
الآن فهمت!!

اقتبس من زينب جلال في 2024-05-15, 11:29 مبسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الآن فهمت!!
قد تكون معظم مشاكلنا ومآسينا وآلامنا في الحياة ناتجة بشكل اساسي عن عدم الفهم، مما يفاقم المشكلة أكثر ويصعّب علينا ايجاد الحلول الصحيحة المناسبة، التي قد تساهم في انهاء المشكلة او تخفيف المعاناة للحد الأدنى على الأقل! وكما نقول في الفيزياء فهم السؤال ثلثا الحل!
لذا لو أعدنا مراجعة مفاهيمنا الاساسية عن طبيعة الحياة الدنيا، وأدركنا أن وجودنا فيها ما هو إلا وجود مؤقت وقصير، لأجل أن نؤدي اختبار مصيري هام قبل ان ننتقل إلى دار الخلود حيث الجزاء إما بجنة أو نار؛ لهانت الدنيا ومصائبها علينا (بإذن الله)، بل ولحمدنا الله على أنه جعلها هكذا، حتى لا نركن إليها، وننسى هدف وجودنا فيها فنهلك لا قدر الله!
ورغم ذلك كله (ومع ان الدنيا هي دار اختبار وابتلاء) إلا أن الله أكرمنا بأن جعلها حلوة ورزقنا فيها من الطيبات وسخّر لنا فيها كل شيء، وجعل ايامها دول بين فرح وترح، حتى لا ننغمس فيها انغماسا ينسينا هدف وجودنا المؤقت فيها!روي في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:
(الدُّنيا حُلوةٌ خضِرةٌ وإنَّ اللهَ مُستخلِفَكم فيها فناظرٌ كيف تعملون)
ومن هنا ندرك كيف تكون الابتلاءات في هذه الدنيا شكل من اشكال الرحمة والعطاء، لعلها توقظنا من الغفلة!
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)الغفلة عن المغزى الاساسي لوجودنا في الحياة، مصيبة كبيرة، وهي اشبه ما تكون بمخدّر خطير يغيّب الانسان عن حقيقة ما هو مقدم عليه، خاصة عندما يغرق في النعم التي يمنّ الله بها عليه، حتى يتوهم أنه نعيم ابدي، ولو استمر على تلك الغفلة لهلك بلا شك، فاقتضت رحمة الله ان لا تتجاوز لذة النعيم في الدنيا (عادة) فترات قصيرة، اشبه ما تكون بالـ "تذوق"، ثم سرعان ما تزول- لا سيّما إذا نسي الانسان نفسه فلم يؤدي واجبه فيها- ليجد نفسه فجأة أمام مصائب وصدمات لم تخطر بباله أبدا، مما قد يدخله في دوامات اكتئاب وحزن واحباط، وقد يسلك طرقا خاطئة وهو يرمي اللوم على الظروف والآخرين وكل شيء وينسى نفسه وحقيقة وجوده وهدفه!
(وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ )
يقول سفيان الثوري رحمه الله:(إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلى ليجزى)ولو تدبرنا في كتاب الله، وراجعنا كل ما يحدث معنا على مستوى الفرد او الجماعة، لاستوعبنا أننا في اختبار حقيقي!
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)من فهم حقيقة الدنيا.. وعرف أنها دار اختبار مؤقتة وقصيرة، فسيحرص على اغتنام كل لحظة فيها قدر المستطاع، يشكر الله على كل نعمة ويحرص على أن يؤدي واجبه فيها، ويصبر على كل ابتلاء ويدرك أنه اختبار لصبره ورفعة لشأنه، وفرصة لمراجعة نفسه وحاله، وبهذا يكون أمره كله خير بإذن الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)ولأننا بشر جبلنا على الخطأ والنسيان، فمن رحمة الله بنا أن فتح لنا باب التوبة والاستغفار، فمهما أسرفنا على أنفسنا وتمادينا وغفلنا؛ دوما سنجد فرصة لنبدأ من جديد ما دامت روحنا فينا!(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)ولو تفكرنا أكثر في تفاصيل ما يواجهنا في الدنيا وحقيقة كونها اختبار تسبق دار القرار، فقد يطول الكلام، ولكن في هذا المقام سأكتفي بهذا القدر المجمل، لننتقل إلى التركيز على شكل من اشكال رحمة الله بنا في هذه الدنيا المتمثلة في "الأم"!
لا شيء في هذه الدنيا أرحم بالانسان من والديه وخاصة أمه، ومع ذلك سنتفاجأ لو عرفنا أن معظم معاناة الابناء قد يكون سببها والديهم (من وجهة نظر الابناء)!ومن كبر ونضج وهو لا يفهم حقيقة رحمة والديه (وخاصة أمه) به؛ سيمضي مهموما وهو غالبا لا يفهم حقيقة ما يجري له في الدنيا برحمة ربه!ولأن فهم هذه الرحمة وحقيقتها لن يكون سهلا على الانسان بمفرده، فهو بحاجة لمرشد يوجهه وينبهه، فقد جاء الشرع بآيات ونصوص واضحة صريحة وجازمة تشدد على بر الوالدين والاحسان لهما مهما بدا للانسان من قسوتهما!(وَوَصَّيْنَا الْاِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِۚ حَمَلَتْهُ اُمُّهُ وَهْناً عَلٰى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ ف۪ي عَامَيْنِ اَنِ اشْكُرْ ل۪ي وَلِوَالِدَيْكَۜ اِلَيَّ الْمَص۪يرُ.)
(وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ۚ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)وقد تحدثنا حول هذا الموضوع في حملتنا لبر الوالدين #ففيهما_فجاهد من خلال مانجا تفاعلية (الحياة جهاد)، وهنا رابطها:https://nebrasmangaka.com/forum/topic/218/
حيث تبين من خلال الاستطلاع وتفاعل الاعضاء، بالاضافة للكثير من النقاشات حول هذا الموضوع؛ أننا إذا أردنا نشر ثقافة بر الوالدين والحث على ذلك في المجتمع، فالخطوة الأولى يجب أن تكون من خلال المساعدة على الفهم أولا!وهنا مثال بسيط مصغر:
الطفل الذي يتعلق بهاتف ولا يتركه أبدا ليل نهار، سيجد أن نعيمه الابدي في ملازمة هذا الهاتف، في حين انه سيكون ضرر ووبال كبير عليه، لكن عقله الصغير لا يستوعب هذا بسهولة فتراه يتمسك بالهاتف بشدة ويرفض ان يبتعد عنه مطلقا، وهنا تتدخل الأم لتأخذ منه الهاتف ولو بالقوة (وهي بلا شك تبتغي مصلحته من شدة حبها له ورحمتها به) لكن الطفل لن يفهم هذا أبدا، بل سيجد أن امه اكثر مخلوق قاسي وشرير في هذا العالم!ولو جاء من يخبر هذا الطفل (في تلك الحالة) ان أمك تحبك فهو لن يستوعب هذا بسهولة، وسيتساءل في نفسه:
إذا كانت تحبني حقا فلماذا تقسو عليّ ولا تحسن التعامل معي؟ ولماذا تظلمني بأخذ الاشياء التي أحبها مني؟ أين الحب واين الرحمة في هذا؟قد يكون هذا مثال بسيط ومباشر، وقد يظن البعض أنه بعيد كل البعد عن بقية المشاكل التي يتعرض لها الابناء مع والديهم، وربما يتوهم البعض أن مشكلته مع أمه لا يمكن قياسها بشيء بسيط كهذا، بل قد نجد من يجزم بأن امه لا تمتلك أدنى رحمة في قلبها تجاهه، وربما تكرهه حقا وتتعمد ايذائه لاجل هوى في نفسها او لاجل مصلحتها الشخصية فقط! بل قد يمتلك البعض مخزونا من الذكريات الاليمة في نفسه عن أمه أو أبيه، مما يؤثر في حياته لاحقا، فيصعب عليه تجاوز ذلك بسهولة!ولأجل ذلك.. ولأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها؛ كان لا بد لنا من هذه الوقفة التي نستعرض من خلالها عدة أعمال فنية وادبية (عالمية) نجحت في تسليط الضوء على هذه المشكلة وعلاجها، وسأبدأ بالحلقة رقم 26 من الأنمي المدبلج "ابطال الديجتال"- التي ادعو الجميع لمشاهدتها فهي تستحق ان تسترجعوا ذكرياتكم لاجلها- خاصة هذه الجملة:(الآن فهمت)والتي اقتبستها لتكون عنوان هذا الموضوع!^^
فما قصتها؟!إذا شاهدتم الحلقة فستلاحظون بوضوح كيف سلطت الضوء على مشكلة عدم فهم الابنة لتصرفات أمها معها، مما جعلها تسيء تفسير ذلك وتظن أن امها لا تحبها!وهنا وقفة سريعة مع بعض المشاهد من الحلقة، لتوضيح الفكرة أكثر:بعد أن تكتشف "سمر" ومرافقتها "هديل- الطائر الزهري" سر القلائد وما يخطط له الاشرار، يحاول الشرير "زقزوق" أن يمنعها من تحقيق أي نجاح وتقدم قبل أن تصل إلى اصدقائها، فيخدعها بقوله لها انها لا تمتلك المحبة ولذلك لا تتوهج قلادتها حتى يحزنها ويدمرها، (وهذا ما يفعله الشيطان عندما يوسوس للانسان بالافكار السلبية والظنون السيئة التي تحزنه وتدمره) :وللاسف ينجح زقزوق بخداع سمر فعلا، خاصة وان كلامه يوافق ذكرياتها الأليمة المخزنة في نفسها عن أمها، وهي تتذكر كيف كانت امها تمنعها من الاشياء التي تحبها، وتحاول اجبارها على ان تفعل ما تريده هي منها دون أن تفهمها.. ولذا لم تشعر بأي محبة أبدا!
ورغم أن اصدقائها يلتقون بها بعد ذلك، ويحاول امجد افهامها بأن أمها كانت تفعل ذلك بدافع حبها لها، لكن سمر لا تستوعب ذلك بسهولة.. وخلال ذلك يتعرضون لهجوم مفاجئ من الاشرار، فيهبوا لمواجهتهم ثم تتعرض "هديل" - مرافقة سمر- لاصابة بليغة ومع ذلك تحاول الذهاب للمشاركة في المعركة، فتحاول سمر منعها من ذلك بقوة، مما يجعل هديل تصرخ على سمر بأنها لا تفهمها ابدا!
هنا تتذكر سمر الموقف السابق الذي حدث بينها وبين أمها التي حاولت منعها من الذهاب للمباراة عندما كانت قدمها مصابة، فما كان من سمر إلا أن صرخت بأن امها لا تفهمها أبدا!في تلك اللحظة فهمت سمر بأن تصرف أمها كان نابعا من محبتها لها، بالضبط كما هي تصرفت بنفس الطريقة مع هديل لحبها لها، فقالت جملتها:
"الآن فهمت"!فهل مررتم بمثل هذا الموقف من قبل؟!
هل حدث وأن تفاجأتم برد شخص "عزيز وغالي على قلوبكم" في موقف تصرفتم به بدافع محبتكم لذلك الشخص فأساء فهمه بالعكس تماما، فذكركم بموقف تصرفتم به بالمثل مع والديكم- أو أحدهما- سابقا؟!حاولوا ان تدققوا جيدا فيما يحدث معكم، وربط ذلك مع مواقف من ذكرياتكم، فهذا أفضل طريق يختصر فهم الكثير من الأمور بإذن الله!أما الطريق الآخر للفهم.. فيكون عادة بوجود شخص "أشبه بالمرشد" قد يرسله الله في طريقنا ليساعدنا على ذلك!وهذا ما سأسلط الضوء عليه من خلال هذه الأعمال:فهل يمكنكم تذكر اي شخصية مما يظهر في الصورة المرفقة؟!
وهل انتم مستعدون لموضوع الرابط العجيب بينها؟^^
قبل فترة اشرت لأنمي (اعطيته الرمز س) باعتباره قد نجح بمعالجة الترسبات السلبية لذكريات الطفولة السيئة بسبب الوالدين أو أحدهما..
ذكرت ذلك في موضوع "يجب أن نجمع قوانا معا!"وهذا رابطه:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/224/
وها أنا اليوم اشير لبطل هذا الانمي ضمن تلك الصورة التي تضم:
1- "زيد عبد الرحيم أديب" و"معاذ يحيى داوود" من "مدرسة الفروسية"
2- "زاك هولستر" بطل رواية Grayfox
3- "كوسي أريما" بطل أنمي "كذبتك في ابريل"
***
وكما ذكرت في منشور قبل يومين على مجموعة "نبراس المانجاكا" قمت بترتيهم بالارقام بحسب معرفتي بهم:
فقد كتبت ونشرت رواية مدرسة الفروسية اولا، ثم قرأت رواية Grayfox ثانيا ، ثم شاهدت انمي "كذبتك في ابريل" ثالثا، والعجيب انني انتبهت فجأة لوجود رابط عجيب جدا بين الثلاثة رغم اختلاف خلفياتهم، (فالاولى عربية والثانية امريكية والثالثة يابانية)، ومع ذلك هناك توافق عجيب بينهم في طريقة معالجة المشكلة نفسها، بشكل مثير للاهتمام!!وهنا تفصيل ذلك:اولا: في أحد مشاهد رواية مدرسة الفروسية، يبدو معاذ مهموما جدا وهو يشعر باستحالة ارضاء أمه مهما فعل، فيحاول زيد مساعدته على تجاوز تلك الأزمة، كما فعل والده معه من قبل..
وهنا اقتباس لما دار بين الصديقين بعد ذلك المشهد:
"ثم زفر معاذ بأسى وهو يقول:
- والأسوأ من هذا كله عندما يختلف والداي فتطلب مني أمي شيئا ويطلب والدي ضده! عندها أصبح عاجزا عن التفكير ولا أعرف ما ذا أفعل؛ حتى أنني قد أُغضب الاثنين معا!!
ومرت فترة صمت أخرى قطعها معاذ مستدركا:
- بالمناسبة يا زيد..
ثم صمت مترددا، فنظر إليه زيد مشجعا:
- ماذا هناك؟
فقال معاذ:
- حسنا أرجو أن تعذرني يا زيد، وأن لا يزعجك كلامي، فهناك سؤال يلح علي كثيرا!
فابتسم زيد مطمئنا:
- لا عليك يا صديقي لن تزعجني أبدا إن شاء الله فاسأل ما بدا لك، وهات ما لديك..
فتكلم معاذ أخيرا:
- رغم أنك سريع الغضب إلا أنك تبدو على نقيض ذلك تماما مع أمك.. أذكر يوم أن خرجنا ذات مرة من الجامع وكنّا نتحدث مع باقي الرفاق حول بحث علم الفلك فنادتك أمك موبخة لأنك تأخرت على طلبٍ طلبته منك، فاستأذنت منا على عجل وأسرعت إليها معتذرا دون أن ألحظ عليك أي تمعر في وجهك غضبا لمناداتها لك بتلك الطريقة أمام رفاقك.. لقد أثرت عجبي يومها يا زيد!
دهش زيد لما سمعه:
- هل حدث ذلك حقا!! لا أذكر!! ما شاء الله! يبدو أنك شديد الملاحظة يا معاذ!
فابتسم معاذ:
- هذا لأن الموضوع يهمني..
ثم قال:
- إن برك لأمك معروف يا زيد ولطالما رغبت في معرفة سر ذلك، خاصة وأن من طبعك سرعة الغضب فكيف يختفي هذا كله فجأة مع أمك!! هذا ما يحيرني فعلا، لذا أشعر أن وراء ذلك سرا!
فوجئ زيد بتلك الملاحظة الدقيقة ثم أطرق رأسه مفكرا قبل أن يقول وقد تذكر ذلك الموقف الذي كاد أن ينساه وإن انطبع أثره عميقا في نفسه وردود أفعاله:
- الفضل في ذلك يعود بعد الله لأبي جزاه الله خيرا..
حملق معاذ في عينيه متسائلا:
- الشيخ عبد الرحيم! كيف؟؟
فتابع زيد:
- كما تعلم يا معاذ لا يوجد بيت يخلو من مشكلات، وعندما كانت تحدث أحيانا خلافات بين أمي وأبي كنت أثور كثيرا لأنني أرى أبي عالما وأعرف قدره وهيبته أمام الناس، لذا فهو بنظري الأعلم ولا يجوز لأي أحد كائنا من كان أن يخالفه الرأي أو يناقشه في كلامه حتى ولو كانت أمي ، رغم أن أبي نبهني لذلك كثيرا وأمرني بعدم التدخل، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم أره غاضبا كما كان آنذاك..
ثم استطرد مبتسما:
- كما تعلم يا معاذ أنا الولد الوحيد وسط أخواتي البنات، فكنت أشعر أنه من الواجب علي الانتصار للجنس الذكوري في البيت بفطرتي!
فابتسم معاذ:
- أما في بيتنا فلا تجد أمي المسكينة من يساندها من الإناث فتولت المواجهة بنفسها..
ضحك الاثنان قليلا قبل أن يقول معاذ بلهفة:
- حسنا ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
قال زيد راجعا بذاكرته إلى الوراء:
- يومها علا صوت أمي في جدال على أحد الأمور وكانت تُخطّئ فيه تصرف أبي الذي أخذ يحاول شرح رؤيته لها بدون فائدة، فلم أحتمل ورفعت صوتي في وجه أمي وأنا أقول لها أن أبي أعلم منها فلماذا تجادله! لقد وقفت في وجه أمي دفاعا عن أبي فما كان منه إلا أن ضربني بقوة لم أعهدها منه من قبل بل ربما كانت المرة الوحيدة التي ضربني فيها بتلك الطريقة، كنت ما أزال غاضبا و متفاجئا في الوقت نفسه من ردة فعله نحوي وأنا الذي لم أحتمل طريقة خطاب أمي له، لقد نسي أبي وقتها خلافه مع أمي وأخذني إلى غرفة مغلقة وآثار الغضب من تصرفي بادية بوضوح على وجهه..
عصر زيد ذاكرته لتنقله إلى أحداث ذلك اليوم ولتلك الجلسة تحديدا وأخذت كلمات ذلك الحوار تتردد في أذنه وكأنها حدثت للتو..
التقط الشيخ عبد الرحيم أنفاسه الغاضبة بصعوبة:
- يبدو أن الكلام لم يجد معك نفعا فاضطررت لاستخدام يدي، أهذا يعجبك يا زيد!! هل تظنني أفرح عندما ترفع صوتك في وجه أمك!! حتى وإن أخطأت هي فهذا ليس مبررا لك أبدا، هل تفهم؟؟
فأجاب زيد والغضب ما يزال مسيطرا على نبرته:
- ولكن ألم تر طريقة تفكيرها وردودها إنها تثير الغيظ فعلا وأنت...
فقاطعه الشيخ عبد الرحيم بقوله:
- أهكذا تتحدث عن أمك؟؟ أهذه هي التربية التي جهدت في تنشئتك عليها!! ثم من أنت حتى تحكم على أمك؟ هل اطلعت على جميع العلوم والآراء و الأفهام حتى تأتي لتحكم عليها؟؟ أجبني.. أهكذا ربيتك يا زيد؟؟
أطرق زيد ولم يقل شيئا، فتابع والده كلامه:
- هل تظنني سأكون سعيدا وأنت تتحدث مع أمك بتلك الطريقة؟؟ سأعتبر نفسي مربيا فاشلا إن فرحت يوما بوقوفك في وجه أمك انتصارا لي!!!
وتنهد الشيخ عبد الرحيم قبل أن يقول بلهجة حانية:
- يا بني، إنني أحبك وأخاف عليك، فإذا أردت السلامة والنجاة فالزم بر أمك، ثم إنها بفضل الله امرأة صالحة ولم يحدث أن أمرتك بما يغضب ربك، لذا أرجوك يا بني أن أردت أن تقر عيني بحسن تربيتي لك فالزم بر أمك، أعرف أنك سريع الغضب وستحتاج وقتا حتى تضبط طبعك هذا وتطوعه على ما يرضي الله ولكن إياك ثم إياك أن تغضب أمك.. إياك يا زيد.. سأرددها وسأظل أذكرك بها فإياك أن تنساها، أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك..
وأخيرا تكلم زيد بعد أن لاحظ هدوء نفس والده قليلا:
- لقد وعدتك يا أبي أنني سأحرص على برها ولكن..
فشجعه والده على متابعة الكلام:
- ولكن ماذا؟ قل ما لديك يا زيد لنتناقش في الموضوع فهذا أفضل..
فقال زيد بشيء من التردد:
- أنني أتعجب منك يا أبي، كيف لي أن أتمالك نفسي وأنا أراك تُشعر أمي أحيانا- بردود أفعالك تجاه كلامها- أنها قد تكون أعلم منك في مسائل معينة، رغم أنها لم تدرس مثلك ولم تتلق العلم كما تلقيته عن الشيوخ والعلماء الأجلاء! عليك أن تُفهمها بوضوح أنه لا حق لها بمجادلة من هو أعلم منها!
أطرق الشيخ عبد الرحيم برأسه نحو الأرض متنهدا:
- هكذا إذن!!
ثم رفع رأسه متأملا في وجه ابنه المتسائل قبل أن يقول:
- من قال لك يا زيد بأن العلم والفهم وإصابة الرأي تقاس بعدد الدروس التي يتم حضورها أو بعدد العلماء الذين نستمع لهم؟؟ كلا يا بني، أنت مخطئ..
باغت زيد ذلك الرد الذي لم يتوقعه، فتساءل بدهشة:
- بماذا تقاس إذن؟؟
فقال الشيخ عبد الرحيم موضحا:
- لو كان الأمر كذلك لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند مشورة زوجته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، ولما قال سيدنا عمر ( أصابت امرأة وأخطأ عمر)، إياك أن تظن بأنني عندما أتحاور مع أمك أتحاور معها بصفتي أكثر منها علما، إذاً لما وصلنا إلى نتيجة ولكان الجدال عقيما، نحن نتحاور لنصل إلى الرأي الأقرب للصواب وفي أحيان كثيرة وجدت أن رأيها أصاب الحق أكثر مني فاقتنعت به، أما الخلاف بيننا فهو شيء طبيعي وعادة ما ينتهي ببعض التفاهم والحمد لله..
وصمت قليلا قبل أن يتابع:
- لقد قيل (من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم) ، وقد تكون أمك قليلة علم بنظر الآخرين ولكنها تطبق ما تعلمه فزادها الله بذلك علما على صاحب علم كثير لم يعمل به، فلا تغرنك الكميات والمظاهر واعلم أنك لا تملك أن تحكم على أحد بمظهره والله أعلم بجوهره..
ثم استطرد:
- وفي جميع الأحوال بغض النظر عن هذا وذاك، عليك بر أمك قدر استطاعتك ففيها نجاتك وسعادتك..
والتقط نفسا عميقا قبل أن يتابع قائلا:
- ما زلت في مقتبل العمر يا بني ولكنك رجل في عيني، وإنني أخشى عليك أن تكبر وفيك هذه الحدة مع أمك!
ثم قال وفي نبرته تأنيب واضح:
- ألا تدرك معنى أن تجد في نفسها عليك؟؟ ألم أخبرك أن صحابيا حرم نطق الشهادة بسبب ما كان في نفس أمه عليه وهو لا يدري؟؟ فكيف إن كنت تدري؟؟
لا أريد أن أعيد على مسامعك ما تعلمته وتقرأه باستمرار، عن فضل الأم وعظيم تضحيتها من أجل أبنائها وبناتها، ولكنني أريدك أن تفكر بينك وبين نفسك في ذلك وتأكد أن ما قدمته أمك وما زالت تقدمه أضعاف ما يخطر ببالك، ولولا ذلك لما قيل أن الجنة تحت أقدامها..
وأخذت الكلمات تتردد في ذهن زيد لتلامس كل جزء في جسده وكأنه ناقوس يدق بانتظام:
- أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أبوك..
أنهى زيد كلامه، في حين أطرق معاذ مفكرا، قبل أن يقول:
- مسكينة أمي! ماذا عساي أن أقول عنها بعد كل هذا!! لقد كنت استثقل واجبي تجاهها دون أن التفت إلى مشاعرها.. فقد كان معها الحق عندما تمنت ابنة تحن عليها وتقف إلى جوارها، لقد أشعرتني بكبر المسؤولية تجاهها يا زيد ونبهتني إلى خلل لم آخذه بعين الاعتبار سابقا.. كان الله في عونها..
ثم هتف فجأة:
- لقد عرفت، سأكتب عن الصبر في بر أمي فهذا ما ينقصني فعلا!!
فابتسم زيد:
- فكرة جيدة، ولكن هذا يدل أنك ما زلت تستثقل برها يا أخي!
فانتبه معاذ لكلماته وأسرع مبررا لنفسه:
- قد يكون معك الحق في هذا سأحاول أن أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها بحلاوة برها إن شاء الله ولكن لا تتوقع مني أن أتغير فجأة! لا بد من الصبر على التغيير..
وابتسم متابعا:
- ثم إنني عثرت على موضوع أكتبه على أي حال!
فوافقه زيد قائلا:
- في هذه الحال ربما أكتب عن الصبر على أخواتي في البيت، فربما هذا هو أكثر ما أحتاجه الآن، خاصة وأنني أشعر أحيانا بأنني محاصر!
فضحك معاذ:
- من يراك مع المدرب عمر في الصراع و المشابكة لا يصدق أنك نشأت في بيت مع أخوات فقط!
فعلق زيد باسما:
- ما يدريك، ربما بسبب هذا وجدت في تدريبات القوة متنفسا لي، فأنا لا أستطيع التعبير عن غضبي في البيت أبدا مهما فقدت أعصابي منهن!
ثم قال مرددا كلمات والده:
- أنت رجل قوي.. وإياك أن تؤذي القوارير! "
***
في ذلك المقطع من رواية "مدرسة الفروسية" نلاحظ كيف كان الاب "عبد الرحيم" مرشدا لابنه "زيد" في مساعدته على فهم أمه حتى يتمكن من برها، وكيف أصبح "زيد" بنفسه أشبه بالمرشد لصديقه "معاذ" في مساعدته على فهم أمه ومن ثم برها!
(وما هذا إلا انعكاس لما قد يجري في واقعنا بالفعل! نحن بالفعل بحاجة لمرشد حتى نتمكن من الرؤية والفهم بشكل أفضل! ومن رحمة الله بنا انه دوما يرسل في طريقنا هذا المرشد حتى لو لم نكلف أنفسنا عناء البحث عنه)ومن هنا ننتقل للمثال التالي:
ثانيا: "زاك هولستر" بطل رواية Grayfoxيبدأ الفصل الأول من الرواية- التي تتكون من ستين فصلٍ قصير نسبيا- بهذه العبارة:
“You ain’t got right to call yourself my father no more!”
"لا يحق لك أن تُطلق على نفسك أبي بعد الآن!"
كانت تلك هي العبارة التي أطلقها بطل القصة "زاك" في وجه أبيه أثناء مغادرته للمنزل، رغما عن جميع أفراد الأسرة، بعد ان قرر الالتحاق بالبريد السريع!وهنا نعيش مع البطل احداث مغامراته التي يتعرض خلالها لحادث مروع ليجد نفسه بعد ذلك في رعاية رجل حكيم يدعى "هاوك"، والذي يحتوي البطل ويحاوره حتى يصل للمرحلة التي ينجح فيها في فهم حقيقة مشاعر والده نحوه، ومدى فضله عليه، بعد أن يعيد فيها مراجعة ذكرياته معه!
وقد نشرت موضوعا كاملا يتحدث عن تفاصيل هذه الرواية لشدة أهميتها، في هذا الرابط:https://nebrasmangaka.com/forum/topic/39/
ثالثا: "كوسي أريما" بطل أنمي "كذبتك في ابريل"
رغم أن هذا الأنمي ذو تصنيف رومانسي- موسيقي، لكنه نجح بشدة في معالجة الذكريات السلبية عن الام في ذهن البطل!
فبعد أن كان يظن بأن أمه كانت تجبره على تعلم الموسيقى واتقانها وتقسو عليه بشدة لكي يفوز في المسابقات تعويضا لها عما فقدته، معتقدا أن أمه تعامله كدمية لها كما يقول الاخرين؛ اكتشف لاحقا من خلال صديقة أمه- التي كانت هي المرشدة في هذه الحالة- أن أمه لم تكن تفعل ذلك إلا لأجله هو من شدة قلقها عليه وخوفها على مستقبله بعد موتها! في تلك اللحظة.. اختلفت ذكريات البطل عن أمه واتضحت أكثر، ليعيد مراجعة كل شيء ترسب في نفسه عنها!من خلال تلك الأمثلة نلاحظ أهمية وجود مرشد يساعد الاخرين على مراجعة ما يجري فهم، ليكون "الفهم والتجاوز" هو أهم مرحلة في طريق البر حتى الوصول للاحسان بإذن الله..
ولأجل ذلك.. ولأن كل واحد منا على ثغرة؛ تم تقديم شخصية الباحثة "هناء" للقيام بهذا الدور، وستجدون التفاصيل الكاملة في هذا الموضوع:https://nebrasmangaka.com/forum/topic/223/
فلا تترددوا بالتواصل معها إذا اقنعتكم فكرتها.. عسى الله أن يجعل في ذلك الخير والتوفيق للجميع..
ولا تنسونا من صالح دعائكم ^^
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الآن فهمت!!
قد تكون معظم مشاكلنا ومآسينا وآلامنا في الحياة ناتجة بشكل اساسي عن عدم الفهم، مما يفاقم المشكلة أكثر ويصعّب علينا ايجاد الحلول الصحيحة المناسبة، التي قد تساهم في انهاء المشكلة او تخفيف المعاناة للحد الأدنى على الأقل! وكما نقول في الفيزياء فهم السؤال ثلثا الحل!
لذا لو أعدنا مراجعة مفاهيمنا الاساسية عن طبيعة الحياة الدنيا، وأدركنا أن وجودنا فيها ما هو إلا وجود مؤقت وقصير، لأجل أن نؤدي اختبار مصيري هام قبل ان ننتقل إلى دار الخلود حيث الجزاء إما بجنة أو نار؛ لهانت الدنيا ومصائبها علينا (بإذن الله)، بل ولحمدنا الله على أنه جعلها هكذا، حتى لا نركن إليها، وننسى هدف وجودنا فيها فنهلك لا قدر الله!
ورغم ذلك كله (ومع ان الدنيا هي دار اختبار وابتلاء) إلا أن الله أكرمنا بأن جعلها حلوة ورزقنا فيها من الطيبات وسخّر لنا فيها كل شيء، وجعل ايامها دول بين فرح وترح، حتى لا ننغمس فيها انغماسا ينسينا هدف وجودنا المؤقت فيها!
روي في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:
(الدُّنيا حُلوةٌ خضِرةٌ وإنَّ اللهَ مُستخلِفَكم فيها فناظرٌ كيف تعملون)
ومن هنا ندرك كيف تكون الابتلاءات في هذه الدنيا شكل من اشكال الرحمة والعطاء، لعلها توقظنا من الغفلة!
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)
الغفلة عن المغزى الاساسي لوجودنا في الحياة، مصيبة كبيرة، وهي اشبه ما تكون بمخدّر خطير يغيّب الانسان عن حقيقة ما هو مقدم عليه، خاصة عندما يغرق في النعم التي يمنّ الله بها عليه، حتى يتوهم أنه نعيم ابدي، ولو استمر على تلك الغفلة لهلك بلا شك، فاقتضت رحمة الله ان لا تتجاوز لذة النعيم في الدنيا (عادة) فترات قصيرة، اشبه ما تكون بالـ "تذوق"، ثم سرعان ما تزول- لا سيّما إذا نسي الانسان نفسه فلم يؤدي واجبه فيها- ليجد نفسه فجأة أمام مصائب وصدمات لم تخطر بباله أبدا، مما قد يدخله في دوامات اكتئاب وحزن واحباط، وقد يسلك طرقا خاطئة وهو يرمي اللوم على الظروف والآخرين وكل شيء وينسى نفسه وحقيقة وجوده وهدفه!
(وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ )
ولو تدبرنا في كتاب الله، وراجعنا كل ما يحدث معنا على مستوى الفرد او الجماعة، لاستوعبنا أننا في اختبار حقيقي!
ولو تفكرنا أكثر في تفاصيل ما يواجهنا في الدنيا وحقيقة كونها اختبار تسبق دار القرار، فقد يطول الكلام، ولكن في هذا المقام سأكتفي بهذا القدر المجمل، لننتقل إلى التركيز على شكل من اشكال رحمة الله بنا في هذه الدنيا المتمثلة في "الأم"!
(وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ۚ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
وهنا مثال بسيط مصغر:
الطفل الذي يتعلق بهاتف ولا يتركه أبدا ليل نهار، سيجد أن نعيمه الابدي في ملازمة هذا الهاتف، في حين انه سيكون ضرر ووبال كبير عليه، لكن عقله الصغير لا يستوعب هذا بسهولة فتراه يتمسك بالهاتف بشدة ويرفض ان يبتعد عنه مطلقا، وهنا تتدخل الأم لتأخذ منه الهاتف ولو بالقوة (وهي بلا شك تبتغي مصلحته من شدة حبها له ورحمتها به) لكن الطفل لن يفهم هذا أبدا، بل سيجد أن امه اكثر مخلوق قاسي وشرير في هذا العالم!
إذا كانت تحبني حقا فلماذا تقسو عليّ ولا تحسن التعامل معي؟ ولماذا تظلمني بأخذ الاشياء التي أحبها مني؟ أين الحب واين الرحمة في هذا؟
فما قصتها؟!



"الآن فهمت"!

هل حدث وأن تفاجأتم برد شخص "عزيز وغالي على قلوبكم" في موقف تصرفتم به بدافع محبتكم لذلك الشخص فأساء فهمه بالعكس تماما، فذكركم بموقف تصرفتم به بالمثل مع والديكم- أو أحدهما- سابقا؟!

وهل انتم مستعدون لموضوع الرابط العجيب بينها؟^^
قبل فترة اشرت لأنمي (اعطيته الرمز س) باعتباره قد نجح بمعالجة الترسبات السلبية لذكريات الطفولة السيئة بسبب الوالدين أو أحدهما..
ذكرت ذلك في موضوع "يجب أن نجمع قوانا معا!"
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/224/
1- "زيد عبد الرحيم أديب" و"معاذ يحيى داوود" من "مدرسة الفروسية"
2- "زاك هولستر" بطل رواية Grayfox
3- "كوسي أريما" بطل أنمي "كذبتك في ابريل"
***
وكما ذكرت في منشور قبل يومين على مجموعة "نبراس المانجاكا" قمت بترتيهم بالارقام بحسب معرفتي بهم:
فقد كتبت ونشرت رواية مدرسة الفروسية اولا، ثم قرأت رواية Grayfox ثانيا ، ثم شاهدت انمي "كذبتك في ابريل" ثالثا، والعجيب انني انتبهت فجأة لوجود رابط عجيب جدا بين الثلاثة رغم اختلاف خلفياتهم، (فالاولى عربية والثانية امريكية والثالثة يابانية)، ومع ذلك هناك توافق عجيب بينهم في طريقة معالجة المشكلة نفسها، بشكل مثير للاهتمام!!
اولا: في أحد مشاهد رواية مدرسة الفروسية، يبدو معاذ مهموما جدا وهو يشعر باستحالة ارضاء أمه مهما فعل، فيحاول زيد مساعدته على تجاوز تلك الأزمة، كما فعل والده معه من قبل..

"ثم زفر معاذ بأسى وهو يقول:
- والأسوأ من هذا كله عندما يختلف والداي فتطلب مني أمي شيئا ويطلب والدي ضده! عندها أصبح عاجزا عن التفكير ولا أعرف ما ذا أفعل؛ حتى أنني قد أُغضب الاثنين معا!!
ومرت فترة صمت أخرى قطعها معاذ مستدركا:
- بالمناسبة يا زيد..
ثم صمت مترددا، فنظر إليه زيد مشجعا:
- ماذا هناك؟
فقال معاذ:
- حسنا أرجو أن تعذرني يا زيد، وأن لا يزعجك كلامي، فهناك سؤال يلح علي كثيرا!
فابتسم زيد مطمئنا:
- لا عليك يا صديقي لن تزعجني أبدا إن شاء الله فاسأل ما بدا لك، وهات ما لديك..
فتكلم معاذ أخيرا:
- رغم أنك سريع الغضب إلا أنك تبدو على نقيض ذلك تماما مع أمك.. أذكر يوم أن خرجنا ذات مرة من الجامع وكنّا نتحدث مع باقي الرفاق حول بحث علم الفلك فنادتك أمك موبخة لأنك تأخرت على طلبٍ طلبته منك، فاستأذنت منا على عجل وأسرعت إليها معتذرا دون أن ألحظ عليك أي تمعر في وجهك غضبا لمناداتها لك بتلك الطريقة أمام رفاقك.. لقد أثرت عجبي يومها يا زيد!
دهش زيد لما سمعه:
- هل حدث ذلك حقا!! لا أذكر!! ما شاء الله! يبدو أنك شديد الملاحظة يا معاذ!
فابتسم معاذ:
- هذا لأن الموضوع يهمني..
ثم قال:
- إن برك لأمك معروف يا زيد ولطالما رغبت في معرفة سر ذلك، خاصة وأن من طبعك سرعة الغضب فكيف يختفي هذا كله فجأة مع أمك!! هذا ما يحيرني فعلا، لذا أشعر أن وراء ذلك سرا!
فوجئ زيد بتلك الملاحظة الدقيقة ثم أطرق رأسه مفكرا قبل أن يقول وقد تذكر ذلك الموقف الذي كاد أن ينساه وإن انطبع أثره عميقا في نفسه وردود أفعاله:
- الفضل في ذلك يعود بعد الله لأبي جزاه الله خيرا..
حملق معاذ في عينيه متسائلا:
- الشيخ عبد الرحيم! كيف؟؟
فتابع زيد:
- كما تعلم يا معاذ لا يوجد بيت يخلو من مشكلات، وعندما كانت تحدث أحيانا خلافات بين أمي وأبي كنت أثور كثيرا لأنني أرى أبي عالما وأعرف قدره وهيبته أمام الناس، لذا فهو بنظري الأعلم ولا يجوز لأي أحد كائنا من كان أن يخالفه الرأي أو يناقشه في كلامه حتى ولو كانت أمي ، رغم أن أبي نبهني لذلك كثيرا وأمرني بعدم التدخل، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم أره غاضبا كما كان آنذاك..
ثم استطرد مبتسما:
- كما تعلم يا معاذ أنا الولد الوحيد وسط أخواتي البنات، فكنت أشعر أنه من الواجب علي الانتصار للجنس الذكوري في البيت بفطرتي!
فابتسم معاذ:
- أما في بيتنا فلا تجد أمي المسكينة من يساندها من الإناث فتولت المواجهة بنفسها..
ضحك الاثنان قليلا قبل أن يقول معاذ بلهفة:
- حسنا ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
قال زيد راجعا بذاكرته إلى الوراء:
- يومها علا صوت أمي في جدال على أحد الأمور وكانت تُخطّئ فيه تصرف أبي الذي أخذ يحاول شرح رؤيته لها بدون فائدة، فلم أحتمل ورفعت صوتي في وجه أمي وأنا أقول لها أن أبي أعلم منها فلماذا تجادله! لقد وقفت في وجه أمي دفاعا عن أبي فما كان منه إلا أن ضربني بقوة لم أعهدها منه من قبل بل ربما كانت المرة الوحيدة التي ضربني فيها بتلك الطريقة، كنت ما أزال غاضبا و متفاجئا في الوقت نفسه من ردة فعله نحوي وأنا الذي لم أحتمل طريقة خطاب أمي له، لقد نسي أبي وقتها خلافه مع أمي وأخذني إلى غرفة مغلقة وآثار الغضب من تصرفي بادية بوضوح على وجهه..
عصر زيد ذاكرته لتنقله إلى أحداث ذلك اليوم ولتلك الجلسة تحديدا وأخذت كلمات ذلك الحوار تتردد في أذنه وكأنها حدثت للتو..
التقط الشيخ عبد الرحيم أنفاسه الغاضبة بصعوبة:
- يبدو أن الكلام لم يجد معك نفعا فاضطررت لاستخدام يدي، أهذا يعجبك يا زيد!! هل تظنني أفرح عندما ترفع صوتك في وجه أمك!! حتى وإن أخطأت هي فهذا ليس مبررا لك أبدا، هل تفهم؟؟
فأجاب زيد والغضب ما يزال مسيطرا على نبرته:
- ولكن ألم تر طريقة تفكيرها وردودها إنها تثير الغيظ فعلا وأنت...
فقاطعه الشيخ عبد الرحيم بقوله:
- أهكذا تتحدث عن أمك؟؟ أهذه هي التربية التي جهدت في تنشئتك عليها!! ثم من أنت حتى تحكم على أمك؟ هل اطلعت على جميع العلوم والآراء و الأفهام حتى تأتي لتحكم عليها؟؟ أجبني.. أهكذا ربيتك يا زيد؟؟
أطرق زيد ولم يقل شيئا، فتابع والده كلامه:
- هل تظنني سأكون سعيدا وأنت تتحدث مع أمك بتلك الطريقة؟؟ سأعتبر نفسي مربيا فاشلا إن فرحت يوما بوقوفك في وجه أمك انتصارا لي!!!
وتنهد الشيخ عبد الرحيم قبل أن يقول بلهجة حانية:
- يا بني، إنني أحبك وأخاف عليك، فإذا أردت السلامة والنجاة فالزم بر أمك، ثم إنها بفضل الله امرأة صالحة ولم يحدث أن أمرتك بما يغضب ربك، لذا أرجوك يا بني أن أردت أن تقر عيني بحسن تربيتي لك فالزم بر أمك، أعرف أنك سريع الغضب وستحتاج وقتا حتى تضبط طبعك هذا وتطوعه على ما يرضي الله ولكن إياك ثم إياك أن تغضب أمك.. إياك يا زيد.. سأرددها وسأظل أذكرك بها فإياك أن تنساها، أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك..
وأخيرا تكلم زيد بعد أن لاحظ هدوء نفس والده قليلا:
- لقد وعدتك يا أبي أنني سأحرص على برها ولكن..
فشجعه والده على متابعة الكلام:
- ولكن ماذا؟ قل ما لديك يا زيد لنتناقش في الموضوع فهذا أفضل..
فقال زيد بشيء من التردد:
- أنني أتعجب منك يا أبي، كيف لي أن أتمالك نفسي وأنا أراك تُشعر أمي أحيانا- بردود أفعالك تجاه كلامها- أنها قد تكون أعلم منك في مسائل معينة، رغم أنها لم تدرس مثلك ولم تتلق العلم كما تلقيته عن الشيوخ والعلماء الأجلاء! عليك أن تُفهمها بوضوح أنه لا حق لها بمجادلة من هو أعلم منها!
أطرق الشيخ عبد الرحيم برأسه نحو الأرض متنهدا:
- هكذا إذن!!
ثم رفع رأسه متأملا في وجه ابنه المتسائل قبل أن يقول:
- من قال لك يا زيد بأن العلم والفهم وإصابة الرأي تقاس بعدد الدروس التي يتم حضورها أو بعدد العلماء الذين نستمع لهم؟؟ كلا يا بني، أنت مخطئ..
باغت زيد ذلك الرد الذي لم يتوقعه، فتساءل بدهشة:
- بماذا تقاس إذن؟؟
فقال الشيخ عبد الرحيم موضحا:
- لو كان الأمر كذلك لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند مشورة زوجته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، ولما قال سيدنا عمر ( أصابت امرأة وأخطأ عمر)، إياك أن تظن بأنني عندما أتحاور مع أمك أتحاور معها بصفتي أكثر منها علما، إذاً لما وصلنا إلى نتيجة ولكان الجدال عقيما، نحن نتحاور لنصل إلى الرأي الأقرب للصواب وفي أحيان كثيرة وجدت أن رأيها أصاب الحق أكثر مني فاقتنعت به، أما الخلاف بيننا فهو شيء طبيعي وعادة ما ينتهي ببعض التفاهم والحمد لله..
وصمت قليلا قبل أن يتابع:
- لقد قيل (من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم) ، وقد تكون أمك قليلة علم بنظر الآخرين ولكنها تطبق ما تعلمه فزادها الله بذلك علما على صاحب علم كثير لم يعمل به، فلا تغرنك الكميات والمظاهر واعلم أنك لا تملك أن تحكم على أحد بمظهره والله أعلم بجوهره..
ثم استطرد:
- وفي جميع الأحوال بغض النظر عن هذا وذاك، عليك بر أمك قدر استطاعتك ففيها نجاتك وسعادتك..
والتقط نفسا عميقا قبل أن يتابع قائلا:
- ما زلت في مقتبل العمر يا بني ولكنك رجل في عيني، وإنني أخشى عليك أن تكبر وفيك هذه الحدة مع أمك!
ثم قال وفي نبرته تأنيب واضح:
- ألا تدرك معنى أن تجد في نفسها عليك؟؟ ألم أخبرك أن صحابيا حرم نطق الشهادة بسبب ما كان في نفس أمه عليه وهو لا يدري؟؟ فكيف إن كنت تدري؟؟
لا أريد أن أعيد على مسامعك ما تعلمته وتقرأه باستمرار، عن فضل الأم وعظيم تضحيتها من أجل أبنائها وبناتها، ولكنني أريدك أن تفكر بينك وبين نفسك في ذلك وتأكد أن ما قدمته أمك وما زالت تقدمه أضعاف ما يخطر ببالك، ولولا ذلك لما قيل أن الجنة تحت أقدامها..
وأخذت الكلمات تتردد في ذهن زيد لتلامس كل جزء في جسده وكأنه ناقوس يدق بانتظام:
- أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أبوك..
أنهى زيد كلامه، في حين أطرق معاذ مفكرا، قبل أن يقول:
- مسكينة أمي! ماذا عساي أن أقول عنها بعد كل هذا!! لقد كنت استثقل واجبي تجاهها دون أن التفت إلى مشاعرها.. فقد كان معها الحق عندما تمنت ابنة تحن عليها وتقف إلى جوارها، لقد أشعرتني بكبر المسؤولية تجاهها يا زيد ونبهتني إلى خلل لم آخذه بعين الاعتبار سابقا.. كان الله في عونها..
ثم هتف فجأة:
- لقد عرفت، سأكتب عن الصبر في بر أمي فهذا ما ينقصني فعلا!!
فابتسم زيد:
- فكرة جيدة، ولكن هذا يدل أنك ما زلت تستثقل برها يا أخي!
فانتبه معاذ لكلماته وأسرع مبررا لنفسه:
- قد يكون معك الحق في هذا سأحاول أن أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها بحلاوة برها إن شاء الله ولكن لا تتوقع مني أن أتغير فجأة! لا بد من الصبر على التغيير..
وابتسم متابعا:
- ثم إنني عثرت على موضوع أكتبه على أي حال!
فوافقه زيد قائلا:
- في هذه الحال ربما أكتب عن الصبر على أخواتي في البيت، فربما هذا هو أكثر ما أحتاجه الآن، خاصة وأنني أشعر أحيانا بأنني محاصر!
فضحك معاذ:
- من يراك مع المدرب عمر في الصراع و المشابكة لا يصدق أنك نشأت في بيت مع أخوات فقط!
فعلق زيد باسما:
- ما يدريك، ربما بسبب هذا وجدت في تدريبات القوة متنفسا لي، فأنا لا أستطيع التعبير عن غضبي في البيت أبدا مهما فقدت أعصابي منهن!
ثم قال مرددا كلمات والده:
- أنت رجل قوي.. وإياك أن تؤذي القوارير! "
***
في ذلك المقطع من رواية "مدرسة الفروسية" نلاحظ كيف كان الاب "عبد الرحيم" مرشدا لابنه "زيد" في مساعدته على فهم أمه حتى يتمكن من برها، وكيف أصبح "زيد" بنفسه أشبه بالمرشد لصديقه "معاذ" في مساعدته على فهم أمه ومن ثم برها!
(وما هذا إلا انعكاس لما قد يجري في واقعنا بالفعل! نحن بالفعل بحاجة لمرشد حتى نتمكن من الرؤية والفهم بشكل أفضل! ومن رحمة الله بنا انه دوما يرسل في طريقنا هذا المرشد حتى لو لم نكلف أنفسنا عناء البحث عنه)
ومن هنا ننتقل للمثال التالي:
يبدأ الفصل الأول من الرواية- التي تتكون من ستين فصلٍ قصير نسبيا- بهذه العبارة:
“You ain’t got right to call yourself my father no more!”
"لا يحق لك أن تُطلق على نفسك أبي بعد الآن!"
كانت تلك هي العبارة التي أطلقها بطل القصة "زاك" في وجه أبيه أثناء مغادرته للمنزل، رغما عن جميع أفراد الأسرة، بعد ان قرر الالتحاق بالبريد السريع!
وهنا نعيش مع البطل احداث مغامراته التي يتعرض خلالها لحادث مروع ليجد نفسه بعد ذلك في رعاية رجل حكيم يدعى "هاوك"، والذي يحتوي البطل ويحاوره حتى يصل للمرحلة التي ينجح فيها في فهم حقيقة مشاعر والده نحوه، ومدى فضله عليه، بعد أن يعيد فيها مراجعة ذكرياته معه!
وقد نشرت موضوعا كاملا يتحدث عن تفاصيل هذه الرواية لشدة أهميتها، في هذا الرابط:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/39/
ثالثا: "كوسي أريما" بطل أنمي "كذبتك في ابريل"
رغم أن هذا الأنمي ذو تصنيف رومانسي- موسيقي، لكنه نجح بشدة في معالجة الذكريات السلبية عن الام في ذهن البطل!
فبعد أن كان يظن بأن أمه كانت تجبره على تعلم الموسيقى واتقانها وتقسو عليه بشدة لكي يفوز في المسابقات تعويضا لها عما فقدته، معتقدا أن أمه تعامله كدمية لها كما يقول الاخرين؛ اكتشف لاحقا من خلال صديقة أمه- التي كانت هي المرشدة في هذه الحالة- أن أمه لم تكن تفعل ذلك إلا لأجله هو من شدة قلقها عليه وخوفها على مستقبله بعد موتها! في تلك اللحظة.. اختلفت ذكريات البطل عن أمه واتضحت أكثر، ليعيد مراجعة كل شيء ترسب في نفسه عنها!
من خلال تلك الأمثلة نلاحظ أهمية وجود مرشد يساعد الاخرين على مراجعة ما يجري فهم، ليكون "الفهم والتجاوز" هو أهم مرحلة في طريق البر حتى الوصول للاحسان بإذن الله..
ولأجل ذلك.. ولأن كل واحد منا على ثغرة؛ تم تقديم شخصية الباحثة "هناء" للقيام بهذا الدور، وستجدون التفاصيل الكاملة في هذا الموضوع:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/223/
فلا تترددوا بالتواصل معها إذا اقنعتكم فكرتها.. عسى الله أن يجعل في ذلك الخير والتوفيق للجميع..
ولا تنسونا من صالح دعائكم ^^

اقتبس من زينب جلال في 2024-06-02, 6:45 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها؛ ندعوكم للاطلاع على موضوع جديد على المنتدى ضمن فعالية #الآن_فهمتوالذي تمت الاشارة فيه للأنمي الشهير "هجوم العمالقة"!***بانتظار مشاركاتكم عسى أن تكون سببا في التعاون على البر والتقوى بإذن الله، فكلنا #على_ثغرة #ففيهما_فجاهدولا حول ولا قوة إلا بالله..وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته