اقتبس من زينب جلال في 2024-06-26, 7:59 م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

احذر.. "فلانا خليلا"!
________________

- لا تسمحي لامك بابتزازك ولا تجعليها تستغلك وتضغط عليك

- انتبه من أمك وحاول ان تبتعد عنها حتى لا تدمرك وتخرب حياتك

- لا تجعلي امك تقف في طريقك وتقطع نصيبك

- والدك غني وليس بحاجة لمال لكنه يحاول ابتزازك فقط

- أنت لست مجبورة باعطاء والداك أي مال من راتبك فهذا حقك وحدك، واعطاؤهم تفضّل منك

- لقد كنت أعاني مثلك ولكن منذ ان وضعت حدا لوالداي اصبحت حالتي افضل، وانا اعيش الان اسعد ايامي مع من أحب وكيفما أريد

- لا تجعلهم يخدعوك بكلامهم عن البر ليخنقوك ويتحكموا بحياتك، فراحتك النفسية اهم..

- اغتنم الفرصة ولا تجعل دموع امك تخدعك، وتعيقك عن تحقيق هدفك، جميع الامهات هكذا ولو "زعلت" منك الان فسترضى غدا!

- والديك يفرقون بينك وبين اخوتك، ويفضلونهم عليك، ولكن عند المصلحة يضغطون عليك باسم البر ليأخذوا تعبك ويدمروك، لذلك اهتم بنفسك ولا تسمح لهم بايذائك..

- اخوتك ميسورين ومع ذلك امك لا تطلب منهم اي شيء، وكأنك أنت المكلف الوحيد بالمصاريف، وفي النهاية لا يوجد أي تقدير لك وكأن هذا واجبك وحدك، هكذا كنت أنا ايضا ولكن عندما اتخذت موقفا صارما ووضعت حد لذلك كله، عرف الجميع قيمتي ولم تعد امي ولا حتى ابي يتجاوزون حدودهم معي، ومن ذلك الوقت وانا مستريح..
- ..........

- ........

- .......

***

كلام كثير قد تسمعونه من هذا القبيل، وقد تكون من الاصدقاء أو المقربين، وقد يكون من باب التعاطف بحسن نية، ولكن مهلا.. هل هذه النصائح مفيدة حقا؟
هل هي ستكون لصالحنا في النهاية؟
وهل هي صحيحة اصلا وليست مضلّلة؟
أليس من الممكن ان تجعلنا نعض على أيادينا ندما لو استمعنا لها ممن نعتبرهم اصدقاؤنا، ثم نقول بعدها بحسرة:
(يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا)
اليس الاخلاء المقربين هم أكثر من ينقلبوا إلى أعداء إذا افتقدوا "التقوى"؟

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)

ألم ينبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الحذر عند اختيار الاصدقاء المقربين؟

"المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ"

فإذا انتبهنا إلى ذلك، وحرصنا على اختيار اصدقائنا المقربين على اساس "التقوى"، فعندها بإذن الله نتجنب هذه الحال المزرية، التي لا يمكننا لوم أحد فيها إلا انفسنا، فنحن من ظلمناها عندما اسأنا الاختيار، ومن هنا نفهم لماذا تم الوصف بـ "الظالم" في هذه الايات من سورة الفرقان:

﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾

لذلك الحذر الحذر قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، فمن لم يعاونك على البر والتقوى، فلا تجعله يعاونك على الاثم والعدوان، تحت أي مسمى كان، لأنه سيصيبك حتما بالخذلان، ولنا في سورة الفرقان تذكرة وتبيان، لنكون جميعا- بإذن الله- من عباد الرحمن:

(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا..)

 

ولأجل ذلك ما أحرانا بملازمة القرآن وتدبره، حتى لا نكون ممن قيل فيهم:
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)

فما رايكم بجعل ورد يومي للتدبر من القرآن؟
وهل لديكم اي اقتراحات بهذا الشأن؟^^

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا من المتقين الذين يتعاونون على البر والتقوى، عسى الله أن يفرج عن امتنا هذه الغمة، ويكتب لنا النصر والتمكين، فكلنا #على_ثغرة #ففيهما_فجاهد

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم