اقتبس من زينب جلال في 2023-08-07, 10:12 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

التعليم بالقصص والأدب والترفيـــه^^
معا لمحاربة "ذرات الجهل"!!!
_______________________________________

"إذا كنت سمكة؛ فلا تقتل نفسك بمحاكاة القرود!!!"
تلك الحكمة قمت بتأليفها خصيصا لأجل إحدى الطالبات يوم 16/ 10/ 2022م 
(يعني قبل نصف شهر تقريبا- من تاريخ كتابة هذا المقال ونشره اول مرة على مجموعة نبراس المانجاكا- ومن يدري.. فقد يتم تداول هذه الجملة عالميا، والتي بالاساس استوحيتها من فكرة متداولة! ^^)
وإليكم ما حدث:
إحدى طالباتي على وشك دخول اختبار هام، وجميع المتقدمين يحضّرون لدخول هذا الاختبار منذ شهور بالدراسة الجادة وما شابه وفق جدول محدد، أما هي فلم تكن تستطيع الدراسة بحسب الخطط المتعارف عليها مثلهم؛ مما ادخلها في دوامة اكتئاب واحباط، في حين انها دوما ما شاء الله كانت تحرز أفضل النتائج!
وهنا قلت لها:

- انا اعرفك وطوال الوقت لم تكوني تتبعين الطرق التقليدية في الدراسة، ثم تفاجئين الجميع نتيجة مذهلة ما شاء الله، فلماذا تحاولين الان تقليد البقية؟!
لكل شخص قدرات محددة، ومزايا تميزه عن غير، فإذا كان هدفك بلوغ خط النهاية، فحاولي أن تجدي الطريقة التي تناسبك لبلوغها، حتى لو كانت مختلفة عن طرق الجميع!!
وهذا ذكرني بقصة قراتها او سمعتها ذات مرة، مغزاها أن السمكة إذا حاولت التفوق على القرد بتسلق الشجرة؛ فستعيش طوال عمرها فاشلة!
لنفترض أن خط النهاية يقع في آخر الغابة، وانت سمكة تسبح بالماء، ثم عرفت ان القرود سيتسابقون بالقفز مع فروع الاشجار ليصلوا بسرعة خط النهاية؛ وهنا حاولت تقليدهم، فهل ستنجحين؟
مستحيل!!
عليك ان تجدي مجرى ماء النهر الذي سيوصلك لآخر الغابة، بدل قتل نفسك بمحاولة تسلق الاشجار!
باختصار:
"إذا كنت سمكة؛ فلا تقتلـ/ي نفسك بمحاكاة القرود!"
***
وهذا ذكرني بطريقتي في الدراسة ايضا!
في اختبار الثانوية العامة، كان المقرر الوزاري لمادة الاحياء يتضمن في فصله الاخير وصف 15 مرضا بين امراض بكتيرية وامراض فيروسية، ولكل مرض اسباب واعراض وعلاج، الخ
كان شبه مستحيل ان اتمكن من حفظ كل هذا بسهولة، ودون خلط بينهم!
(فعليا.. الجميع كان يعاني من هذا الموضوع!!)
بالنسبة لي.. وبما انني احب الاناشيد، فقررت كتابة قصيدة عن الامراض، لخصت فيها الامراض الواردة في المقرر المدرسي كاملة، وهكذا مع تلحينها وحفظها اضفنا المرح إلى الغذاء ههه
(حتى مع وجود تكسير في الوزن، الذي سيستغيث منه علم العروض؛ لكن المهم انني استمتعت بها والحمد لله ^^)

وصدقوا او لا تصدقوا.. دخلت الاختبار الوزاري مكتفية بقصيدتي الجميلة عن الامراض، والتي مطلعها:
1- هذه لمحة سريعة عن الاسقام
الاكثر شيوعا في هذه الايام
2- فخذ منها عظات العلاج والوقاية
واسأل الرحمن دوما السلامة والحماية
3- التيفوئيد والسل والدفتيريا
سببها العصوي من البكتيريا
4- والالتهاب الرئوي والسيلان فكروية
بكتيرياه أما الكوليرا فواوية
5- والزهري سببه بكتيريا لولبية
وهذه السبع امراض بكتيرية
***
طبعا عرضت خدماتي لمن ترغب بالاستفادة من طريقتي في الننجا؛ لكن هناك من شعر بانها غير مجدية (لان حفظ القصائد بالنسبة لهم كان مملا بحد ذاته!!)
وكانت المفاجأ ان هناك سؤال كامل يطلب كتابة نوع البكتيريا المسبب لكل مرض!
اذكر ان المعظم كان متوترا بسبب الخوف من الخلط بين بانواع البكتيريا المسببة لكل مرض، أما انا فكنت واثقة- بفضل الله- بنسبة 100% من قصيدتي الاسطورية ^^
(الابيات 3/ 4/ 5 قامت بالواجب والحمد لله، فهل يمكنكم ان تخلطوا بين انواع البكتيريا لهذه الامراض السبعة بعد ذلك؟^^)
وللعلم.. تم توريث هذه القصيدة للاجيال اللاحقة من الصديقات، واللاتي اعتبرنها انقاذ حقيقي بفضل الله!^^
***
هذه الابيات التي كتبتها لكم الان من الذاكرة، كانت عالقة بذهني منذ ذلك الحين بفضل الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهي ما تم انقاذه تقريبا من تلك القصيدة الطويلة؛ فللاسف الشديد.. وقدر الله وما شاء فعل، قمت بفعل متهور عندما اعطيت النسخة الوحيدة المكتوبة عندي من القصيدة، لأحد اساتذة اللغة العربية بعد دخولي الجامعة ليقيمها؛ فكانت النتيجة ان اختفى اثرها!!):

***

باختصار.. لكل واحد منا طريقة تناسبه في التعلم، إذا اكتشفها استطاع تحقيق افضل النتائج، بأقل الخسائر، بإذن الله، والحمد لله مع دخول التكنولوجيا، وتوسع سبل العلم والتعليم؛ اصبح بإمكان كل شخص العثور على ما يناسبه بسهولة أكثر، فإذا كنت طالبا فلا تستسلم لـ"ذرات الجهل" بحجة ان الدراسة مملة؛ لان بامكانك البحث عن طريقة تجعلها ممتعة! وإذا كنت معلما فاحرص على أن تساعد طلبتك باكتشاف طرقهم الخاصة التي تجعل من العلم متعة! ^^
(بالتأكيد هذا الكلام قد يكون نظري بنسبة كبيرة، فأحيانا تخرج الامور عن السيطرة؛ ولكن نسدد ونقارب ونسأل الله التوفيق ^^)
***
وهنا يسعدني ان انقل لكم تجربة جميلة، سأنسخها لكم كما ذكرتها أول مرة عام 2016:

"هذه التجربة تعد أحد نتائج إسقاط "مدرسة الفروسية" على أرض الواقع بفضل الله..
المرة الأولى كانت عندما راسلتني إحدى القارئات لتستأذنني بتطبيق المسرحية- التي قام بها علاء وأصدقاؤه (في رواية مدرسة الفروسية)- في مدرستها، وبالطبع سرني ذلك جدا والحمد لله..^^
أما هذه المرة، فقد حدث أن قابلتُ مديرة إحدى المدارس النموذجية، ثم تحدثتُ عن رواية "مدرسة الفروسية"، وأهدافها التربوية، ومن ضمنها التعليم التكاملي، فتفاجأت بأن هناك قرار وزاري جديد يدعو إلى هذه النوعية من التعليم، وهناك اختبار تكاملي وزاري للصف الرابع الأساسي، لتحقيق هذا الهدف!!
تفاجأت وسعدتُ في الوقت نفسه، لأنني عندما طرحتُ هذه الفكرة في روايتي؛ كنت أتمنى أن يتم تطبيقها في جميع المدارس العربية، فالحمد لله^^
المهم سألتني المديرة، إن كنتُ استطيع تقديم طريقة لتدريب المعلمات والطلبة في مدرستها على هذا النوع من التعليم، قبل موعد الاختبار..
وبعد أن أعددتُ استبيان للمعلمات واستبيان آخر لطلبة الصف الرابع في تلك المدرسة، لأتعرف على طبائعهم والأشياء التي يحبونها، اجتمعت مع المعلمات وناقشتهن في الفكرة، فوجدتُ منهن تجاوبا رائعا لتطبيق البرنامج والحمد لله..
كانت فكرة البرنامج عبارة عن رحلية خيالية في قطار عجيب نحو جزيرة الأمنيات، يتم تضمينه معظم الدروس التي درسها الطلبة في مختلف المواد..
وفي الموعد المحدد، وبعد أن قام العاملون في المدرسة بترتيب الكراسي في ساحة المدرسة على شكل قطار، يحتوي 9 مقطورات وفي كل قاطرة ثلاث كراسي متقابلة، بحيث يكون المجموع 6 كراسي في كل قاطرة، نزل طلبة الصف الرابع (عددهم 44 طالب وطالبة)، مع 7 معلمات.. لننطلق في رحلتنا الخيالية، بعد أن تم تسليم كل طالب وطالبة دفتر المغامرات!^^
بعد ذلك وبعد عدة أيام، انتهيت من كتابة قصة (القطار العجيب وجزيرة الأمنيات) حيث كان أبطالها هم طلبة الصف الرابع، ثم قمنا بتوزيع نسخ من هذه القصة لجميع الطلبة والطالبات مع شهادات تقدير^^

 

الحمد لله كانت تجربة رائعة جدا بفضل الله، رغم أنها استهلكت الكثير من الجهد والوقت للإعداد والترتيب، وأسأل الله القبول..
من أجمل النتائج التي سمعتها بعد ذلك، هو أن الطلبة عادوا للمنزل بحماسة للبحث عن بعض المعلومات الواردة في البرنامج، وهناك طلبة أخبرتني بأنها قرأت القصة لأختها الصغيرة وأخذت تشرح لها القانون الأول من الرحلة!^^
كما أخبرني أحد الطلبة عندما رآني بعد ذلك أنه حلم بأني أخذتهم بالفعل إلى الجزيرة!^^
وبالطبع أخذ طلبة الصف السادس والخامس يطالبون ببرنامج مشابه لهم أيضا ^^
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه"
***
وهنا سأرفق لكم رابط تلك القصة (وهي 7 صفحات تقريبا)، لمن يحب الاطلاع عليها، بالاضافة لدفتر المغامرات المرافق لها ^^
___
قصة "القطار العجيب وجزيرة الامنيات":
https://drive.google.com/file/d/1CJHMkhwy505d5M7TFw3IMfYk3YEusTyv/view?usp=share_link
***
دفتر المغامرات:
https://drive.google.com/file/d/1HE95qUx-9mnST81Lb5Ra1e72f4jZhZER/view?usp=share_link
***
ولا يفوتكم ان تلك الرسمة التي تزين الواجهة هي إحدى رسوماتي المحببة لقلبي، والتي اعتبرها ناجحة جدا حتى لو كانت فنيا مليئة بالاخطاء! ^^
يكفيني أن كل من رآى اللوحة الاصلية من الاطفال احبوها وتعلقوا بها، حتى اضطررت لإعداد نسخ من الرسمة الاصلية وتوزيعها عليهم^^
(جمهوري العزيز من الاطفال اعترف بي كصاحبة اجمل رسمة احم احم..
ولا عزاء للرسامين المحترفين هههه)
*بالطبع هذه للمزاح فقط، وكل الاحترام لأهل الجودة والاتقان!^^
***
وبمناسبة التعليم بالترفيه؛ هنا وقفة مع قصة:

 

"رحلة خيالية في عالم الدارات الكهربائية"!

 

هذه القصة تلخص وحدة درس الكهرباء للصف التاسع، حيث قمت بتقسيم الطلبة وقتها لمجموعات في حصة مفتوحة في الهواء الطلق (يعني على اساس اضفاء أجواء المرح والمتعة للحصة)، لكن اكتشفت أن هناك فرق كبير بين أحلامي الخيالية المتوقعة عن هذه الحصة المثالية وبين ما حدث فعلا! كانت معاناة حقيقية في السيطرة على الطلبة الذين أخذوا يتحدثون ويلعبون في الساحة وتركوني مع الدرس لاستمتع به وحدي!!

(طبعا كان ذلك منذ سنواااات قبل ان اعتزل المدارس ههه)

___

 

هذا ايضا يذكرنا بما حدث مع الاستاذ نجيب في ونشوت ذرات الجهل، التي ظهرت في العدد الثاني من "نبراس المانجاكا"، ولا يفوتكم أن استخدامي لـ "ذرات الجهل" هو اقتباس من تلك الون شوت، وهذا هو رابطها:
https://nebrasmangaka.com/2022/09/atoms-of-ignorance-1/

 

___

المهم..

ستلاحظون في قصة "رحلة خيالية في عالم الدارات الكهربائية" أن الطلبة على شكل مجموعات، وهذا من الواقع حيث أنني قمتُ بتقسيمهم لفرق في البداية، وكل فريق اختار اسما له، وهذه الاسماء هي التي اعتمدتها في القصة ^^

(يعني جميع الاسماء حقيقية- وهنا اتساءل.. من هي اكثر شخصية أعجبتكم؟؟ ^^)

رابط القصة:

https://drive.google.com/file/d/1tkcbqI887SkoyrjjbiGfQ_YvMEFgEuxM/view?fbclid=IwAR3d1Yi5LMeCuvnKqMbqu6rc-Mj9sH-2eLrWNLnZA4Hg62PRyZaTIguUacs

 

 

***
آمل بالفعل أن نتمكن من تقديم العديد من البرامج والاعمال والقصص التي تجمع بين العلم والترفيه؛ عسى الله أن يجعل فيها الخير الكثير، ونسأل الله التوفيق ^^

* لا ادري إذا كنتم تذكرون (تحدي تخصصي للمانجاكا)، وهل ما زال هناك مهتمين بالفكرة، ويرغب بمشاركتنا أعماله الابداعية من وحي تخصصه؟
إن كنتم مهتمين حقا، فيمكنكم  مشاركتنا أعمالكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم^^
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم