Please or التسجيل to create posts and topics.

وقفة مع غزوة أحد! (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وقفة مع غزوة أحد!
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
ضمن سلسلة مواضيع  ( #على_ثغرة ) والتي اطلقناها تزامنا مع أحداث غزة ( 7 اكتوبر 2023م ) عبر صفحتنا "نبراس المانجاكا" :
https://www.facebook.com/photo?fbid=289562767347362&set=a.126358487001125
 
حري بنا في هذه الايام أن نراجع التاريخ، الذي لا يفتأ عن إعادة نفسه تكرارا ومرارا!
ومن خلال العلم والتعلم ومراجعة سيرة خير الخلق (صلى الله عليه وسلم)؛ نكون قد رابطنا على إحدى الثغور الهامة، التي قد يتسلل من خلالها الشيطان، ليضعفنا ويحزننا ويبث الوهن في نفوسنا، فيثنينا عن واجباتنا، ومسؤوليتنا الهامة في هذه المرحلة!
 
ومن هذا المنطلق، هنا وقفة مع غزوة أحد، والتي تكبّد فيها المسلمون هزيمة وخسائر، بعد مخالفة البعض امر الرسول صلى الله عليه وسلم!
وقتها قال أبو سفيان (قائد جيش المشركين في ذلك الوقت، وهو يشعر بالفخر) :
أُعْلُ هُبَل (صنمهم الذي يعبدونه )
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أجيبوهُ
قالوا : ما نقول ؟
قال : قولوا : الله أعلى وأجَلُّ
قال أبو سفيان : لنا العُزَّى ، ولا عُزّى لكم
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أجيبوه
قالوا : ما نقول؟
قال : قولوا : الله مولانا ولا مولَى لكم
قال أبو سفيان : يوم بيومِ بدر، والحربُ سِجال (مرة ومرة)
فكان الرد:
(لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)
وقد نزلت الايات الكريمة في ذلك:
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
***
وهنا وقفة تحتاج منا بعض التأمل والتدبر مع الايات:
 
(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
...
 
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) )
____
وقفة سريعة مع تلك الايات والاحداث؛ تجعلنا ندرك ان مقياس النصر والفوز لا يمكن أن يقاس بمعايير البشر الدنيوية!
مهما حصل، فالمؤمنين دوما سيكونون الأعلى، بإذن الله..
شهداؤهم فرحين في الجنة، ومجاهـ ـديهم منتصرين في ارض المعركة بثباتهم وصمودهم، وكسر شوكة عدوهم، بعون الله..
لذا.. حتى لا نتسبب في خسائر وهزيمة لامتنا من حيث لا ندري؛ حريّ بنا أن لا نترك مواقعنا، ولنتعلم من درس "الرماة في غزة أحد"! كانوا خمسين رجلا؛ فخالف اكثرهم امر الرسول صلى الله عليه، وهم يظنون أن المعركة انتهت ولا معنى من وقوفهم هناك؛ فتسببوا بهزيمة جيش بأكمله، بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من النصر!
لذا.. يجدر بكل واحد منا أن يثبت على ثغرته، ويقوم بدوره:
"معاً سنجتاز المحن
معـــــــــاً معـــــــاً
كلٌ يؤدي واجباً
فالكل فينا مؤتمن"
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) )
 
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)
***
 
نسأل الله أن يوفقنا للقيام بواجبنا، بالوجه الذي يرضيه عنا، ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
(رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم