– لن أرسم بعد اليوم فهذا مضيعة للوقت!

– وأنا ساتوقف عن إكمال سلسلتي القصصية وساعتزل الكتابة نهائيا! فلا فائدة تُرجى من ذلك!

– بالنسبة لي لقد توقفت عن التفكير في إكمال المانجا الخاصة بي منذ زمن، فهذا بلا فائدة فعلا، ولن أعود للتفكير بعمل مانجا أبداً!

– وأنا قررت أن انتقل إلى مجال آخر تماما وسأتخلى عن كل ما فعلته سابقاً لأنه مجرد سخافة!

– ولكنكم وصلتم إلى درجة كبيرة من الابداع تحسدون عليها فعلاً!! لقد فاجاتموني حقا!!! لماذا تقولون هذا فجأة!! ما الذي حدث لكم يا رفاق!! ألم تكوني انتم من كان يشجعنا ويدعمنا طوال الوقت!! لماذا كل هذا الاحباط!! هذه صدمة كبيرة لا تُحتمل!!

*****

هذه العبارات والحوارات قد نسمعها بين الحين والآخر، وكلنا معرضون للمرور بمثل هذه المواقف، وربما يأتي شخص بكامل حماسته ليقول بكل ثقة:

– من المستحيل أن اصبح مثلهم فأنا لن أتخلى عن الرسم مهما حدث، أو لن أتخلى عن صناعة المانجا مهما حدث، الخ

ولكن ستفاجأ بأنه بعد فترة قد يكرر الكلام نفسه وكأنه شخص آخر!!
فما قصة هذه الظاهرة العجيبة؟؟

وكيف يمكنك وقاية نفسك منها؟؟

وهل هي فعلاً مشكلة، أم انها وضع طبيعي ولا داعي للتفكير بها من البداية، ولنترك الامور على ما هي عليه؟؟

لو كان الأمر يعتمد على الشخص نفسه فلن تكون المشكلة كبيرة بلا شك، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص مرتبط بعمل مع مجموعة أخرى؟ ثم فجأة قرر بأن عمله هذا لا فائدة منه وقرر الانسحاب فجأة؟

سؤال آخر يطرح نفسه:

– لماذا بعض الأشخاص يكملون أعمالهم حتى النهاية مهما طال الزمن ومهما كانت العقبات، والبعض يتراجع فجأة بدون سابق إنذار؟!

– كيف يمكننا ضمان العمل مع اشخاص ونحن لا نعرف من أي نوعية هم؟

_____

الاجابة على هذه الأسئلة تمت مناقشتها في قصة:
“الحب وحده لا يكفي”
(ستجدون رابطها ضمن قائمة القصص المعروضة في الجزء الاول من هذه السلسلة)
وهنا ساكتفي باقتباس خلاصة القصة على لسان المعلمة سلمى:
“عندما يفتر الحب- ولا بد للحب أن يفتر في بعض الفترات كما يزيد وينقص- ستظهر الحقائق واضحة، فإن لم تكن هناك ركائز قوية؛ انهار البنيان بطرفة عين!
صمتت سلمى قليلاً، فيما كانت نغم ورنيم تتابعان كلامها بانتباه، قبل أن تستأنف قائلة:
–  والان لنضع مكان كلمة (الحب) كلمة (الحماسة) لعمل معين.. لو كانت الحماسة وحدها هي التي تدفعك لانتاج هذا العمل، فمن الصعب ضمان استمراره، لأن الحماسة متقلبة والنفوس تصاب بالملل.. ولكن لو كان هناك ركائز أخرى، فربما ساعدت على استمرار العمل بشكل أفضل
فلو كان لديك هدف كبير جدا لانتاج هذا العمل مثلاً، كمعالجة مشكلة كبيرة في المجتمع من أجل حياة افضل، أو ابتغاء رضى الله بهذا العمل والجزاء الاوفى منه في الاخرة، وما إلى ذلك، أمور كهذه تساعد على استمرار العمل حتى لو فقدتِ الحماسة، فبلا شك سيكون لديك دافع آخر لإكمال العمل..”

*************

وأخيرا..

إذا لم يكن لديك هدف كبير وواضح، وقوي جدا، فمن الصعب ضمان استمرارك، لذلك حاول مراجعة هدفك باستمرار، ولا بأس بتطبيق قاعدة الأسئلة السبعة!
فإذا قلت لنفسك مثلا:
هدفي أن أصبح أفضل رسام، أو أفضل مؤلف أو أفضل مانجاكا..

فلا بد من أن تسأل نفسك، لماذا تريد أن تصبح الأفضل؟
فاذا كان الجواب مثلا:
حتى احقق شهرة كبيرة..

عندها تنتقل للسؤالي الثاني:
ولماذا تريد ان تكون مشهورا؟

وهكذا..
حتى تصل إلى هدف واضح وكبير جدا، عندها يمكنك أن تقرر بنفسك إن كان هذا العمل يستحق الدخول فيه من البداية أم لا..
فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى!

ومن هنا ايضا، يفضل في حالة تكوين فرق العمل الجماعية؛ التاكد اولا من اهداف اعضاء الفريق، ومدى توافقهم في هذا الموضوع بالذات!
فشخص هدفه النهائي هو التلسية فقط، قد لا ينسجم مع شخص هدفه الاهم هو ان يصنع مشروعا استثماريا، وهاذان بدورهما قد لا ينسجما مع شخص هدفه انتاج عمل فني ابداعي بغض النظر عن اي شيء اخر، وهذا الاخير لن ينسجم مع شخص هدفه انجاز عمل في مدة محددة، لاجل المشاركة بها في مسابقة مثلا!!!!!!
اختلاف الاهداف النهائية بين اعضاء الفريق، قد يؤدي الى حدوث مشكلات كبرى لاحقا خاصة عند المحكات والعقبات، لذلك تحديد الاهداف يعتبر من الاولويات الكبرى عند انشاء اي فريق!
والوقاية خير من العلاج..
ونسأل الله أن يصلح نياتنا وأعمالنا ويتقبلها منا بقبول حسن

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قائمة مواضيع سلسلة “الوعي قبل السعي للمانجاكا”

  1. بين الثقافة العربية والمانجا اليابانية

  2. الهدف القوي

  3. الإضافات الذكية، للقصص التاريخية

  4. بين التركيز على الهدف والاستمتاع بالرحلة (ملعقة الزيت 🥄)

  5. الشخصية الآسِرة

  6. لكل مؤلف يبحث عن رسام

  7. قاعدة الزئبق الذهبية في تكوين فريق العمل

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية