Please or التسجيل to create posts and topics.

زيك ووالده من هجوم العمالقة! (الآن فهمت)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

زيك ووالده من هجوم العمالقة!

 "الآن فهمت!!"

 

 

هل تذكرون ذاك المشهد من آخر حلقة في هجوم العمالقة؟
(في حال أن هناك من لم يشاهد هذه الحلقة.. فاقترح عليه أن يفعل، لانها تضمنت الكثير من المفاهيم التي نحتاجها فعلا حول الحياة الدنيا!!)
***
من الواضح ان ايسيياما (المانجاكا الذي قدم لنا تحفة الهجوم على العمالقة) قد ادرك بشكل معمق ان الحياة (الدنيا) مختلفة عما كنا نتخيله، وأنه لا يوجد فيها شيء اسمه سلام دائم، وأننا كلما خرجنا من معضلة سنجد امامنا معضلة أخرى مختلفة، ولحظات الهدوء والسلم هي مجرد فترات بسيطة عابرة هي بحد ذاتها كنوز عظيمة، ولو اننا استمتعنا بها (وشكرنا الله عليها) لشعرنا بالرضا ولشعرنا أن حياتنا تستحق ان نحياها من اجل هذه اللحظات..
وهذا ما توصل له زيك في النهاية وهو يتذكر لعبة البيسبول، فشكر والده بعد أن كان يرى انه ارتكب اثما بانجابه! وكأنه يقول:
الآن فهمت!
ومن لاحظ الندم الذي شعر به زيك في هذا المشهد وهو يقول:
"ليتني ادركت هذا باكرا"

 

يدرك ان المحظوظ جدا هو من استطاع ان يشعر بالنعم قبل فوات الأوان، فيدرك أن الله لم يأمره بأمر إلا وفيه خير له ومن ذلك احسان صحبة والديه وشكرهما (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، لأن من فاته هذا الفضل ولم يشعر بفضل والديه العظيم وقيمتهما الكبيرة في حياته (مهما كانت الظروف ومهما ظن او شعر انهم ظلموه او تسببوا بالمشاكل له) فبلا شك سيأتي اليوم الذي يعض اصابعه ندما على ذلك!!
الوالدان بابان من ابواب الجنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والسعيد من فطن لذلك فاغتنم الفرصة، فإن كان والداه لا زالا على قيد الحياة فيحرص على استثمار حسن صحبتهما بكل ما اوتي من قوة، قبل فوات الاوان، وأما من توفي والداه او أحدهما، فهو ايضا يحرص على اغتنام فرصة وجوده في الحياة ليكون لهما نعم الولد الصالح الذي يدعو لهما ويتصدق عنهما، حتى يكون سببا باستمرار عملهما وكأنهما لا زالا على قيد الحياة!

نسأل الله أن يجعلنا جميعا من البارين بوالدينا، وينعم على الاحياء منهم بالصحة والعافية والبركة بطول العمر وحسن العمل، وينزل الرحمة والمغفرة والرضوان على قبور من توفي منهم، ويجمعنا جميعا في الفردوس الاعلى بصحبة الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم