Please or التسجيل to create posts and topics.

عتب.. رحمة ومناجاة!

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عتب.. رحمة ومناجاة!
(تم نشرها على مجموعة نبراس المانجاكا يوم 10 ابريل 2023 كتحمية لتحدي الأفكار الجبار!)

 
_____
(١)
 
شعرت بألم شديد في قلبها، وكأن خناجر العالم تمزقه دون رحمة، فقد كانت خيبة أملها أكبر من أن تعبر عنه بكلمات أو تصوغه العبارات!
همّت بأن تعاتب لعل هذا يخفف عنها ولو قليلا، ولكنها أحجمت عن ذلك في اللحظة الأخيرة!
لم تكن من النوع الذي يعاتب أحدا، ففي الغالب لم تكن تشعر بأي رغبة في ذلك، بل ولم يكن هناك احد يمكن أن يؤثر بها لدرجة أن يدفعها لمعاتبته!
هذه المرة كان الوضع مختلفا!
تتمنى أن تعاتب ولكن!!
انهمرت الدموع على وجنتيها بغزارة، فهي تذكر تماما كيف هو شعورها، عندما كان يعاتبها أحد لم يكن يعني لها شيئا يُذكر!!
لم يكن يؤثر بها ذلك ولا حتى قيد انملة!
ربما تجامله باعتذار عابر، وربما تقرر ان تتجنبه ببساطة!
وها هي الآن تدرك تماما أن من ستعاتبه لن تكون ردة فعله مختلفة عن ذلك، فآثرت الصمت!
 
***
 
(٢)
 
فتحت عينيها المتورمتين بصعوبة، بعد أن جفّت مآقيها من قسوة البكاء، وألم الوحدة! لم تعد سوائل جسدها تسعفها، بعد أن ضرب الجفاف بجذوره في أعماقها!!
تلفتت يمنة ويسرة بذهول:
- أين أنا؟؟ ما هذا المكان؟؟ وكيف وصلت إلى هنا!!
لم تستطع أن تفسر ما تراه، ولا أن تفهمه أيضا!!
كأنها في عالم آخر.. موحش.. وجاف.. يجثم عليه الصمت فيخنقه!
لم تجد في حلقها ريقا لتبلعه!
ولوهلة.. نسيت ما الذي كانت تبكي لأجله!!
- هل أنا بخير؟؟
حاولت أن تتذكر حتى أنهكت قواها، ثم حاولت النهوض فلم تسعفها قدماها!
شعرت فجأة أنها "لا شيء"!!
- من أنا؟
فقدت القدرة على البكاء أولا، وها هي تفقد الشعور بأي شيء ثانيا، فما الذي سيحدث لها بعد ذلك!!!
انتظرت..
انتظرت كثيرا..
بقيت تنتظر...
وفجأة.. سمعت صوتا خافتا، أشبه "بنبض" رافقه "اهتزاز" تموّج في المكان حولها!
وضعت يدها على أعلى الجهة اليسرى من جسدها.. وتذكرت..
لقد كان لديها "قلب" ثم تحطّم!!
ولكن.. هاهي قد بدأت تشعر بوجوده مجددا!!
قطرات من "رحمة"، "رحمة" تلو "الرحمة".. سيل من "الرحمات" توالت، حتى ارتوت أعماقها فابتسمت:
_ الآن فقط ارتوى قلبي وعرفتُ أن العطشَ ليس عطش الفم واللسان.
اهلا رمضان.. واهلا بليالي الرحمة والغفران..
 
***
(٣)
خرجت إلى الغابات تخفي دمعها
تشكو إلى الرحمن حيرة أمرها
فتدفقت دمعاتها من عينها
وتحشرجت دعواتها في حلقها
وبدت كطفل تائهٍ في مركبٍ
تلهو به ريحٌ يزمجر صوتها
فبكت ونادت يا إلهي إهدني
للحق واعفو عن ذنوبي كلها
فطغى هدوء جامح من حولها
وبدت لها الأكوان تنظر نحوها
والشمس صارت من ترفقها بها
تخفي وهيجاً، رغم شدة حرّها
وتجمّع الغيم البعيد وقد غدا
يُصغي لآهاتٍ تفطّر قلبها
فتفطّرت أكباده حتى غدت
تبكي بأمطارٍ تبلل خدّها
حتى النسيم بدا حزينا حائراً
مترددا يدنو يجفف دمعها
وبدا لها أن الجميع يؤمنوا
لدعائها فتبسمت من قلبها
حمدا لرب العالمين فإنه
لا ينس من هو للضرورة خصمها
من للخلائق غيره من رازقٍ
يعطي بلا سؤل يدبّر أمرها
 
____
ملاحظة ختامية:
قد تكون تلك المقتطفات قد كتبت على مراحل زمنية متفرقة، وبمناسبات مختلفة، ولكنني شعرت وكانها تصلح لان تمثل ثلاثية متكاملة الاركان!! والاهم من ذلك.. انها تمثل تحمية جيدة لخوض تحدي الأفكار الجبار!
فشدوا الهمة واخلصوا النية، فرب كلمة تشفي جراح قلب مكلوم، وتنعش روحا متهالكة، وتجبر خاطرا مكسورا..
والكلمة الطيبة صدقة..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ضياء and وليد امعوش have reacted to this post.
ضياءوليد امعوش

جميل^^

احببت الوصف حيث انتقلت لتفقد وعيها لنفسها

وانتظرت بالفعل حدوث شيء اسوء!!

وليد امعوش has reacted to this post.
وليد امعوش