اقتبس من زينب جلال في 2023-09-16, 5:42 م

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

هذا الموضوع يتكون من شقين:
الاول: التطبيل (بين الضجة الاعلامية ومظلة المظلومية)!
الثاني: دورة حياة الأسطورة!

وهي مواضيع نشرتها قديما، الاول يوم 15 فبراير 2020م  والثاني نشرته على مرحلتين 25/ 27 يونيو 2019 م

ولكونهما يعالجان فكرة واحدة، فقد رأيت أن انقلهما معا إلى هنا بتصرف بسيط:

 

أولا: التطبيل (بين الضجة الاعلامية ومظلة المظلومية)!

 

حدثتني معلمة رياضيات:

بينما كنت أشرح درسا هاما جدا لطالبات الصف الثامن؛ إذ لفتت نظري إحدى الطالبات وهي مشغولة بالحديث بشكل لافت وغريب! (علما بأنها الطالبة الاولى واكثر الطالبات تميزا بين زميلاتها)، فاستوقفتها وسألتها:

- لماذا تتحدثين داخل الحصة؟ هل هناك شيء!!

فأجابتها الطالبة بعفوية:

- وماذا غير الأنيمي يا آنسة!! اتحدث عن قاتل الشياطين بالطبع..

وكأن الامر طبيعي جدا، استطردت الطالبة قائلة:

- يا آنسة من الضروري أن تشاهديه فهو رهيب جدا، لا يمكن أن تفوتيه رجاء!!

طبعا من صدمة المعلمة؛ لم تستطع أن تطلب منها أكثر من التركيز بالحصة وانها ستحاول مشاهدة قاتل الشياطين فيما بعد!!!

****

هذه المعلمة أخبرتني بالحادثة، وسألتني عن قاتل الشياطين- بصفتي خبيرة أنمي عند الكبار^^- ما هو بالضبط؟!

ومن حسن حظي.. أنني كنت قبل فترة قد شاهدت الحلقة الاولى منه تقريبا بدعوة إحدى الاخوات، ومن ثم نسيت أمره، إلى حين قراءتي لقانون لفت نظري في إحدى مجموعات الانمي مفاده:

(ممنوع التطبيل لنيزيكو، الخ)

وطبعا من باب الفضول، بحثت عن نيزيكو هذه لأعرف من تكون وأنا أقول لنفسي لا شك أنها شخصية رهيبة لدرجة أن يتم إدراج قانون خاص بها بهذا الشكل!!

ثم تفاجات أنها من شخصيات قاتل الشياطين، لأقرأ بعدها أن هذا الأنمي قد تفوق على ون بيس في المبيعات!!!!!!!

كل هذا جعلني أدرك تماما أنه أنيمي رهيب حتى وإن لم أتابعه، يكفي أنه استطاع إحداث هذه الضجة الكبيرة!!

وهذا بدوره ذكرني بالضجة التي أحدثها "الهجوم على العمالقة"!

صحيح أنني لم اتابع الهجوم على العمالقة- في ذلك الوقت- ولم اتعمق بشخصيات ابطالها، ولكنني أعرف أن ليفاي شخصية رهيبة مؤثرة، كما أن نيزوكو رهيبة بتأثيرها أيضا حتى ولو لم أعرف عنها شيئا!!

لماذا أقول هذا؟؟

يكفي أن هاتين الشخصيتين استطاعتا جذب اهتمام هذا العدد الكبير ليصبح ظاهرة يتم الحديث عنها!!

وهنا السؤال:

ما الذي أجبر هذا العدد الكبير على قرع الطبول وإحداث كل ذلك الضجيج؟

اليست هذه هي عبقرية المانجاكا وعبقرية التأليف؟؟؟

أما في الجانب الآخر، حيث استطاعت أعمال أخرى على تجنيد عدد من محامي الدفاع للدفاع عنها تحت مظلة المظلومية؛ فهي بلا شك أعمال رهيبة أيضا، وإلا مالذي سيجبر محامي على العمل مجانا؟؟ ^^

*******

الخلاصة:

ما يهمني من هذا كله بصفتي "مؤلف"، هو كيفية الوصول إلى هذه الدرجة من التأثير، فهل لديكم فكرة؟

(يسعدني الاستماع لآرائكم بهذا الخصوص )

 

ملاحظة:

في ذلك الوقت لم اكن تابعت الهجوم على العمالقة إلا بضع حلقات- وهناك من حرق لي بعض احادثه مشكورا- ولم اتابع ايضا قاتل الشياطين، وأرحب بأي حرق مثير للاهتمام، علما بأن شخصيتي المفضلة لحد الآن هي "ايتاتشي"! ^^

ومن هنا ننتقل إلى الشق الثاني:

 

 

ثانيا: دورة حياة الاسطورة!!

