اقتبس من محمد الفاتح صالح في 2023-08-24, 8:29 م

أيا شعري وقافيتي اخبريهم ..

.. بأن النظم أضحى لي أسيرا 

بحور الشعر جائتني جميعاً ..

.. وعيت الكل لو كانت كثيرا 

تغيّرَ عالمي والجوّ حولي ..

.. به درب الظلام غدا منيرا 

فصدر البيت أضحى لي شهيقاً ..

.. وعجز البيت صار ليَ الزفيرا

 

________________

24/8/2018

يوم الجمعة 24 أغسطس 2018، قبل خمسة أعوام بالضبط من اليوم، في شات ماسنجر عشوائي جمع بعض الأصدقاء من جروب انمي، فتح موضوع الشعر والشعراء.. 

كنت أنا - الشخصية الجانبية هنا - قد نشرت عدة قصائد هناك ومعروف لديهم كشاعر كبير حسب مقاييسهم، لكن ما قد يبدو غريبا أن أخي غير الشاعر قد نشر بعض الأبيات أيضا، فهل لدينا جينات شعر؟

بينما كنت أشير لأن كتابة الشعر ليست بتلك الصعوبة، تحدث قصي عبدالمجيد - الشخصية الرئيسية هنا - قائلا أنه لا يستطيع كتابة الشعر، أقصى ما يستطيع هو السجع.

ذهبت لمنشور أخي، وكان ثلاثة أبيات عن رمز السلام "اول مايت" من انمي Boku no Hero Academia

وجدت قصي قد علق عليه بمحاولة مجاراة بسيطة، لم تكن موزونة لكن أمكنني بأدنى تركيز الشعور بنغمة الكامل، على الأقل كان هناك نصف بيت موزون.

عدت لقصي وقلت له اكتب يا قصي، اشعر!

أكد قصي أنه لا يستطيع كتابة شعر، كيف وهو لا يعرف الوزن ولا العروض؟ 

لا عليك، اكتب فقط، اعتمد على شعورك في الوزن ولو حدثت أخطاء سأراجعها وأصحهها معك. 

اكتب، قد يكون الشعر أقرب إليك مما تتصور.. 

 

25/8/2018

فاجأني قصي في اليوم التالي بقصيدة على بحر الوافر، كان فيها بعض الأخطاء في بيتين وراجعتها معه وصححت، لتخرج القصيدة:

ألا يا حلمُ فارحمْ لو قليلا..

.. بقلبٍ صار مهزوما عليلا

تداعته المنايا كل حينٍ..

.. فعاد الآن مكلوما قتيلا

صروف الدهر قد صالت وجالت..

.. صروفٌ صيّرتْ جسمي نحيلا

أرى الأصحابَ كلهمُ نفاقٌ..

.. وما والله ما صانوا الخليلا

بضحكاتٍ ينادوا يا رفيقي..

.. وفي أسنانهم لحمي سبيلا

أيا حلماه رفقا ثم رفقا..

.. فحلمي اليوم قد أضحى ثقيلا

أيا حلماه لا تذهب ودعني..

.. فحلمي قد تخطى المستحيلا

قسوتَ علي لم ترأف بقلبي..

.. ألا يا حلمُ فارحم.. لو قليلا

 

~ قصي عبدالمجيد الموهبة التي فجرتها!

ما شاء الله والحمد لله. 

الأبيات التي افتتحت بها المقال أيضا من كتابة قصي، في غرضه الشعري المفضل، الفخر. 

فصدر البيت أضحى لي شهيقا .. وعجز البيت صار لي الزفيرا

تنفس الشعر! 

يحق له الفخر، أذكر أنه حين كتب هذه الأبيات قال "لو رأيت نفسي قبل أسبوع، ما كنت لأتوقع ولا أصدق" ورددت عليه يا صديقي أنت لم تكمل الأسبوع بعد! 

فعلا، كتب هذه الأبيات يوم 29 أغسطس، أي يومه الخامس، وكان وقتها - تبارك الله- قد كتب عدة قصائد مسبقا بأربعة بحور مختلفة. 

قصي في أقل من نصف عام، كتب من الشعر ما يفوق كمًّا كل إنتاجي أنا من الشعر حتى الآن، ربما لأنني شاعر كسول.. 

هل أنا علمت قصي الشعر؟ الإجابة باختصار لا، دفعته فقط فسقط شاعرا. 

قد يوجد البعض مثل قصي هنا، يحتاجون دفعة بسيطة فقط، ويوجد من يحتاجون صقلا. 

مررت بعدة تجارب في تخريج الشعراء، ليس لأنني خبير وأمتلك وصفة سحرية، بل لأنني كسول فقط وأحترم كسل الآخرين - وربما انشغالهم - فلا أرمي بهم في الكتب أو تفاصيل العروض، فقط أقول اكتب، اشعر! 

لن أقول أن كتابة الشعر العمودي سهلة، على الأقل ليس دائما، هناك عدة عوامل مختلطة قد تؤثر على صعوبتها، لكنها أسهل مما تبدو. 

لكن بالطبع ليس الجميع - ولا أنا - بموهبة قصي 

أكتب فقط؟ كيف؟ من أين أبدأ؟ وماذا لو لم أستطع؟

قد يكون لدي ما يساعد.

مرحبا بك في مدرسة الشاعر الكسول..