Please or التسجيل to create posts and topics.

خارج المألوف

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين ....

أما لم تكن حياتي هادئة رغم أنني قطعت شوطاً كبيراً لأجعلها كذلك 

كأن أول حدث اتذكره فيها هو يوم سقوط بغداد وأنتشار ما يسمى (أجتثاث البعث ) وهي عمليات فوضوية لأصطياد كل من كان يعمل في سلك الشرطة والجيش بالأضافة الى موظفين الدولة الكبار 

بقيادة مجموعة من الهمج الرعاع الحُفات الذين قتلو الكثيرين ممن لم يكن لهم علاقة بالدولة آنذاك ولم يسعو لأيذاء أحد ، من بين هؤلاء الناس هو والدي رحمه الله (عبد الحسين) نعم أتذكر تلك الحادثة جيداً ، كنت العب في الشارع وجاء 6 رجال يسألون عن أبي ثم أشار لهم البعض أنني أبنه ، هزو رؤسهم ورحلو وبعد أيام طرق الباب وخرج أبي ليفتح أما أنا كنت أقف وسط المنزل ، بمجرد أن فتح والدي الباب أطلق عليه الرجال الستة النار مرة واحدة وأسقطوه قتيلاً ، بمجرد سقوط والدي انفتحت جبهة من الرصاص على الرجال من طرف رجال عشيرتنا الذين كان والدي كبيرهم ، هرب أربعة والخامس مات من فوراً لكن السادس كان أسوء الناس حظاً لأنه وقع مصاباً وانتهى الأمر بقتله رفساً بالقنادر 

المهم أنني لم أنسى أسماء الأربعة الآخرين الذين قتلو والدي وهم ( عنون ، هيثم ، حسين الزائر ، بكر الزائر) 

عاد رجال العشيرة ومعهم أخي الأوسط الذي يكبرني ب 15 عام الى والدي ونقلوه الى مستشفى الشيخ زايد وهناك فارق الحياة بعد ساعات قليلة ، 

شيعه الناس من المستشفى الى داره ثم الى مقبرة النجف والمصيبة انه قد تم نسياني في المستفشى وأضررت الى العودة مع بائع خظار عجوز أوصلني بعدما تعرف على أهلي ....

عقب يومين من الحادث عاد أخي الأكبر من معركة النجف العنيفة ضد الأمريكان والتي سميت عند الأمريكيين بمعركة (أشباح مقبرة السلام ) لأنها وقعت بين الأمريكيين والمجاهدين العراقيين في مقبرة وادي السلام في النجف ، عاد أخي وكان عيونه حمراء من شدة التعب والغضب وكان جريحاً وأشتد غضبه لما عرف أن قتلة والدي لم يتعرف عليهم أحد 

،كنت في غرفة والدي آنذاك أقلب صوره وكتبه وأبكي وبينما أقلب أغراضه وجدت عدد كبير من علب السجائر من نوع (ميامي ) لا أعرف ما كنت أفكر فيه في تلك اللحظة ، سحبت سيجارة وأخفيتها بين ملابسي وأتجهت الى بيت مهجور قريب منا ودخنت تلك السيجارة وشعرت فعلاً بالنشوة رغم صغر سني 

، العجيب أنني لم أكتفي منها وذهبت لأسحب واحدة أخرى لكنني وجدت والدتي في الغرفة ، تلعثمت وكنت اود القسم لها انني لم أدخن رغم انها لم تسأل حتى ولم تنتبه لوجودي أصلاً 

بقيت جامداً في مكاني جتى نظرت ألي وقالت 

_أين انت يا حيدر أخوك علي يبحث عنك (أخي الكبير) 

=نعم نعم بالتأكيد سأذهب اليه 

ذهبت الى أخي وتلقائيا وبلا شعور قلت له (بابا هل أنت هنا) 

وهو اجابني بأبوية (تعال يا بني) 

أجلسني بجانبه وراح يسألني عن الأشخاص الستة الذين سألوني عن أبي 

أجبته بشجاعة وقلت 

_نعم أعرفهم أنهم ( عنون أبن عمتي وهيثم جارنا السابق وحسين الزائر وعلي الزائر الذين خلصهم  والدي من منصة الأعدام في اللحظة الأخيرة ) 

 

امسك اخي سلاحاً من نوع(M4 ) أخذه من جندي أمريكي ومسدس روسي وركب سيارته وصاح علي 

 

تعال يا حيدر 

 

ركبت معه السيارة ودخل وسط عشيرة عنون وأنا أكاد أموت خوفاً لأننا قد نموت مثلما مات الرجلين الذين قتلو أبي ، رأيت عنون واقفاً قرب عمود كهرباء 

يشرب زجاجة من البيرة (نوع من الخمر رخيص الثمن ) 

ركن أخي السيارة قرب الشارع العام ونزل أليه 

 

مشى بضع أمتار نحوه وضحك ضحكة مخيفة جداً 

ثم صاح بصوت مرعب (عنون ) 

التفت عنون ألى أخي وقال (علي ) لا تقتلني يا أبن خالي أرجوك 

ببرود قال _لم أعد كذلك يا عنون 

ثم ضربه رصاصة وسط عينيه وأسقطه قتيلاً 

.

.

.

أرجو ان لا تكون بداية حياتي دموية كثيرة يا جماعة ^^ 

الملفات المرفوعة:
  • inbound4757687248353640592.jpg