اقتبس من زينب جلال في 2023-08-08, 7:13 م

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وقفة مع رواية "موت فوق النيل" لـ "أجاثا كريستي"..

نشرت هذا الموضوع أول مرة على مجموعة نبراس المانجاكا يوم 24 يناير 2023م، تحت عنوان:

 

لماذا الآخرون يحصلون على كل شيء، وأنا بائس!
رحلة نحو قلب سليم- 2
______________________

نشرت في موضوع سابق عنوانا ضمنيا "رحلة نحو قلب سليم"، لذلك وضعت رقم (2) مع هذا الموضوع!
الاول كان من وحي رواية "السرو الحزين"- وهذا رابطها:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/121/

أما هذه فستكون على ضوء رواية:
"موت فوق النيل"!
****
وقد تحدثت سابقا عن رواية "موت فوق النيل" ضمن مدخل إلى الـ #انثربولوجيا وهذا رابطه:
https://nebrasmangaka.com/forum/topic/122/#postid-222

ولكن سأكتفي الآن بالتركيز على جزء واحد من هذه الرواية الرهيبة بمعنى الكلمة، والذي سيتناسب مع موضوع #تحدي_الافكار_الجبار
(للعلم: كل فكرة وفائدة من هذه الرواية قد نصنع منها مجلدا! انصح بقراءتها بشدة!)
****
رغم أنني لا اريد حرق الرواية، لكن مضطرة لذكر نبذة منها..
تبدأ القصة بالاشارة لفتاة شابة اسمها "لينيت" (لا تتجاوز الـ 21 سنة) حصلت على كل شيء يتمناه الناس في هذه الحياة:
الجمال، المال، الجاه، الذكاء، المكانة، العمل، .. وايضا.. الرقي.."التعامل الراقي"، واخيرا حصلت على "الحب"!!!!
يعني تزوجت من الشخص الذي احبته، ولا ينقصها اي شيء ابدا في الحياة نهائيا!
الجميع يرمقونها بعين الحسد والغيرة، ولكم أن تتخيلوا شعور من يكون معها على متن السفينة، خلال رحلتها في شهر العسل إلى مصر!!!
قصة اقل ما يقال عنها أنها رهيييبة جدا في وصف الطبائع البشرية!
تبدأ الرواية تدريجيا بتعريفنا بالشخصيات الموجودين على متن تلك الرحلة (يجب ان تتمتع بذاكرة جيدة حتى لا تختلط عليك اسماء الشخصيات- تقريبا هذه اكبر مشكلة تواجه القراء في هذه الرواية! لكن لا بأس ستعتاد على ذلك^^)..
وبالطبع ستبدأ بالتعرف على مشاعر كل واحد من الموجدين وطريقة نظرتهم لهذه الشابة (المحظوظة!)
الرجال اجمالا مفتونين بها فهي جميلة جدا، غير ان هناك رجل واحد "شاب" يحسدها بشدة لأنها بالاضافة لما تملكه من مال وجاه فهي جميلة ايضا هههه (كان هذا اكثر مقطع اضحكني! اول مرة ارى رجل مغتاظ من امراة لجمالها ويكرهها لاجل ذلك ههههه.. كان مقطع كوميدي إن صح التعبير يذكرني بسنفور مغرور ههه)
هذا الشاب بالمناسبة يعبر عن الفئة التي تنادي بـ "الاشتراكية والمساواة في كل شيء بين البشر" وستعرض الرواية فلسفته هذه في حوارات ومواقف رهيبة ترد بها عليه "كورنيليا" (افضل شخصية يمكن ان تعبر عن الخير والرضا)، وهي التي ستكون محور حديثنا!
فرغم أن الجميع- وخاصة الفتيات المحرومات- يحسدن لينيت بشدة، خاصة وأنهن لا يستطعن تحقيق ابسط احلامهن؛ نجد أن "كورنيليا" هي الوحيدة التي تتمنى لها الخير وتطلع نحوها بكل ود!
فمن هي كورنيليا؟
هي شابة فقيرة جدا، ليست جميلة ابدا، جسدها ضخم مما يجعلها غير جذابة نهائيا! تطلب قريبتها العجوز الغنية من والدتها ان تأخذها معها في رحلة الى مصر لتكون مرافقة (خادمة) لها، فترحب كورنيليا بالفكرة بكل سعادة، باعتبار انها ستكون فرصة ذهبية لها للسفر ورؤية العالم، حتى ولو كانت مجرد مرافقة تقوم بخدمة قريبتها الغنية المتعجرفة!
بينما انت تعيش مع الشخصيات وترى كيف يرون العالم، ستعرف بالضبط معنى المقولة:
كن جميلا ترى الوجود جميلا!
كورنيليا من بين الجميع؛ هي الوحيدة التي كانت مستمتعة بالرحلة، وتعيشها بكل جوارحها! بل كانت سعيدة ايضا وهي ترى "لينيت" باعتبارها فرصة لرؤية شخص ناجح ومميز وجميل في هذا العالم!!!!!
***
الرواية تعالج وتتعرض للكثير من المواقف والمشاعر الانسانية بشكل جميل جدا، واذكر من ذلك طريقة "الملعقة ورغوة المربى" التي يذكرها بوارو لإحدى الفتيات، والتي تكون تشعر بالقهر والغيظ الشديد من هذه الحياة الظالمة، وفي الوقت نفسه تشعر بالغضب من نفسها لأنها حسودة وتغار من الآخرين!!
****
لو كان لدي وقت لأسهبت في الحديث أكثر، لكنني مضطرة للتوقف هنا (وقد) اكمل في وقت لاحق إذا وجدت الفرصة المواتية إن شاء الله..
وعندها قد اشير لاكثر شيء لفتني في هذه الرواية، وهو مصطلح: "مقدورة"!
فهل مرت عليكم؟
وهل لكم ان تتخيلوا ماذا يعني ذلك؟
___
ختاما.. سانسخ لكم (بالنص) رسالة متداولة، شعرت أنها تناسب الموضوع:

"أنت لست متأخرا .. أنت في توقيتك المناسب !!

• أحدهم أعزب و تزوج في عمر 20 سنة، ولم ينجب طفلا إلا بعد 10 سنوات ..
و آخر تزوج في عمر 30، و أنجب طفلاً بعد سنة !!!

• وإحداهن تزوجت في عمر 22 وزوجها أشقاها ..
وأخرى تزوجت في عمر 34 وزوجها أسعدها ..

• أحدهم تخرّج من الجامعة في عمر 22 سنة، ‏وأنتظر 5 سنوات ليحصل على وظيفة .. وآخر تخرج في عمر 25 سنة و كان حلمه الوظيفي في انتظاره فور تخرجه ..

• أحدهم أصبح مدير شركة في عمر 25 وتوفي في عمر 45 ..
آخر أصبح مدير شركة في عمر 50 سنة وتوفي في عمر 90 !!!

•• فـاعمل في "توقيتك" فقط ..
‏قد "يُصوّر" لك أنهم متقدمون عليك أو متأخرون عنك.
أعلم أنك لست مُتقدّما على أحد، وفي ذات الوقت لست مُتأخّرا، أنت فقط تعمل في "توقيتك" الذي وقّته الله لك.
عش مرتاح البال .. مُطمئن الحال ..

•• الزمن وسيلة بيد الله .. يسيره كيف يشاء .. ويمنحك ما شاء متى ما حان توقيته لك
وكل شيء عنده بمقدار 
احبتي لا تنسوا ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله "
*****
وبهذا اختم الموضوع ^^
وكما روي في الحديث:
(فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط)
نسأل الله أن يرزقنا جميعا قلبا سليما مليئا بالرضا والسعادة وحب الخير ^^
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم