شعار نبراس

تركته لأجلك! – الحلقة 2

عن القصة:

رواية عاطفية متسلسلة من نوع خاص، تتحدث عن شابة حسناء ثرية وماهرة بالرسم، ترتبط بنجم مشهور بعد أن وقع في حبها من النظرة الأولى، لتبدأ بعدها حياة جديدة لم تتوقع أن تواجهها يوما ما..”

شباب وشابات تختلط مشاعرهم في هذه الرواية وتتشعب، فهل “الحب” هو السبب؟!!

التصنيف: رومانسي، دراما، غموض، سينين

لم تكن سوسن تدرك حجم ذلك التغيير الذي سيحدث في حياتها، عندما التحقت نور بالمعهد أول مرة لافتة أنظار الجميع لحجابها الساتر، إذ لم يعتد أحدهم رؤية فتاة بذلك الشكل تلج هذا المكان بالذات، خاصة وهي تدخل بثقة وشموخ لتتجه مباشرة نحو المسؤولة مسلمة عليها قائلة:
– أود الالتحاق بهذا المعهد لمدة شهر ان شاء الله من أجل صقل موهبتي في الرسم..
ثم أضافت بعد أن أدارت وجهها في المكان وقد بدا عليها التوجس من بعض اللوحات:
– أريد رسم لوحات الطبيعة وحسب!
فرمفتها المسؤولة باستياء معلقة:
– اسمعيني يا هذه، لا مجال للتعقيد هنا، فإذا كنت ترغبين بمناقشة الحلال والحرام فهذا ليس مكانه!!
فتداركت نور قائلة بأدب:
– عفوا، نا لم أقل شيئا من هذا القبيل، كل ما قصدته هو أنني أرغب برسم لوحات الطبيعة وحسب، فلدي الموهبة بفضل الله ولكنني أريد صقلها، وقد علمت أن هذا هو المعهد الوحيد الذي أجد فيه مشرفات من النساء
لم يرق كلام نور للمسؤولة كثيرا، وهمت بأن توضح لها بأن هذا المكان لم يتعمد احضار المشرفات من أجل وجهة نظرها تلك وكأنها تدفع تهمة عنه، غير أنها اكتفت بقولها:
– التكلفة باهظة هنا!
فأخرجت نور محفظتها ووضعت النقود على الطاولة مردفة:
– تفضلي، لقد اطلعت على أسعاركم وهي معقولة نسبيا..
وما أن وضعت نور النقود على المنضدة حتى تغيرت ملامح وجه المسؤولة، في حين أخرجت نور مبلغا اضافيا قائلة:
– إن كان يتوجب علي دفع مبلغ اضافي مقابل تحديد الفرع الذي أنوي رسمه فلا مانع لدي..
لم يتطلب الأمر أكثر من بضع لحظات أخرى حتى استلمت نور أدواتها متجهة نحو الزاوية التي حددتها لها الآنسة ناديا لتبدأ أولى أعمالها في المعهد، ورغم أن نور ألقت التحية على الفتيات بابتسامة محببة إلا أن النظرات المحدقة بها لم تخلو من استهجان لمظهرها مع بضع همسات من هنا و هناك، غير أن نور لم تبد اكتراثا بذلك كله بل أخذت مكانها بينهم بثقة. وحدها سوسن نهضت من مكانها وبادرت بالترحيب بها وهي تمد يدها مصافحة:
– أهلا بك بيننا، اسمي سوسن..
فشدت نور على يدها بحرارة:
– تشرفت بمعرفتك، وانا اسمي نور..
و سرعان ما انسجمت الفتاتان مع بعضهما و كأنهما على معرفة سابقة رغم تناقض مظهرهما الخارجي الشديد، حتى أن سوسن استأذنت الآنسة ناديا بنقل حاجياتها إلى جوار نور، فأذنت لها بنبرة محذرة:
– ولكنك ستكملين اللوحة التي بدأتها يا سوسن قبل أن تفكري برسم لوحة طبيعية!
فابتسمت سوسن مطمئنة:
– بالتأكيد.. فلم يخطر هذا ببالي يا آنسة!
ولأول مرة من مدة طويلة شعرت سوسن براحة تغمر خلايا قلبها القلقة فاستعادت حيوتها التي فارقتها من أسابيع، وغدا لرسمها إلى جوار نور طعم آخر لم تتذوقه من قبل، بل انها شعرت بانجذاب غريب نحو نور لم تعرف كنهه وكأنها الملاك الذي كانت تنتظره ليخلصها من همومها ويجد لها حلا لجميع مشكلاتها، وما أن استقرت هذه الخاطرة في رأسها حتى تملكتها رغبة عارمة لمعرفة تفاصيل حياة هذه المنقذة، ولم تتردد نور لحظة واحدة بالاجابة عن اسألتها التي اقتصدت فيها سوسن وهي تحاول من خلالها أن تستشف أخبار نور دون أن تبدو فضولية..
قالت نور:
– لطالما حلمت بتجسيد ما أراه من مناظر طبيعية خلابة أمامي على لوحات تتجلى فيها عظمة الخالق وبديع صنعه.. إنني أهوى الطبيعة والتأمل فيها.. بل انني اعشقها.. إنها تعني لي الكثير..
و تابعت باسمة:
– وبما أنني أنوى اخراج لوحات على مستوى عال، فقد اقترح علي زوجي بعد انتقالنا لهذه المدينة الالتحاق بهذا المعهد لا سيما وأن لدي وقت فراغ كبير أثناء انشغاله بعمله..
علت الدهشة وجه سوسن بداية لكنها سرعان ما ابتسمت قائلة:
– لا شك أنك عروس جديدة اذن!
فبادلتها نور ابتسامتها:
– أجل فلم يمض على زواجنا أكثر من شهرين..
وقبل أن تضيف أي منهما كلمة أخرى رن هاتف نور، فاعتذرت وهي تنهض قائلة:
– لم أنتبه لمرور الوقت لقد جاء زوجي..
و بعد أن صافحت سوسن بمودة، اتجهت نحو الآنسة ناديا:
– سأكمل اللوحة في الغد إن شاء الله فلن أستطيع التأخر أكثر هذا اليوم..
و لم تكد نور تغادر القاعة حتى أسرعت الفتيات – اللاتي كن يتستمعن الى حديثها باهتمام شديد- إلى النافذة وهن يتابعن خطاها المتجهة نحو سيارة فارهة ، حتى قالت إحداهن وأكثرهن فضولا:
– كما توقعت.. معقد مثلها!!
ولأول مرة وجدت سوسن في نفسها رغبة لمشاركتهن الحديث وهي تعلق باسمة:
– لا أدري كيف استطعتن رؤية ملامحه من هذه المسافة!
وتمتمت أخرى بصوت مسموع وهي تستمع الى الوصف الدقيق الذي وصفت به زميلتها ذلك الشاب الملتحي:
– غريبة! ارستقراطيون ومعقدون!!!
فقالت سوسن:
– وما الغريب في ذلك!! اليست هذه حرية شخصيـ…
و بترت عبارتها اثر شعورها بيدين تطوقان خاصرتها من الخلف، فالتفتت بسرعة لتجد ايهم ينظر اليها بحب مكملا جملتها، قبل أن يتيح لها فرصة الاعتراض على تصرفه المفاجئ:
– حرية شخصية يا عزيزتي، اليس كذلك!!
لم تستطع سوسن الرد بكلمة واحدة وهي تحاول التواري عن الانظار المحيطة بها وفي عينيها ابلغ كلام:
– لماذا يا أيهم! إلى متى تحرجني بهذه التصرفات!!
غير أن أيهم سرعان ما قدم لها هديته قائلا:
– لقد انتقيت هذا الثوب خصيصا لك يا فاتنتي الجميلة، سأمر عليك هذه الليلة لأصطحبك إلى حفل خاص، فلن يروق لي أي مكان في هذا العالم دونك..
فتساءلت سوسن باستغراب:
– ألم تخبرني بأن الحفل سيقام الشهر القادم؟
فابتسم أيهم بعذوبة:
– أجل ذلك حفل النجوم، ولكن حفلة الليلة خاصة جدا، إنها على شرف كبار المسؤولين وقد دعيت اليها كواحد منهم..
 
***
( يتبع ان شاء الله)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
Tags: No tags

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية