تركته لأجلك! – الحلقة 17

عن القصة:

رواية عاطفية متسلسلة من نوع خاص، تتحدث عن شابة حسناء ثرية وماهرة بالرسم، ترتبط بنجم مشهور بعد أن وقع في حبها من النظرة الأولى، لتبدأ بعدها حياة جديدة لم تتوقع أن تواجهها يوما ما..”

شباب وشابات تختلط مشاعرهم في هذه الرواية وتتشعب، فهل “الحب” هو السبب؟!!

التصنيف: رومانسي، دراما، غموض، سينين

أطرق أيهم برأسه دون أن ينبس ببنت شفة؛ قبل أن يستأنف هو وسوسن سيرهما نحو السيارة بصمت..
وفي تلك الاثناء مرت من قربها اثنتين تثرثران بصوت مرتفع وهما تنهشان لحم أخرى:
– أرأيت كيف تتظاهر بأنها غاضبة من نظرات الرجال لها!!
– تظن أننا صدقناها.. يا للسخف.. لو كانت كذلك لما أظهرت مفاتنها للجميع!!
– كما قلتِ.. تسعى للفت الانظار ومن ثم تتذمر من نظراتهم لها.. صنف مقزز!!
– لكم أكره المدّعيات المتحذلقات أمثالها..يستمتعن بإثارة المتاعب حولهن..
– ……..
لم تعد قدما سوسن تقويان على حملها.. وقد شعرت بأن سهاما نارية قد وُجّهت إلى صدرها ببراعة؛ وكأنها المقصودة بكلامهما.. يا إلهي ما هذا الكلام.. بل ما هذا التفكير القاسي..!! أيوجد هناك من يستمتع بإثارة المتاعب حوله!!! كيف تسمحان لنفسيهما بالحديث هكذا عن الاخرين!! قد تكون تلك فتاة طيبة وبريئة من اتهاماتهما اللاذعة..! وشعرت بتعاطف كبير مع تلك الفتاة وقد رأت فيها صورتها، حتى همّت بالتدخل في حديثهما لكي تنفي التهمة عنها، غير أنها لامت نفسها على تفكيرها ذاك.. فما شأنها بهم…! ثم ما أدراها هي بالفتاة أو المرأة اللتان تتحدثان عنها!! غير أن ضميرها لم يسوغ فكرة الكلام عنها بهذا الشكل مهما تكن..فلماذا لا ينصحانها بدلا من طعنها بالخلف هكذا.. قد لا تكون منتبهة لذلك ليس أكثر..!
حدث ذلك كله في بضع دقائق فقط كانت السيدتان خلالها قد ابتعدتا عن سوسن التي صعدت إلى المقعد الأمامي للسيارة إلى جانب أيهم.. والذي رمقها بنظرات فاحصة قبل أن يقول وهو يقوم بتشغيل السيارة:
– عليك أن تكوني أكثر شجاعة يا حبيبتي وأكثر قوة.. هكذا هي الحياة..
لم ترد عليه سوسن بشيء، واكتفت بالتحديق من زجاج النافذة بصمت.. إذا كانت هذه هي الحياة كما يقول.. فلماذا نعيش من أجلها!! هل كتب علينا أن نتجرع العذاب في كل شيء فيها!! أيعقل أن الحياة بطبعها تحب الإيذاء إلى هذا الحد!!! غير أن أيهم لم يكن ليتركها لأفكارها تلك كثيرا، فأوقف سيارته فجأة وركنها على جانب الطرق ملتفتا إليها:
– سوسن.. يحق لي أن أطلب منك طلبا، أليس كذلك!
بوغتت سوسن بسؤاله ذاك خاصة وقد أوقف السيارة على حين غرة، فسألته باستغراب:
– ماذا هناك!!
فقال لها بنبرة حالمة:
– بصفتي خطيبك.. يحق لي أن أطلب منك.. قبلة!! أريد واحدة منك الآن..
كانت جملته تلك كفيلة بتسريع نبضات قلبها إلى رقم قياسي مع تصعيد الدم إلى وجنتيها حتى كاد أن يتفجر منهما أنهارا، انها تخجل من ذلك وهما وحدهما؛ فكيف في الشارع العام! وهمست بخفوت وهي تنكمش في الزاوية البعيدة من مقعدها:
– الآن…!!!!
لم يقاوم أيهم نفسه من اطلاق ضحكة مرحة لمظهرها ذاك:
– إن لم تعدّلي مزاجك حالا سأضطر لأخذها منك بالقوة .. والآن..
فابتسمت سوسن وهي تضع يدها على قلبها في محاولة لتهدئته:
– حسنا غلبتني.. لقد تبت..
فضحك أيهم وهو ينطلق بالسيارة من جديد:
– هذا أفضل.. رغم أنني لن أتنازل عن حقي مرة أخرى..
قالها وهو يشغل اسطوانته الجديدة ليعيش مع سوسن أجمل لحظات الحب، والتي كانت كفيلة بتنسيتها جميع ما حدث في هذا اليوم.. حتى لوحة شجيرة الورد التي كانت تتوق لسؤال نور عنها، لم تذكرها إلا وهي على فراشها قبل أن تنام كعادتها!.. ما الذي عنته نور بها يا ترى!!.. وأمسكت هاتفها بتردد.. ليس من اللائق أن أحادثها في هذا الوقت المتأخر.. سأسألها عنها صباح الغد..
غير أنها لم تستطع مقاومة فضولها أكثر فاتصلت بها وبعد فترة وجيزة قطعت الاتصال؛ لتكتب لها رسالة:
– ” أعتذر عن إزعاجك عزيزتي في مثل هذا الوقت، كيف حال أمك؟ أرجو أنها بخير، لقد جاءت لجنة التقييم الفنية هذا اليوم وقد بهروا بلوحاتك حتى أنهم طلبوها لتُعرض في المعرض العالمي..هل تصدقي أنني لم انتبه للوحة شجيرة الورد إلا حينها! لقد كانت مذهلة للغاية ورسم الأيادي فيها والوردتين متقن جدا حتى شعرت بأنها حقيقية، لكن ما الذي تعنينه بها؟ أهي من إيحاء آية قرآنية أخرى؟؟”
لم يغمض لسوسن جفن تلك الليلة وهي تسترجع الأحداث التي مرت بها، وبدأت نفسها تحدثها..وقد استيقظ عقلها بعد أن زال خدر الحب عنه قليلا.. أيعقل أن يكون ذلك كله من قبيل المصادفة وحسب!!
تعطل السيارة في الصباح والتجمع حولها.. التقاؤها بسامر على الدرج وتصرفاته الغريبة تلك.. وقبل ذلك الشاب الذي لم تعجبها نظراته في الحفلة.. شجيرة الورد.. شجار المطعم.. وأخيرا.. حديث السيدتين…أهذه مصادفة!! أتراها تحمل إشارة معينة..!! رسالة ما…!!
في تلك اللحظة سمعت نغمة استلام هاتفها لرسالة نصية، ففتحتها بلهفة لتقرأ:
– ” جزاك الله خيرا على بشارتك عزيزتي، أعتذر منك فإنني مشغولة مع أبي الآن والحمد لله تحسنت أمي كثيرا بفضل الله، سأتصل بك في أقرب فرصة إن شاء الله، الأحزاب 59″
……
يتبع ان شاء الله…
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
Tags: No tags

إضافة تعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني *الحقول المشار لها بنجمة هي حقول إلزامية