محتوى المقالة

مقالة

تركته لأجلك! – الحلقة 3

2023-04-11 - ضياء

عن القصة:

رواية عاطفية متسلسلة من نوع خاص، تتحدث عن شابة حسناء ثرية وماهرة بالرسم، ترتبط بنجم مشهور بعد أن وقع في حبها من النظرة الأولى، لتبدأ بعدها حياة جديدة لم تتوقع أن تواجهها يوما ما..”

شباب وشابات تختلط مشاعرهم في هذه الرواية وتتشعب، فهل “الحب” هو السبب؟!!

التصنيف: رومانسي، دراما، غموض، سينين

ظلام…ظــــــــلام….ظـــــــــــــــــلام…
أخذت سوسن تجري وقد تقطعت انفاسها وخارت قواها هربا من تلك الايادي التي تحاول الامساك بها، كانت تجري وتجري وسط الظلام التام ولكن الى اين!! فكل ما حولها هو الظلام وحسب، حاولت أن تصرخ.. أن تستغيث.. دون جدوى فقد ضاع صوتها في حلقها قبل أن يخرج.. ظلام في كل مكان هذا كل ما تراه.. أو أنها لم تكن ترى شيئا أصلا…أرادت أن تهتف باسم فارسها ايهم لعله يأخذ بيدها ويطير بها على صهوة جواده الأبيض، لكنها لم تفلح.. لقد ضاع كل شيء ولم تعد تشعر بأي شيء…
وبصعوبة شديدة استطاعت فتح عينيها أمام نور بسق فجأة أمامها ، فغطت وجهها بيديها لتتمكن من الابصار، فإذا بشمس الصباح المتسللة من بين طيات الستارة تداعب وجهها دون استئذان وهي تنشر الدفء في المكان، حتى أدركت سوسن أخيرا أنها لا تزال فوق سريرها بعد أن ارتمت عليه بتهالك اثر عودتها من الحفلة، فالتقطت انفاسها اللاهثة:
– لقد كان كابوسا مزعجا!
ثم نهضت من فراشها بسرعة وهي تحدث نفسها:
– أرجو أن لا أكون قد تأخرت على المعهد، فعلي انجاز لوحتين على الأقل قبل نهاية الاسبوع!
وبسرعة نادت الخادمة متسائلة:
– هل أعد مرزوق السيارة؟
فأجابتها الخادمة بتلعثم وهي تحاول ايجاد مبرر لتصرفها:
– لقد ظننتك تنوين البقاء في المنزل هذا اليوم يا سيدتي، فقد عدت في ساعة متأخرة.. و كنت مرهقة جدا ليلة الامس.. لذلك قلت لمرزوق عندما سألني….
لم تستطع سوسن الانتظار كعادتها لسماع كلام الخادمة كله فاستعجلتها بقولها:
– حسنا حسنا لا بأس، سآخذ سيارة أجرة
فاستوقفتها الخادمة بقلق:
– لا تستطيعين ذلك يا سيدتي سيغضب سيدي إن خرجت بمفردك!
فتنهدت سوسن وهي تستذكر تعليمات الحماية الصارمة الموجة لها خصيصا، كونها الابنة الوحيدة لرجل الأعمال الكبير كارم، فالأعداء كما يقول والدها يتربصون بأصحاب النجاح دائما ولا بد من أخذ الحيطة والحذر، رغم أنها شخصيا لا تؤمن بذلك أبدا ولا يمكنها تخيل عدو أخطر من سورا ومن شابهها عليها، لكنها استسلمت لرغبة والدها وهي توجه حديثها للخادمة:
– اذن اطلبي منه أن يعد السيارة في أسرع وقت ممكن، فسأذهب إلى المعهد..
لم تكن سوسن ممن يعير اهتماما كبيرا للأحلام، لذا لم تكن الكوابيس لتترك أثرا يُذكر في حياتها، غير أن هذا الكابوس بالذات جعلها عازمة على مكاشفة أيهم بموضوع كان يؤرقها من فترة طويلة وقد آن أوان التخفف من عبئه.. حتى أنها همت بارسال رسالة نصية له تخبره عن رغبتها في الحديث معه بأمر مهم لكنها سرعان ما عدلت عن ذلك، فما زال النهار في أوله وستقابله في المعهد على أية حال..

***

( يتبع ان شاء الله)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لترك تعليق، يرجى تسجيل الدخول.