصبح اكبر همهم البحث عن المفقودين:

 

وهكذا ستلاحظون إلى أي مدى حرص المؤلف في الرواية على نقل الاجواء بدقة في ذلك الوقت.. بل حتى الالعاب التي كان يلعبها الصغار، اشار لها وشرحها.. وهذا مما اعجبني بشدة.. وكأن الرواية توثيق تاريخي لتلك المرحلة بكامل تفاصيلها الدقيقة! 

فهنا مثلا ستلاحظون كيف حرص حتى على رسم مخطط توضيحي لبيان طريقة إحدى اللعب:

 

 

 

وهناك مشاهد متنوعة يسردها بطل القصة تجعلنا نتعرف وضع العائلة المادي وما يدور حولها، فمثلا سنلاحظ الاشارة للوكالة كما في هذا المقطع:

 

 

 

من الأمور المثيرة للاهتمام في الرواية هو وصف المسجد وكيف كان بطل القصة " احمد " في طفولته يذهب للصلاة مع جده، وهكذا بدأ لديه الميل للدين والتدين منذ الصغر..

 

وهنا نلاحظ كيف ان عدد المصلين قليل جدا، حيث لم يكن الناس معتادين على الذهاب للمساجد ولا حتى لديهم التزام بالصلاة، بل إن الشباب معظمهم لا يصلون اصلا!!

ايضا يتم تسليط الضوء على عقلية المجتمع والتي تجعل الاهل يضغطون على ابنتهم "زوجة العم"  لتتزوج مجددا حتى لا يفوتها القطار وهي في زهرة شبابها (بعد ان مات زوجها وانقضاء عدتها).. وهكذا تترك اولادها في رعاية جدهم وام احمد، وبهذا تتولى تلك الام مسؤولية اولادها إلى جانب اولاد اخيه بطيب نفس، رغم أن هذا بلا شك سيزيد عليها الضغوط والاعباء في تربية كل اولئك الابناء ورعايتهم..

 

 

  ستظهر ايضا شخصية الخال صالح والذي كان بحال مادية جيدة، ويحاول الاهتمام بشؤون اخته "ام احمد" واولادها، ومن ثم نشهد مناسبات اجتماعية مختلفة منها خطوبة  الخالة (اخت الام)، وما يلي ذلك من تفاصيل تظهر فيها العادات والتقاليد في هذه المناسبات، وسنشاهد الصعوبات التي تواجه الأم خاصة عندما يحين منع التجول كما في هذا المشهد (حيث فرض اليهود في تلك الفترة اوقات لمنع التجول على الناس حتى يتمكنوا من وضع حد للمقاومين) :

 


   وهنا مراجعة سريعة لوضع العائلة، بعد اختفاء الاب، واستشهاد العم، ثم زواج زوجة العم مرة اخرى حيث ينتهي دورها في الرواية عند هذا الحد، وتصبح العائلة هكذا:
الجد والام (ام بطل القصة احمد) والتي ستصبح مسؤولة عن اولادها واولاد عمهم ايضا!
الخال صالح شقيق الام الذي يتدخل لمساعدة اخته، ويعرض عليها ان يقوم بتشغيل اولادها الكبار في محله، وفي نيته ان يعطيها مالا بدون حرج..
وهكذا يصبح الولدان الكبيران "محمود وحسن" يذهبان بعد المدرسة للعمل في محل الخال صالح، والذي يكلفهما بمهام بسيطة تساعد العائلة وتضمن لهم حياة كريمة بدون حرج، ولاحقا يذهب ابن عمهم حسن معهم ولكنه لا يستمر طويلا، إذ سرعان ما تظهر عليه علامات الانحراف والتفلت، ومن ثم تبدأ قصة معاناة من نوع آخر معه، قد تكون الأشد ايلاما في القصة..):

***

ستلاحظون أن الرواية دسمة بوضف التفاصيل التي لا تغفل عن نقل صورة دقيقة للحياة الاجتماعية إلى جانب الاحداث، ومن ثم سيبدأ تسليط الضوء على شخصيات المقاومين او الفدائيين كما كانوا يطلقون عليهم، حيث ستظهر شخصية "ابو حاتم "، كما في هذا المشهد:

وهنا نلاحظ  استخدام بعض الجمل العامية شائعة الاستعمال لتعكس صورة عن طبيعة المجتمع ولهجته وحتى عاداته، كما في هذا المشهد:

 

 

  بعد ذلك سنلاحظ الاشارة لاسماء شخصيات في اماكن المختلفة: خان يونس ورفح، الخ.. خيث بدأ الرجال (الذين نجوا من الحرب وكانوا من المشاركين فيها) يحاولون اعادة تنظيم انفسهم لاجل المقاومة، وسنلاحظ كيف يتم استغلال المناسبات الاجتماعية (كحفل الزفاف) لترتيب امورهم..
وهنا تترابط احداث الحبكة الدرامية في الرواية ونحن نرى كيف يظهر دور صالح المحمود (خال البطل الذي ساعدهم)  في مساعدة الفدائيين من خلال استغلال مناسبة زفاف أخته (خالة البطل)، وهكذا تتداخل الاحداث بين حدث اجتماعي عادي (حفل زفاف الخالة)، وبين الترتيب للفدائيين، كما في هذا المشهد:

 

بالطبع تنجح الرواية في وضع القارئ في تلك الاجواء تماما.. فهي يعيش مع الفدائيين، ويستشعر مدى الخطر الذي قد يتعرضون له لو انكشف أمرهم، حتى أنه قد يررد معه الاية كما في هذا المشهد:

 

 

وهكذا نعود مرة أخرى لبطل القصة "احمد" حيث نتابع معه حياته اليومية، مع ظهور المقاومة وردود فعل الناس وقد اصبح بطل القصة اكثر وعيا لما يجري حوله..

 

 

 

 وهنا لنا وقفة مع مطلع  الفصل الرابع من الرواية، حيث سيذهب "احمد" للمدرسة اول مرة، حيث نتعرف على اسماء المدارس وطبيعتها:

 

 

وهكذا تمضي أحداث الرواية يتمازج بين حياة البطل العادية، وبين ما يجري من أحداث وتطورات، حتى يتم تسليط الضوء على أول حدث تظهر فيه الخيانة، واكتشاف الجاسوس، وهنا اقتباس من ذلك المشهد:

 

  لا زلنا في بداية الاحداث وما زلنا لم نتجاوز عُشر الرواية، والبطل "احمد" لا يزال طفلا صغيرا، لكنها كانت تفاصيل ضرورية للتعرف على الجو العام في ذلك الوقت.. بعد حرب 1967!

                

وهنا ساتوقف الان.. على أمل أن اكمل التقرير لاحقا إن شاء الله، لتكون لنا مع البطل وقفات متفرقة في مسيرة حياته، ولعلنا نجد في ذلك ما يجعلنا نفهم أكثر ما نراه في واقعنا الآن، ولماذا اختار المؤلف طريقه بكل هذا الوضوح والاصرار..

وبلا شك.. فسيكون من الأفضل أن تقرؤوا الرواية بأنفسكم، فهي تستحق الاهتمام وستجدونها ثرية بالنقاشات الفكرية العميقة، التي تم عرضها من مختلف الزوايا ووجهات النظر، وأسال الله أن يجعل في هذا التقرير الخير والفائدة والقبول، فهو جزء من واجبنا تجاه قضايا أمتنا، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، ويلهمنا دوما من أمرنا رشدا..

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم