الذبابة الشريرة

عن القصة:

كيف لكلمة أن تثير المشاكل، أو أن تحل خلاف؟!!
راوية وريم وروعة، ثلاث أخوات يعشن بسعادة في ظل والدين كريمبن، فكل واحد يعرف دوره ويقوم بواجبه، حتى حدث أمر لم يكن بالحسبان، فقلب حياتهن رأسا على عقب!
ترى.. ما قصة الذبابة الشريرة، وكيف استطاعت افساد حياة الأخوات الثلاث؟!

قصة للأطفال، نُسِجت بخيوط التسلية والمتعة..

التصنيف: خيال، شريحة من الحياة

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، ولا يطيب الكلام، إلا بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله، خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)..

كان هناك مستنقع كبير في إحدى الغابات الكبيرة، يضم مختلف أنواع الحشرات، ورغم أن تلك الحشرات اشتهرت بسوء أدبها وإيذائها للجميع، إلا أن أكثرهم سوءا؛ كانت ذبابة سوداء، لم يسلم من شرها أحد، ولا حتى الحشرات نفسها! إذ كانت دائما ما تثير الفتن والمشاكل بينهم، حتى عقدت الحشرات اجتماعاً طارئاً؛ قرروا من خلاله طرد الذبابة الشريرة من المستنقع، وعدم السماح لها بالسكن قربهم أبداً…

غادرت الذبابة الشريرة المستنقع، وهي تهدد وتتوعد بأنها ستنتقم من الجميع شر انتقام، ولأن الشر يسري في دمها، فقد أخذت تبحث عن مكان جديد، تمارس فيه هواياتها الشريرة!

وفي طرف الغابة، وجدت الذبابة الشريرة ما تبحث عنه، حيثُ عثرتْ على كوخ جميل، تقيم فيه عائلة سعيدة، مكونة من أب وأم وثلاث بنات..

كان الأب حطاباً، يخرج لعمله قبل شروق الشمس، مصطحباً فأسه، ليعود قبيل الغروب مع رزمة الحطب، وفي نهاية كل أسبوع، يذهب إلى المدينة لبيعه وقبض الثمن، في حين تقضي الأم وقتها في الخياطة، حيث تبيع ما تنجزه لأهل المدينة، كما تقوم بشراء الحاجيات الأساسية للمنزل، عند ذهابها إلى هناك..

أما البنتين الكبرى والوسطى؛ فقد تقاسمتا الأعمال المنزلية المطلوبة، إذ تقوم الأخت الكبرى (راوية) بإحضار الماء من النهر، لتملأ الدِلاء في المنزل، وتزويده بحاجتهم من الماء، وتقوم الأخت الوسطى (ريم) بالتنظيف والترتيب، فيما تقضي الأخت الصغرى (روعة) معظم وقتها باللعب مع الدمى؛ فهي لا تزال صغيرة على العمل..

وبالطبع كانوا يجتمعون على العشاء، وأحياناً على الغداء أيضاً، حيث تعد لهم الأم أشهى الوجبات المفيدة والمغذية..

كانت حياة العائلة منظمة، الكل يعرف واجباته، ويقوم بها على أكمل وجه، فكانوا مثالا للأسرة السعيدة الراضية..

لكن الذبابة الشريرة لم يعجبها هذا الوضع من الاستقرار، الذي تنعم به العائلة؛ فقررت التدخل!

ذهبت في البداية إلى الأخت الكبرى (راوية)، وهمست في أذنها قائلة:

– أنتِ تتعبين كثيراً عند جلب الماء إلى المنزل، في حين تنعم أختاك بالراحة، أختك الوسطى تقوم بأعمال بسيطة فقط، وأختك الصغرى تعفيها أمك من المسؤوليات؛ رغم أنها قد كبرت الآن، وهذا ليس عدلاً!

أخذت راوية تتلفّت حولها بتعجب، وهي تتساءل:

– من هذا الذي يحدثني؟

ولكن الذبابة الشريرة كانت ماهرة بالاختباء بسرعة، فلم تدع راوية تلاحظ وجودها، وعندما حاولت راوية تجاهلها، عادت الذبابة من جديد لتهمس في أذنها:

– فكري جيداً بالموضوع، أختك الوسطى مرتاحة في المنزل الآن، وستقوم بسكب الماء الذي تتعبين بإحضاره، لتتظاهر بالتنظيف؛ في حين أنها تتسلى بذلك! أما أنتِ فتتعبين تحت أشعة الشمس!

وأخيراً وقفت راوية للحظة، تفكر بما سمعته، ثم شعرت بالغضب يشتعل في نفسها، فألقت بالدلوِ من يدها، وعادت إلى المنزل غاضبة، وهي تردد:

– لن أقوم بحمل دلاء الماء بعد اليوم أبداً..

وعندما وصلت إلى البيت، وجدت أختها الوسطى (ريم) بانتظارها، وهي تحمل مقشة التنظيف في يدها، لكنها تفاجأت عندما لم تجد دلو الماء معها، فسألتها بدهشة:

– أين الماء يا راوية؟ لقد أنهيتُ ترتيب البيت، لكنني لم أستطع تنظيفه بعد، فقد نَفِد الماء من عندنا!

فما كان من راوية إلا أن صرخت بوجهها قائلة:

– إذا أردتِ الماء فاذهبي وأحضريه بنفسك، بدل اللعب به هنا..

غضبت ريم من طريقة أختها في الكلام، فردت عليها بصراخٍ مماثل:

– ماذا!! هل تقولين بأن تنظيفي للمنزل لعباً!! وما الذي تفعلينه أنتِ إذن! لا فائدة تُرجى منكِ أبداً، ولا تستحقين أن تكوني أختاً كبيرة..

ولم تحتمل راوية إهانة أختها، مما أدى إلى دخولهما في شجار عنيف، حتى أن الأخت الصغرى (روعة) اختبأت تحت السرير من شدة الخوف، إذ لم تعتد على وجود الشجار في منزلهم قبل اليوم..

أما الذبابة الشريرة فقد أخذت تضحك بسعادة، وهي تشاهد ذلك الشجار، لكن عودة الأم أفسدت عليها هذه المتعة!

كانت الأم سيدة حكيمة، فسرعان ما أنهت الخلاف بين البنتين، بعد أن سمعت منهما ما حدث، فأفهمت راوية بأن عَمَل ريم في المنزل؛ لا يقل أهمية عن عملها في جلب الماء، ثم قالت لريم بأنه ما كان عليها أن ترد على راوية بالأسلوب الغاضب نفسه، لتزيد الطين بلة! فاعتذرت البنتان عن فعلتهما، ليعم الوفاق بينهما من جديد..

لكن الذبابة الشريرة لم يهدأ بالها، وشعرت بالغيظ، فأخذت تخطط لفكرة شريرة أخرى، تُفسد من خلالها جو العائلة الهاديء!

وفي اليوم التالي، وبينما كانت الأخت الوسطى (ريم) منشغلة بترتيب البيت، سمعت صوتاً يهمس في أذنها:

– رغم أنك لستِ الأخت الكبرى؛ إلا أن المسؤولية الملقاة عليكِ كبيرة جداً، تهتمين بأمور المنزل، وتعتنين بأختك الصغرى، بينما تخرج أختك الكبرى إلى الغابة بحجة إحضار الماء، فتلعب هناك وتستريح، ولا تعود إلا بعد أن تتأكد من أنك انتهيتِ من الترتيب، حتى لا تساعدك فيه!

التفتت ريم حولها بفزع:

– من هناك؟ من هذا الذي يكلمني هكذا؟

غير أن الذبابة الشريرة اختبأت بسرعة كالمعتاد، فلم تتمكن ريم من رؤيتها، وعندما حاولت أن تستأنف عملها في المنزل، عادت الذبابة لتهمس في أذنها من جديد:

– انظري إلى أختك الصغرى، إنها تلهو بمرح ولا مبالاة، ولا تفكر بمساعدتك أبداً، رغم أنك عندما كنتِ في مثل عمرها؛ بدأتِ بالمساعدة في المنزل، وهذا ليس عدلاً!!

في تلك الأثناء، دخلت روعة مسرعة إلى المطبخ، وهي تحمل دميتها الصغيرة، لتشرب كوباً من الماء، فلم تنتبه للمكنسة التي وضعتها ريم في الطريق، ريثما تُحضر ما تجمع به الأتربة المتكومة على الأرض، فما كان من روعة إلا أن ارتطمت بها، لتتبعثر الأتربة في كل مكان! وفي تلك اللحظة أقبلت ريم، وعندما رأت ما أحدثته روعة من فوضى، ثار غضبها بشدة، فضربتها، وهي تصرخ بها بغضب:

– ألا يكفي أنك مدللة وعديمة الفائدة! لم أعد أحتمل أكثر من هذا أبداً!!

وأخذت روعة تبكي وتنتحب بأعلى صوتها، فيما أثار ذلك غضب ريم أكثر، فأخذت تهزها وتنهرها بشدة:

– اصمتي ايتها المدللة لم أفعل لك أي شيء، هذا يكفي!!

فيما كانت روعة تصرخ وتبكي بإصرار، وهي تدفعها بيديها:

– أنتِ قاسية.. لا أحبك.. لم أفعل لك شيئا لتضربيني.. سأخبر أمي..

وعندما عادت راوية ورأت الشجار بين أختيها؛ حاولت التدخل لحل المشكلة، لكن ذلك زاد الأمر سوءا! إذ سرعان ما وجّهت ريم غضبها نحوها باتهامٍ صريح:

– هل عدتِ من اللعب أخيراً!

وكانت جملتها تلك كفيلة بإثارة غضب راوية، التي ردت عليها بحدة:

– هل تُسمّين جلب الماء تحت أشعة الشمس لَعِباً!!

ولم تتمالك الذبابة الشريرة نفسها، فاستلقت على ظهرها فوق أحد الرفوف، من شدة الضحك!!

وعندما عادت الأم فوجئت بحالهن، فهذه روعة تبكي، وراوية وريم تتجادلان بحدة!!

وكما فعلت في المرة الماضية، حاولت أن تحل المشكلة بينهن بحكمة، حتى هدأت الأمور من جديد..

لكن تكرار المشاكل مرتين متتاليتين؛ أثار ريبة الأم، فعزمت على أمرٍ ما..

في اليوم التالي، خرج الأب إلى عمله كالمعتاد، وخرجت الأم إلى السوق، وذهبت راوية لإحضار الماء، وبدأت ريم بكنس أرضية المنزل، في حين أخذت روعة تلعب بألعابها في الغرفة، عندما سمعت صوتاً يهمس في أذنها:

– لا أحد يحبك في هذا البيت، ولا أحد يهتم باللعب معك أبداً، أنتِ دائماً وحيدة، والجميع يُملي عليك الأوامر فقط! حتى أختك ريم تعاملك بشكل سيء، وأنتِ تطيعينها فقط! عليكِ أن تثبتي لها بأنك حرة ولا دخل لها بك، وليس من حقها أن تحرمك من اللعب بالطين كما تشائين!!

فكّرت روعة بما سمعته، فألقت الدمى والألعاب على الأرض بغير ترتيب، ونهضت من مكانها، وقررت أن تفعل ما يحلو لها، مما أسعد الذبابة الشريرة كثيراً، فأخذت تتبعها، وتحثّها على ارتكاب الأخطاء، وهي تترقب ما سيحدث من مشاكل جديدة، بسعادة كبيرة! ولكن قبل أن تفعل روعة أي شيء؛ دخلت أمها فجأة:

– هل ستستمعين لكلام الذبابة يا روعة؟

نظرت روعة إلى أمها بدهشة، وسألتها بتعجب:

– أي ذبابة يا أمي؟

أما الذبابة فقد كادت أن تموت من الخوف، فلم تكن تعرف أن الأم كانت تراقبهم من النافذة، فحاولت الهرب من المنزل بسرعة، لكن الأم تمكنت من الإمساك بها، ثم وضعتها في علبة زجاجية صغيرة، وأغلقتها عليها بإحكام، فأخذت الذبابة الشريرة تصرخ وتستغيث:

– أخرجوني من هنا… أخرجوني بسرعة..

وضعت الأم العلبة على طاولة المطبخ، ونادت على ريم- التي تفاجأت من عودة أمها من السوق بسرعة- ثم انتظرت راوية ريثما تعود من الخارج، وبعد أن اجتمعت الفتيات الثلاثة حول الطاولة، كما طلبت منهن أمهن، قالت لهن:

– هذه الذبابة هي من كانت توسوس لكم بالأفكار الشريرة، لتثير المشاكل بينكن..

تفاجأت الفتيات الثلاثة مما قالته أمهن، ونظرنَ إلى بعضهن البعض بتعجب، وقد فهمنَ كل شيء!! فقد عرفن أخيراً من كان يهمس في آذانهن بتلك الأفكار!!

فيما تابعت الأم كلامها:

– وقد تكون هناك ذبابات أخرى، فهل ستسمحن لحشرة صغيرة بأن تضحك عليكن هكذا؟

شعرت الفتيات الثلاثة بالخجل من أنفسهن، ووعدن أمهن بأنهن لن يستمعن لأية أفكار سيئة مهما كانت..

في تلك الأثناء عاد الأب من عمله، بعد أن انتهى من بيع الحطب باكراً، ومعه ثلاث هدايا للبنات، فشكرنه ووعدنه بأن يكنّ دائماً عند حسن الظن..

وهكذا… عاشت العائلة بسعادة ورضا من جديد، الكل يعرف واجبه، ويقوم به على أكمل وجه، ويحسن الظن بالآخرين..

***

تمت

ملاحظة ختامية على هامش القصة: قبل بضع سنوات وخلال إحدى الاجتماعات العائلية؛ حدث شجار (أو خلاف طفولي ^^) بين ثلاث فتيات صغيرات من الأقارب، فخطر ببالي حل المشكلة (كالعادة) عن طريق قصة انسجها لهن من واقع الحدث، فجاءت هذه القصة من وحي اللحظة (بإلهام من الله)، ومن فضل الله أن براءة الطفولة تتفاعل مع القصص المَحكِيّة وتأخذها على محمل الجد، مما ترك أثراً إيجابيا على الفتيات والحمد لله في ذلك الوقت ^^
وقد خطر ببالي وقتها أن أقوم بكتابة هذه القصة، وكتبتُ ملاحظة بذلك، ولكن لم يتسنى لي تنفيذ هذه المهمة إلا بعد سنتين تقريبا من تلك الحادثة، وجزى الله خيرا من كان السبب..
بالطبع، أجريتُ تعديلا طفيفاً على القصة من حيث تغيير نوع الحشرة، فوقتها كانت هناك فراشة شريرة تم طردها من مملكة الفراش!! أما عند الكتابة ففضلتُ أن تكون الحشرة ذبابة؛ لنضرب عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل (وبالطبع لا أحب ضرب أي عصفور^^)
كما أنني نسيتُ أسماء الأخوات الثلاثة، فأضفتُ أسماء جديدة، وما سوى ذلك؛ فالقصة تقريباً هي هي كما أتذكرها، وقد تم تحويلها فقط لأحرف مطبوعة^^

شيء آخر… عندما حكيتُ القصة أول مرة ورأيتُ تفاعل الفتيات معها (والحمد لله) أخبرتهم بأن عمل الشيطان هو الوسوسة، لذا نحن نتفل عن يسارنا ثلاث مرات ونقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” إذا خطرت ببالنا أفكار شريرة…
وأرجو أن تكون هذه الفكرة ذات فائدة لكل طفل تقصون عليه هذه القصة، فعندما كنتُ صغيرة وكنا نرتكب الأخطاء، كانت جدتي (رحمها الله) تقول لنا عند أي خطأ، أو عندما نشرع بالبكاء المزعج: – الان الشيطان يضحك عليكم وسيذهب لأخذ جائزة من أمه! وطبعا نحن لا نريد لهذا الشيطان أن يضحك علينا ولا نريده أن يأخذ جائزة من أمه، لذلك نكف عن الازعاج^^
(رحمك الله يا جدتي وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة)

وها نحن في هذه الايام الفضيلة من عشر ذي الحجة؛ نجدد نشر هذه القصة مع خلفيتها على نبراس المانجاكا، لعلها تكون نبراساً للصغار وللكبار على حد سواء، بل ونبراسا للمؤلفين والمانجاكا وكل من يسعى لنشر خير او دفع شر، والكلمة الطيبة صدقة ^^

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لكل خير، ويجعل أعمالنا وأقوالنا وكتاباتنا صالحة ولوجهه خالصة، ويتقبلها منا بقبول حسن..

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات

عن القصة:

كانت مهيبة تحاول مقاومة المرض بصعوبة وهي تتشبث بدفترها البلوري، مرددة:
– يجب أن أفعل شيئا قبل أن تبتلعه الهاوية!
فيما تطايرت الفراشات حولها بقلق!!
فما هي قصة هذا الدفتر وما علاقته بالفراشات؟

التصنيف: خيال, رمزي

في إحدى قلاع العالم الأسطوري المهيبة؛ تراقصت فراشات مضيئة لامعة فوق أحد الرفوف المكتظة بالأوراق القديمة..
قالت إحداها بقلق:
– أخشى أن تكون حالة سيدة القلعة أسوأ مما نتصور، فهي لم تحرك قلمها منذ اسبوع!
فعلقت أخرى بحزن:
– نحن نبذل جهدنا من أجلها، ولكن ما باليد حيلة! فلا زالت تهذي باسم “الأمين” منذ ذلك الحين، إلى أن فقدت وعيها وهي تكتب في دفترها الخاص! يبدو أن غيابه أثّر عليها كثيرا!
عضّت الفراشة السوداء على أسنانها بغيظ:
– يا له من فتى عديم المسؤولية…
فأسرعت الفراشة الحمراء لتسكتها:
– إياك أن ترفعي صوتك بهذا، فهذا سيؤلم السيدة مهيبة أكثر! أنت تعرفين مكانته لديها، وأجزم أنها تعتبره كابنها!
– بل أتحدى أنه لو كان لديها ابن، لما اظنها أحبته واهتمت به أكثر منه! أخشى أن تعلقها به أثر على صحتها!

**

وفي إحدى الغرف؛ كانت مهيبة مستلقية على مكتبها، فوق دفترها البلوري الخاص، عندما فتحت عينيها فجأة وهي تشعر بحرارة شديدة، فتلفتت حولها محاولة تذكّر ما الذي كانت تفعله! وما أن وقعت عيناها على السطر الأخير، الذي كتبته في دفترها؛ حتى ارتجف قلبها، وبصعوبة حاولت امساك القلم، غير أن أصابعها لم تسعفها، فتهاوت على المنضدة بإنهاك تام، فيما نفرت الدموع من عينيها، وهي تتمتم:
– يجب أن أفعل شيئا قبل أن تبتلعه الهاوية.. يجب أن أقاوم المرض.. يجب أن انتهي من هذا كله قبل فوات الأوان…
غير أن فراشة زرقاء زاهية، قالت لها:
– هوّني عليك يا سيدتي! لا داعي لأن تضغطي على نفسك من أجل شخص مثله، إنه حتى لم يكلف نفسه عناء السؤال عنك…
غير أن مهيبة رمقتها بنظرات كادت أن تحرقها:
– كم مرة عليّ أن أكرر كلامي؟ انا لا يهمني أي شيء من ذلك! ولطالما كررتها.. حتى إن لم أعد أعني أي شيء للأمين، فهو لا يزال يعني لي كل شيء، وأريد منكم جميعا أن تدركوا هذا جيدا، إذا كنتم تهتمون لأجلي حقا؛ فأرجو منكم مساعدته والوقوف إلى جانبه..
وتهدج صوتها بانكسار يغلفه حزن شديد:
– إنني أرجوكم.. إذا كان هناك أي شيء يمكن فعله لأجل الأمين، فلا تترددوا في ذلك..
– ارجوك كوني واقعية! انه ليس ابنك من لحمك ودمك!! لذا توقفي عن معاملته وكأنه كذلك، لأنك عاجلا أو آجلا ستندمين!!
بوغتت مهيبة بتلك الحقيقة، لكنها سرعان ما قالت:
– قد لا يكون ابنا من لحم ودم، ولكنه ابن الروح والقلب، ولن أتوانى عن تقديم كل ما أملك لأجله..
وتنهدت:
– أنا لا اعرف إلى متى ستظل مشاعري نحوه بهذه الطريقة، ولا يهمني أن أعرف، ولكن طالما أنه يعني لي كل هذا، ويحتل كل هذه المكانة لديّ؛ فأنا لا أريد الشعور بالندم لتقصيري نحوه!
لم تحتمل الفراشة السوداء سماع المزيد، فهمست بغيظ:
– ليتني أفهم عقلية مهيبة وكيف تفكر! أشعر أنني لم أعد أطيق الأمين بسببها! فتى عديم المسؤولية، يتلقى كل هذا الاهتمام منها، ونحن بالكاد تلتفت إلينا؟ أشعر وكأنه سحرها…
– أجل.. هذا صحيح.. لقد سحرها حقا وما أنتم سوى جزء من هذا السحر!
تلفتت الفراشات بحثا عن مصدر الصوت بتعجب:
– من يتحدث؟
– لا أظنكم تعرفون الحقيقة، ولا حتى تدركونها.. مهيبة كانت على شفير الهاوية، وكادت أن تفقد آخر معنى لها في الحياة، إلى أن ظهر “الأمين”، فكان سببا لإعادة الحياة لروحها اليائسة!
فقالت الفراشات بصوت واحد:
– هراء! لا نذكر أي شيء من هذا!! نحن صديقات مهيبة… نحن من يلازم مهيبة دوما ويؤنسها.. ونحن الأقرب إلى قلبها.. نحن…..
– وهنا مربط الفرس! ما أنتم سوى كلمات الأمين التي امتزجت بمشاعر مهيبة.

***

أطبق صمت مهيب لم تستطع أي فراشة الافلات منه بسهولة، فيما أخذت فراشات ذهبية جديدة بالتكاثر من مداد كلمات مهيبة، المنسكبة على أوراق دفترها البلوري!
تنهدت الفراشة الزرقاء، وهي ترى سيل الفراشات الذهبية الجديدة المندفعة باتجاه النافذة، والتي لم يشك أحد بأنها تتجه صوب الأمين، بحثا عنه، وإنقاذا له:
– أظنني بدأت افهم ما يجري هنا! فإذا كنا نحن “كلمات الأمين” التي رفرفت حول مهيبة ردحا من الزمن، فهذا يفسر كل شيء!!
غير أن الفراشة السوداء قالت بامتعاض:
– لا أريد أن أصدق بأنني جزء من ذلك الفتى، رغم أنها تبدو الحقيقية! فلا أذكر أي وجود لي قبله!
ثم ابتسمت بسخرية:
– يبدو أنني أمثل الجانب المظلم من كلماته!
– بل أنت الجانب الأكثر اهتماما وصراحة!
لم تنتظر الفراشة الزرقاء ردا على جملتها تلك؛ بل رفرفت عاليا في السماء، لتتبع سيل الفراشات الذهبية، قائلة:
– إذا كانت “كلمات” الأمين سببا في وجودنا هنا؛ فحريٌّ بنا أن نكون أولى من يهب لإنقاذه! وهذا أكثر ما تريده منا “مهيبة” الآن!

*****
تمت
*****

همسة:
قد لا نتصور احيانا مدى تأثير “الكلمات” على النفس، حتى نجرب ذلك بأنفسنا!!!
كلمة واحد قد تصنع فارقا كبيرا، أكثر مما يتصوره العقل والمنطق!
ولذلك ضرب الله بها مثلا!
(مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)
وقد روي في الحديث:
(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)
وإذا كان تأثير الكلمات كبير جدا على الآخرين بشكل عام، فهو ذو تأثير مضاعف بلا شك، على الاشخاص الذين يهتمون لأمرك كثيرا!!!
كلمة واحدة من شخص يهمك أمره، قد تصنع حياتك؛ أو تقلبها رأسا على عقب!
ولأن أكثر من يهتم لأمرنا هم “والدينا”، بل ولن تجد أحد في العالم يحبك ويهتم لأمرك أكثر من والديك؛ فقد كانت لطريقة “الكلمات” معهما أهمية خاصة جدا، لدرجة أن نزلت بذلك آيات عظيمة!
(ولا “تقل” لهما أف)
(و”قل” لهما قولا كرما)
(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة و”قل” رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)

***

نسأل الله ان يهدينا لافضل الاقوال والاعمال والنيات، ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ملكة النجوم السعيدة

عن القصة:

لم تكن النجمة الزرقاء نجمة عادية، إذ سرعان ما احتلت مكانة خاصة استثنائية لدى “ملكة النجوم السعيدة”
وفي اليوم الذي كانت تخطط فيه الملكة لاطلاعها على سر خطير؛ حدث ما لم يكن بالحسبان!
فهل ستتمكن ملكة النجوم السعيدة من تجاوز ذلك؟!

التصنيف: خيال, نفسي

يُحكى أنه في أحد الكواكب البعيدة، كانت تعيش فتاة وحيدة، تُعرف بملكة النجوم السعيدة..

كانت سماء الكوكب مزدانة بالنجوم الملونة بجميع الألوان والأحجام، وكانت الملكة تحرص أشد الحرص على أن تنعم جميعها بالسعادة، وتبذل جهدها لأجل ذلك..

وذات يوم، لمعت نجمة زرقاء فريدة في سمائها على غير العادة، لتلقي عليها التحية بابتسامة تشع سعادة، قبل أن تقول:

– لم أرَ سماء مليئة بالنجوم كهذه السماء من قبل! تبدو مميزة جدا بشكل خاص، ألهذا سر يا ترى؟

أطرقت الملكة برأسها قليلا، في محاولة للتذكر، ثم أجابت:

– ربما كان لذلك سببا لكنني لا أذكره، المهم أن منظرها يبعث على السعادة وهذا يكفي..

قالت الملكة كلمتها الأخيرة، وهي ترفع ذراعيها عاليا وتفتح كفيها بابتهاج شديد، وكأنها تحتضن السماء، فعلقت النجمة الزرقاء:

– يعجبني تفاؤلك ونشاطك الدائم أيتها الملكة، فمنذ أن رأيتك وأنا معجبة بهمتك، أتمنى أن تظلي سعيدة هكذا دائما، ويشرفني أن أكون بصحبتك..

تأثرت الملكة بكلمات النجمة الزرقاء بشكل غريب، حتى ان دمعة نفرت من عينها، بل إنها لم تستطع الكلام لوهلة؛ فآثرت الصمت، فيما تابعت النجمة الزرقاء كلامها بمرح، وهي تلاحظ توهّج جواهر تاج الملكة:

– أنت حقا محظوظة بامتلاكك هذا التاج الجميل، فجواهره تبدو بهية، خاصة تلك الجوهرة الوردية!

فابتسمت الملكة:

– اعتبريه هدية لك إذا أحببت..

وهمّت الملكة برفع التاج عن رأسها، غير أن النجمة الزرقاء بادرتها بسرعة:

– لا يمكنني أخذ شيء كهذا أيتها الملكة، إنه كنزك الثمين، وما أنا إلا نجمة عادية!

غير أن الملكة أكدت بشدة:

– لستِ عادية أبدا! منذ فترة طويلة لم تظهر في سمائي نجمة مثلك! ولن أمانع أن أعطيك تاجي متى رغبتِ!

شعرت النجمة الزرقاء بالخجل الشديد، فأسرعت تغيّر دفة الحديث بقولها:

– يبدو أنك لم تغادري هذا الكوكب منذ فترة طويلة أيتها الملكة، فما رأيك أن تأتي معي في رحلة ترين فيها سماوات كواكب مختلفة؟

غير أن الملكة ردت بحزم:

– هذا مستحيل! فأنا ملكة هذا الكوكب، ويجب أن اضمن سعادة نجومي السعيدة دائما!

ثم استدركت بسرعة:

– ولكن بالطبع سيسعدني أن تخبريني عن تلك الكواكب وكأنني أراها، فما رأيك؟

وبالفعل انطلقت النجمة الزرقاء تحدث الملكة بكل شيء رأته خلال تجوالها في الفضاء الشاسع، وكانت الملكة تسعد بحديثها، وتأنس بقربها، حتى أنها بدأت ولأول مرة تتحدث عن نفسها، بدل الحديث عن نجومها فقط! ومع مرور الأيام؛ تأكدت الملكة أكثر وأكثر ان الشيء الذي كانت تفتقده طوال الوقت؛ قد وجدته أخيرا في النجمة الزرقاء، مما جعلها تحتل مكانة مميزة لديها، وكأنها جزء من روحها! فبدأت تطلعها على أخبار مملكتها، وأدق أسرارها، وتشاركها اتخاذ قراراتها وتهتم برأيها، ولم تكن النجمة الزرقاء لتبخل عليها بأي نصيحة أو مساعدة، مما ساعد في ازدهار الكوكب أكثر وأكثر..

وذات صباح، وبينما كانت الملكة تستعد لاطلاع النجمة الزرقاء على آخر أسرارها، لعلها تزيح حملا ثقيلا عن رأسها؛ تفاجأت باختفائها من سمائها!

في البداية لم تكترث للأمر كثيرا، فلا شك أن النجمة الزرقاء اشتاقت للتجول في الفضاء كسابق عهدها، وقد تعود لها بقصص جديدة كعادتها! غير أن انتظار الملكة طال كثيرا، وبدأ القلق ينتابها تدريجيا مع مرور الأيام، حتى انطفأت البهجة من عينيها، ولم تعد قادرة على أداء واجباتها، بل شعرت بالمرض يتسلل إلى جسدها، وهي تترقب ظهور النجمة الزرقاء في كل لحظة دون فائدة!

لو أنها فقط تعرف إلى أين ذهت؛ لربما غادرت مملكتها بحثا عنها، ولكن هيهات لها ذلك!!

كان الألم والحزن يعتصران فؤادها عصرا، ولم يكن هناك أحد يمكنه إدراك ما يحل بها، خاصة مع حرصها على الظهور بمظهر الملكة الواثقة أمام نجماتها السعيدة مهما كلفها الأمر، ومع ذلك.. لم يعد باستطاعتها رؤية سعادة النجوم حولها، فتنهدت:

– لماذا أشعر أن السماء أظلمت، وكأن النجمة الزرقاء وحدها من كانت تنيرها؟ ألهذه الدرجة خطفت بصري فلم أعد أرى غيرها، أم أن تلك هي الحقيقة فعلا؟ ليتني أذكر كيف كنت أعيش قبلها! بل هل كنت أعيش أصلا قبلها؟ لم أعد أدري!!

وإذ ذاك سمعت صوتا يصدر من قلبها:

– يبدو أنك نسيت النجمة الزهراء!

اقشعر جسد الملكة لوهلة، وهي تتلفت حولها بتوجس:

– من أنت؟

فجاءها الجواب بنبرة تنبعث من الأعماق:

– أنا ذكرياتك التي قمتِ بدفنها في أعماق نفسك السحيقة..

صمتت الملكة لبرهة من الزمن، لتتنهد بعدها بعمق قائلة:

– فهمت.. أنا لم انس النجمة الزهراء، فقد كانت صديقتي المقربة..

– هل هذا يعني أنها لم تعد كذلك؟

– ليس الأمر هكذا.. فأنا أسعد برؤيتها بين الحين والآخر بلا شك..

– وماذا إن غابت عنك لفترة طويلة؟

– أنا أقدر انشغالها بلا شك، فأنا أيضا قد لا أكون متفرغة لها دائما..

– ولماذا لا تفترضين الشيء نفسه مع النجمة الزرقاء؟

بوغتت الملكة بسماع هذا، فاستدركت بسرعة:

– النجمة الزرقاء مختلفة.. إنني اعتبرها جزء مني. لا يمكن مقارنة غيابها بنجمة أخرى!

– أليس هذا ما كنت تقولينه عن النجمة الزهراء في الماضي؟ يبدو أنك نسيت الأمر حقا!

صمتت الملكة مرة أخرى، وقد بدأت تشعر بصداع خفيف:

– لست متأكدة.. النجمة الزهراء لا زلت اعتبرها صديقتي، ولكن اهتماماتنا أصبحت مختلفة..

– ألا يمكن أن ينطبق الكلام نفسه على النجمة الزرقاء أيضا؟

– مستحيل! أنا والنجمة الزرقاء متشابهتان تماما، وهي أكثر من تشاركني الاهتمامات نفسها، إنها الوحيدة التي يمكنني أن ابوح لها بأفكاري الخاصة، التي بالكاد أواجه نفسي بها! لذلك لا يمكن مقارنتها بأحد!!

– يبدو أنك نسيت كلامك السابق عن النجمة الزهراء!

– لا أدري لم تحاولين اقحام النجمة الزهراء في الموضوع الآن!!

– الدهر كالدهر والايام واحدة…..

فأسرعت الملكة تقطع ذلك الحديث:

– لا.. لا يمكن للنجمة الزرقاء أن تكون مثلها، إنها مختلفة!!

– ألم تكن النجمة الزهراء مختلفة أيضا؟

– ربما كانت كذلك فعلا! لكن.. بالطبع ليست كالنجمة الزرقاء المتفردة..

– أنت حقا بدأت تنسين الماضي بسرعة! هل نسيت ماذا حدث مع النجمة الزهراء؟

– كان سوء فهم بسيط..

– ومع ذلك.. هل نسيت كم استغرقك الأمر حتى تعافيت منه؟ هل تريدين تكرار التجربة؟

– ولكن اليس من المبكر افتراض ذلك؟ لم يحدث أي سوء فهم بيني وبين النجمة الزرقاء، بل كنا متفاهمتين تماما..

– إذن لم أنت حزينة؟

– إنني قلقة عليها وحسب.. فلا أدري ما هو سبب اختفائها بعد، ولا أصدق أنها قد تختفي هكذا دون سبب.. أخشى أن يكون أصابها مكروها!

– وهل لو عرفت أنها بخير ستكونين سعيدة؟

– أجل بالطبع..

– حتى ولو لم تعد لسمائك مجددا؟

خيّم الصمت على الملكة كجبل ثقيل يكاد يقصم ظهرها، إلى أن تساءلت بصعوبة:

– ولم قد تفعل ذلك؟ السنا أصدقاء؟

– هذا ما تفترضينه أنت، ولكن ماذا عنها هي؟؟ قد لا تكوني أكثر من محطة عابرة في طريق رحلتها، فأنت بالنسبة لها ملكة هذا الكوكب، ولك شعبك الخاص! ربما لا تعلم بأهمية وجودها لك..

– هذا مستحيل.. فقد أخبرتها بذلك مرارا وتكرارا، إنها تدرك تماما مكانتها عندي، وتعرف إلى أي درجة قد افتقدها!

– حسنا.. لنفترض أنها تعلم، ومع ذلك لا تهتم.. فماذا ستفعلين؟

تحشرجت الحروف والكلمات في حلق الملكة، حتى شعرت بالاختناق، فيما تابعت تلك النبرة العميقة كلامها بحزم:

– هي ليست مجبرة أصلا أن تكوني محل اهتمامها، فهل ستقتلين نفسك من الهم؟

وبصعوبة خرجت الحروف ببطء شديد من جوف الملكة:

– ربما لو كنت قد أخبرتها بأنـ….

– بدون “لو”!! يجب أن تحذفي هذه القنبلة الموقوتة من قاموسك، فهي أخطر من السم الزعاف..

– وماذا بعد؟

– إن كنت تحبين النجمة الزرقاء حقا؛ فيفترض أن ذكراها الجميلة ستبقى في قلبك، فلا تجعليها عقبة في دربك! تابعي بكل تفاؤل حياتك، وتذكري أن النجوم السعيدة بانتظارك..

بدأت الغمامة تنقشع تدريجيا عن ذكريات الملكة، فهتفت بدهشة وهي ترى تلك اللوحة القديمة بوضوح:

– أجل تذكرت.. لقد اتخذت وقتها قرارا، وكان لا بد من تنفيذه.. السعادة قرار، وها أنا سأقرر مجددا.. مهما حدث.. يجب أن أكون سعيدة!

وأخيرا.. ابتسمت الملكة برضا، فيما انهمرت دموعها كسيل جارف، استحالت قطراته نجوم لامعة، رصعت سماءها بسعادة! وإذ ذاك سطعت من رأسها جوهرة كبيرة، بلون زرقة السماء الصافية، لم ير أحد أكبر منها ولا أروع؛ توسطت جواهر تاجها، طاغية على وجود بقية الجواهر بوهجها، وكأن التاج لا يحمل غيرها..

*********

تمت..

ملاحظة:
خطرت هذه الفكرة ببالي على غرار قصة الامير الصغير على الاغلب! وأيا ما كان السبب، فأرجو أن تحمل في طياتها بلسما شافيا، وسعادة لكل قلب.. ^^
فإذا رايتم النجوم في السماء، فاذكرونا بصالح الدعاء، ونسأل الله أن يرزقنا جميعا عيش السعداء..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم