
المهجورون

اقتبس من رضا أمجاد في 2023-05-27, 6:55 م
سفينة فضائية ذات أحد عشر مقطورة ، كل مقطور من المقطورات طولها ميلان ، وعرضها ميل ونصف ، وارتفاعها ميل ، لونها رمادي تتصل كل مقطورة بالتي أمامها بخمس أنابيب قطرها 100 متر وطولها 120 ، حتى مقطورة القيادة ذات المقدمة المدببة وعلى جانبها مكتوب باللون الأحمر (الأم الضائعة بين النجوم)
غرفة مربعة ضلعها ثلاثة أمتار
يستيقظ شاب على وقع ضوضاء خفيفة لكن يبدو أنه معتاد عليها ، ويبدو واضحا صدره وفيه ما يشبه المحرك وبجانبه عبوة مضيئة في مكان معدته ورئته لكن يخفيها بارتداء قميص يتمعن فوضى الغرفة
جانب الأيسر مفكات وأدوات سمكرة قديمة متسخة وضوء مسلط وكرسي طبيب اسنان وعلى الجانب الأيمن منضدة ملتصقة بالحائط المليء بالرسوم للإنسان والمناظر الطبيعية .
ينهض ويتجه نحو باب الغرفة ويضغط زر تنزلق الباب الى داخل الجدار منفتحة
ويلقي نظرة على الممر وفيه عدد من الناس يرتدون ملابس رثة قديمة وملامحهم متعبة ذابلة واقفين ينتظرونه سألهم الشاب اذا كان احدهم مصاب (بالكرفكس )
عم الصمت عليهم
أشار لهم الشاب وأخبرهم أن يدخلوا بالدور
اول من دخل عجوز أخبره الشاب أن يجلس على كرسي ويظهر صدره ومعدته
تسأل هذا المريض حول رائحة غريبة
نظر الشاب نحو زجاجة ارجوانية في الزاوية
ثم اجاب "لا شيء مجرد مركب صنعه لعمل ما"
فتح الشاب ووجهه الى صدر العجوز الذي كان عبارة عن ما يشبه المحرك ، وبدأ الفتى يعمل كأنه يصلح روبوت ،
وكان خزان طاقة الرجل الموجود على جانب المحرك الذي يعمل بدال القلب أقل من النصف ، سال الشاب عن هذا الأمر (يبدو انك لم تحصل على طاقة منذ مدة) ،
ـ عصابة ( السن ستار) صارت تأخذ طاقة اكثر وبشكل متكرر.
لم ياخذ منه الشاب اي طاقة مقابل اصلاحه
وهكذا دخل المريض بعد الآخر حتى فرغ الممر ، يستعد ليغلق الباب وتظهر أمامه سيدة ترتدي رداء طويل يغطي كل جسدها وقلنسوة رفعتها عن رأسها
قال الشاب بحدة كأنه يعرفها "لا ليس مجددا غادرِ"
ظلت تنظر اليه وفي عينيها وعلى ملامحها خوف وقلق كانها تستدر تعاطفه وقالت "انها تتالم تحتاج الى مساعدة ارجوك( يان)"
القلق كان كفيل بأن يغير رأيه
اخبرها ان تدخلها بسرعة وأغلق الباب
جلست المرأة واخرجت من الحقيبة طفلة عمرها ستة سنوات ذات شعر اسود وجسد نحيل وملابس مرقعة اجلس الشاب الطفلة على المقعد وبدأ بفحص المحرك الذي في صدرها واعطاها القليل من زيت رشه داخل الانابيب
شكرته الام وهو يعمل
لكنه رمقها بنظرة ممتعضة " لا تحضريها الى هنا مجددا اني لن اساعدها ابدا بعد الان ، الاطفال ممنوعين في العربة الاخيرة تعلمين ماذا سوف يحصل لي لو بلغ أحد ان طفلة دخلت منزلي ، سوف افقد منزلي "
ـ اعرف المخاطرة واشكرك…
ـ لا تعرفين شيء انتِ تعيشين في المدينة لا تملكين شيء فعلا لذا لا تخافين ، اما هذه الغرفة هي منزلي القانوني لا أحد يمكنه طردي لكن بوجود طفلة هنا قد اطرد من كل الأم الضائعة .
نظرت بحسرة الى ابنتها التي تتلقى العلاج ثم الى الشاب " هل تظن اني كنت طوال حياتي في المدينة الخضراء. ، اني لم امتلك منزل قبلا لكن الحال يتغير بسرعة وبسبب حرب بين بعض دول الاتحاد تم تهجيري كمراهقة فقدت كل شيء وجدني رجل ساعدني و احضرني معه الى هنا لم اكن اعلم اني حامل ولا اني سوف أظل في الأم الضائعة مات الرجل وتركني انا وابنتي اعرف اني اخاطر بوجودها هنا لكن اذا سلمتها الى امن المركبة قد تباع كعبدة "
ـ انظري حولك انها العربة الاخيرة ابقاء ابنتك هنا حكم عليها بالإعدام "
جلسة المرأة على حافة السرير متكدرة تنظر الى الارض بقلق " لن يفصلوا العربة أفراد النقابة والاميرال شيران ومنظمة الشعلة الحمراء يعملون كي يتوفر لنا العلاج وسوف يقنع مجلس نقابة النقل بأن لا يسمحوا لإدارة المركبة بفصلنا وحتى لو قرروا فصل السفينة سوف احصل على طاقة كافية واشتري عبوري الى المقطورة العاشرة وهناك يمكنني العيش مع ابنتي بسلام "
صرخ فيها " كيف كيف سوف تجمعين الطاقة هاه !"
استدار وجد الطفلة خائفة فبتسم ابتسامة زائفة وعاد لإصلاحها وأكمل كلامه بهدوء " جمع الطاقة في العربة الاخيرة صعب والعصابات تجعل الامر اصعب والمتعصبين الذين يهاجمون كل من يريد المغادرة كيف ام مثلك سوف تجمع مستوعبين طاقة وهذا لفرد واحد للعبور "
اوقف النقاش سؤال من الطفلة وهي تشير الى الجدار المليئ بالرسومات وتسأل ما هذا
نظر الشاب الى الجدار فوجدها تشير الى رسمة جسد الإنسان الكامل ابتسم واخبرها ان هذا هو شكل الانسان قديما
اعترضت الوالدة واخبرته انها لا تريد تربية ابنتها على الخرافات لذا فل يخبرها الحقيقة
ضحك كانه لم يضحك من مدة
وقال " إنها الحقيقة انها رسومات تخيلية للماضي حيث الحمل كان اكثر من اربعة اشهر والبشر بلا محركات يعيشون على الأرض "
سألت الطفلة بتعجب " الأرض ! ؟"
ـ الارض هي مصدر البشر الاصلي كان هناك وقت حيث كنا نعيش على كوكب واحد ولا يغادره احد اطلاقا
سألت الأم عن كيف يعلم ؟
ـ كان اخي يمتلك الانترنت لانه مواطن رسمي في الاتحاد .
ـ مواطن رسمي ويعيش في المقطورة الاخيرة ؟
تردد في الجواب ثم تكلم " لقد كان متعصبا "
استغربت المرأة " متعصب ! متعصب فعلا اي انه يؤمن ان مصير الجميع الجحيم وأن الموت هو أفضل شيء و برأس حليق وزي احمر "
ـ لا لم يكن المتعصبين مثل الان هذا التشدد في مظهرهم امر حديث نسبيا لكن الأفكار نعم ، على اي حال لقد انتهيت
وضعت الأم الطفلة في الحقيبة وارتدت الرداء و القلنسوة
نظرت له بامتنان وشكرته
لكنه نظر لها بملامح حادة " لا تعودي الى هنا مجددا او ابنتك سوف تفقد والدتها أنا لست بشخص طيب "
ابتسمت "لا اعلم ان كنت طيب او لا لكنك ساعدة ابنتي وهذا اكثر من كافي فل يرعك الرب "
أغلقت الباب وقف يان لبرهة هناك ينظر باستخفاف مع غضب في داخله يجول "الرب ، يرعاني ! ".
قبل عشرين سنة …
يتحدث رجل مع شاب ذو شعر بني طويل يبدو التصلب والكآبة على وجهه
ويخبره ان يرعى طفل لعدة أيام
يرفض الشاب " حتى ان كان طفلا فهو سوف يذهب للجحيم. والموت مصيره "
الرجل يخبر الشاب قصة كي يقنعه
يطلعه على أن ام الطفل باعته له في كوكب (زامورك) كي تطعم باقي إخوته
يشعر الشاب بالاستياء نحو الطفل الذي يسمع وهو يجلس في حقيبة مخفيا
يوافق الشاب ويغادر الرجل
يخرج الطفل من الحقيبة .
يقول الشاب
" يا فتى هذا منزلي "
تقدم الفتى خطوات ينظر الى النافذة التي تُطل على الفضاء وسرح عقله حتى رجع الشاب وامسكه بقوة من كتفيه وتكلم معه بجدية "لا يمكنك الخروج من هذه الغرفة ابدا. (يان) هذا الشيء الوحيد الذي إذا خالفته سوف اعاقبك بشدة هل تسمع عقابك سوف يكون اقرب لجحيم الرب"
أشار الفتى بالموافقة برأسه المرتجف وتعابيره المرعوبة ،
اعطى الشاب بعضة الطاقة للصغير بعد ان لاحظ ان محركه فارغ تقريبا وجعله ينام على الأرض ، استيقظ ولاحظ أن الفتى يرتعش لكن لم يهتم
وهكذا مرت عدة أيام
لكن في اليوم الرابع رمى له الغطاء واخبره انها هدية وداعية لا أكثر ، في اليوم التالي استيقظ الفتى على صوت جدال على الباب بين رجل ضخم والشاب ذو الشعر البني حيث قال الشاب " كيف يعقل انه سُجين لا يمكنني الاحتفاظ به أنه ليس لعبة ، وهذا ضد مبادئي "
أجابه الرجل الضخم ـ حسنا سوف ابحث لك عن مشتري
ـ مشتري ماذا اتظن اني تاجر عبيد هل تريد أن يلعنني الرب الى الابد ، سوف انتظر خروج ستيف من السجن وهو سوف يستعيد الفتى غادر الآن .
شعر الفتى بالخوف واختبأ خلف إحدى أرجل المنضدة التي لم تخفي شيء من جسده لكنها بينت خوفه ، نظر له الشاب لبرهة ثم غادر المنزل ، مرة ساعات طويلة ظل الطفل وحيدا يشاهد الغرفة. والنافذة وانتبه الى الرسومات المخفية تحت السرير وتعجب لما رأى لأنه لم يفهم شيء من الأشكال الغريبة والبشر المشوهين الذين شاهدهم ، نام الفتى تحت المنضدة ، عاد الشاب ولم يوقظه او يفعل له شيئا فقط رمى عليه الغطاء وتمدد على السرير وشغل من على شاشة صغيرة كانت مخفية في الحائط بعض المواقع وبدأ يقرأ ، هكذا مرت الأسابيع وفي كل يوم يعود الشاب ويراه نائم في مكان مختلف من ارضية الغرفة وكان يرمي عليه الغطاء في كل مرة ، لاحظ ان الفتى لم يأخذ الغطاء من تلقاء نفسه ولا مرة ولم ينم على السرير
لذا عندما استيقظ وقبل ان يخرج امسك بالفتى واخبره ان ياخذ الغطاء قبل أن ينام اليوم ، نظر الفتى الى الغطاء المرتب على السرير وكان خائفا قليلا لكن الشاب أكد " نعم ذلك الغطاء خذه ولف جسدك فيه " وغادر المنزل … وعند عودته كان الطفل قد اخذ الغطاء شعر الشاب بالارتياح ، ولكن في اليوم التالي وعند عودته الفتى عاد للنوم بلا غطاء وهذا جعله يشعر بغضب ولكنه القى الغطاء عليه وعندما استيقظ تحدث مع الفتى مجددا وسأله لما لم يأخذ الغطاء كما اخبره ، فأجاب الفتى انه اخبره مرة واحدة فقط لذا أخذه مرة واحدة ، لم يستطع الشاب تمالك نفسه وحتى ملامح الكئيبة لم توقف موجة الضحك التي أخذته ، الفتى شعر بالخوف . واختبأ خلف رِجل المنضدة مجددا ، مما جعل الشاب يتوقف عن الضحك وبل يشعر بشيء من الصدمة ،
جلس الشاب ساندا ظهره الى الجدار المقابل للغرفة ، ينظر ناحية الطفل اخبره انه لا يحتاج أن يخاف مجددا وأن الغطاء ملكه منذ اللحظة ، وهو جالس لاحظ أن رسوماته التي تحت السرير ليست كما تركها ، فسأل الطفل إذا كانت الرسومات قد أعجبته ، لم يجب الفتى ، اخرج الشاب الرسومات وجلس يشاهدهم واحدة واحدة ويسال الفتى اذا اعجبته اي واحدة ،وبعد برهة نطق الفتى انه لم يفهم ما المرسوم ، ابتسم الشاب وقال انه العالم الذي اعتاد البشر العيش فيه انه كوكب يسمى الارض ،
استغرب الفتى واشار الى رسمة الانسان ، فاخبره الشاب بعد ما اقترب منه انه شكل الانسان قديما ، اقترب الفتى وامسك بالرسمة وقال بصوته الخافت "لكنهم مشوهين !" ، نظر الشاب الى الرسمات واخبره انه ظن انهم مشوهين ايضا لكن بعد التفكير ربما هذا التشوه هو طبيعة الانسان ، احس الفتى بالحيرة لذا احضر الشاب الشاشة الصغيرة وشغل من على الانترنت فيديو لفتى يلعب مع والده كرة القدم على سطح المريخ ، " هكذا كانت الحياة قبل ان يحتاج البشر الى المحركات العضوية" ظل الفتى متعجبا ينظر جعله الشاب يشاهد العديد من الفيديوهات في خلال الأسابيع التي تلت وكل ما عاد الشاب الى المنزل وجد الفتى يحدق بالنافذة ينظر الى الفضاء والكواكب التي تمر سفينة الشحن بقربها والسفن الفضائية الاخرى
في يوم احضر حقيبة غريبة الشكل ، وأخبر الطفل أن يدخل فيها وأخذه خارج المنزل وسار فيه عبر ممرات المنازل الرسمية حتى خرجوا لمنصة تطل على منطقة التخزين الضخمة التي صارت مدينة فيها عشرات آلاف المنازل وتبدو مثل شبكة عنكبوت حيث المنازل حتى على السقف والجدران هذه المدينة الخضراء التي تكونت من المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين ، نزل بالرافعة الى الأسفل وسط الزحام وبين الأسواق ، احس الطفل بأن الشاب سوف يعطيه لاحد لذا جلس في الحقيبة خائف والضوء الذي يدخل من شقوق صغيرة هو كل ما يراه ، استمر الشاب في السير نحو الجهة الغربية من المدينة ما يعرف بمنطقة الخروج ، ظل الطفل يرتعش حتى سمع الشاب يخبر احدا ان يعطيه بزة خروج وصندوق أدوات بنافذة زجاجية
دخل الى غرفة وأخرج الطفل واخبره
ان يدخل شيء يشبه الصندوق وفيها نافذة في الاعلى وارتدى الشاب زي غريب
ثم احمل الفتى واخذه الى غرفة فارغة اخرى وربطهما بحبل
فتحت الباب للفضاء ، وبدأ يسير على المركبة من الخارج ومعه الفتى في الصندوق يشاهد مذهولا حيث يمزقه الحماس ، اشار الشاب الى النجوم والكواكب القريبة وتحدث عبر اللاسلكي مع يان أخبره ان هذا كله من صناعة الرب لنا ، كانت المرة الوحيدة التي شعر يان بالحرية ولم يخف ، في الأشهر التالي واجه الشاب حالة صحية صعبة ومشاكل في محركه ، بدأ يان يساعده في تصليح نفسه وهكذا تمر السنوات ، يان في عمر العاشرة
وتظل الغرفة الصغيرة والإنترنت منزله ، كره الشاب للحياة كبر ، صار قاسيا قليلا على يان ، افكار المتعصبين كانت أساس حياته ومع الوقت صار محركه اسوء ومهما تعلم يان وأجهد نفسه كان لا يستطيع الحفاظ على صحة الشاب
عاد في يوم الشاب وهو مصاب بشدة ومحركه على وشك التوقف اجلسه يان وهرع الى مساعدته احضر ادواته وحاول سد الثقوب التي خلفتها ضربات ، لكن بلا فائدة كان الزيت يتسرب ومعه الدم حيث غطى يد ووجه يان ، سال يان بيأس عن من سبب هذا أجاب الشاب وهو يرتجف منهارا على الأرض " لقد كنت ابشر في سوق ، لكن بعض أفراد العصابات هاجموني "
صرخ ياان باكياً " اللعنة على التبشير لما لم تتوقف"
أمسك يده الشاب وهو ينظر الى السقف لانه لا يستطيع تحريك رأسه " على الحقيقة أن تبدو واضحة للجميع أن مصيرهم هو الجحيم ، لست حزين اني سوف اموت "
صرخ يان به " اذا كنا يجب ان نموت اذا كان الجحيم مصيرنا لما انقذتني وطوال تلك السنوات لم تقتلني هاه تكلم "
يحاول أن يستجمع طاقته " انا لا اعلم .. لا اعلم لك …"
صرخ يان كثيرا لنه لم يحصل على اجابة بعد تلك ، اتى مجموعة من المتعصبين و اخذوا جثة الشاب وأجروا الترتيبات وأخبروا يان ان المنزل له لكن يان عاش في صدمة …
الوقت الحالي
ينزل الى أسواق المدينة الخضراء ذات رائحة المخلل وبناياتها المغطاة بالطحالب
رجل أصلع يرتدي اللون الأحمر يصرخ بالناس وسط السوق " الجحيم مصيركم وهذا المرض طريقكم الى هناك "
تجاهله يان كما يفعل كل من في السوق كأنه منظر طبيعي
، هكذا حتى وصل متجر صغير يبيع خردة فيه رجل عجوز
دخل يان وجلس بجانبه ، لم يبالي العجوز ليان واخبره "لن اعطيك أجر كما اخبرك الأسابيع الاربعة المنقضية "
أجاب يان وهو يراقب ( السن ستار)على الجهة الأخرى من طريق
ـ اعلم لكن احب الجلوس هنا في متجرك .
استغرب العجوز"لما شاب يضيع وقته هنا بالعمل معي بلا مقابل !"
ـ ربما هذا الشاب يريد الموت فقط .
ـ هل صرت متعصبا يان ؟ .
ـ وهل تريد العيش ايها العجوز .
ـ العيش يحتاج الى هدف والموت كذلك .
ـ لم افهمك !
ـ لما يعيش من في المقطورة الاخيرة برأيك ؟ ، لا ينجبون ولا يسمح لهم بذلك ، العصابات في كل مكان ، لا يوجد سبب هنا للاستمرار ، لذا الجميع يبحث عن سبب لا يهم ان كان للموت او للحياة. ، عندما يجدون السبب ولو كان طريقهم للجحيم سيرونه على أنه نور الجنة .
استغرب يان وسأل وهو ما زال يراقب الوكر " هل تمتلك سبب للعيش ؟ "
ـ السؤال عن حال عجوز مثلي لهو لغباء ، السؤال هل تمتلك انت اي سبب ؟
صمت يان وأخذ يفكر ، في تلك الاثناء مر شخص ملثم أخرج يان زجاجة تحوي مادة سائلة وأعطاها له ، غادر الملثم ، العجوز متسائلا " هل علي أن أسأل ماذا أعطيت هذا الشخص ؟ "
ـ لا
بعد برهة اقترب ملثم من مقر العصابة وأطلق النار على الحارس في الخارج وهرب ،. ومن ثمة رمى بعض الفتية زجاجة داخل الوكر بمجرد ان انكسرت اخرجت الكثير من الدخان الارجواني بعد ثواني خرج رجل من العصابة و مات مختنقا اقترب بعض الملثمين من الرجل المختنق نهض يان وقبل ان يغادر اخبر العجوز انه سوف يبحث عن سبب
واقترب من الملثمين الذين ابتعدوا عن طريق يان واشار لهم بأن يتحركوا
دخل الملثمين المبنى وصدرت اصوات اطلاق النار خرجوا وفي يدهم مستوعبات طاقة واعطوا احدها ليان ، اخفى يان مستوعبات الطاقة وتوجه الى منزله من نفس طريق السوق الذي اتى منه ولكن من يخطب بالناس رجل يبدو عليه الرشد
وأخذ يخبرهم ان النقابة اعطت الاذن لقيادة المركبة بأن تفصلنا ولا احد سوف ينقذنا حتى الاميرال جوهانس لن يمنع قرارهم ولا منظمة الشعلة .
لكن لم يعر أحد الاهتمام لهذا الكلام ومن ضمنهم يان الذي اكمل سيره الى المنصة وصل الى منطقة المنازل الرسمية
ودخل منزله متعبا وضع مستوعبين الطاقة على المنضدة ويتجه إلى السرير. و يغط في نومه العميق ، وربما يتمنى ان لا ينهض مجددا …
يستيقظ على اثر ضوضاء ، ليست التي اعتاد عليها
لذا ينهض قلقا على الطاقة ويشعر براحة عندما يجدها في مكانها. ، ما زال قلق من الضوضاء الغير معتادة ارتدى سترة واخفى مستوعبات الطاقة فيها وغادر منزله
وكانت الضوضاء تزداد كلما سار في ممرات المنازل الرسمية نحو المدينة وعندما وصل إلى المنصة لمحة عيناه الفوضى التي اجتاحت أرجاء المقطورة حيث أهل المدينة يسيرون كنمل مشتت وسط الأسواق ونحو المعبر
نزل الى المدينة محاولا الوصول إلى البوابات ايضا وان يفهم ما يحصل وفي تلك الفوضى علم أن النقابة أذنت بفصل المقطورة وتركها بالفضاء
شعر بهلع شديد ينتابه وصار جزء من الفوضى ولكن لا أحد يستطيع الاقتراب من المعبر لان المتعصبين قد سيطرو على المنطقة المحيطة به وهم يمنعون أي أحد من الاقتراب لاكثر من مئتي متر لهذا تحتشد الناس في قلق هنا لا يقدرون على الذهاب الى المعابر خوفا من ان يموتوا على يد المتطرفين
واصل يان التدافع حتى وصل الى مكان فارغ يفصل الفوضى عن المتعصبين ولكن الناس تخاف أن تتقدم
لكن يان وجد ان لا سبيل آخر لذا تقدم وسار وكان المتعصبين على اسقف البنايات قبالته مستغربين من قدوم شخص بعد قتلهم لأكثر من عشرين شخص
لكنه سار واثقا كأنهم ليسوا عقبة
وما ان وصل الى ساترهم الصغير وقبل ان يقول شيء تلقى ضربة بعصى حديدية نحو صدره وتجمع عليه ثلاثة يرفسونه
لكن شخص صرخ بهم يبدو انه كبير محترم بينهم
اقترب من يان النصف فاقد للوعي وحمل راس من شعره ومسح الدماء عنه وقال انه الفتى الذي رباه اوليفر
لا نريد قتله
قال أحد المتعصبين الشباب "لكن الجميع سوف يموت"
ـ لا اريد ان نكون من قتلناه خذوه وارموه بين الحشود كعبرة ،
سحبوه عدد من المتعصبين ووصلوا حيث يجتمع الناس
وصرخوا بهم كتهديد وهم يشيرون الى يان
أثناء هذا يان كان يلمح القليل من ما يجري ويفهم أقل ،
( لا اعلم لا اعلم )
(علي ان أضحي بابن واحد كي يعيش الآخرون )
(لما نعيش في هذه الحياة اين هو السبب ولما سوف نموت اين هو الهدف )
يدور عقل يان في ذكرياته بينما لمح بعينه الربع مفتوحة تلك السيدة وحقيبتها الكبيرة بين الحشود الخائفة
واذا بالجميع يسمع صوت عالي كانه صرير
في تلك اللحظة وبينما يبحث الجميع عن مصدر الصوت
عشرارة في عين يان أيقظته
واستجمع قواه وهو ينهض بصعوبة حتى أنه سقط وأعاد النهوض ، عندما كان الجميع خائفا من تلك الأصوات
بدأ الكلام بصوت عالي
لكن لم ينتبه أحد في البداية
له حتى صرخ بهم " انهم يفصلون المقطورة " تركز نظر الجميع نحوه في تلك اللحظة وحل الصمت المقبع " انها اصوات الاتراس تبدأ عملية الفصل وفي اقل من ساعة سوف نكون في الفضاء وحيدين ، لا يوجد عبور بعد الان حتى لو امتلكت الطاقة الكافية على الاغلب ان تعليمات الجنود على المعبر بقتل أي أحد يقترب لذا لا احد منكم سوف يخرج من هنا انتم اموات اصلا " وبدأ بالصراخ عليهم بغضب في تلك الصرخات " انكم هالكون ولا احد سوف يخرج من هنا ابدا ابدا ، " بدأ الناس بالنظر حولهم بخوف شديد ويأس يحوم على ملامحهم ، اكمل بنبرة اهدأ " نحن أموات لا محالة لكن نحن بشر ! لا نحيا ولا نموت بلا سبب ، على الاقل انا لن اموت بلا هدف ، هناك طفلة بيننا " تفاجأ الناس " نعم هناك طفلة ، حتى لو كنت سوف اموت لن اتركها تموت ، لو قال ألف متعصب اني سوف اذهب للجحيم فانا سوف اقف بفخر لانهم قبل ان اذهب أنقذت طفلة " يعرج ناحية المراة وصندوقها
هي كانت واقفة هناك تبكي وهي تحظن الصندوق
اخبرها ان تخرج الطفلة عارضت لكن بعد اصرار منه وتذكيرها بمصير الفتاة. لو لم تعبر وافقت بجزع
امسك يان يد الطفلة وسار نحو المتعصبين
، أخذ بعض الناس يتبعوه حتى صارو حشدا كبير
لمح المتعصبين هذا الحشد وبدأ بتجهيز الاسلحة لكن كبيرهم اوقفهم عندما شاهد الطفلة
ونزل يسير نحوهم
والتقى بهم في منتصف الطريق وسأل يان الى اين يذهب
اخبره يان بصوته المتعب انه يأخذ الطفلة الى المقطورة التالية ،
رد عليه ا بأن لا عبور بعد الان حتى جنود البوابة. لن يسمحوا بالعبور .
رمق المتعصب العجوز واخبره بنبرة غاضبة مليئة بالحقد " امسك الطفلة وأخبرها أن البوابة مغلقة وأن الموت محتوم. ، خذها واخبرها انها سوف تذهب الى الجحيم ، اخبرها ان الحياة بلا معنى وان الموت هو ما يجب أن يحصل ، وبعد أن تنتهي اخرج سلاحي واطلق النار على رأسها ، او تدعني امر معها والحرب حظي مع الجنود على البوابة "
نظر المتعصب الى الطفلة بهدوء وتنحى جانبا وسمح ليان بالعبور ولكن منع الباقين
سار يان وحيدا بين المتعصبين الذي اخوا يحدقون بالطفلة
، وصل الى المعبر. حيث يتمركز جنود في منصة فوق البوابة وأسلحتهم موجهة نحو أي أحد. يحاول الاقتراب
، النقيب المسؤول عندما لمح الطفلة امرهم بان لا يطلقوا
وسمح ليان بالاقتراب بما يكفي كي يتحدث
قدم يان الطفلة امامه واخبر النقيب ان يتركها تمر أنه يمتلك الطاقة المطلوبة لعبور شخص واحد
رد عليه النقيب. أن المقطورة يتم فصلها لذا لا أحد يعبر بعد الآن.
ـ لا تتسبب بقتلها ، بقائها هنا يعني الموت ، ارجوك خذها معك الى الجهة الاخرى
سأله النقيب عن ماذا سوف يفعل بعد ان ياخذون الطفلة ؟
ـ ربما اعود ادراجي الى المنزل واغط في نومي حتى اموت ولا اعلم ان كنت سوف اصل الى هناك لكن غفوة اخرى بجانب النجوم على ذلك السرير تستحق الجهد .
تمعن النقيب وأمر بإحضار الطفلة ، ثم غادر وامر جنوده بالانسحاب وإغلاق المعبر
انحنا يان الى الطفلة وودعها
لكن الطفلة بتلك الدموع سالت. لما قد ساعدها
ارتبك يان وشعر بخوف
ـ لا اعلم لكن انا سوف افعلها ألفة مرة .
وتركها يعرج مغادرا
بين الناس والمتعصبين أخبر والدة الطفلة أنها عبرت ثم
سار بين الحشد الى منزله حتى وصل الى وسط المدينة
لكن شيء ما اوقف ، شعوره بأن الموت اقترب
لكن فكرة اخرى دفعته الى ان يغير اتجاهه
سار الى القسم الغربي
حتى وصل محطة الخروج بالبدلات
وخرج الى الفضاء واخذ يسير على. جانب السفينة ويشاهد النجوم والكواكب القريبة والذهول الذي ملء وجهه كان مبهج للنظر اليه حتى مع كل الدماء والكدمات
ثم بدأ الحديث مع نفسه " انا لا اعلم ، الرب كثيرا ما سمعت الكلمة وكثيرا ما كرهتها لان الناس تعلق عليها كل شيء " بدأت الدموع تنضف وجهه من الدماء " أعلم أنك تسمعني لا أعلم كيف ولا اعرفك ولكن قبلي يخبرني ، لا اعلم ما اريد ولكن ، ارجوك ارجوك ساعدني كي اجدك حتى ولو في هذه اللحظات الاخيرة اريد ان اجد المعنى من هذا من كل شيء حدث ويحدث في هذا العالم اريد ان اجد الامل " استلقى بظهره ومد ذراعيه كمن تعب من القتال "
وإذا بضوء ينير حوله ، مركبات بيضاء متوسطة الحجم تقترب
على جانبيها شعار شعلة حمراء …
سفينة فضائية ذات أحد عشر مقطورة ، كل مقطور من المقطورات طولها ميلان ، وعرضها ميل ونصف ، وارتفاعها ميل ، لونها رمادي تتصل كل مقطورة بالتي أمامها بخمس أنابيب قطرها 100 متر وطولها 120 ، حتى مقطورة القيادة ذات المقدمة المدببة وعلى جانبها مكتوب باللون الأحمر (الأم الضائعة بين النجوم)
غرفة مربعة ضلعها ثلاثة أمتار
يستيقظ شاب على وقع ضوضاء خفيفة لكن يبدو أنه معتاد عليها ، ويبدو واضحا صدره وفيه ما يشبه المحرك وبجانبه عبوة مضيئة في مكان معدته ورئته لكن يخفيها بارتداء قميص يتمعن فوضى الغرفة
جانب الأيسر مفكات وأدوات سمكرة قديمة متسخة وضوء مسلط وكرسي طبيب اسنان وعلى الجانب الأيمن منضدة ملتصقة بالحائط المليء بالرسوم للإنسان والمناظر الطبيعية .
ينهض ويتجه نحو باب الغرفة ويضغط زر تنزلق الباب الى داخل الجدار منفتحة
ويلقي نظرة على الممر وفيه عدد من الناس يرتدون ملابس رثة قديمة وملامحهم متعبة ذابلة واقفين ينتظرونه سألهم الشاب اذا كان احدهم مصاب (بالكرفكس )
عم الصمت عليهم
أشار لهم الشاب وأخبرهم أن يدخلوا بالدور
اول من دخل عجوز أخبره الشاب أن يجلس على كرسي ويظهر صدره ومعدته
تسأل هذا المريض حول رائحة غريبة
نظر الشاب نحو زجاجة ارجوانية في الزاوية
ثم اجاب "لا شيء مجرد مركب صنعه لعمل ما"
فتح الشاب ووجهه الى صدر العجوز الذي كان عبارة عن ما يشبه المحرك ، وبدأ الفتى يعمل كأنه يصلح روبوت ،
وكان خزان طاقة الرجل الموجود على جانب المحرك الذي يعمل بدال القلب أقل من النصف ، سال الشاب عن هذا الأمر (يبدو انك لم تحصل على طاقة منذ مدة) ،
ـ عصابة ( السن ستار) صارت تأخذ طاقة اكثر وبشكل متكرر.
لم ياخذ منه الشاب اي طاقة مقابل اصلاحه
وهكذا دخل المريض بعد الآخر حتى فرغ الممر ، يستعد ليغلق الباب وتظهر أمامه سيدة ترتدي رداء طويل يغطي كل جسدها وقلنسوة رفعتها عن رأسها
قال الشاب بحدة كأنه يعرفها "لا ليس مجددا غادرِ"
ظلت تنظر اليه وفي عينيها وعلى ملامحها خوف وقلق كانها تستدر تعاطفه وقالت "انها تتالم تحتاج الى مساعدة ارجوك( يان)"
القلق كان كفيل بأن يغير رأيه
اخبرها ان تدخلها بسرعة وأغلق الباب
جلست المرأة واخرجت من الحقيبة طفلة عمرها ستة سنوات ذات شعر اسود وجسد نحيل وملابس مرقعة اجلس الشاب الطفلة على المقعد وبدأ بفحص المحرك الذي في صدرها واعطاها القليل من زيت رشه داخل الانابيب
شكرته الام وهو يعمل
لكنه رمقها بنظرة ممتعضة " لا تحضريها الى هنا مجددا اني لن اساعدها ابدا بعد الان ، الاطفال ممنوعين في العربة الاخيرة تعلمين ماذا سوف يحصل لي لو بلغ أحد ان طفلة دخلت منزلي ، سوف افقد منزلي "
ـ اعرف المخاطرة واشكرك…
ـ لا تعرفين شيء انتِ تعيشين في المدينة لا تملكين شيء فعلا لذا لا تخافين ، اما هذه الغرفة هي منزلي القانوني لا أحد يمكنه طردي لكن بوجود طفلة هنا قد اطرد من كل الأم الضائعة .
نظرت بحسرة الى ابنتها التي تتلقى العلاج ثم الى الشاب " هل تظن اني كنت طوال حياتي في المدينة الخضراء. ، اني لم امتلك منزل قبلا لكن الحال يتغير بسرعة وبسبب حرب بين بعض دول الاتحاد تم تهجيري كمراهقة فقدت كل شيء وجدني رجل ساعدني و احضرني معه الى هنا لم اكن اعلم اني حامل ولا اني سوف أظل في الأم الضائعة مات الرجل وتركني انا وابنتي اعرف اني اخاطر بوجودها هنا لكن اذا سلمتها الى امن المركبة قد تباع كعبدة "
ـ انظري حولك انها العربة الاخيرة ابقاء ابنتك هنا حكم عليها بالإعدام "
جلسة المرأة على حافة السرير متكدرة تنظر الى الارض بقلق " لن يفصلوا العربة أفراد النقابة والاميرال شيران ومنظمة الشعلة الحمراء يعملون كي يتوفر لنا العلاج وسوف يقنع مجلس نقابة النقل بأن لا يسمحوا لإدارة المركبة بفصلنا وحتى لو قرروا فصل السفينة سوف احصل على طاقة كافية واشتري عبوري الى المقطورة العاشرة وهناك يمكنني العيش مع ابنتي بسلام "
صرخ فيها " كيف كيف سوف تجمعين الطاقة هاه !"
استدار وجد الطفلة خائفة فبتسم ابتسامة زائفة وعاد لإصلاحها وأكمل كلامه بهدوء " جمع الطاقة في العربة الاخيرة صعب والعصابات تجعل الامر اصعب والمتعصبين الذين يهاجمون كل من يريد المغادرة كيف ام مثلك سوف تجمع مستوعبين طاقة وهذا لفرد واحد للعبور "
اوقف النقاش سؤال من الطفلة وهي تشير الى الجدار المليئ بالرسومات وتسأل ما هذا
نظر الشاب الى الجدار فوجدها تشير الى رسمة جسد الإنسان الكامل ابتسم واخبرها ان هذا هو شكل الانسان قديما
اعترضت الوالدة واخبرته انها لا تريد تربية ابنتها على الخرافات لذا فل يخبرها الحقيقة
ضحك كانه لم يضحك من مدة
وقال " إنها الحقيقة انها رسومات تخيلية للماضي حيث الحمل كان اكثر من اربعة اشهر والبشر بلا محركات يعيشون على الأرض "
سألت الطفلة بتعجب " الأرض ! ؟"
ـ الارض هي مصدر البشر الاصلي كان هناك وقت حيث كنا نعيش على كوكب واحد ولا يغادره احد اطلاقا
سألت الأم عن كيف يعلم ؟
ـ كان اخي يمتلك الانترنت لانه مواطن رسمي في الاتحاد .
ـ مواطن رسمي ويعيش في المقطورة الاخيرة ؟
تردد في الجواب ثم تكلم " لقد كان متعصبا "
استغربت المرأة " متعصب ! متعصب فعلا اي انه يؤمن ان مصير الجميع الجحيم وأن الموت هو أفضل شيء و برأس حليق وزي احمر "
ـ لا لم يكن المتعصبين مثل الان هذا التشدد في مظهرهم امر حديث نسبيا لكن الأفكار نعم ، على اي حال لقد انتهيت
وضعت الأم الطفلة في الحقيبة وارتدت الرداء و القلنسوة
نظرت له بامتنان وشكرته
لكنه نظر لها بملامح حادة " لا تعودي الى هنا مجددا او ابنتك سوف تفقد والدتها أنا لست بشخص طيب "
ابتسمت "لا اعلم ان كنت طيب او لا لكنك ساعدة ابنتي وهذا اكثر من كافي فل يرعك الرب "
أغلقت الباب وقف يان لبرهة هناك ينظر باستخفاف مع غضب في داخله يجول "الرب ، يرعاني ! ".
قبل عشرين سنة …
يتحدث رجل مع شاب ذو شعر بني طويل يبدو التصلب والكآبة على وجهه
ويخبره ان يرعى طفل لعدة أيام
يرفض الشاب " حتى ان كان طفلا فهو سوف يذهب للجحيم. والموت مصيره "
الرجل يخبر الشاب قصة كي يقنعه
يطلعه على أن ام الطفل باعته له في كوكب (زامورك) كي تطعم باقي إخوته
يشعر الشاب بالاستياء نحو الطفل الذي يسمع وهو يجلس في حقيبة مخفيا
يوافق الشاب ويغادر الرجل
يخرج الطفل من الحقيبة .
يقول الشاب
" يا فتى هذا منزلي "
تقدم الفتى خطوات ينظر الى النافذة التي تُطل على الفضاء وسرح عقله حتى رجع الشاب وامسكه بقوة من كتفيه وتكلم معه بجدية "لا يمكنك الخروج من هذه الغرفة ابدا. (يان) هذا الشيء الوحيد الذي إذا خالفته سوف اعاقبك بشدة هل تسمع عقابك سوف يكون اقرب لجحيم الرب"
أشار الفتى بالموافقة برأسه المرتجف وتعابيره المرعوبة ،
اعطى الشاب بعضة الطاقة للصغير بعد ان لاحظ ان محركه فارغ تقريبا وجعله ينام على الأرض ، استيقظ ولاحظ أن الفتى يرتعش لكن لم يهتم
وهكذا مرت عدة أيام
لكن في اليوم الرابع رمى له الغطاء واخبره انها هدية وداعية لا أكثر ، في اليوم التالي استيقظ الفتى على صوت جدال على الباب بين رجل ضخم والشاب ذو الشعر البني حيث قال الشاب " كيف يعقل انه سُجين لا يمكنني الاحتفاظ به أنه ليس لعبة ، وهذا ضد مبادئي "
أجابه الرجل الضخم ـ حسنا سوف ابحث لك عن مشتري
ـ مشتري ماذا اتظن اني تاجر عبيد هل تريد أن يلعنني الرب الى الابد ، سوف انتظر خروج ستيف من السجن وهو سوف يستعيد الفتى غادر الآن .
شعر الفتى بالخوف واختبأ خلف إحدى أرجل المنضدة التي لم تخفي شيء من جسده لكنها بينت خوفه ، نظر له الشاب لبرهة ثم غادر المنزل ، مرة ساعات طويلة ظل الطفل وحيدا يشاهد الغرفة. والنافذة وانتبه الى الرسومات المخفية تحت السرير وتعجب لما رأى لأنه لم يفهم شيء من الأشكال الغريبة والبشر المشوهين الذين شاهدهم ، نام الفتى تحت المنضدة ، عاد الشاب ولم يوقظه او يفعل له شيئا فقط رمى عليه الغطاء وتمدد على السرير وشغل من على شاشة صغيرة كانت مخفية في الحائط بعض المواقع وبدأ يقرأ ، هكذا مرت الأسابيع وفي كل يوم يعود الشاب ويراه نائم في مكان مختلف من ارضية الغرفة وكان يرمي عليه الغطاء في كل مرة ، لاحظ ان الفتى لم يأخذ الغطاء من تلقاء نفسه ولا مرة ولم ينم على السرير
لذا عندما استيقظ وقبل ان يخرج امسك بالفتى واخبره ان ياخذ الغطاء قبل أن ينام اليوم ، نظر الفتى الى الغطاء المرتب على السرير وكان خائفا قليلا لكن الشاب أكد " نعم ذلك الغطاء خذه ولف جسدك فيه " وغادر المنزل … وعند عودته كان الطفل قد اخذ الغطاء شعر الشاب بالارتياح ، ولكن في اليوم التالي وعند عودته الفتى عاد للنوم بلا غطاء وهذا جعله يشعر بغضب ولكنه القى الغطاء عليه وعندما استيقظ تحدث مع الفتى مجددا وسأله لما لم يأخذ الغطاء كما اخبره ، فأجاب الفتى انه اخبره مرة واحدة فقط لذا أخذه مرة واحدة ، لم يستطع الشاب تمالك نفسه وحتى ملامح الكئيبة لم توقف موجة الضحك التي أخذته ، الفتى شعر بالخوف . واختبأ خلف رِجل المنضدة مجددا ، مما جعل الشاب يتوقف عن الضحك وبل يشعر بشيء من الصدمة ،
جلس الشاب ساندا ظهره الى الجدار المقابل للغرفة ، ينظر ناحية الطفل اخبره انه لا يحتاج أن يخاف مجددا وأن الغطاء ملكه منذ اللحظة ، وهو جالس لاحظ أن رسوماته التي تحت السرير ليست كما تركها ، فسأل الطفل إذا كانت الرسومات قد أعجبته ، لم يجب الفتى ، اخرج الشاب الرسومات وجلس يشاهدهم واحدة واحدة ويسال الفتى اذا اعجبته اي واحدة ،وبعد برهة نطق الفتى انه لم يفهم ما المرسوم ، ابتسم الشاب وقال انه العالم الذي اعتاد البشر العيش فيه انه كوكب يسمى الارض ،
استغرب الفتى واشار الى رسمة الانسان ، فاخبره الشاب بعد ما اقترب منه انه شكل الانسان قديما ، اقترب الفتى وامسك بالرسمة وقال بصوته الخافت "لكنهم مشوهين !" ، نظر الشاب الى الرسمات واخبره انه ظن انهم مشوهين ايضا لكن بعد التفكير ربما هذا التشوه هو طبيعة الانسان ، احس الفتى بالحيرة لذا احضر الشاب الشاشة الصغيرة وشغل من على الانترنت فيديو لفتى يلعب مع والده كرة القدم على سطح المريخ ، " هكذا كانت الحياة قبل ان يحتاج البشر الى المحركات العضوية" ظل الفتى متعجبا ينظر جعله الشاب يشاهد العديد من الفيديوهات في خلال الأسابيع التي تلت وكل ما عاد الشاب الى المنزل وجد الفتى يحدق بالنافذة ينظر الى الفضاء والكواكب التي تمر سفينة الشحن بقربها والسفن الفضائية الاخرى
في يوم احضر حقيبة غريبة الشكل ، وأخبر الطفل أن يدخل فيها وأخذه خارج المنزل وسار فيه عبر ممرات المنازل الرسمية حتى خرجوا لمنصة تطل على منطقة التخزين الضخمة التي صارت مدينة فيها عشرات آلاف المنازل وتبدو مثل شبكة عنكبوت حيث المنازل حتى على السقف والجدران هذه المدينة الخضراء التي تكونت من المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين ، نزل بالرافعة الى الأسفل وسط الزحام وبين الأسواق ، احس الطفل بأن الشاب سوف يعطيه لاحد لذا جلس في الحقيبة خائف والضوء الذي يدخل من شقوق صغيرة هو كل ما يراه ، استمر الشاب في السير نحو الجهة الغربية من المدينة ما يعرف بمنطقة الخروج ، ظل الطفل يرتعش حتى سمع الشاب يخبر احدا ان يعطيه بزة خروج وصندوق أدوات بنافذة زجاجية
دخل الى غرفة وأخرج الطفل واخبره
ان يدخل شيء يشبه الصندوق وفيها نافذة في الاعلى وارتدى الشاب زي غريب
ثم احمل الفتى واخذه الى غرفة فارغة اخرى وربطهما بحبل
فتحت الباب للفضاء ، وبدأ يسير على المركبة من الخارج ومعه الفتى في الصندوق يشاهد مذهولا حيث يمزقه الحماس ، اشار الشاب الى النجوم والكواكب القريبة وتحدث عبر اللاسلكي مع يان أخبره ان هذا كله من صناعة الرب لنا ، كانت المرة الوحيدة التي شعر يان بالحرية ولم يخف ، في الأشهر التالي واجه الشاب حالة صحية صعبة ومشاكل في محركه ، بدأ يان يساعده في تصليح نفسه وهكذا تمر السنوات ، يان في عمر العاشرة
وتظل الغرفة الصغيرة والإنترنت منزله ، كره الشاب للحياة كبر ، صار قاسيا قليلا على يان ، افكار المتعصبين كانت أساس حياته ومع الوقت صار محركه اسوء ومهما تعلم يان وأجهد نفسه كان لا يستطيع الحفاظ على صحة الشاب
عاد في يوم الشاب وهو مصاب بشدة ومحركه على وشك التوقف اجلسه يان وهرع الى مساعدته احضر ادواته وحاول سد الثقوب التي خلفتها ضربات ، لكن بلا فائدة كان الزيت يتسرب ومعه الدم حيث غطى يد ووجه يان ، سال يان بيأس عن من سبب هذا أجاب الشاب وهو يرتجف منهارا على الأرض " لقد كنت ابشر في سوق ، لكن بعض أفراد العصابات هاجموني "
صرخ ياان باكياً " اللعنة على التبشير لما لم تتوقف"
أمسك يده الشاب وهو ينظر الى السقف لانه لا يستطيع تحريك رأسه " على الحقيقة أن تبدو واضحة للجميع أن مصيرهم هو الجحيم ، لست حزين اني سوف اموت "
صرخ يان به " اذا كنا يجب ان نموت اذا كان الجحيم مصيرنا لما انقذتني وطوال تلك السنوات لم تقتلني هاه تكلم "
يحاول أن يستجمع طاقته " انا لا اعلم .. لا اعلم لك …"
صرخ يان كثيرا لنه لم يحصل على اجابة بعد تلك ، اتى مجموعة من المتعصبين و اخذوا جثة الشاب وأجروا الترتيبات وأخبروا يان ان المنزل له لكن يان عاش في صدمة …
الوقت الحالي
ينزل الى أسواق المدينة الخضراء ذات رائحة المخلل وبناياتها المغطاة بالطحالب
رجل أصلع يرتدي اللون الأحمر يصرخ بالناس وسط السوق " الجحيم مصيركم وهذا المرض طريقكم الى هناك "
تجاهله يان كما يفعل كل من في السوق كأنه منظر طبيعي
، هكذا حتى وصل متجر صغير يبيع خردة فيه رجل عجوز
دخل يان وجلس بجانبه ، لم يبالي العجوز ليان واخبره "لن اعطيك أجر كما اخبرك الأسابيع الاربعة المنقضية "
أجاب يان وهو يراقب ( السن ستار)على الجهة الأخرى من طريق
ـ اعلم لكن احب الجلوس هنا في متجرك .
استغرب العجوز"لما شاب يضيع وقته هنا بالعمل معي بلا مقابل !"
ـ ربما هذا الشاب يريد الموت فقط .
ـ هل صرت متعصبا يان ؟ .
ـ وهل تريد العيش ايها العجوز .
ـ العيش يحتاج الى هدف والموت كذلك .
ـ لم افهمك !
ـ لما يعيش من في المقطورة الاخيرة برأيك ؟ ، لا ينجبون ولا يسمح لهم بذلك ، العصابات في كل مكان ، لا يوجد سبب هنا للاستمرار ، لذا الجميع يبحث عن سبب لا يهم ان كان للموت او للحياة. ، عندما يجدون السبب ولو كان طريقهم للجحيم سيرونه على أنه نور الجنة .
استغرب يان وسأل وهو ما زال يراقب الوكر " هل تمتلك سبب للعيش ؟ "
ـ السؤال عن حال عجوز مثلي لهو لغباء ، السؤال هل تمتلك انت اي سبب ؟
صمت يان وأخذ يفكر ، في تلك الاثناء مر شخص ملثم أخرج يان زجاجة تحوي مادة سائلة وأعطاها له ، غادر الملثم ، العجوز متسائلا " هل علي أن أسأل ماذا أعطيت هذا الشخص ؟ "
ـ لا
بعد برهة اقترب ملثم من مقر العصابة وأطلق النار على الحارس في الخارج وهرب ،. ومن ثمة رمى بعض الفتية زجاجة داخل الوكر بمجرد ان انكسرت اخرجت الكثير من الدخان الارجواني بعد ثواني خرج رجل من العصابة و مات مختنقا اقترب بعض الملثمين من الرجل المختنق نهض يان وقبل ان يغادر اخبر العجوز انه سوف يبحث عن سبب
واقترب من الملثمين الذين ابتعدوا عن طريق يان واشار لهم بأن يتحركوا
دخل الملثمين المبنى وصدرت اصوات اطلاق النار خرجوا وفي يدهم مستوعبات طاقة واعطوا احدها ليان ، اخفى يان مستوعبات الطاقة وتوجه الى منزله من نفس طريق السوق الذي اتى منه ولكن من يخطب بالناس رجل يبدو عليه الرشد
وأخذ يخبرهم ان النقابة اعطت الاذن لقيادة المركبة بأن تفصلنا ولا احد سوف ينقذنا حتى الاميرال جوهانس لن يمنع قرارهم ولا منظمة الشعلة .
لكن لم يعر أحد الاهتمام لهذا الكلام ومن ضمنهم يان الذي اكمل سيره الى المنصة وصل الى منطقة المنازل الرسمية
ودخل منزله متعبا وضع مستوعبين الطاقة على المنضدة ويتجه إلى السرير. و يغط في نومه العميق ، وربما يتمنى ان لا ينهض مجددا …
يستيقظ على اثر ضوضاء ، ليست التي اعتاد عليها
لذا ينهض قلقا على الطاقة ويشعر براحة عندما يجدها في مكانها. ، ما زال قلق من الضوضاء الغير معتادة ارتدى سترة واخفى مستوعبات الطاقة فيها وغادر منزله
وكانت الضوضاء تزداد كلما سار في ممرات المنازل الرسمية نحو المدينة وعندما وصل إلى المنصة لمحة عيناه الفوضى التي اجتاحت أرجاء المقطورة حيث أهل المدينة يسيرون كنمل مشتت وسط الأسواق ونحو المعبر
نزل الى المدينة محاولا الوصول إلى البوابات ايضا وان يفهم ما يحصل وفي تلك الفوضى علم أن النقابة أذنت بفصل المقطورة وتركها بالفضاء
شعر بهلع شديد ينتابه وصار جزء من الفوضى ولكن لا أحد يستطيع الاقتراب من المعبر لان المتعصبين قد سيطرو على المنطقة المحيطة به وهم يمنعون أي أحد من الاقتراب لاكثر من مئتي متر لهذا تحتشد الناس في قلق هنا لا يقدرون على الذهاب الى المعابر خوفا من ان يموتوا على يد المتطرفين
واصل يان التدافع حتى وصل الى مكان فارغ يفصل الفوضى عن المتعصبين ولكن الناس تخاف أن تتقدم
لكن يان وجد ان لا سبيل آخر لذا تقدم وسار وكان المتعصبين على اسقف البنايات قبالته مستغربين من قدوم شخص بعد قتلهم لأكثر من عشرين شخص
لكنه سار واثقا كأنهم ليسوا عقبة
وما ان وصل الى ساترهم الصغير وقبل ان يقول شيء تلقى ضربة بعصى حديدية نحو صدره وتجمع عليه ثلاثة يرفسونه
لكن شخص صرخ بهم يبدو انه كبير محترم بينهم
اقترب من يان النصف فاقد للوعي وحمل راس من شعره ومسح الدماء عنه وقال انه الفتى الذي رباه اوليفر
لا نريد قتله
قال أحد المتعصبين الشباب "لكن الجميع سوف يموت"
ـ لا اريد ان نكون من قتلناه خذوه وارموه بين الحشود كعبرة ،
سحبوه عدد من المتعصبين ووصلوا حيث يجتمع الناس
وصرخوا بهم كتهديد وهم يشيرون الى يان
أثناء هذا يان كان يلمح القليل من ما يجري ويفهم أقل ،
( لا اعلم لا اعلم )
(علي ان أضحي بابن واحد كي يعيش الآخرون )
(لما نعيش في هذه الحياة اين هو السبب ولما سوف نموت اين هو الهدف )
يدور عقل يان في ذكرياته بينما لمح بعينه الربع مفتوحة تلك السيدة وحقيبتها الكبيرة بين الحشود الخائفة
واذا بالجميع يسمع صوت عالي كانه صرير
في تلك اللحظة وبينما يبحث الجميع عن مصدر الصوت
عشرارة في عين يان أيقظته
واستجمع قواه وهو ينهض بصعوبة حتى أنه سقط وأعاد النهوض ، عندما كان الجميع خائفا من تلك الأصوات
بدأ الكلام بصوت عالي
لكن لم ينتبه أحد في البداية
له حتى صرخ بهم " انهم يفصلون المقطورة " تركز نظر الجميع نحوه في تلك اللحظة وحل الصمت المقبع " انها اصوات الاتراس تبدأ عملية الفصل وفي اقل من ساعة سوف نكون في الفضاء وحيدين ، لا يوجد عبور بعد الان حتى لو امتلكت الطاقة الكافية على الاغلب ان تعليمات الجنود على المعبر بقتل أي أحد يقترب لذا لا احد منكم سوف يخرج من هنا انتم اموات اصلا " وبدأ بالصراخ عليهم بغضب في تلك الصرخات " انكم هالكون ولا احد سوف يخرج من هنا ابدا ابدا ، " بدأ الناس بالنظر حولهم بخوف شديد ويأس يحوم على ملامحهم ، اكمل بنبرة اهدأ " نحن أموات لا محالة لكن نحن بشر ! لا نحيا ولا نموت بلا سبب ، على الاقل انا لن اموت بلا هدف ، هناك طفلة بيننا " تفاجأ الناس " نعم هناك طفلة ، حتى لو كنت سوف اموت لن اتركها تموت ، لو قال ألف متعصب اني سوف اذهب للجحيم فانا سوف اقف بفخر لانهم قبل ان اذهب أنقذت طفلة " يعرج ناحية المراة وصندوقها
هي كانت واقفة هناك تبكي وهي تحظن الصندوق
اخبرها ان تخرج الطفلة عارضت لكن بعد اصرار منه وتذكيرها بمصير الفتاة. لو لم تعبر وافقت بجزع
امسك يان يد الطفلة وسار نحو المتعصبين
، أخذ بعض الناس يتبعوه حتى صارو حشدا كبير
لمح المتعصبين هذا الحشد وبدأ بتجهيز الاسلحة لكن كبيرهم اوقفهم عندما شاهد الطفلة
ونزل يسير نحوهم
والتقى بهم في منتصف الطريق وسأل يان الى اين يذهب
اخبره يان بصوته المتعب انه يأخذ الطفلة الى المقطورة التالية ،
رد عليه ا بأن لا عبور بعد الان حتى جنود البوابة. لن يسمحوا بالعبور .
رمق المتعصب العجوز واخبره بنبرة غاضبة مليئة بالحقد " امسك الطفلة وأخبرها أن البوابة مغلقة وأن الموت محتوم. ، خذها واخبرها انها سوف تذهب الى الجحيم ، اخبرها ان الحياة بلا معنى وان الموت هو ما يجب أن يحصل ، وبعد أن تنتهي اخرج سلاحي واطلق النار على رأسها ، او تدعني امر معها والحرب حظي مع الجنود على البوابة "
نظر المتعصب الى الطفلة بهدوء وتنحى جانبا وسمح ليان بالعبور ولكن منع الباقين
سار يان وحيدا بين المتعصبين الذي اخوا يحدقون بالطفلة
، وصل الى المعبر. حيث يتمركز جنود في منصة فوق البوابة وأسلحتهم موجهة نحو أي أحد. يحاول الاقتراب
، النقيب المسؤول عندما لمح الطفلة امرهم بان لا يطلقوا
وسمح ليان بالاقتراب بما يكفي كي يتحدث
قدم يان الطفلة امامه واخبر النقيب ان يتركها تمر أنه يمتلك الطاقة المطلوبة لعبور شخص واحد
رد عليه النقيب. أن المقطورة يتم فصلها لذا لا أحد يعبر بعد الآن.
ـ لا تتسبب بقتلها ، بقائها هنا يعني الموت ، ارجوك خذها معك الى الجهة الاخرى
سأله النقيب عن ماذا سوف يفعل بعد ان ياخذون الطفلة ؟
ـ ربما اعود ادراجي الى المنزل واغط في نومي حتى اموت ولا اعلم ان كنت سوف اصل الى هناك لكن غفوة اخرى بجانب النجوم على ذلك السرير تستحق الجهد .
تمعن النقيب وأمر بإحضار الطفلة ، ثم غادر وامر جنوده بالانسحاب وإغلاق المعبر
انحنا يان الى الطفلة وودعها
لكن الطفلة بتلك الدموع سالت. لما قد ساعدها
ارتبك يان وشعر بخوف
ـ لا اعلم لكن انا سوف افعلها ألفة مرة .
وتركها يعرج مغادرا
بين الناس والمتعصبين أخبر والدة الطفلة أنها عبرت ثم
سار بين الحشد الى منزله حتى وصل الى وسط المدينة
لكن شيء ما اوقف ، شعوره بأن الموت اقترب
لكن فكرة اخرى دفعته الى ان يغير اتجاهه
سار الى القسم الغربي
حتى وصل محطة الخروج بالبدلات
وخرج الى الفضاء واخذ يسير على. جانب السفينة ويشاهد النجوم والكواكب القريبة والذهول الذي ملء وجهه كان مبهج للنظر اليه حتى مع كل الدماء والكدمات
ثم بدأ الحديث مع نفسه " انا لا اعلم ، الرب كثيرا ما سمعت الكلمة وكثيرا ما كرهتها لان الناس تعلق عليها كل شيء " بدأت الدموع تنضف وجهه من الدماء " أعلم أنك تسمعني لا أعلم كيف ولا اعرفك ولكن قبلي يخبرني ، لا اعلم ما اريد ولكن ، ارجوك ارجوك ساعدني كي اجدك حتى ولو في هذه اللحظات الاخيرة اريد ان اجد المعنى من هذا من كل شيء حدث ويحدث في هذا العالم اريد ان اجد الامل " استلقى بظهره ومد ذراعيه كمن تعب من القتال "
وإذا بضوء ينير حوله ، مركبات بيضاء متوسطة الحجم تقترب
على جانبيها شعار شعلة حمراء …