 

هنا سأستخدم كلمة "اسطورة" بحسب ما هو متعارف عليه لوصف الأعمال- الشخصيات العظيمة، والتحف الفنية، التي تصل شهرتها وشعبيتها الآفاق، وتكون رائعة فعلا بإجماع عدد كبير من الناس ^^

وسأبدا مع مخطط عام يوضح دورة الحياة هذه:

 

وهي بمزيد من التفصيل تتلخص بسبع نقاط:

1- التفوق:

في هذه المرحلة يتفوق العمل/ الشخصية بشكل عام على أقرانه، وتكثر مميزاته بشكل واضح وملموس

 

2- الاعجاب:

يبدا المعجبون بهذا العمل/الشخصية بعد أن يكتشفوه، بالترويج له بعفوية وحماسة احيانا، حتى يزداد المعجبون به تدريجيا

 

3- الشعبية:

هنا يصل العمل/ الشخصية للاوج، حيث تزداد شعبيته بشكل كبير، ولا يبقى احد لم يسمع عنه، ويبدأ الفضول بالازدياد تدريجيا حول هذا العمل ليجذب المزيد من المعجبين

 

4- الهوس:

مع ازدياد المعجبين وتوسع دائرة الانبهار؛ ننتقل إلى مرحلة خطيرة جدا، وهي المرحلة التي يبدأ فيها التمجيد والتبجيل لأعلى مراحله ودرجاته، بحيث يصل درجة الكمال المطلق في عيون المعجبين

 

5- المنفوخ:

وهنا تظهر فئة جديدة من الجمهور وهي نتيجة ردة فعل طبيعية لمرحلة الهوس السابقة، بحيث تبدأ هذه الفئة بانتقاد العمل بشكل لاذع، ووصفه بالمنفوخ الذي لا يستحق كل ذلك الثناء، كما يقومون بالتركيز على عيوبه بعد استخداجها بمهارة فائقة، تفوق مهارة استخراج الشعرة من كومة القش^^

(الافتتان الكاذب- كما يقول بعض النقاد)

 

6- الصراع

هنا نصل إلى إلى قاع الدورة المذكورة، حيث تنشا الصراعات والخلافات والشقاقات بين الفئتين، بشكل مخيف ينذر بقيام حرب عالمية عظمى!

فبينما تقوم الفئة الناقدة (سواء جادة أو ساخرة) بالاستهتار (بالعمل/ الشخصية)، والتهكم عليها في كل مناسبة بسبب أو بدون سبب، يبدأ الدفاع الأعمى والمستميت عن هذا (العمل/ الشخصية) بكل ما فيه، دون قبول أي انتقاد له مهما كان!!!

 

7- الركود

بعد مرور فترة طويلة من الصراعات والشقاقات، نصل لمرحلة الركود التي يمل فيها كلا الطرفين تقريبا، بعد أن يكونوا قد انتقلوا لعمل جديد! ^^

ومن ثم قد يأتي متابعين جدد، يسمعون عن هذا العمل لأول مرة فيعجبون به؛ لنستأنف دورة الحياة من جديد!^^

 

بالتفكير في الأمر، نجد أن هذا قانون طبيعي.. وليس بجديد على عالم الانمي والمانجا، حتى أعمال "جين اوستن" مرت في هذه الدورة!!

ولو عدنا إلى الوراء أكثر.. لوجدنا الأمر منتشر على نطاقات أوسع تاريخيا!

وغذا وصلنا إلى عصر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، علمنا السر وراء هذا كله، فهل سمعتم عن حادثة الناقة العضباء؟؟

سأكتفي بوضع النص كما هو، وسأترك لكم تحليله!^^

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ تُسَمَّى: العَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: سُبِقَتِ العَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ.

*******

فما رأيكم الآن؟ ^^

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم