
كم عدد المحاولات "الفاشلة" اللازمة للنجاح؟

اقتبس من زينب جلال في 2023-07-30, 10:46 مبسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين
كم عدد المحاولات "الفاشلة" اللازمة للنجاح؟
(قصة المزارع ودودة القز!)
(من مواضيع مجموعة نبراس المانجاكا: 11 نوفمبر 2022م)
______________________________
ربما من أكثر ما يسبب الاحباط للمانجاكا (المؤلفين/ الرسامين) في العالم العربي؛ هو عدم حصولهم على التقدير والدعم الذي يستحقونه، في حين انهم قد يبذلون جهودهم ويكررون محاولاتهم المرة تلو المرة، ولكن دون فائدة! (أو بالمعنى الأصح هذا ما يتوهمونه!)
ولأجل ذلك ترى الكثيرين ممن كانت لهم احلام وطموحات عظيمة، قد تخلوا عنها بعد شعورهم بأن كل تلك المحاولات لتحقيقها، لن تأتي بنتيجة ناجحة!
وقد يخرجون باستنتاجات من قبيل:
طالما نحن في العالم العربي فلا داعي لان نتعب انفسنا لانه لا فرصة للنجاح!
طالا نحن لسنا في المكان الفلاني؛ فكل شيء نفعله هباء..
طلما نحن لسنا من اصحاب النفوذ ولا الاموال كفلان وعلان، فلا فائدة من المحاولة!
طالما نحن لا ننتج اعمال منحرفة فلن نستطيع استقطاب الجمهور الاجنبي، وبالتالي لن نستطيع الربح كغيرنا من المواقع العالمية!!!
جميع هذه الاستنتاجات والافتراضات، حتى وإن بدت صحيحة من الوهلة الاولى؛ لكنها تشمل افكار مغلوطة، نجحت بالتسلل إلى العقل اللاواعي لدى معظم الشباب العربي (تحديدا) بسبب ما يشاهدونه أو يسمعونه، أو يتم الترويج له؛ مما جعلهم (إلا من رحم ربي) يربطون الأحداث بأسباب سطحية ظاهرية، دون الولوج والتعمق بفهم وادراك مسبباتها الحقيقية!
وهكذا يسود "الوهم" الذي يكون هو العقبة الكبرى والحاجز الحقيقي الذي يحول بينهم وبين النجاح!!
***
قبل بضعة أشهر نشرت منشورا يتطرق لـ "قانون الجهود المهدورة"
(سارفق رابطه في التعليقات إن شاء الله)
هو قانون تحدث عنه الكثيرون، وكما قال أحدهم بمعنى:
إنه قانون طبيعي عام يجري على الجميع دون استثناء، تعرفه حتى الحيوانات، وتتعايش معه تلقائيا؛ غير أن غالبية البشر هم الوحيدون الذين يرفضون تقبله!
***
لا بد ان معظمكم- او بعضكم على الأقل- سمع عن قصة المزارع الذي رأى دودةقد بدأت بالتحول لفراشة، وهي تحاول الخروج من شرنقتها بصعوبة، كانت تحاول وتحاول، لكنها لم تستطع الخروج، حتى اشفق عليها المزارع، ففتح لها الشرنقة وخرجت، ولكن....!!!
لم تكن "دودة القز" قد أكملت عدد المحاولات "الفاشلة" الضرورية للخروج بصفة فراشة ناضجة مكتملة، مما جعلها تقضي عمرها عاجزة عن الطيران، بسبب "الوهم" الذي اعترى المزارع باسم "الشفقة"، وعدم تقبل القانون الطبيعي للجهود المهدورة!
***
وبعيدا عن كلام علماء الطبيعة وعلماء النفس، وقصص تطوير الذات، الخ
دعونا نستعرض هذه الوقفات من وحي السيرة النبوية، ومن تاريخنا الاسلامي الحافل!
***
أولا: عندما بعث الله سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- بالنبوة، لبث ثلاث سنوات بالدعوة السرية في مكة (حتى آمن به ثلة من الرجال المؤمنين الصادقين الواثقين، الذين يمكن الاعتماد عليهم لتحمل المسؤولية)، ثم امره الله بالدعوة الجهرية، وهنا سانسخ لكم هذا النص، لتعيشوا أجوائه، وتلاحظوا عدد السنوات التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في محاولة ايجاد فئة تنصره وتحميه ليبلغ الرسالة (المرة تلو المرة، دون كلل او ملل، رغم كل العقبات والاذية التي تلاحقه وتصر على تكذيبه!)، حتى جاء الأنصار!"يحكي لنا عن ذلك جابر -رضي الله عنه- قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة ، وفي المواسم بمنى ، يقول : "من يؤويني ؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي ، وله الجنة ؟ "، حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر - كذا قال - فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك . ويمشي بين رجالهم ، وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله له من يثرب ، فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا ، فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله ، فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ."
***
ثانيا: "لكنكم تستعجلون"
هذا النص، قد يلخص الكثير من الامور، وساكتفي بنسخه على أمل ان تصلكم معنيه واسقاطاته الواقعية التي نحن بأمس الحاجة لها!"شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ."
***
ثالثا: هل تعرفون كم هي عدد المحاولات التي استغرقت سنوات وسنوات بل قرون إلى ان نجح المسلمون بفتح القسطنطينية؟
منذ أن سمع المسلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ، قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.)
وهم يحاولون لتحقيق هذه النبوءة، فخرج الصحابي الجليل سيدنا "ابو ايوب الانصاري"- رضي الله عنه وارضاه- في اول محاولة لتحقيق هذا الهدف، والحصول على هذا الشرف؛ وقبره في "اسطنبول" في منطقة السلطان أيوب شاهدة على ذلك!
ثم توالت المحاولات.. تأتي دولة وتذهب دولة، يغيب قائد ويأتي قائد...
إلى أن فتح الله للمسلمين بدخولها بقيادة السلطان "محمد الفاتح" يوم 29 مايو/أيار 1453م الموافق لـ20 جمادى الأولى سنة 857هـ.، اي بعد اكثر من 800 عام (من المحاولات) بعد هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى مكة!!
*****
بالطبع كل محاولة جديدة تبنى على محاولات قديمة، أي أن "المحاولة" "تحاول" الاستفادة من "المحاولة" التي قبلها، وهكذا...
أي أن نجاح "المحاولة" الأخيرة؛ ما هو إلا حصيلة جهود واستعدادات وخبرات تراكمية؛ ساهمت فيها جميع المحاولات السابقة، ولذلك لا يمكن تجاهل ذلك!
***
هذا يذكرنا ايضا بتطور النظريات العلمية، خاصة "النظرية الذرية"!
فمن محاولات "ديموقريطس" إلى "دالتون" إلى "طومسون" إلى "رذرفورد" وحتى "بور" وما تلا ذلك من مشاركات العلماء في وضع النظرية الذرية الحديثة، التي ساهمت في تطور الحضارة البشرية والتكنولوجية!
كان هذا اكثر جزء أحبه شخصيا في "العلوم"^^***
والآن دعونا نلقي نظرة ونسلط الضوء علينا هنا من خلال تأسيس"نقابة المانجاكا العرب" واطلاق مجلة "نبراس المانجاكا"!
هل يا ترى كنا أول من فكر بانشاء مجلة عربية على غرار شونين جمب؟
بالتأكيد لا!
هل كنا اول من حاول تكوين فريق لصناعة مانجا؟
أيضا بالتأكيد وقطعا لا!
هل كنا اول من انتج مانجا بثقافة عربية؟
أيضا بالتأكيد لا!والان دعونا نتعمق أكثر:
هل نجحنا في تكوين فريق لصناعة مانجا تستحق النشر، من أول محاولة واول تجربة خضناها؟
أكيد مليون بالمائة لا!
(وحدهم الذين يعلمون.. سيفهمون، وسيتذكرون كم كان الامر أقرب للياس والفشل منه للنجاح! ولكن الله لطف^^)هل نجحنا في تاسيس واطلاق النقابة بالصورة التي هي عليه الان، من أول مرة طرحت فيها الفكرة؟
بالتأكيد وقطعا لا!
والأكثر من ذلك... هل تعتقدون أن "مدرسة الفروسية" نجحت- بفضل الله- بتكوين اول فريق لها؛ من أول محاولة؟
ربما ستتفاجؤون بأن الامر استغرق اكثر من عشرين سنة، بدون ذرة مبالغة!!!
(سارفق رابط الموضوع الذي يتحدث عن ذلك في التعليقات إن شاء الله)
***
ومع ذلك.. هل ما وصلنا إليه حتى الان يمثل الصورة النهائية لما نطمح له؟
أكيد وطبعا وقطعا لا!!
ما هذا إلا جزء بسيط ويسير مما نحلم به، وما زال امامنا شوط كبير من العمل والمحاولات الجادة لتحقيق ذلك بعون الله، ونسأل الله التوفيق..
وبالطبع لا ننسى شكر كل شخص وكل مجموعة وكل جهة (دار دار بيت بيت زنقة زنقة ههه) مهما كان دورها وموقفها وتعاملها، لأن الجميع بدون استثناء ساهموا بطريقة أو بأخرى بوصولنا إلى ما نحن عليه الآن، فجميع التجارب بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، ومهما كانت قساوتها؛ كانت ضرورية جدا لتمهيد الطريق لنا بفضل الله وتوفيقه، وما التوفيق إلا من عند الله!
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
ربما خلاصة ما يمكننا ذكره:
إذا كنت صادقا في مطلبك، ومتأكدا من هدفك؛ فاعلم أن كل تلك المحاولات والتجارب؛ ما هي إلا أدوات ضرورية لصقلك واخراج افضل ما لديك، بإذن الله، فإذا شئت وكنت عازما على قطف الثمرة النهائية فاصبر ولا تستعجل، وتستبطء النصر!
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)(عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي. متفقٌ عَلَيْهِ. )
وفرصة اليوم الجمعة هناك ساعة مستجابة، فادعو الله بتحقيق احلامكم وامنياتكم وأنتم موقنون بالاجابة، وتفاءلوا بأحلامكم المتحققة سلفا، بإذن الله^^
وأخيرا..
"من بعد الهزيمة
نعرف النجاح
من بعد ظلام اليل
ياتي الصباح
التجارب علمتنا
درسا في التصميم
فالفوز يولد
من جهد عظيم
*
*
لا نستسلم للفشل
بل نحاول من جديد
فالهزيمة في فقدان الامل
ولا يكفي ان تقول اريد"
****
نسأل الله أن يمدنا بالعزيمة والاصرار لتحقيق أهدافنا، وبلوغ طموحاتنا وامنياتنا بالوجه الذي يرضيه عنا، ونحن بخير وصحة وعافية، ويوفقنا لما يحب ويرضى..
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
ورددوا وانتم تقرؤون سورة الكهف كل جمعة، ما دعى به الفتية وهم يأوون للكهف:
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
***
وتذكرونا بصالح دعائكم ^^
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين
(قصة المزارع ودودة القز!)
(من مواضيع مجموعة نبراس المانجاكا: 11 نوفمبر 2022م)
______________________________
ربما من أكثر ما يسبب الاحباط للمانجاكا (المؤلفين/ الرسامين) في العالم العربي؛ هو عدم حصولهم على التقدير والدعم الذي يستحقونه، في حين انهم قد يبذلون جهودهم ويكررون محاولاتهم المرة تلو المرة، ولكن دون فائدة! (أو بالمعنى الأصح هذا ما يتوهمونه!)
ولأجل ذلك ترى الكثيرين ممن كانت لهم احلام وطموحات عظيمة، قد تخلوا عنها بعد شعورهم بأن كل تلك المحاولات لتحقيقها، لن تأتي بنتيجة ناجحة!
وقد يخرجون باستنتاجات من قبيل:
طالما نحن في العالم العربي فلا داعي لان نتعب انفسنا لانه لا فرصة للنجاح!
طالا نحن لسنا في المكان الفلاني؛ فكل شيء نفعله هباء..
طلما نحن لسنا من اصحاب النفوذ ولا الاموال كفلان وعلان، فلا فائدة من المحاولة!
طالما نحن لا ننتج اعمال منحرفة فلن نستطيع استقطاب الجمهور الاجنبي، وبالتالي لن نستطيع الربح كغيرنا من المواقع العالمية!!!
جميع هذه الاستنتاجات والافتراضات، حتى وإن بدت صحيحة من الوهلة الاولى؛ لكنها تشمل افكار مغلوطة، نجحت بالتسلل إلى العقل اللاواعي لدى معظم الشباب العربي (تحديدا) بسبب ما يشاهدونه أو يسمعونه، أو يتم الترويج له؛ مما جعلهم (إلا من رحم ربي) يربطون الأحداث بأسباب سطحية ظاهرية، دون الولوج والتعمق بفهم وادراك مسبباتها الحقيقية!
وهكذا يسود "الوهم" الذي يكون هو العقبة الكبرى والحاجز الحقيقي الذي يحول بينهم وبين النجاح!!
***
قبل بضعة أشهر نشرت منشورا يتطرق لـ "قانون الجهود المهدورة"
(سارفق رابطه في التعليقات إن شاء الله)
هو قانون تحدث عنه الكثيرون، وكما قال أحدهم بمعنى:
إنه قانون طبيعي عام يجري على الجميع دون استثناء، تعرفه حتى الحيوانات، وتتعايش معه تلقائيا؛ غير أن غالبية البشر هم الوحيدون الذين يرفضون تقبله!
***
لا بد ان معظمكم- او بعضكم على الأقل- سمع عن قصة المزارع الذي رأى دودةقد بدأت بالتحول لفراشة، وهي تحاول الخروج من شرنقتها بصعوبة، كانت تحاول وتحاول، لكنها لم تستطع الخروج، حتى اشفق عليها المزارع، ففتح لها الشرنقة وخرجت، ولكن....!!!
لم تكن "دودة القز" قد أكملت عدد المحاولات "الفاشلة" الضرورية للخروج بصفة فراشة ناضجة مكتملة، مما جعلها تقضي عمرها عاجزة عن الطيران، بسبب "الوهم" الذي اعترى المزارع باسم "الشفقة"، وعدم تقبل القانون الطبيعي للجهود المهدورة!
***
وبعيدا عن كلام علماء الطبيعة وعلماء النفس، وقصص تطوير الذات، الخ
دعونا نستعرض هذه الوقفات من وحي السيرة النبوية، ومن تاريخنا الاسلامي الحافل!
***
أولا: عندما بعث الله سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- بالنبوة، لبث ثلاث سنوات بالدعوة السرية في مكة (حتى آمن به ثلة من الرجال المؤمنين الصادقين الواثقين، الذين يمكن الاعتماد عليهم لتحمل المسؤولية)، ثم امره الله بالدعوة الجهرية، وهنا سانسخ لكم هذا النص، لتعيشوا أجوائه، وتلاحظوا عدد السنوات التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في محاولة ايجاد فئة تنصره وتحميه ليبلغ الرسالة (المرة تلو المرة، دون كلل او ملل، رغم كل العقبات والاذية التي تلاحقه وتصر على تكذيبه!)، حتى جاء الأنصار!
***
ثانيا: "لكنكم تستعجلون"
هذا النص، قد يلخص الكثير من الامور، وساكتفي بنسخه على أمل ان تصلكم معنيه واسقاطاته الواقعية التي نحن بأمس الحاجة لها!
***
ثالثا: هل تعرفون كم هي عدد المحاولات التي استغرقت سنوات وسنوات بل قرون إلى ان نجح المسلمون بفتح القسطنطينية؟
منذ أن سمع المسلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ، قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.)
وهم يحاولون لتحقيق هذه النبوءة، فخرج الصحابي الجليل سيدنا "ابو ايوب الانصاري"- رضي الله عنه وارضاه- في اول محاولة لتحقيق هذا الهدف، والحصول على هذا الشرف؛ وقبره في "اسطنبول" في منطقة السلطان أيوب شاهدة على ذلك!
ثم توالت المحاولات.. تأتي دولة وتذهب دولة، يغيب قائد ويأتي قائد...
إلى أن فتح الله للمسلمين بدخولها بقيادة السلطان "محمد الفاتح" يوم 29 مايو/أيار 1453م الموافق لـ20 جمادى الأولى سنة 857هـ.، اي بعد اكثر من 800 عام (من المحاولات) بعد هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى مكة!!
*****
بالطبع كل محاولة جديدة تبنى على محاولات قديمة، أي أن "المحاولة" "تحاول" الاستفادة من "المحاولة" التي قبلها، وهكذا...
أي أن نجاح "المحاولة" الأخيرة؛ ما هو إلا حصيلة جهود واستعدادات وخبرات تراكمية؛ ساهمت فيها جميع المحاولات السابقة، ولذلك لا يمكن تجاهل ذلك!
***
هذا يذكرنا ايضا بتطور النظريات العلمية، خاصة "النظرية الذرية"!
فمن محاولات "ديموقريطس" إلى "دالتون" إلى "طومسون" إلى "رذرفورد" وحتى "بور" وما تلا ذلك من مشاركات العلماء في وضع النظرية الذرية الحديثة، التي ساهمت في تطور الحضارة البشرية والتكنولوجية!
كان هذا اكثر جزء أحبه شخصيا في "العلوم"^^
***
والآن دعونا نلقي نظرة ونسلط الضوء علينا هنا من خلال تأسيس"نقابة المانجاكا العرب" واطلاق مجلة "نبراس المانجاكا"!
هل يا ترى كنا أول من فكر بانشاء مجلة عربية على غرار شونين جمب؟
بالتأكيد لا!
هل كنا اول من حاول تكوين فريق لصناعة مانجا؟
أيضا بالتأكيد وقطعا لا!
هل كنا اول من انتج مانجا بثقافة عربية؟
أيضا بالتأكيد لا!
والان دعونا نتعمق أكثر:
هل نجحنا في تكوين فريق لصناعة مانجا تستحق النشر، من أول محاولة واول تجربة خضناها؟
أكيد مليون بالمائة لا!
(وحدهم الذين يعلمون.. سيفهمون، وسيتذكرون كم كان الامر أقرب للياس والفشل منه للنجاح! ولكن الله لطف^^)
هل نجحنا في تاسيس واطلاق النقابة بالصورة التي هي عليه الان، من أول مرة طرحت فيها الفكرة؟
بالتأكيد وقطعا لا!
والأكثر من ذلك... هل تعتقدون أن "مدرسة الفروسية" نجحت- بفضل الله- بتكوين اول فريق لها؛ من أول محاولة؟
ربما ستتفاجؤون بأن الامر استغرق اكثر من عشرين سنة، بدون ذرة مبالغة!!!
(سارفق رابط الموضوع الذي يتحدث عن ذلك في التعليقات إن شاء الله)
***
ومع ذلك.. هل ما وصلنا إليه حتى الان يمثل الصورة النهائية لما نطمح له؟
أكيد وطبعا وقطعا لا!!
ما هذا إلا جزء بسيط ويسير مما نحلم به، وما زال امامنا شوط كبير من العمل والمحاولات الجادة لتحقيق ذلك بعون الله، ونسأل الله التوفيق..
وبالطبع لا ننسى شكر كل شخص وكل مجموعة وكل جهة (دار دار بيت بيت زنقة زنقة ههه) مهما كان دورها وموقفها وتعاملها، لأن الجميع بدون استثناء ساهموا بطريقة أو بأخرى بوصولنا إلى ما نحن عليه الآن، فجميع التجارب بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، ومهما كانت قساوتها؛ كانت ضرورية جدا لتمهيد الطريق لنا بفضل الله وتوفيقه، وما التوفيق إلا من عند الله!
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
ربما خلاصة ما يمكننا ذكره:
إذا كنت صادقا في مطلبك، ومتأكدا من هدفك؛ فاعلم أن كل تلك المحاولات والتجارب؛ ما هي إلا أدوات ضرورية لصقلك واخراج افضل ما لديك، بإذن الله، فإذا شئت وكنت عازما على قطف الثمرة النهائية فاصبر ولا تستعجل، وتستبطء النصر!
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)
(عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي. متفقٌ عَلَيْهِ. )
وفرصة اليوم الجمعة هناك ساعة مستجابة، فادعو الله بتحقيق احلامكم وامنياتكم وأنتم موقنون بالاجابة، وتفاءلوا بأحلامكم المتحققة سلفا، بإذن الله^^
وأخيرا..
"من بعد الهزيمة
نعرف النجاح
من بعد ظلام اليل
ياتي الصباح
التجارب علمتنا
درسا في التصميم
فالفوز يولد
من جهد عظيم
*
*
لا نستسلم للفشل
بل نحاول من جديد
فالهزيمة في فقدان الامل
ولا يكفي ان تقول اريد"
****
نسأل الله أن يمدنا بالعزيمة والاصرار لتحقيق أهدافنا، وبلوغ طموحاتنا وامنياتنا بالوجه الذي يرضيه عنا، ونحن بخير وصحة وعافية، ويوفقنا لما يحب ويرضى..
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
ورددوا وانتم تقرؤون سورة الكهف كل جمعة، ما دعى به الفتية وهم يأوون للكهف:
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
***
وتذكرونا بصالح دعائكم ^^
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم