بينما نحن منشغلين بانتاج أعمال رائدة ومنافسة عالميا؛ قد يشعر البعض بالتوتر والضغط لمضي الوقت دون أن نحصل على النتيجة المطلوبة، أو لكثرة العقبات في الطريق، مما يعيقه عن الاستمتاع بجمال الرحلة بحد ذاتها، والاستفادة من دروسها المتناثرة هنا وهناك، والتي لم يكن بالإمكان تعلمها لولا هذه التجارب الفريدة!
بالمقابل.. هناك العكس!
*
وهنا.. يسعدني الاشارة لأجمل قصة سمعتها عن التوازن بين هذا وذاك (بين الافراط والتفريط)، إنها قصة ملعقة الزيت، وخلاصتها أن تاجر أراد من ابنه ان يدرك حقيقة التوازن المطلوب بين تحقيق الهدف والسعادة، لعله يتوقف عن شعوره الدائم بالتعاسة!
وهكذا ارسله لأحد الحكماء، وقد كان يقيم في قصر فاره، يسلب الانظار بتحفه وروعة مقتنياته..
طلب الحكيم من الشاب ان يحمل ملعقة زيت، خلال تجواله في القصر، على أن يعود بعد فترة محددة، ليصف له ما رآه، وعندما عاد الشاب؛ سأله الحكيم عن انطباعه، فانطلق الشاب يصف مشاعره المنبهرة بتلك الفخامة!
غير أن الحكيم نبهه إلى أن ملعقة الزيت فارغة، مما أشعر الشاب بالخجل الشديد، فقد انسكب الزيت منه خلال انشغاله بالجولة!
غير أن الحكيم اعطاه فرصة أخرى، وطلب منه متابعة الجولة، بملعقة زيت جديدة! وبعد المدة المتفق عليها عاد الشاب وهو يشعر بالانجاز الشديد، إذ انه صب تركيزه بالكامل على ملعقة الزيت، فلم تنسكب منها ولا قطرة!
غير أن الحكيم أخذ يسأله عن بعض التحف والمقتنيات النادرة، التي مر عليها خلال جولته، وما هو رأيه فيها، لكن الشاب لم يكن قد لا حظ أي شيء من ذلك، فقد كان توتره بشأن ملعقة الزيت؛ يعيقه عن اي استمتاع آخر!!
وهنا أفهمه الحكيم بأن سر سعادتنا في هذه الحياة؛ يكمن في التوازن بين أداء الواجبات والاستمتاع بالمباحات!
أو بالمعنى الرمزي لذلك:
التوازن بين الحفاظ على ملعقة الزيت، والاستمتاع بجمال الجولة في القصر!
*
وهكذا من خلال تلك القصة التي نقلت خلاصتها بتصرّف؛ يجدر بنا في طريقنا لتحقيق أهدافنا، (انتاج أعمال تنافس الأعمال العالمية، بثقافتنا العربية الاسلامية)؛ الموازنة بين جمال هذه الرحلة وبين تحقيق الهدف، ونسأل الله التوفيق والقبول..

كما نسأله سبحانه وتعالى أن يكرمكم جميعا برحلة سعيدة آمنة وجميلة، وأهداف متحققة، تصلون في نهايتها إلى مبتغاكم بالخير والعافية..
ولا تنسونا من صالح دعائكم ولكم بالمثل إن شاء الله..^^

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قائمة مواضيع سلسلة “الوعي قبل السعي للمانجاكا”

  1. بين الثقافة العربية والمانجا اليابانية

  2. الهدف القوي

  3. الإضافات الذكية، للقصص التاريخية

  4. بين التركيز على الهدف والاستمتاع بالرحلة (ملعقة الزيت 🥄)

  5. الشخصية الآسِرة

  6. لكل مؤلف يبحث عن رسام

  7. قاعدة الزئبق الذهبية في تكوين فريق العمل

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية