تركته لأجلك! – الحلقة 11

عن القصة:

رواية عاطفية متسلسلة من نوع خاص، تتحدث عن شابة حسناء ثرية وماهرة بالرسم، ترتبط بنجم مشهور بعد أن وقع في حبها من النظرة الأولى، لتبدأ بعدها حياة جديدة لم تتوقع أن تواجهها يوما ما..”

شباب وشابات تختلط مشاعرهم في هذه الرواية وتتشعب، فهل “الحب” هو السبب؟!!

التصنيف: رومانسي، دراما، غموض، سينين

ارتدت سوسن فستانها وانتهت من إعداد زينتها لتبدو بأجمل حلة كما طلب منها أيهم استعدادا للذهاب لتلك الحفلة التي سيحييها الليلة، كان الحضور كبيرا بعد أن نفدت التذاكر التي بيع منها ما لو أنه صرف على فقراء البلد لكفاهم سنة كاملة!
اتجهت لمقعدها في المقدمة بثقة، ودخل النجم الشاب الآسر الذي ما أن لاحت طلته حتى علا التصفيق والتصفير، ليبدأ بممارسة سحره على قلوب المعجبات، ورغم جو الاثارة الذي انتشى به الحضور في أضخم قاعات المدينة، إلا أن سوسن شعرت بضيق لم تعرف سببه، لم تكن مرتاحة إطلاقا وشعرت بنوع من الاختناق الغريب وهي تقلب بصرها بين الحاضرين، حتى وقع بصرها على سورا التي بدت في أقصى درجات الانفعال وهي تتمايل بغنج مع أنغام الموسيقى مبدية أقصى ما تستطيعه من مفاتنها، كمن أقسمت أن لا تبرح هذا المكان حتى تفوز بضالتها.. فشعرت بغيظ شديد وحنق عليها كاد أن يفقدها صوابها.. ما بها هذه الفتاة لا تدعهما وشأنهما!! غير أنها حاولت أن تكون أكثر واقعية.. أليست هذه الحفلة عامة للجميع!!. أليست شهرة خطيبها ومكانته تستقي وقودها من أمثال هؤلاء الفتيات!! بل أليست هذه الحفلات وأمثالها ما أقيمت إلا خصيصا لأمثالهن!! فما بالها تغضب الآن!!!!!
جميع النجوم والمشاهير يحظون بشعبية جماهيرية كبيرة خاصة من قبل الشباب والشابات، وأيهم ليس مختلفا عنهم.. لذا عليها أن ترضى بهذا الواقع وإلا أحالت حياتها جحيما.. من الطبيعي جدا أن يكون له معجبات يتغنين بذكره ويهتفن باسمه و…
وأوقفت سوسن تفكيرها عند هذا الحد، وهي تحاول الاستمتاع بوقتها، فما دامت هي خطيبته ومالكة لبه فما الذي يهمها من أمر الأخريات..!! ولا تدري لم شعرت بنوع من الشفقة عليهن، سرعان ما تبخرت امام مشهد راعها في نهاية الحفل، حيث قاومت إحدى الفتيات لتصل المنصة متجهة نحو أيهم باستماتة لتطبع قبلة على خده! لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض لها أحد النجوم لموقف شبيه لكنها كانت من المرات النادرة تقريبا.. وتمنت سوسن لو كان بإمكانها أن تصب جام غضبها عليها، ولكن ما باليد حيلة فآثرت أن تصرف نظرها عن ذلك، متمنية أن لا تتعدى الأمور هذا الحد، فما دامت هذه هي رغبة فتاة طائشة لا يقيم لها أيهم وزنا فلا بأس!! غير أنه سرعان ما أحاطت ثلة من الفتيات بأيهم لعلهن يفزن بابتسامة او حتى نظرة منه.. والمحظوظة منهن من تحظى بتوقيعه، وكان لا بد له من مجاملتهن، مما أعاد لذاكرة سوسن أول مشهد جمعها بأيهم، وحاولت أن تُقنع نفسها بأن أفعالهن تلك لن تؤثر على أيهم بأي شكل من الأشكال، حتى راعها مشهد سورا وهي تتجه نحوه بخيلاء كالواثقة من اهتمامه بها، فلم تستطع سوسن الاحتمال أكثر ونهضت من مقعدها.. فلن تقف مكتوفة اليدين.. غير أنها توقفت فجأة!! وماذا عساها أن تفعل!! أتتشاجر معها أمام الآخرين لتمنعها من الاقتراب! ما الذي سيقوله الناس عنها!! ماذا عليها أن تفعل الآن..! وشعرت بدوار أفقدها توازنها..لماذا يحدث هذا لي!!
ولم تشعر إلا بيد تسندها قبل أن تقع:
– هل أنت بخير يا آنسة!!
رفعت سوسن رأسها بصعوبة لتراع بشاب يرمقها بنظرات لم تعجبها أبدا، وهو يحاول اسنادها إلى صدره، فانتزعت نفسها من بين يديه بكل ما أوتيت من قوة قائلة بحزم:
– شكرا لك أنا بخير..
وابتعدت بسرعة وقلبها يتقطع ألما دون أن تدري إلى أين تذهب… أين أنت يا أيهم لتخرجني من هذا المكان البغيض.. أيرضيك ما حل بي قبل قليل!!
كل ما يحيط بي هنا هو الظلام.. فأين أنت يا نور!!!
وتذكرت سوسن أنها وعدتها بالاتصال للاطمئنان على والدتها ولم تفعل حتى الآن، فأخرجت هاتفها وهي تتجه نحو الممر الخارجي للقاعة علها تجد مكانا هادئا تتحدث فيه، وبعد عدة رنات جاءها صوت نور هادئا رفم نبرة من القلق غشيته:
– السلام عليكم.. سوسن، كيف حالك، لقد أُدخلت أمي قبل قليل لغرفة العمليات، دعواتك لها الآن أرجوك..
فطمأنتها سوسن:
– ستكون بخير اطمئني يا نور.. هل زوجك هو من سيجري لها العملية؟
– كلا فهذه ليست من اختصاصه، ثم إنه لم يستطع السفر معي فعليه بعض الالتزامات، ولديه مسؤولية نحو مريضة عليه متابعتها هناك بعد ان شارك في إجراء عملية لها..
وتذكرت سوسن الخبر الذي ورد في الصحيفة، وما أثارته الفتيات من تعليقات حوله، لا شك أنها عملية ابنة الوزير ..و خطر ببالها أن تسألها، ألستِ قلقة على زوجك يا نور! غير أن الموقف الذي بدت فيه نور كان أكبر من أن تفكر بمثل هذه الأمور.. لقد كانت قلقة تماما على أمها، حتى أن سوسن لم تعد تشعر بقيمة ما كانت تفكر فيه من قبل؛ إلى أن صدمت بمشهد سورا وهي تسير إلى جانب أيهم أثناء خروجه مع فريقه عبر الممر.. فسقط الهاتف من يدها، وكاد أن يغمى عليها حقا.. لقد رأت تعاليم وجهه بوضوح.. لا شك في ذلك.. كان أيهم مهتما بها وهي تحادثه..لقد فعلتها تلك اللئيمة….!
لم تعرف سوسن ما الذي أصابها بعد ذلك، هل كانت تحلم!! هل أصابها دوار !! هل أغمي عليها جراء أمر ما..!! فكل ما تراه الآن هو وجه أيهم الذي أخذ يحملق بها بلهفة:
– سوسن.. ماذا أصابك؟؟ هل أنت بخير!!
ولم تمر بضع لحظات حتى تذكرت ما حدث، لقد فقدت وعيها بلا شك بل وكادت أن تفقده للمرة الثانية وهي ترى سورا أمامها تسأل أيهم عنها بلهفة مصطنعة:
– هل هي بخير؟ ربما كانت بحاجة للذهاب إلى المشفى!
فيطمئنها أيهم بقوله:
– لا تقلقي ستكون بخير.. أظنها مرهقة قليلا..شكرا لك لقد أتعبناك معنا..
فترد عليه سورا:
– كلا هذا واجبي فسوسن صديقتي في المعهد كما أخبرتك من قبل..
وتابعت وهي تناوله رقم هاتفها:
– للأسف علي الذهاب، أرجو منك أن تطمئنني عنها إن لم يكن لديك مانع..
ومدت يدها لمصافحة أيهم قائلة:
– شكرا لدعوتك اللطيفة.. لقد كنت رائعا ومتألقا كعادتك يا…
وتابعت جملتها هامسة بصوت لا تعرف سوسن كيف سمعته:
– حبيبي..
فيما رد عليها أيهم بقوله متجاهلا كلمتها الأخيرة:
– و شكرا لذوقك ولطفك، سأطمئنك عن سوسن بالتأكيد فلا تقلقي يا.. عفوا ما اسمك؟..
فأجابته بدلال بالغ:
– يمكنك مناداتي بـ سورا..
تمنت سوسن لو أنها بقيت في إغماءتها ولم تسمع ذلك الحوار الذي لا يبشر بخير أبدا، كانت تشعر بإعياء شديد فيما انهمرت الدموع من عينيها المغمضتين لتنساب على خديها، لقد باءت جميع محاولاتها لتحول بين سورا وأيهم بالفشل، فها هي سورا تقتنص الفرصة وأمام عينيها، بل والتي ساهمت هي شخصيا بتقديمها لها على طبق من ذهب!
لم تكن سوسن بكامل وعيها وهي ترى ذلك كله.. مما عجل بدخولها في دوامة الظلام من جديد…
……
يتبع ان شاء الله…
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
Tags: No tags

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية